كشف عن دول قطر في تمويل الإرهاب..

تقرير بريطاني: "الانتقالي الجنوبي" العدو اللدود للقاعدة والاخوان

مسلحون من القوات الجنوبية خلال معارك مع ميليشيات الإخوان بشبوة - ارشيف

لندن

وصف تقرير بريطاني المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية، بالعدو اللدود لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)، كاشفا عن دور قطر في تمويل الإرهاب والعنف في مدن الجنوب المحررة من الحوثيين.

وتحت عنوان " إخوان اليمن يستغلون فلول القاعدة لبسط نفوذهم، قال موقع ميدل ايست اونلاين البريطاني "جبهة الإصلاح تعمل على إدماج مقاتلين سابقين في القاعدة مستغلة ظروفهم المادية لتشكيل جيش رديف هدفه السيطرة على مساحات شاسعة وغنية بالثروات جنوب اليمن".

وذكر الموقع في تقرير انه "مع تصاعد الجهود الخليجية وتحديدا السعودية والامارتية لتوحيد صفوف اليمنيين من خلال إنجاح مشاورات تشكيل حكومة جديدة تنهي الخلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية والاهتمام أكثر بمواجهة خطر الحوثيين الموالين لإيران تقوم جبهة الإصلاح الذراع الاخواني في اليمن بخطوات مناقضة لتلك التوجهات عبر إدماج فلول تنظيم القاعدة المنهزم في الحرب التي دارت ضدّه خلال السنوات الأخيرة في عدد من مناطق جنوب اليمن.

ونبه ميدل ايست اونلاين من مساع تقوم بها جبهة الإصلاح الاخوانية بادماج مقاتلين سابقين في تنظيم القاعدة لهم خبرة في حرب العصابات وذلك في إطار تشكيل جيش موال للإخوان ممول من قطر ويأتمر بأمرهم.

وقال ان حزب الإصلاح يستعد لشن حرب طويلة الأمد هدفها الأساسي السيطرة على مساحات شاسعة وغنية بالموارد الطبيعية في الجنوب، وصولا إلى عدن التي تقع تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي العدو اللدود للإخوان والتنظيمات المتشددة.

وتعمل جبهة الإصلاح على تجنيد الشباب غير المعروفين وإقصاء القيادات الوسطى والعليا للقاعدة وهم من تلاحقهم أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية.

واستغلت جبهة الإصلاح هزائم القاعدة خلال السنوات الخمس الأخيرة لاستيعاب مقاتليها الفارين والذين انقطع عليهم الدعم المادي بسبب شح التمويل لدى التنظيم المتشدد.

وكان التنظيم تمكن قبل سنوات من إضعاف القوى الأمنية واحتلال مناطق بأكملها والاستغناء عن حرب العصابات والعمليات الخاطفة حيث تمكن سنة 2015 من السيطرة على مدينة المكلا كما سيطر على مدينة زنجبار مركز محافظة أبين ومدينة جعار القريبة منها.

لكن الجهود الإقليمية واليمنية أطاحت بحلم القاعدة في تشكيل نواة إمارة إسلامية في جنوب ووسط اليمن حيث تمكن التحالف العربي بقيادة السعودية وبالتعاون مع الإمارات التي ساهمت في تدريب نخب عسكرية مناطقية محليّة وأحزمة أمنية من هزيمة التنظيم وطرده من المناطق التي احتلّها.

ومع هزيمة القاعدة لم يجد الآلاف من الشباب القبلي الذي انتمى للتنظيم من وسيلة لكسب المال سوى الانخراط في الجيش المستقبلي للإخوان.

وكانت تلك الأهداف المادية هي نفسها من دفعت هؤلاء الشباب الى غزو المناطق واحتلالها والاستيلاء على أموال وأملاك الأهالي والتجار زمن القاعدة بعد فرض إتاوات وضرائب كبيرة عليهم.

ووصل الأمر بتلك المجموعات المتطرفة الى قتل كل من لا يستجيب لأوامر القاعدة وإصدار فتاوي بتكفيرهم.

واستغلت جبهة الإصلاح هذه الجزئية لاستمالة وإدماج هؤلاء الشباب الذي أصبح يعاني من الفقر والخصاصة ويبحث عن التمويل مع توقف الأموال التي كانوا يتحصلون عليها من نشاطهم في القاعدة مع انسداد سبل الغزو وشح التمويل.

ويبدو ان جبهة الإصلاح وعدت هؤلاء الشباب والمقاتلين بالإنفاق عليهم وعلى عائلاتهم مقابل الانخراط في جيشها المستقبلي فقيادات الإخوان معروف عنهم ثراؤهم الفاحش وإدارتهم لمشاريع ضخمة في مختلف القطاعات.

لكن التمويل يأتي أيضا من قطر الحليف الرئيسي للتنظيمات الاخوانية عبر العالم بما فيها اليمن حيث تسعى الدولة الخليجية الغنية بالغاز الطبيعي إلى استعمال جبهة الإصلاح كورقة للضغط السياسي والعسكري في اليمن.

والإخوان الذين اخترقوا الجيش اليمني اتجهوا خلال السنوات الماضية إلى تشكيل ميليشيا أو جيش رديف بقيادة القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي حيث تعج معسكرات هذه الميليشيا الواقعة في محافظة تعز جنوب غرب اليمن بمقاتلين كانوا في صفوف القاعدة وقاتلوا معها في أبين والبيضاء وحضرموت وغيرها.

وإضافة إلى الدافع المادي يتشارك المقاتلون السابقون للقاعدة مع الإخوان في العداء للقوى المناطقية والأحزمة الأمنية التي تمكنت من إنهاء حلم القاعدة وإعادة الأراضي الشاسعة منها.

ولن يضطر هؤلاء المقاتلون الى إعادة توجيه بنادقهم نحو عدو آخر غير الذي انخرطوا في قتاله خلال السنوات الأخيرة، بل إنّ الانتماء لتلك القوات يمثّل بالنسبة إليهم منصّة مناسبة للانتقام من عدوّهم الذي انتزع الأراضي من أيديهم وفكّك نواة إمارتهم المنشودة، وهو القوات الجنوبية المتعدّدة من أحزمة أمنية ونخب مناطقية.

وكانت نفس تلك الأحزمة هي من أطاحت بحلم الإخوان المتمثل في السيطرة على محافظات جنوب اليمن بعد خسارتهم لمناطقهم في محافظات الشمال مع تقدم ميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران.

ويمثل المجلس الانتقالي الجنوبي كابوسا يؤرق الإخوان حيث ظهر في السنوات الأخيرة كقوّة سياسية وعسكرية أولى في جنوب اليمن منعت جبهة الاصلاح من السيطرة على مناطق شاسعة غنية بالنفط والغاز.

ومع استغلال الاخوان للسلطة المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هاجم مسلحوها المجلس الانتقالي الجنوبي في عدد من المحافظات الجنوبية خاصة محافظة ابين الاستراتيجية.