ليلة رحيل

وسط المطر
حول الشجر
يبكي ضجر
طول السنين
الدمع ذرر
طول الطريق
في نحيب قريتي
غادرتها
في جعبتي عدة بقش
أبي لي وفرها
قيمة كبش
أربعين شلن
مع عدة علف
غصب عني شاب صغير
غادرت عدن كنه نفير
وحنحنت طيارتي
ماسمعت إلا خرير
صديق لي في المطار أحتبى
لما سمع صوت ينادي
فلان فلان تعال هنا
ركبتي خفت قليل وأشتبيت مثل النمر ومابقى شوية هرر
بين العيون طار الشرر
والعسس وصل هفش
عزيق محلق بجولبة واربع حدادي حولي تدور مابش إلا ساعتين
وأنا مغرد فوق المطار
مع أحد خبرتي
والطائرة حقي تحن
عشت فيها كمن سنة
مثل الأمير والدندنة
مابصرت ألا وأنا مربط بقشتي
وين سائر؟
سالت دموعي
وسط البشر جازع طريق
حلفت أني راجع بكير
مابش إلا كمن سنة
لما سبطت وسط البلاد
مربوط موتد بالشعر
وجعشتي تندي حنين
عبر البحور تسمع أنين
والوقيص بكل شق
ينهش من العظام مابقى
عشت من صدق في رزام
طول الليالي بالسواد
موشح مثل كبش البنجلة
ليلة عيد منتظر صوت الأذان
قرح برح من الوظف
شارح وسط الجهيش
بندق موشح بالعجين
وسط الزحام درت مرتين
أحمل بقية مامضى
ومن على الذكرى بقى
ضائع مشرد من جديد
خيرات منهم من قضى
والدنيا لازالت في عصيد
عمرك بقيت كنك تلكد بماء
من منهم والله نجى
أصبح ليل والله كسيح
أو ركيك النظر
ماعاد يفكر مدى حجر
مطر مطر وسط الصقيع
منتظر باقي شوية للكفن
قلت له أصبر قليل
قريب نرمض بعدن
وشانعيد دفرة
بعد المصائب والمحن وطن وطن وطن
فوق صيرة والتلال
أجمل مكان للحياة من جديد