التحالف العربي وملف عدن الأمني..

"نخب إعلامية سعودية".. لماذا ترى "أجهزة الأمن الجنوبية" ضعيفة ومخترقة؟

تسلمت السعودية ملف الأمن في عدن ومدن الجنوب في العام 2019م، بعد ان سحبت القوات المسلحة الإماراتية قواتها، لتظهر النخب السعودية في موقف المناهض للمجلس الانتقالي الجنوبي

الصحافي السعودي عبدالله أل هتيلة يعد من النخب السعودية المحسوبة على التيار غير الإخوان المناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن
عدن

"عبدالله أل هتيلة"، يصف نفسه بانه مساعد رئيس التحرير في جريدة عكاظ الرسمية والعريقة في المملكة العربية السعودية، يقدم نفسه على انه الصحافي رقم واحد في بلاده، يتصدر منصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن التفجيرات الإرهابية التي تضرب عدن، ويوجد لها تفسيرات، دفعت تلك التفسيرات الصحافيين والناشطين الجنوبيين الى الرد عليها وتفنيدها، لكنه مع كل عملية إرهابية يظهر ليكرر الحديث المكرر.

مصادر صحافية جنوبية، وصفت ما يكتبه الصحافي السعودي بانه تعبير عن "سياسة أوسع واشمل".. مؤكدين ان ال هتيلة لا يمكن ان يقول كلاما يخالف والاستراتيجية السعودية التي تقود التحالف العربي، فهل تريد السعودية اضعاف الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الجنوبية التي هي حصرا صاحبة الانتصار الوحيد ضد الحوثيين لمصلحة عاصفة الحزم؟ (يسأل كثيرون).

خلال السنوات الثلاث الماضية، قدمت الصحافة السعودية الصحافي عبدالله آل هتيلة، كأحد الأصوات المناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بصفته صوت أخر "غير مواقف إخوان السعوديين العدائية تجاه عدن".

تسلمت السعودية ملف الأمن في عدن ومدن الجنوب في العام 2019م، بعد ان سحبت القوات المسلحة الإماراتية قواتها، لتظهر النخب السعودية في موقف المناهض للمجلس الانتقالي الجنوبي، على الرغم من ان الرياض رعت اتفاقية الرياض لتقاسم سلطة الحكومة، لكن تلك الاتفاقية لم تخرج الى النور على خلفية رفض جماعة الإخوان في اليمن تنفيذ أهم بنودها والمتمثلة بالشق العسكري بعد رفض سحب قواتها من الجنوب والدفع بها لمواجهة الحوثيين.

في أكتوبر (تشرين الأول) العام 2021م، كتب أل هتيلة على تويتر تعليقا تفجير إرهابي استهدف أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ العاصمة أحمد حامد لملس، قائلا "الطرف المعرقل لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض يتحمل مسؤولية ما يحدث في عدن ويعتبر في خندق واحد مع المليشيات الحوثية الإيرانية، يتماهى معها وينفذ أجنداتها".

وذهب أل هتيلة في تهديد المجلس الانتقالي الجنوبي "لا يستطيع أي مكوّن إنكار أن الحكومة الشرعية تبقى الممثلة لليمن وشعبه أمام المجتمع الدولي ما يستوجب التعاطي معها مرغماً".

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن السياسي السعودي عبدالله أل هتيلة، زعمه ان ان محاولة اغتيال لملس تقف خلفها اطراف لا يروق لها تعاون لملس مع من وصفها بالحكومة الشرعية اليمنية؛ في إشارة الى إدارة الاخوان المسلمين للرئاسية اليمنية حينها.

وأظهرت تسجيلات موثقة لتحقيقات تورط قيادات عسكرية في الحرس الرئاسي اليمني بالوقوف وراء التخطيط لاغتيال محافظ عدن.

