خرق القانون الدولي..
سياسات بوريس جونسون.. هل تجعل بريطانيا دولة منبوذة؟
كشفت وزيرة خارجية جونسون، ليز تروس، الإثنين، عن مشروع قانون بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي طال انتظاره، وهو تشريع من شأنه إذا تم إقراره، أن يسمح للحكومة البريطانية بإلغاء أجزاء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي وافقت عليها مع التكتل في العام 2019 من جانب واحد.
قالت شبكة ”سي أن أن“ الأمريكية، إن إصرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على إثارة المشاكل مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى قد يجعل المملكة المتحدة دولة منبوذة.
ووفقا للشبكة في تقرير لها نشرته السبت، أمضى جونسون وحكومته مطلع الأسبوع الجاري في مشاحنات مع الاتحاد الأوروبي، ومع محكمة أوروبية لحقوق الإنسان، في الوقت الذي قللت فيه الحكومة من شأن الاتهامات بخرق القانون الدولي، وأنها تخضع لقاعدة حزبه.
وكشفت وزيرة خارجية جونسون، ليز تروس، الإثنين، عن مشروع قانون بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي طال انتظاره، وهو تشريع من شأنه إذا تم إقراره، أن يسمح للحكومة البريطانية بإلغاء أجزاء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي وافقت عليها مع التكتل في العام 2019 من جانب واحد.
ولفتت الشبكة إلى أنه بعد يومين، رد الاتحاد الأوروبي ببدء إجراءات قانونية ضد المملكة المتحدة، بسبب فشلها في تنفيذ أجزاء من البروتوكول حتى الآن، بينما قال ماروش شيفوفيتش، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، إنه ”لا يوجد أي مبرر قانوني أو سياسي من جانب واحد على الإطلاق لتغيير اتفاقية دولية.. دعونا نطلق على الأشياء أسماءها الحقيقية: هذا غير قانوني“.
دولة منبوذة
وفي تقريرها الذي جاء بعنوان ”رغبة بوريس جونسون في خوض معارك مع أعدائه القدامى ينذر بجعل المملكة المتحدة دولة منبوذة“، أشارت الشبكة إلى أن مسؤولي الحكومة البريطانية ردوا بغضب بالإصرار على أن مشروع القانون في حالة إقراره، سيكون قانونيًا تمامًا، فيما ظهرت سويلا برافرمان، المدعي العام الذي أعطى القانون الجديد الضوء الأخضر على شاشة التلفزيون، للدفاع عن التشريع المقترح.
وأوضحت الشبكة أنه بفعلها ذلك، اتهمت أيضا شبكة ”بي بي سي“ البريطانية، بتصوير الاتحاد الأوروبي على أنه من ”الأخيار“.
ويوم الثلاثاء، وجدت حكومة جونسون نفسها تشتم مؤسسة أوروبية أخرى، وهي المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بعد أن اضطرت للتخلي عن رحلة جوية كانت ستنقل طالبي اللجوء من بريطانيا إلى رواندا.
وأشارت الشبكة إلى أن بريطانيا أعلنت عن اتفاق في نيسان/ أبريل الماضي، يمكن بموجبه إعادة توطين طالبي اللجوء في البلاد ومنحهم حق اللجوء في رواندا، فيما سبق أن حذرت وكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة المملكة المتحدة من أن هذه السياسة قد تكون غير قانونية؛ لأنها قد تعرض هؤلاء اللاجئين لانتهاكات حقوق الإنسان في رواندا.
وقالت الشبكة: ”مرة أخرى، رد وزراء الحكومة البريطانية بالإصرار على أن الخطة قانونية، في حين اقترح نائب رئيس الوزراء دومينيك راب منذ ذلك الحين، أن تقوم المملكة المتحدة بإعداد قوانين الحقوق الخاصة بها، والتي يمكن أن تسمح لها فعليًا بتجاهل الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان“.
خلافات عامة
وأضافت الشبكة أن ”رغبة رئيس الوزراء في خوض خلافات عامة مع المؤسسات الدولية الكبيرة، يصبح أمرا منطقيا عندما تنظر إلى التاريخ الحديث.. فقد خاض كل من جونسون وسلفه تيريزا ماي، قتالًا مع القضاء والاتحاد الأوروبي خلال فترة محبطة من خروج بريطانيا من الاتحاد.. و هذا أعطى كلا الزعيمين دفعة بين مؤيديهما الأساسيين لمهاجمة الهيئات النخبوية التي كانت تعيق إرادة الشعب“.
ونقلت الشبكة عن وزير سابق في الحكومة قوله: ”تاريخيًا، كان أداء بوريس جونسون جيدًا في المؤسسات الكبيرة مثل الاتحاد الأوروبي والمحاكم“.
وأضاف: ”لم تكن هذه معارك مصطنعة، وكل من رواندا وإيرلندا الشمالية لها سياسة حكومية مناسبة… لكن الطريقة المتشددة التي دافعنا بها عنهما توحي لي بأن جونسون يرى جانبًا إيجابيًا… ومن ناحية أخرى، يعد هذا المنطق صحيحا، خاصة بعد أن تعرض جونسون لفضيحة تلو الأخرى وشهدت معدلات شعبيته انخفاضا“.
وتابع: ”لذا، فإن القتال مع النخب القوية في بروكسل وستراسبورغ حول قضايا المحافظين الحقيقية، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والهجرة، يمكن أن يكون بالضبط ما يحتاجه جونسون لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.“
نظرة قاتمة
ونقلت الشبكة عن مصادر دبلوماسية غربية قولها، إن ”حكومة جونسون ألقت بظلالها القاتمة على نظرتهم للمملكة المتحدة“.
وقال أحد كبار المسؤولين الغربيين الذين عملوا عن كثب مع المملكة المتحدة خلال أزمة أوكرانيا، إنه ”في حين أن الحلفاء ما زالوا ينسقون مع بريطانيا، إلا أن هناك شعورا بالقلق من أنهم لا يعرفون أي نسخة من جونسون سيتعاملون معها.“
وقال دبلوماسي آخر: إنه ”ليس دونالد ترامب، لكنه لا يمكن التنبؤ به لدرجة أنه من السهل على الحلفاء التفكير فيه على أنه مثل دونالد ترامب“.
وأضاف الدبلوماسي: ”من الصعب المبالغة في تقدير مقدار الضرر الذي حدث… لقد تضررت الثقة بشكل كبير“.
وفي إشارة إلى قضية إيرلندا الشمالية، قال الدبلوماسي: ”من جانبنا، نعلم أن هناك حلولا للبروتوكول… لكن تلك الحلول تعتمد على الثقة… لماذا يجب أن نثق به في عدم تمزيق أي اتفاق جديد في المستقبل.“
وكشف دبلوماسي ثالث، أنه ”كانت هناك لحظات في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، عندما اعتقدنا أن جونسون قد يبدأ في التصرف كزعيم مستقر ويمكن التنبؤ به“.
وأضاف: ”كانت هناك لحظات نظرنا فيها إلى المملكة المتحدة ببعض الإعجاب، واعتقدنا أنه قد يكون هناك طريق للمضي قدمًا… وكانت أوكرانيا شيئًا أكبر من خلافاتنا… لكن هذا الشعور بالتفاؤل تلاشى بسرعة، بعد أن قارن جونسون الكفاح الأوكراني من أجل الحرية بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي“.


