خلق التبريرات وعرقلة لأهداف التحالف العربي..

اليمن: ما الذي يمنع قوات الشرعية من اقتحام صنعاء؟

الجنرال محمد علي المقدشي خلال اجتماع له مع قيادات عسكرية في مأرب

خاص (عدن)

"انتظار قرار الحسم"، أخر ما صرحت به القوات التابعة للشرعية في مأرب والتي يسيطر عليها قادة عسكريون إخوان، في اعقاب انتقادات إعلامية في اليمن للإخوان بمحاولة اطالة امد الصراع في اليمن، بغية تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية ومادية.

وقالت مصادر عسكرية في مأرب لـ(اليوم الثامن) "إن القوة العسكرية في مأرب تتفوق عددا وتسليحا على مليشيات الحوثي وتمتلك الدعم الجوي، وهو العامل المؤثر في الحرب، لكن هناك من لا يريد خوض أي تقال حقيقي ضد الانقلابيين".

وكشف المصدر وهو ضابط جنوبي "عن أن مأرب تحكم من قبل قيادات زيدية، وليس هناك أي حاكم حقيقي من مأرب التي تعد العاصمة الإقليمية لإقليم سبأ".

وأضاف الضابط "في مايو الماضي طلب منا الاستعداد لتحرير صرواح، وتم تجهيز قوة عسكرية ضخمة، بحكم خبرتنا العسكرية وقتالنا ضد الحوثيين في صعدة، تأكد لنا انها قادرة على الحسم العسكري وتحرير بلدة صرواح، الا ان الجنرال المقدشي اوقف العملية العسكرية، الأمر الذي اثار الريبة لدى العديد من القيادات العسكرية، وهو ما دفعنا الى العودة الى منازلنا، ونذهب فقط لاستلام مرتباتنا وكأن لا حرب في اليمن".

وحول المانع من اقتحام صنعاء، قال المصدر "المبرر الوحيد لعدم اقتحام صنعاء هو خشية ان يطالها أي تدمير للمباني والبنية التحتية".. مشيرا إلى أن هناك من طالب بأطلاق تفاهمات مع الحوثيين من أجل خروج القوات من فرضة نهم الى ضواحي صنعاء او بلدة أرحب، الا ان الحوثيين ربما رفضوا ذلك".

وكشف المصدر لـ(اليوم الثامن) "أن القوات في فرضة نهم لا تخوض أي قتال حقيقي، مؤكدا ان الحرب في جبهة مأرب اثارت شكوكهم".

وعن التحركات الأخيرة في بلدة صرواح، قال المصدر "الذي حصل في صرواح من تحرير لمواقع عسكرية جديدة، تم من قبل قوات إماراتية وقوات يمنية محترفة تلقت تدريبات على يد قوات التحالف العربي،  ووحدات من المنطقة العسكرية الثالثة يقودها اللواء محسن الداعري (قائد عسكري جنوبي)"

وبرر المتحدث باسم المقاومة الشعبية في صنعاء عبدالله الشندقي تأخر اقتحام صنعاء بانهم ينتظرون الأوامر لذلك، وهي تصريحات جاءت متزامنة مع الاحاطة التي تقدم بها المبعوث الاممي ولد الشيخ وطالب فيه بفتح مطار صنعاء.

وقالت مصادر سياسية يمنية في الرياض، حول سؤال (اليوم الثامن) عن مدى مصداقية تصريحات الشندقي التي نقلتها صحيفة إماراتية "إن ما ادلى به الشندقي تصريحات سياسية أكثر ما هي معبرة عن الوضع العسكري والاستعدادات لتحرير صنعاء".

وأضافت المصادر " أن العمليات العسكرية ليست بحاجة إلى تصريحات وكشف الخطط العسكرية للعدو بان سيتم اقتحام صنعاء من ثلاثة محاورة، التصريحات هي رد على احاطة المبعوث الدولي ولد الشيخ الذي طالب بتحرير صنعاء".

وقال مصدر مقرب من الحكومة في السعودية لـ(اليوم الثامن) "إن الحديث عن انتظار القرار من الشرعية لاقتحام صنعاء (كذبة سوداء)، فالحرب اتخذ قرارها قبل عامين وما يحصل الان هو قتال مفتوح ويتم في بعض الجبهات دون حتى تنسيق او تواصل مع الحكومة الشرعية، اليمنيون يقاتلون دفاعا عن قضايا مصيرية ولا ينتظرون الحكومة حتى تطلب منه ذلك، صحيح ان هناك غرفة عمليات للتحالف العربي، لكن العديد من الجبهات تقاتل دون أي تواصل، وهو ما يعني ان القتال الحقيقي هو الذي يتم في البيضاء واطراف تعز وجبهة البقعة، لكن جبهة نهم فهي مثيرة للشك وقد سبق واعلنوا استعدادات مشابهة بشكل متكرر طوال العامين الماضيين دون ان تتم تلك التوجيهات وهو ما يفتح المجال للتساؤل من يعرقل أوامر تحرير صنعاء".

وأكد الشندقي أكد استكمال قوات الجيش والمقاومة لجميع عملية الترتيب والاستعداد، الذي وصفه بـ«الكبير»، لبدء معركة تحرير العاصمة من جهات متعددة وأهمها نهم وصرواح مأرب والساق بالجوف، مشيراً إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تطورات نوعية في تلك الجبهات.

وقال الشندقي إنهم في انتظار القرار الحاسم من قبل الشرعية والتحالف لإنهاء الانقلاب في العاصمة والمناطق والمحافظات المجاورة لها، وستكون العملية خاطفة وسريعة وفقاً لمعطيات الأرض وتوفر الإمكانات اللازمة للمعركة، والتي تم الدفع بها من قبل التحالف والشرعية إلى جبهات نهم وصرواح نهاية شهر رمضان المبارك.

وأضاف الشندقي في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، أن جبهات نهم تشهد هذه الفترة عمليات واسعة لفرق الهندسة في سبيل تطهير المناطق المحررة من الألغام في «الصافح» و10 مواقع أخرى تم تحريرها أخيراً، قبل السماح لقوات الجيش بالتمركز فيها واتخاذها منطلقاً لعمليات مستقبلية باتجاه تخوم العاصمة من جهة مديريات أرحب وبني حشيش وخولان، مشيراً إلى أنه تم تدمير مخزن أسلحة في منطقة القلب بالنسبة للجيش باتجاه المدفون.

#قسم السياسي في صحيفة (اليوم الثامن)