رمزية ”أرطغرول” على حساب هادي..
تقرير: اجندة "إخوان اليمن".. الولاء الأعمى لتركيا يبدأ من تعز
تعز
جندي شرطة عسكرية في نقطة الهنجر مدخل تعز، يعطي طفلاً مر مع عائلته، صورة لـ”أرطغرول” أحد رموز التركمان التاريخيين ومن وضع لبنة بناء الدولة العثمانية، وتوضح معلومات الطباعة أن الصورة طُبعت في مطابع المدينة المغرم جنودها المنتمون للإخوان المسلمين بأبطال الدولة التركية.
مسلسلات تمجيد تاريخ الأتراك وقواتهم العسكرية في عهد رجب طيب أردوغان تجد رواجاً في أوساط الجيش التابع للإخوان، ممثل الشرعية الرسمي في تعز، وتحولت مؤخراً هذا المسلسلات إلى روافد لبناء عقيدة هذا الجيش الذي يعتبر أردوغان الخليفة الموعود.
في فرزة المخا، على الشارع الرئيس بيرباشا الضباب، يخرج جندي ينتمي للواء الخامس حرس رئاسي ويطلق النار باتجاه سيارات الفرزة، يقول السائقون إنهم يعانون من صراع مستمر مع “الجنود”، يتهمهم الجنود بأنهم “يتواطأون مع جنود طارق وينقلونهم ذهاباً وإياباً دون كشف بياناتهم”.
العداء لليمنيين والعرب، مقابل الولاء الأعمى لـ”الأتراك” عقيدة تنتشر في أوساط جيش الإخوان ومليشياتهم، ظهر ذلك في كلمات قياداتهم السرية، في التسجيل الذي نشره نيوزيمن في الأول من أغسطس الماضي ويظهر فيه الحاكم العسكري الإخواني لتعز “عبده فرحان” يعرِّض بالتحالف العربي وقياداته العسكرية التي تقاتل في اليمن ضد الحوثي، ويقول إنه لم يقبل حتى مصافحتهم، ويمجد “أردوغان”، وذاته ورد في التسجيل الذي نشره نيوزيمن في الأول من نوفمبر الحالي وظهر فيه رئيس عمليات إدارة أمن محافظة تعز، الإخواني محمد حمود اليوسفي، يخطب أمام مجموعة من الجنود، ويهاجم التحالف العربي، ويثني على “اردوجان”.
لم يقتصر الأمر على النشاط الإعلامي السياسي المدني، حيث تنتشر صور الأتراك في الإمارة الإخوانية داخل مدينة تعز، بل تحول مادة توعية عسكرية، ومؤخراً شارك المدنيون والعسكريون الإخوان داخل إمارتهم بالتفاعل مع معارك حرب اذربيجان وأرمينا، كما فعلوا من قبل مع المحاولة التركية للتدخل في ليبيا، ويضخمون الوجود التركي في جزء من الصومال، ويقدمون كل ذلك باعتباره فتحاً إسلامياً.
الرموز التركية يتجاوز حضورها في الصراع ضد التحالف العربي إلى الصراع داخل الشرعية اليمنية ذاتها، حيث يغيب الرئيس عبدربه منصور هادي كلية داخل تعز، التي تتحول إلى مقاطعة تركية يحضر في أوساط جيشها أردوغان ويغيب هادي وتهاجم كل الرموز الرسمية حتى وهي تشارك بالصمت على الأقل على نشاط الإخوان الاستحواذي.
ويغرق الإخوان المجتمع بكم هائل من المعلومات والثقافة التي تروج للعثمانية وتغسل جرائم الاحتلال التركي لليمن، وتعتبر ما تقوم به تصحيحاً للمناهج المغلوطة التي شيطنت العثمانيين سنوات طويلة.
قوات حراس الجمهورية ينتمي أفرادها إلى كل مناطق اليمن، غير أن الإخوان يختزلون انتماءاتهم الجغرافية في أسرة طارق صالح، كما كانت تختزل الحرس الجمهوري باسم الحرس العائلي وحرضت عليه حتى تم تفكيكه.
أما جنوباً، فإن التحريض الإخواني يتجاوز الإعلام، إلى تحشيد عسكري يتوجه عبره أبناء القيادات والمناصرين من كل الجبهات ضد الحوثي أو من داخل تعز إلى شبوة وشقرة، خاصة منذ تحررت سقطرى من مشاريعهم بالقوة العسكرية.
في المقابل، يعلن جيش الإخوان في تعز أخوتهم وحبهم للجيش التركي على حساب رفاقهم في السلاح ومواجهة مليشيات الحوثي، ويواصلون التحريض ضد قوات المقاومة الوطنية باعتبارها تشكل خطراً على مشروعهم الإخواني العابر للحدود.
يشاهد جنود جيش الإخوان في متاريسهم ومعسكراتهم أسبوعياً أكثر من 5 مسلسلات تركية، حسب مصادر “نيوزيمن”، ويتم نسخ المسلسلات من محلات الإنترنت إلى ذاكرة تلفون، وبعدها يتم تناقلها كل مجموعة حسب تواجدهم، بينما في المقرات الكبيرة يتم مشاهدتها بشاشات تلفزيونية.
أبرز هذه المسلسلات تتحدث عن تأسيس الدولة العثمانية ودولة السلاجقة ومسلسل يسوق لبطولات القوات الخاصة التركية باسم المحارب، ومسلسل آخر يروج لدور المخابرات التركية في توظيف المافيا التركية في مواجهة الإرهاب والمخابرات الدولية ومسلسل خامس يتحدث عن نجاح الأتراك في مواجهة الأكراد وتحركات الجانب التركي في سوريا والعراق باعتبارها تخدم الأمة الإسلامية.
وتتضمن المسلسلات الحديثة استهدافاً لدول مثل مصر والإمارات والسعودية، في حين يتم الحديث في سياق سيناريو المسلسل التاريخي التركي السلاجقة عن مكة والحرمين باعتبارهما مركز حكم الأمة ويجب عودة جيش محمد إليها، أي الجيش التركي.
جيش الإخوان في تعز بعقيدة عثمانية، وهذا يتم بشكل ممنهج وبرعاية المقر والتوجيه المعنوي للجيش وحتى محاضرات التعبئة للجنود تركز على تمجيد جيش اردوغان كجيش إنقاذ الأمة والتحريض على القوات في الساحل الغربي، وخصوصاً بدرجة رئيسية قوات المقاومة الوطنية.
يقابل الإخوان، مشروع الحوثي الفارسي، بمشروع “عثماني”، على الرغم من تغير كل الظروف واحتمال التنسيق الكبير بين طهران واسطنبول، خاصة وكل منهما تلعب دوراً لحماية “قطر” ضد دول الخليج العربي، ولكن في المحصلة فإن هذا وذاك يأتي على حساب المشروع الوطني، فبين شعارات فارس وخطابات اردوجان يتم تجريف الهوية العسكرية اليمنية وعقيدتها الوطنية والقومية.
-------------------------------
المصدر| موقع نيوز يمن الاخباري