من سيئون إلى عدن "القاعدة" يعيد ترتيب صفوفه..
"إخوان اليمن" يشكك بـ"القيادة الرئاسي" و"الوحدة" وسيلة للابتزاز
توعد السياسي اليمني عبدالملك المخلافي - عضو هيئة التشاور- بالدفاع عن ما اسماها بالوحدة اليمنية في مواجهة مشاريع الانفصال، فيما أكد رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، على أهمية التوافق لتحقيق ما اسماها بالأهداف المشتركة، فيما تم الإعلان عن ضبط خلايا عناصر تنظيم القاعدة، الذي فر عشر من عناصرها من سجن تابع لقوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجنرال الإخواني المعزول علي محسن الأحمر، كانوا في طريقهم صوب مدينة تعز، حيث تؤكد مصادر أمنية لصحيفة اليوم الثامن "انهم يعسكرون هناك في مناطق خاضعة لقوات ما بات يعرف بالحشد الشعبي (غير الرسمية).
وأعلن مصدر أمني أنهم تمكنوا من القبض على 2 من العناصر المتهمة بالإرهاب، في نقطة رأس عمران غرب العاصمة عدن.
وأضاف المصدر أنه تم القبض عليهم حينما كانوا في طريقهم إلى المخا في الساحل الغربي.
وكانت قيادة المنطقة العسكرية الأولى قد وزعت قبل أيام برقية أعلنت فيها عن هروب 10 من قيادات التنظيم من السجن المركزي بمديرية سيئون بمحافظة حضرموت.
وذكرت مصادر محلية في محافظة حضرموت ان مسلحين مجهولين اغتالوا احد القيادات الميدانية لتنظيم القاعدة .
وقالت المصادر ان تنظيم القاعدة يتحفظ على ذكر اسم القيادي البارز الذي تم اغتياله برصاص مجهولين بمنطقة علوة في سودف الواقعة بوادي حضرموت.
وقالت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر أمنية "ان حركة مريبة لعناصر تنظيم القاعدة تشهدها عدد من مناطق وادي حضرموت عقب مقتل أحد قياداتهم".
وقال المخلافي في تصريحات وصفت بالمستفزة "سنعمل من إي موقع وفي مختلف الظروف على أن نحافظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه ورعاية مصالح الشعب وحرياته حسبما ينص اليمين الدستوري".
ولفت إلى أن "بلاده (اليمن)، تمر منذ الانقلاب الحوثي بأسوأ مرحلة تاريخية ويتوجب أن نتخلى عن الأنانيات ونوحد الصفوف وأن نحقق المصالحة لنستعيد الدولة ونصل للسلام".
من جانبه قال رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي "اننا جميعاً قد بدأنا مرحلة استثنائية وبالغة الأهمية، نعمل فيها سوياً على تحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة، فحماية أمننا، واستقرار اقتصادنا، وتهيئة الظروف لسلام دائم وعادل، غايات وطنية نقف من أجلها صفاً قوياً متماسكاً".
وأضاف "ان سبيلنا الى ذلك هو التوافق والشراكة الحقيقية الضامنة لترسيخ حضور الدولة وبناء وتفعيل مؤسساتها، وهذا ما قررت هيئة التشاور والمصالحة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي العمل عليه، وتحقيقه، والتي تشارك فيها المكونات والأحزاب السياسية والاجتماعية المناهضة لمشروع ميليشيات الحوثي".
واشار الى ان هذه المرحلة محمية بقرارنا الصادق، وقناعتنا الراسخة، وعزائمنا التي لا تلين لتحقيق السلام "سلماً أو حرباً"، وهي "مشروع حياة" يسندنا فيه اشقاؤنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمجتمعان الإقليمي والدولي.
وتابع "اليوم، يدرك الجميع ان التعاون والتكاتف، والمقاربة هي السبيل لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة، وحماية أمن وسلامة بلادنا والمنطقة، وان الحوار هو الوسيلة المُثلى للخروج بحلول دائمة تحقق تطلعاتنا جميعاً، يؤدي فيها الجميع واجباتهم، ويضمنوا استحقاقاتهم الوطنية جنوباً وشمالاً دون استثناء.
وقالت مصادر سياسية جنوبية ان التصريحات التي يدلي بها بعض المسؤولين اليمنيين، تفسر على انها تصريحات ابتزاز، إذا ما نظرنا الى هذه التصريحات الصادرة من قيادات اخوانية ومنهم ألفت الدبعي، التي تتحدث عن مشروع تحقيقه من سابع المستحيلات، وهو مشروع الدولة الاتحادية من ستة أقاليم.
وذكر مصدر مسؤول لصحيفة اليوم الثامن – طلب عدم الإشارة الى اسمه – "ان هذه التصريحات تخدم الحوثيين ولا تخدم التوافق من اجل الذهاب نحو استعادة العاصمة اليمنية صنعاء، حيث يقف الجنوب صفاً داعما للأشقاء في اليمن للخلاص من المشروع الإيراني، واي تصريحات لا تتفق وهذا التوافق فهي بكل تأكيد تخدم الحوثيين.
