مصالح الدوحة تلاقت مع طهران..
كيف مولت قطر جماعة الحوثيين في اليمن؟
وأكد المسؤولون، أن الدوحة قدمت تمويلاً ضخماً للجماعة المتمردة تحت ستار إعمار صعدة، ومعالجة ما خلفته الحرب التي افتعلوها.
ويقول خبراء لـ24، إن الدوحة استغلت الحرب التي خاضها الجيش اليمني ضد المتمردين الحوثيين في محاولة لإدخال اليمن في مستنقع الفوضى، لكي يتسنى لها تقديم الإخوان كمنقذ لليمن، قبل أن يركب الإخوان موجة الربيع العربي، لتجبر الدوحة قيادات عسكرية بارزة كانت أذرعاً لنظام صالح الدموي طوال حكمه لمدة 33 عاماً، على تأييد الثورة تحت مزاعم حمايتها، في حين تؤكد العديد من المصادر أن الدوحة كان تسعى إلى تمكين الإخوان من حكم اليمن، وإدخال البلد في دوامة من الصراعات المسلحة، التي كان بدايتها الإفراج عن أبرز قيادات تنظيم القاعدة التي كانت معتقلة في السجن المركزي بصنعاء.
ويؤكد الخبير والمحامي اليمني محمود الميسري، أن "قطر استغلت حرب الحوثيين ودعمتهم، لأن مصالحها تلاقت مع إيران فهي تريد السيطرة على اليمن، والتحكم فيه عن طريق الإخوان".
ويوضح الميسري لـ24: "بدأت العلاقة بين الحوثين وقطر أثناء حروب صعدة الست التي خاضها الجيش اليمني ضد المتمردين، حيث كان لقطر دور في الهدنة بين الطرفين قبل انتهاء الحرب، وبعد تدخلها في الصراع وقرع طبول الحرب السادسة وجهت لقطر دعمها للحوثين وبعد ذلك تدخلت قطر مرة أخرى وأنهت الحرب وتعهدت بتقديم 8 مليار دولار".
وقال: "اشتدت متانة العلاقة بين قطر والحوثيين عندما اندلعت ما عرفت بثورة الربيع العربي باليمن في عام 2011، حيث سعت الدوحة إلى تمكين الإخوان من الحكم".
وأضاف المحامي الميسري: "ولعلنا نذكر الإعلان عن بنود (المبادرة الخليجية) التي رفض الحوثيون ودولة قطر أحد بنودها وهو ما يعبر عن رفض المبادرة الخليجية، ناهيك عن الدعم الشهري الذي كان يسلم للجماعات الحوثية عبر سفارة قطر بصنعاء والمقدر بـ50 ألف دولار شهرياً منذ عام 2001 للمعهد الديني الشيعي التابع لحسين بدرالدين في صعدة وفي عام 2003 زادت قطر الدعم الشهري إلى 100 الف دولار وكان يتم تسليمها لقيادي حوثي يدعى يحيى قاسم عواضه".
وأضاف المحامي اليمني: "في 1 فبراير (شباط) 2008، قامت قطر برعاية اتفاق في الدوحة بتخطيط قطري إيران، بين حركة الحوثي وحكومة اليمن، وبعد هذا الاتفاق المشؤوم الذي خول لقطر تقديم دعم مادي كبير للحوثيين تحت عدة مسميات منها إعمار صعدة وتجاوزت هذه المبالغ مئات الملايين من الدولارات وبفضل دعم قطر أصبحت الحركة الحوثية بحجم وقوة حزب الله في لبنان".
وقال الميسري لـ24: "خلال الربيع العربي راهنت قطر على الإطاحة بالعديد من الحكومات العربية، مفترضة أنه سيحل محلها جماعة الإخوان الأكثر تنظيماً من بقية الكيانات المعارضة الضعيفة وغير السياسية، وربما كان في ذهن القيادة القطرية ثورة الخميني التي أطاحت بشاه إيران، وأتت بدلاً منه بملالي إيران، وهنا يظهر موقف قطر الداعم للجماعات الإسلامية المتشددة التي تنفد عمليات توصف بالإرهابية، وثبت مؤخراً تورط قيادات بارزة بحزب الإصلاح الذي يعتبر جناحاً لجماعة الإخوان المسلمين المدعوم قطرياً في العديد من العمليات الإرهابية".