المخصص لحمل الأقمار الصناعية للأغراض البحثية..

طهران تختبر ثاني عملية إطلاق صاروخ "ذو الجناح" في خطوة قد تثير غضب واشنطن

تُستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية طويلة المدى لوضع الأقمار الصناعية في المدار، لكن واشنطن تخشى من إمكانية استخدامها أيضا لإطلاق رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران الاتهام الأميركي.

طهران

ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن إيران أجرت ثاني عملية إطلاق للصاروخ 'ذو الجناح' المخصص لحمل الأقمار الصناعية للأغراض البحثية، في خطوة من المرجح أن تثير غضب واشنطن وسط توقعات باستئناف المحادثات غير المباشرة بين الجانبين لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وتُستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية طويلة المدى لوضع الأقمار الصناعية في المدار، لكن واشنطن تخشى من إمكانية استخدامها أيضا لإطلاق رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران الاتهام الأميركي.

وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية الأحد أنها اختبرت للمرة الثانية صاروخا لحمل الأقمار الاصطناعية لأغراض "بحثية" بعد اختبار أول مطلع فبراير/شباط 2021، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أحمد حسيني إنه تم "إطلاق القمر الاصطناعي الثاني +ذو الجناح+ من أجل تحقيق الأهداف البحثية المحددة مسبقا"، وفق ما نقلت عنه وكالة "ارنا" من دون إعطاء تفاصيل إضافية حول التجربة.

وكانت الوزارة قد أعلنت في الأول من فبراير/شباط 2021 إطلاق أول صاروخ من طراز "ذو الجناح"، قائلة إنه مزود بمحرك يعمل بالوقود الصلب.

وأكد حسيني الأحد أن الصاروخ "ينطلق عبر مرحلتي الوقود الصلب والسائل"، وهو قادر على وضع أقمار اصطناعية في المدار "على ارتفاع 500 كيلومتر" و"نقل 220 كيلوغراما" من الحمولات.

وكان المسؤول قد أعلن منتصف يونيو/حزيران أن وزارته تعتزم إجراء ثلاث تجارب لأهداف بحثية.

من جهته أعلن الحرس الثوري الإيراني في مارس/اذار إطلاق قمر اصطناعي جديد لأغراض الاستطلاع العسكري سمي "نور-2". كما أعلن مطلع عام 2022 أنه اختبر "بنجاح" صاروخا يعمل محركه بالوقود الصلب وقادرا على حمل أقمار اصطناعية.

ويمكن إطلاق الصواريخ العاملة بالوقود الصلب بواسطة منصات إطلاق متحركة، علما أن صواريخ الوقود الصلب الخالص ترتبط أساسا بأنظمة الصواريخ البالستية.

وكان الحرس الثوري قد أعلن أواخر ديسمبر/كانون الأول إطلاق صاروخ يحمل أجهزة أبحاث فضائية، ما أثار على الفور احتجاجات أميركية، قبل أن تعلن طهران غداة ذلك فشل الإطلاق.

وأطلق الحرس الثوري أول قمر صناعي عسكري سمي "نور-1" في أبريل/نيسان 2020. واعتبرت واشنطن أن ذلك الإطلاق يثبت أن برنامج الفضاء الإيراني مخصص لأغراض عسكرية وليست تجارية.

وبحسب القوات الإيرانية تم وضع القمر الاصطناعي "نور-1" في المدار بواسطة صاروخ مزود بنظام دفع صلب وسائل على غرار صاروخ "ذو الجناح". وتؤكد طهران أن أنشطتها الجوفضائية سلمية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع للتلفزيون الرسمي، دون أن يوضح ما إذا كانت التجربة قد تكللت بالنجاح، إن "المرحلة الثالثة من تطوير الصاروخ ذو الجناح الحامل للأقمار الصناعية ستستند إلى مجموعة من المعلومات الخاصة التي تم الحصول عليها من خلال عملية الإطلاق اليوم".

وفي العام الماضي، عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الإطلاق الناجح لصاروخ ذو الجناح الحامل للأقمار الصناعية محلي الصنع لأول مرة. وتقول طهران إن الهدف من تطوير الصاروخ هو الوصول إلى تكنولوجيا أقوى محرك للوقود الصلب في البلاد.

وصاروخ ذو الجناح الحامل للأقمار الصناعية يتألف من ثلاث مراحل ويستخدم مزيجا من الوقود الصلب والسائل.

ويأتي هذا الإعلان وسط توقعات باستئناف المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في الأيام المقبلة لإحياء اتفاق 2015 الذي جرى بموجبه تقليص البرنامج النووي لطهران مقابل تخفيف العقوبات.

وأعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان أمس السبت أن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء اتفاق 2015 النووي ستُستأنف قريبا.

 وجاء ذلك وسط جهود من جانب جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لكسر جمود المفاوضات المستمر منذ شهور.

وقال الوزير الإيراني "نحن مستعدون لاستئناف المحادثات في الأيام المقبلة. ما يهم إيران هو الاستفادة الكاملة من المزايا الاقتصادية لاتفاق 2015"، مضيفا أنه عقد "اجتماعا مطولا لكنه إيجابي" مع بوريل.

لكن المحادثات توقفت منذ ذلك الحين لتمسك إيران بالأساس بمطلب شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقال بوريل في مؤتمر صحفي في طهران بثه التلفزيون "نتوقع استئناف المحادثات في الأيام المقبلة وأن نكسر حالة الجمود. مرت ثلاثة شهور ونحن في حاجة لتسريع العمل. أنا سعيد للغاية بالقرار الذي اتُخذ في طهران وواشنطن".