وقال مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية عبدالله آل هتيلة في تغريدة على حسابه في تويتر الى ان محافظ عدن أحمد لملس يعمل على تثبيت الأمن في المحافظة، وتهيئة الظروف المناسبة لعمل الحكومة اليمنية , وتسائلا: من يقف خلف محاولة اغتياله؟، ومن هو الطرف المنزعج من تعاون المحافظ مع الحكومة الشرعية".

وادانت السعودية محاولة اغتيال محافظ عدن ووزير الزراعة والثروة السمكية، لكنه اقرنت تلك الإدانة بضرورة تنفيذ بنود اتفاقية الرياض، لكنها لم تعلق على التحقيقات على تورط أمجد خالد فرحان التعزي، في العملية الإرهابية، التي تكررت لاحقا، وهو قائد عسكري حظي في العامين 2019 و2020م، لدعم من القوات السعودية.

مع كل عملية إرهابية تضرب العاصمة عدن، يخرج مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية لتكرار عبارة "ماذا يحدث في عدن، ومن يتحمّل مسؤولية ضبط الأمن"؛ وكان أخر تعليق على محاولة اغتيال مدير شرطة لحج اللواء صالح السيد

ويرى الباحث السياسي باسم فضل الشعبي "أن العمليات الإرهابية التي تضرب الجنوب والعاصمة عدن، هي حرب مستمرة منذ عقود

 وقال الشعبي لصحيفة اليوم الثامن "إن نجاة قائد الوية الدعم والاسناد مدير امن لحج العميد صالح السيد، من عملية ارهابية مدبرة كانت تستهدف حياته في منطقة مكتضة بالسكان في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن، وراح ضحيتها 20 شخص بين شهيد وجريح، وتهدم للمباني والمنشآت المجاورة، وترويع الناس من جراء الحادث الاليم الذي تم تنفيذه عبر سيارة مفخخة". 

وتساءل الباحث الجنوبي "من يقف خلف هذه العمليات..  ومن يستهدف عدن مدينة السلام بهذه الطريقة البشعة والقذرة.. ولماذا تترك الاجهزة الامنية في حالة ضعف وهوان في مواجهة هذا الغول الكبير المسمى الارهاب الذي يستهدف عدن والجنوب بصورة محددة ومركزة ومتعمدة"؟.

وقال الشعبي "إن عدن منذ ما بعد التحرير في يوليو 2015 دخلت دائرة الاستهداف بصورة كبيرة، اذ لم يمر عام او شهر الا وتحدث عملية او عمليات ارهابية تستهدف المدينة والجنوب بدرجة رئيسية، لاعادتهم الي عصر الفوضى، وفرض منطق الارهاب والتخويف، لاخماد مطالب الناس وتطلعاتهم نحو الحرية والانعتاق". 

وأكد أن "هذا الارهاب الذي يحدث اليوم معروف ونعرفه منذ 94 وما قبلها، فهو ليس بجديد علينا في الجنوب، هناك تغيير فقط في الادوات والتحالفات، لكن الفاعل والجهة يظل واحدا ومعروفا لدينا كمعرفتنا اليومية للشمس ومن اين تظهر في الصباح".

وقال "ستظل عدن قوية وعصية، وستواجه هذه الحرب القذرة بصلابة، وسوف تنتصر عدن كما هو دأبها في كل الحروب والصراعات، اذ تخرج منتصرة على الدوام. وعلى التحالف ان يقدم الدعم الكبير لاجهزة الامن في عدن للقيام بدورها، لان الارهاب لايستهدفنا لوحدنا في عدن، وانما يستهدف الاقليم والعالم كله، وعلى الاجهزة الامنية تقديم المشتبهين والفاعلين للقضاء، لينالوا جزاءهم الرادع وليكونوا عبرة لمن لايعتبر".. مؤكدا ان  الارهاب يعد اليوم تحديا كبيرا امام المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي، فعليهم التعاضد والتعاون لتقوية الاجهزة المعنية، لمواجهة هذا الصلف المستمر منذ عقود".