الحرب الروسية الأوكرانية..
أمريكا متخوفة من دور إيراني داعم لروسيا.. "الطائرات المسيرة تشكل كابوسا"
تزامنت هذه المعلومات مع الإعلان عن زيارة سيقوم بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى طهران يوم 19 يوليو، ستكون هي الثانية إلى الخارج منذ بداية الغزو في فبراير، مما يعكس مدى عمق العلاقة مع إيران، حليفتها منذ فترة طويلة في مواجهتها مع الغرب.

طائرة مسيرة إيرانية الصنع - أرشيف

أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن إيران تستعد لتزويد روسيا بعدة مئات من الطائرات المسيرة، منها طائرات ذات قدرة على حمل أسلحة.
وقال سوليفان للصحفيين، "تشير معلوماتنا إلى أن حكومة طهران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى مئات من المسيرات، بما فيها مسيرات يمكن تسليحها في وقت قصير".
وأضاف سوليفان، "الولايات المتحدة لديها معلومات تشير إلى أن طهران[1] تستعد لتدريب جنود روس على استخدام هذه الطائرات المسيرة، مشيرا إلى احتمال استخدامها هذا الشهر في أوكرانيا".
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران تبذل جهودا لإنهاء "الأزمة في أوكرانيا"، وكذّب المزاعم الأمريكية بشأن تسليم مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا.
وفي مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا"[2] الإيطالية نشرت الأربعاء، ذكر الوزير أن بلاده تتمتع بخبرة تصل إلى مئة عام في تشكيل البرلمانات، وتدرك جيدا مدى فعالية البرلمانات في تطوير العلاقات بين الحكومات والشعوب وترسيخ العلاقات.
وخلال حديثه عن الأزمة الأوكرانية، قال إنه يتعين على الدول المجاورة أن تعمق علاقاتها بشكل استراتيجي، لأن "مثل هذه الظروف تجبرنا أيضا على زيادة التعاون".
وذكر أن طهران تمتنع عن أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الأزمة في أوكرانيا، مضيفا: "لدينا أنواع مختلفة من التعاون مع روسيا بما فيه التعاون في المجال الدفاعي".
وتابع: "أعتقد أن المشكلة في مكان آخر حيث تقوم بعض الدول الغربية حاليا، بما في ذلك أمريكا بصنع أسلحة وتحاول بيع منتجاتها. إننا نحاول تجنب أي إجراء من شأنه تصعيد الأوضاع".
وردا على ادعاءات أمريكية رسمية بأن طهران ستسلم روسيا المئات من الطائرات المسيرة المتطورة، قال أمير عبد اللهيان: "نرفض هذه الادعاءات بالكامل، لكننا نؤكد أن هناك العديد من اتفاقيات التعاون مع موسكو ولا سيما في المجالات العسكرية والدفاعية".
واستطرد: "نحن لم ولن نقدم الدعم لأطراف الأزمة في أوكرانيا، لأننا نعتقد بضرورة إنهائها.. الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى هي التي تنتج وتبيع الأسلحة".
بالأمس، ادعى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن إيران تستعد لتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة، منها طائرات ذات قدرة على حمل أسلحة.
وقال سوليفان للصحفيين: "تشير معلوماتنا إلى أن حكومة طهران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى مئات من المسيرات، بما فيها مسيرات يمكن تسليحها في وقت قصير".
وأضاف سوليفان الذي لم يوضح مصدر معلوماته: "الولايات المتحدة لديها معلومات تشير إلى أن طهران تستعد لتدريب جنود روس على استخدام هذه الطائرات المسيرة". وأشار إلى احتمال استخدامها هذا الشهر في أوكرانيا.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قد كشف عن معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا تسعى للحصول على طائرات مسيرة إيرانية للمساعدة بمعاركها الحالية في أوكرانيا، في خطوة تثير تساؤلات بشأن مدى حاجة موسكو إليها، ومدى قدرتها على تغيير ميزان القوى في النزاع.
وتزامنت هذه المعلومات مع الإعلان عن زيارة سيقوم بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى طهران يوم 19 يوليو، ستكون هي الثانية إلى الخارج منذ بداية الغزو في فبراير، مما يعكس مدى عمق العلاقة مع إيران، حليفتها منذ فترة طويلة في مواجهتها مع الغرب.
وقالت نيويورك تايمز إن الزيارة "فرصة" لبوتين لتعزيز "الدعم العسكري والاقتصادي لمواجهة المساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا وعقوباتها ضد روسيا".
