سيطرة طالبان..
مجلة أمريكية: هل يدفع "جو بايدن" ثمن الانسحاب من أفغانستان؟

الرئيس الأميركي جو بايدن.(أرشيف)
وبعد ذلك بأسابيع، بسطت طالبان سيطرتها على كامل البلاد، في الوقت الذي استنفرت أمريكا لإجلاء ما تبقى من طاقمها الديبلوماسي والمترجمين الأفغان من كابول.
هل هو خطأ بايدن؟ كتب ماكس بوت في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. ويضيف :"كان هذا الإخفاق الأسوأ للسياسة الخارجية الأمريكية منذ سقوط سايغون في 1975-وأسوأ حتى من سقوط الموصل في العراق عام 2014 في أيدي تنظيم داعش، والذي كان يمكن تفاديه بابقاء قوة صغيرة من الجنود الأمريكيين في العراق". ويجادل بوت بأنه لم يكن يتعين على ترامب التزام الإتفاق الذي وقعه دونالد ترامب مع طالبان. ولم يكن ثمة سبب يجبره على سحب ما يصل إلى 2500 جندي، علماً بأن مأزقاً سيلي ذلك.
ميلي وأوستن نصحا بايدن
وكان هذا جوهر الحجة التي رفعها قادة الجيش، بمن فيهم رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي ووزير الدفاع لويد أوستن، إلى بايدن. وقيل له إن طالبان ستسيطر في غياب القوات الأمريكية. لكن رأي بايدن تغلب على رأي الجنرالات، إذ لم يكن يريد استمرار التدخل الأمريكي في أفغانستان.
ما فاجأ إدارة بايدن لم يكن هجوم طالبان، وإنما السرعة التي تقدم بها الهجوم. كان بايدن يريد فترة انتقالية معقولة. لكنها لم تتوافر له. وتبين أن هذه الفترة تعد بجزء من الثواني. وكانت النتيجة أن الإدارة تفاجأت بما حصل-وهي تكافح لشرحه. ومن الواضح الآن أنه لم يكن ثمة دولة أفغانية، ولا حكومة، ولا جيش. بل كان ثمة خيالات وفانتازيا، إذا شئتم، ابتكرتها إدارات متعاقبة لتبرير الوجود الأمريكي كقوة احتلال. ولم يكن انسحاب بايدن سوى نقطة الإنهيار لكل ذلك.
الاستخبارات الأمريكية
ورأى الكاتب أن سجل الإستخبارات الأمريكية، خصوصاً "سي أي إي" بقيادة وليم بيرنز، يجب أن يكون محور تدقيق . وإذا ما كانت تقديرات السي أي إي متفائلة أكثر من اللازم، فهل تقديراتها حول احتمال حصول هجمات إرهابية محتملة ضد أمريكا إنطلاقاً من أفغانستان صحيحة؟ إن دور المبعوث الخاص زالماي خليل زاد، الذي كان يقول إن طالبان قد تخلت عن ظلامية أيام التسعينات، يجب أن يكون تحت المجهر عند أي تحليل لهذا الوضع في المستقبل.
وأمام منتدى أسبن للأمن في أوائل أغسطس (آب)، قال خليل زاد إن "طالبان تبحث عن الإعتراف بها. يقولون إنهم لا يريدون أن يكونوا دولة منبوذة. لديهم أسبابهم الخاصة للسعي إلى التطبيع مع بقية العالم. هل هم مستعدون لفعل ما يتوجب عليهم؟ وهنا يأتي دور الرافعة لتحقيق ذلك". فهل عرقل بايدن عمله؟ أم أنه ذهب بعيداً في تقديراته؟
هل يدفع بايدن الثمن؟
ويسأل الكاتب: هل سيدفع بايدن ثمناً سياسياً لخروجه من افغانستان. على المدى القريب، فإن الرأي العام المشغول بكوفيد-19 أكثر من النزاعات في الخارج، يمكن أن يرحب بتصميمه على إقفال النزيف الأفغاني الذي يهيمن على السياسة الأمريكية منذ عقود. لكن هل سيصمد هذا الحكم حتى العام المقبل، يبقى ذلك سؤالاً مفتوحاً.
المؤكد أن الجمهوريين من أمثال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل سيسعون إلى تحويل الإنتخابات النصفية إلى استفتاء حول المسؤول عن ضياع أفغانستان. وندد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ب"القيادة الأمريكية الضعيفة" التي كانت تركز انتباهها على المسألة العرقية أكثر من حماية السفارة الأميركية.
وحذر الكاتب من أن هجوماً إرهابياً في أمريكا أو التعرض لانتكاسة أخرى في الخارج يمكن أن تعيد إحياء ذكريات عن هزائم متلاحقة خبرتها أمريكا في السبعينات، في الوقت الذي كان يتقدم فيه الإتحاد السوفياتي.