العلماء يبحثون مسألة تصدي الأجسام المضادة في الجسم للفيروس..

"الاتحاد الأوروبي" فايزر أول لقاح ضد كوفيد-19 تم ترخيصه في العالم

منظمة الصحة تعتبر ان ظهور السلالة جزء طبيعي من تطور الجائحة

واشنطن

أعلن أحد مدراء مختبر بيونتيك الألماني أوغور شاهين أن المختبر الذي طوّر مع شركة فايزر الأميركية أول لقاح ضد كوفيد-19 تم ترخيصه في العالم، قادر على توفير لقاح جديد "خلال ستة أسابيع" في حال تحوّل الفيروس كما حصل في بريطانيا.
وقال شاهين "نحن قادرون تقنياً على إنتاج لقاح جديد خلال ستة أسابيع".
 وأضاف في مؤتمر صحافي في ماينز في غرب ألمانيا غداة إعطاء السلطات الأوروبية الضوء الأخضر لتوزيع اللقاح في الاتحاد الأوروبي، "في المبدأ قوة تقنية الحمض الريبي النووي المرسال تكمن في أنه بامكاننا البدء مباشرة بتصميم لقاح يحاكي تماماً التحوّل الجديد" للفيروس.
اعلنت رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون دير لايين انها تجيز توزيع لقاح فايزر-بايونتيك المضاد لكوفيد-19 في دول الاتحاد الاوروبي، وذلك بعد موافقة الوكالة الاوروبية للادوية على استخدامه.
وقالت فون دير لايين "لقد أجرت الوكالة الأوروبية للأدوية تقييما دقيقا لهذا اللقاح وخلصت الى انه آمن وفاعل ضد كوفيد-19. استنادا الى هذا التقييم العلمي، نجيز استخدامه في سوق الاتحاد الاوروبي"، موضحة ان اولى عمليات التلقيح ستتم بين 27 و29 كانون الاول/ديسمبر.
وابدت رئيسة المفوضية "اعتزازها بان اول لقاح ضد كوفيد-19 متوافر في اوروبا هو ثمرة جهد اوروبي" في اشارة الى مختبر بايونتيك الالماني.
وقالت المفوضية الاوروبية في بيان ان "المفوضية والدول الاعضاء وشركة (بايونتيك) تعمل على تسليم الجرعات الاولى في 26 كانون الاول/ديسمبر" على ان تتواصل عمليات التسليم في كانون الاول/ديسمبر وخلال الاشهر المقبلة ليبلغ عدد الجرعات مئتي مليون بحلول ايلول/سبتمبر 2021.
ونبهت المفوضة الاوروبية للصحة ستيلا كيرياكيدس الى ان وصول اللقاح ليس الحل المعجزة لان الجرعات ستبقى محدودة في المرحلة الاولى. وقالت "علينا ان نواصل احترام الإجراءات الموصى بها وحماية أنفسنا".
وتعهدت فون دير لايين "ان تتم الموافقة قريبا على مزيد من اللقاحات اذا تبين انها آمنة وفاعلة"، لافتة الى ان "الوكالة الأوروبية للأدوية ستعلن نتيجة تقييمها للقاح ثان يعود الى شركة موديرنا في السادس من كانون الثاني/يناير".
ويترقب العالم موافقة الجهات الطبية والعلمية على المزيد من اللقاحات لفيروس كورونا المستجد لكنه يحبس أنفاسه على وقع ظهور سلالة جديدة من الفيروس شديدة العدوى وسهلة الانتشار ولا تستثني الأطفال والكبار على حد السواء.
وسيعقد الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً لأعضائه بهدف مناقشة استراتيجيات مواجهة السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجدّ، على ما أعلن الثلاثاء المدير الإقليمي للمنظمة.
وقال هانس كلوغ في تغريدة إنه استجابة للسلالة الجديدة المنتشرة في المملكة المتحدة، سيقوم الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة بـ"متابعة الوضع عن كثب" و"سيجمع الدول الأعضاء لمناقشة استراتيجيات الفحص وخفض مستوى انتقال العدوى وتعزيز التواصل حول المخاطر"، بدون أن يحدد موعداً للقاء.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لا داعي للذعر بسبب سلالة جديدة شديدة العدوى من فيروس كورونا، وقالت إن ظهور السلالة جزء طبيعي من تطور الجائحة.
وسلط مسؤولو منظمة الصحة العالمية ضوءا إيجابيا على اكتشاف السلالات الجديدة التي دفعت عددا كبيرا من الدول إلى فرض قيود على دخول القادمين من بريطانيا، وقالوا إن أدوات جديدة لتعقب الفيروس تحقق النتائج المرجوة.
وقال مايك رايان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت "يتعين علينا أن نقيم توازنا. من المهم للغاية أن تكون هناك شفافية، من المهم للغاية إبلاغ الجمهور بحقيقة الأمر، لكن من المهم أيضا أن نقول إن هذا جزء عادي من تطور الفيروس".
ومضى قائلا "توافر القدرة على تعقب فيروس بهذا القرب، بمثل هذا الاهتمام، بمثل هذه الطريقة العلمية وفي وقت مناسب هو تطور إيجابي حقيقي للصحة العامة العالمية، والدول التي تفعل هذا النوع من المراقبة تستحق الثناء".
وقالت المنظمة إنها تتوقع الحصول قريبا على المزيد من التفاصيل عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
ويقول مسؤولون، مستشهدين بتحليل بريطاني، إنه ليس هناك دليل على أن السلالة المتحورة من الفيروس تزيد خطورة المرض، رغم أنها أسرع انتشارا.
وقالت ماريا فان كيرخوف كبيرة الفنيين في منظمة الصحة العالمية إن العلماء يبحثون مسألة تصدي الأجسام المضادة في الجسم للفيروس، وإنها تتوقع النتائج في الأيام والأسابيع المقبلة.
وقالت إن الدول تعمل انطلاقا من "مبدأ احترازي" في رد فعلها على السلالة.
وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن تحورات فيروس كورونا حتى الآن أبطأ بكثير من الإنفلونزا.
وأضافوا أن من المتوقع أن تتعامل اللقاحات المطورة لمكافحة كوفيد-19 مع السلالات الجديدة أيضا، على الرغم من أن الفحوص تجرى حاليا للتأكد من هذا.