وتأتي الزيارة فيما قال سوليفان، الاثنين، خلال مؤتمر صحفي: "معلوماتنا الاستخبارية تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا، في غضون وقت قصير للغاية، ما يصل إلى مئات الطائرات المسيرة، بما في ذلك طائرات قتالية".
وأوضح أن واشنطن لا تعلم ما إذا أرسلت بالفعل هذه المسيرات، وأشار إلى معلومات أخرى تفيد بأن طهران تستعد لتدريب الروس على استخدامها في أقرب وقت هذا الشهر.
وكانت صحيفة الغارديان قالت في وقت سابق إن روسيا كانت تتلقى ذخيرة وعتادا عسكريا من العراق بمساعدة شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية.
وقال سوليفان إن القصف الروسي لأوكرانيا المستمر منذ خمسة أشهر "استنفد العديد من أسلحتها".
ومنذ انطلاق الغزو، لعبت الطائرات المسيرة دورا مهما لطرفي النزاع، من خلال تنفيذ عمليات استطلاع لقوات المدفعية والقوات البرية، وإطلاق الصواريخ لتدمير الدبابات والمركبات المدرعة، وإلقاء القنابل الصغيرة على الأهداف.
وحققت القوات الأوكرانية نجاحا خاصا في استخدام المسيرات القتالية المسلحة من نوع "بيرقدار"التركية، وكذلك الطائرات الأصغر التي زودتها بها الولايات المتحدة ودول أخرى تدمير مئات الدبابات الروسية والمدرعات.
وفي الوقت الحالي، تواجه موسكو، التي تجد نفسها معزولة دبلوماسيا وتخضع لعقوبات اقتصادية، صعوبات في استبدال بعض معداتها العسكرية، بينما تحصل أوكرانيا على أسلحة بمليارات الدولارات، من بينها أنظمة مدفعية حديثة من الولايات المتحدة.
وبذلت إدارة بايدن جهودا لعرقلة إنتاج المسيرات في روسيا من خلال حرمانها من مكوناتها المصنوعة في الغرب، وقد أعلنت، الشهر الماضي، أن هذه الضوابط خفضت الصادرات إلى روسيا من أشباه الموصلات ورقائق الكمبيوتر بنسبة 90 في المئة.
وشدد سوليفان في تصريحاته على أن غزو أوكرانيا يكبد روسيا "كلفة باهظة"[3]، مشيرا إلى أن القوات الروسية تواجه مشاكل في الحفاظ على تسليحها مع تقدمها في شرق أوكرانيا.
وعما إذا كان إرسال مسيرات إيرانية إلى الصراع، يعني أن روسيا لم يعد لديهها ما يكفي منها في المعارك الدائرة بأوكرانيا، قال مايكل روبن، زميل مؤسسة "أميركان إنتربرايز" لموقع الحرة، إن وسائل الإعلام الإيرانية أشارت إلى نقاشات بشأن إرسال طائرات بدون طيار لروسيا في عام 2016 ، أي قبل الحرب الأوكرانية بوقت طويل.
لكنه يشير إلى أن "إيران قد تمتلك طائرات من دون طيار أفضل من روسيا، وهذا يكشف الكثير عن إيران" في مجال تصينع المسيرات.
أما الخبير في "الدرونز" والمدير المشارك لمركز دراسات الطائرات المسيرة في كلية "بارد"، في نيويورك، آرثر هولاند، فقال لموقع الحرة إن إرسال المسيرات لا يعني بالضرورة أن المخزون الروسي أوسك على الانتهاء، لكن "ربما قد يكون الأمر يتعلق برغبة روسيا في تجربة قدرات الطائرات من دون طيار الإيرانية".
لكنه يشير إلى صعوبة تحديد الهدف من دون معرفة نوعية الطائرات المرسلة.
مارك كيميت، المحلل العسكري، ومساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، قال لموقع الحرة إن روسيا "ربما تبحث عن قدرات جديدة بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها في الطائرات دون طيار أثناءالحرب، لذلك قد يتعلق الأمر بإعادة الإمداد".
لكنه يرى أن الخطوة "سياسية" في المقام الأولى وتتعلق بزيارة بوتين القادمة لإيران بالتزامن مع زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، وتعثر المحادثات حول برنامجها النووي.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن إرسال هذه المسيرات قد يعزز قدرات موسكو على "تحديد وتدمير أنظمة المدفعية الغربية وأنظمة الأسلحة الأخرى وتدميرها".