ويرى الكاتب الصحافي بدر بن قاسم "أنه بعد كل اتفاق سياسي توقعه أطراف الأزمة اليمنية، عادة ما ينفتح مستقبل البلاد على العديد من السيناريوهات، في الوقت الذي تشير الالتزامات النظرية إلى إحلال السلام".
وقال بن قاسم لصحيفة اليوم الثامن "إذ أنه على الصعيد النظري، كلما ركزت الجهود الدولية على جعل الاتفاقات السياسية أكثر شمولا وانفتاحا، للانتقال باليمن إلى مرحلة جديدة. كلما عادت حليمة لعادتها القديمة".
فالرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح بعد أن وقع إلى جانب أحزاب المعارضة اليمنية على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض انذاك، لم يلتزم بأول شرط لنجاح المبادرة والذي أشار إلى اعتزال صالح العمل السياسي، مقابل حصوله ورموز حكمه على الحصانة وعدم الملاحقة القانونية. حيث عاد الرئيس اليمني الأسبق إلى واجهة المشهد السياسي مرة اخرى، وذلك من خلال التحالف مع الجماعة الحوثية التي قادت الانقلاب العسكري على شرعية الرئيس السابق عبدربه منصور هادي أواخر العام 2014، قبل أن تفتك الجماعة اليمنية بالرئيس صالح أواخر العام 2017.
من جانب اخر،يؤكد الكاتب "أن نائب الرئيس اليمني محسن الأحمر لا يجد في المشاورات اليمنية - اليمنية التي أجريت في العاصمة السعودية تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، ما يحمله على الاعتقاد بأن ثمة مسار سياسي جديد، يتمثل في القرارات التي اتخذها الرئيس هادي وقضت أولا بإقالة الأحمر، ومن ثم ثانيا نقل الرئاسة اليمنية إلى مجلس قيادة يضم ثمانية أعضاء من أطراف سياسية مختلفة. فنظرا إلى أن هذا المسار السياسي يعد من أهم مخرجات العملية التوافقية في المشاورات اليمنيةاليمنية، الا أن ثمة مسارات اخرى تعد دالة يمنية على النجاح والفشل، تنعكس دائما وابدا في المسار الإعلامي والمسار الأمني".
لذلك، يقول بن قاسم "تبدي بعض الدوائر الإعلامية التي تنتمي لحزب الإصلاح(جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) ويمكن وصفها بالمقربة من الجنرال محسن الأحمر، تبدي حالة من عدم الرضا عن نتائج المشاورات اليمنية والمسار السياسي الذي انبثق عنها. فهناك مسار اعلامي تتصدره هذه الدوائر يتجه للتشكيك في شرعية المجلس الرئاسي بحجة عدم قانونية القرار الذي اتخذه الرئيس السابق هادي وقضى بنقل سلطته للأخير. حيث أن هذا المسار يعارض المسار الإعلامي الذي تم الاتفاق عليه في المشاورات اليمنية وأشار إلى دعم المسار السياسي وتوحيد الجهود ضد الجماعة الحوثية".
بالمقابل وعلى صعيد المسار الأمني، عاودت العناصر والتنظيمات الإرهابية نشاطها، من الوهلة السياسية الأولى التي أشارت إلى انعقاد المشاورات اليمنية في الرياض، حيث تم استهداف القائد الجنوبي ثابت جواس بتفجير سيارة مفخخة شمال عدن، عقب ذلك تم تنفيذ عملية اغتيال قائد القطاع الثامن بالحزام الأمني عدن اكرم المشرقي في مدينة الشيخ عثمان
مرة أخرى وبعد أن اكدت المشاورات اليمنية_اليمنية على دعم المسار الأمني ومكافحة الإرهاب، نشرت وسائل الإعلام اليمنية يوم أمس خبرا يفيد بفرار عشرة سجناء سبعة منهم أمراء في التنظيمات الإرهابية من أحد السجون السلطات الأمنية بمديرية سيئون في وادي حضرموت. حيث تخضع السلطات الأمنية والعسكرية في تلك المنطقة لنفوذ محسن الأحمر الذي تمت إقالته مؤخرا من منصب نائب الرئيس.
الأمر الذي يحملنا على الاعتقاد بأن هناك سيناريو يمني يرفض التسليم بأن ثمة مرحلة سياسية جديدة، يشبه إلى حد ما السيناريو الذي حدث بعد المبادرة الخليجية التي نصت على نقل سلطة الرئيس صالح لنائبه آنذاك هادي.
مع ذلك، ثمة اختلاف واضح بين سيرة وسلوك الرئيس الأسبق صالح وسيرة وسلوك النائب السابق محسن الاحمر، فالأول بطبيعته رجل أولي يعشق الظهور، بينما الثاني درج على لعب الأدوار الثانوية التي طالما منحته لقب الرجل الثاني أو الرجل الظل، سواء أثناء حكم الرئيس الأسبق صالح أو أثناء حكم السابق الرئيس هادي.
لعل ذلك يحدد نهاية مختلفة لمحسن، لا يبدو أن الاعتزال السياسي أحد خياراتها.