ويقول روبن إن المسيرات الإيرانية قد تحدث فرقا في المعارك على الأرض "فالأوكرانيين لديهم الدرونز التركية وروسيا سيكون لديها المسيرات الإيرانية، والآن، وبعد أن تباطأ الأوكرانيون واستقر الروس على خطوط الإمداد الخاصة بهم.، يمكنهم تعطيل قدرة الأوكرانيين على التقدم".
ويشير إلى أهمية المسيرات في المعارك مقارنة بالصواريخ، فالأخيرة قد تصيب الهدف أو لا، لكن بالنسبة للمسيرات، فقد أتقن الإيرانيون القدرة على تصنيع مسيرات تستطيع الالتفاف وعندما يرون فرصة لهدف، يمكنهم إصابته بها".
ويضيف: "الروس بحاجة إلى هذا النوع من السلاح ضد الأوكرانيين عندما لا يعرفون مكان وجود الخصم. وعندما تحلق مسيرة في السماء، يمكنها تحديد مكان مركبة قيادة أوكرانية على سبيل المثال واستهدافها. هذا الأمر سيصعب الأمور على الأوكرانيين".
ومع المكاسب التي حققتها خلال الفترة الماضية، قد تتشجع موسكو على ضرب أهدافها بضراوة من دون أن تعبأ بالرأي العام الذي قد يميل أكثر لتأييد العملية بمجرد أن يشعر أن روسيا تحقق النصر.
ويقول: "ربما كانت روسيا تأمل في تحقيق انتصار من خلال حرب خاطفة، لكنهم الآن "مستعدون لقبول حرب استنزاف طويلة المدى لأنهم يعتقدون أنهم قادرون على النصر".
ويوضح آرثر هولاند، خبير "الدرونز" إن المسيرات لديها القدرة على إحداث فارق في ساحة المعركة، لكن الطائرات بدون طيار عموما لا تملك القدرة على تغيير مسار صراع بأكمله.
ويعتقد أنها إذا وصلت إلى ساحة المعارك في أوكرانيا، "وإذا فهمت روسيا كيفية استخدامها، فيمكن أن يكون لها تأثير لكنها لن تغير ميزان القوى".
وقال فريدريك كاغان، مدير مشروع التهديدات الحرجة في "أميركان إنتربرايز" لواشنطن بوست إن "من الصعب تقييم التأثير، لكن من الواضح أنه سيعزز قدرة الروس على شن هجمات جوية، يفترض أنها أعمق داخل الأراضي الأوكرانية مما هي عليه الآن".
وبدأت إيران في تطوير برامج للطائرات المسيرة منذ ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب ضد العراق (1980-1988). وسبق للقوات الإيرانية أن اختبرت أنواعا مختلفة منها في مناورات عسكرية.
ويقول روبن إن إيران تتعامل مع المسيرات منذ عام 1985، وهي من "أوائل الدول في العالم التي استخدمتها"، وفي الوقت الحالي "لديها خبرة واسعة لأنها ببساطة لم تصممها فحسب بل استخدمتها في المعارك وصقلت قدراتها".
وزودت إيران تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى الحوثيين في اليمن، الذين شنوا هجمات ضد السعودية والإمارات، وكذلك الميليشيات الشيعية في العراق التي نفذت ضربات ضد القوات الأميركية هناك.
ويؤكد هولاند أن إيران تتمتع بقدرات كبيرة بسبب استخدامها "على نطاق واسع على مر السنين"، ورغم أنه تم تعطيل الهجمات التي شنها وكلاؤها في أوقات عديدة باستخدام الحرب الإلكترونية إلا أنها "بالتأكيد لديها قدرات جدية".
وطورت طهران العديد من المسيرات خلال العقود الماضية، من أهمها "شاهد -129"، التي تشبه إلى حد كبير الطائرة من دون طيار أميركية الصنع من طراز "بريداتور" والتي تستخدم في العمليات العسكرية وعمليات مكافحة الإرهاب في الخارج.
المصادر>
[1]الولايات المتحدة تقول إن إيران ستزود روسيا بمئات الطائرات المسيرة - وكالة سبوتنيك الروسية
[2]إيران تكذب المزاعم الأمريكية حول تزويد روسيا بالطائرات المسيرة - وكالة سبوتنيك الروسية
[3]"مسيرات إيرانية لمساعدة روسيا".. هل تغير ميزان القوى في حرب أوكرانيا؟ - الحرة الأمريكية