"اليوم الثامن" تتبع خيوط تهريب السلاح لصنعاء..
"إخوان اليمن في خدمة المشروع الإيران.. كيف حصل الحوثيون على "طائرة مقاتلة"؟
"منصات إعلامية يمنية أكدت تحليق طائرة مقاتلة على علو منخفض في مأرب أواخر العام 2021م، قبل ان تظهر تلك المقاتلة بحوزة الحوثيين بعد مرور نحو خمسة أشهر".
تمهيد: في مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام 2021م، بث مقاتلون من قوات الإخوان في مأرب، مشاهد قصيرة لطائرة مروحية[1] مقاتلة "هيلوكوبتر"، زعمت صحيفة سعودية إنها قصفت اهدافاً عسكرية تابعة للإخوان في تخوم مأرب، لكن الفيديو لم يوثق أي اعمال عسكرية.
الأمر الذي اثار تساؤلات من أين أتى الحوثيون بهذه المقاتلة في الوقت الذي بات من الواضح ان طيران التحالف العربي "دمر أسلحة القوات الجوية اليمنية" التي سيطرت عليها الأذرع الإيرانية في اليمن، ولم يتبق الا "قاعدة المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت"، والتي حيدت من قبل طيران التحالف العربي، بدعوى انها قوات صديقة تتبع الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، المقيم في الرياض منذ سقوط صنعاء في قبضة الحوثيين في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م.
صحيفة اندبندنت عربية المملوكة للسعودية، نقل مراسلها عن مقاتل يمني وثق ما أسمته بغارات جوية ضد مواقع لقوات "حكومة عبدربه منصور هادي"، لكن لم يظهر في التسجيل أي عمليات عسكرية للمقاتلة التي على ما يبدو انها اتجهت صوب مدينة أخرى، وانما كانت مأرب محطة عبور.
واستبعدت صحيفة محلية مدعومة من السعودية ان تكون الطائرة تابعة للحوثيين، حيث زعمت أن المعلومات بشأن هوية المروحية المقاتلة لم تعرف.
ورجحت منصات إعلامية ان المروحية المقاتلة التي ظهرت في التسجيلات المرئية المقاتلات الروسية التي يمتلكها الجيش اليمني وهي طائرة نوعية روسية الصنع من نوع "ميل مي - 24" وتمتلك قدرات قتالية مقاربة قدرات الآباتشي
في أواخر مايو (أيار) 2022م، أي بعد ستة أشهر من ظهور مقاتلة مأرب، كشف الحوثيون في فيلم وثائقي عن ما اسموه دخول سلاح "جديد" في المعركة[2].
قال الحوثيون إن قيادتهم اتخذت القرار المسؤول بتنفيذ أول عملية للقوات الجوية والدفاع الجوي بالمهمة الإنسانية لإنقاذ أهالي بلدة الدريهمي التهامية في الحديدة، والذين زعمت الجماعة انهم اضطروا لأكل أوراق الشجر بفعل الحصار المفروض عليهم".
ووثق الفيلم مسلحين من جماعة الحوثي وهم بالقرب من طائرة مقاتلة نوع "هليكوبتر Mi-71، زعمت الجماعة انها أدخلت الخدمة مجدداً.
مهمة المقاتلة العسكرية، زعم الحوثيون انها أنجزت مهمته في غضون نصف ساعة، وأنها كانت تحت اشراف ومتابعة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.
عاصفة احزم وتدمير القوات العسكرية التي سيطر عليها الحوثيون
عملية عاصفة الحزم، التي انطلقت في الساعة الأولى من يوم الـ25 من مارس (آذار) 2015م ، دمرت مختلف القواعد العسكرية الجنوية، بإستثناء قواعد جيش الإخوان بمأرب.
وفي يوم الـ28 مارس (آذار) 2015م، أعلن المتحدث باسم عاصفة الحزم أن أهدافها العسكرية هي مهاجمة القواعد الجوية ومراكز العمليات وتدمير الطائرات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، وتدمير الصواريخ البالستية.
وفي تصريح لسفير السعودية في واشنطن عادل الجبير قال إن العملية العسكرية تهدف لتدمير الأسلحة التي قد تشكل خطراً على المملكة العربية السعودية سواء أكانت أسلحة جوية أو صواريخ بالستية أو أسلحة ثقيلة".
واستهدفت الضربات الجوية في اليوم الأول للحملة قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء، ودمرت طائرات حربية، ومدرج القاعدة، وغرف عمليات وسيطرة، ودمرت غارات التحالف مطار صنعاء الدولي وهنجر الصيانة التابع للواء الثاني طيران وهنجر التسليح الخاص به، المتمركز في قاعدة الديلمي، ودمرت الغارات رادار جبل النبي شعيب وموقع دفاع جوي في بيت عذران غرب صنعاء، واستهدفت طائرات الميج 29 في القاعدة الجوية، وأعلن التحالف الأجواء اليمنية منطقة محظورة.
واستهدفت الضربات معسكرات الجيش التي سيطر عليها الحوثيون في دار الرئاسة بصنعاء والشرطة العسكرية ومعسكر القوات الخاصة، وردت وحدات الدفاع الجوي من جميع الجبال المحيطة بصنعاء، محاولة صد الضربات الجوية، واستهدفت الغارات معسكر ريمة حميد جنوب صنعاء.
وكذلك استهدفت الغارات مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع سابقاً) الذي سيطر عليه الحوثيون وجعلوه معسكراً تابعاً لهم، وقيادة قوات الاحتياط في "معسكر السواد" جنوب صنعاء الذي يضم عدة معسكرات تابعة للحرس الجمهوري.
وفي 27 مارس (آذار) كثفت طائرات التحالف خلال الليل ضرباتها على مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة شمال صنعاء، ومقر القوات الخاصة ودار الرئاسة، ومعسكر قوات الأمن الخاصة (المركزي سابقا)، و"قاعدة الصباحة" غرب العاصمة، وتم قصف مخازن السلاح في جبل نقم شرق صنعاء.
واستهدفت الغارات في 27 مارس معسكر ألوية الصواريخ بفج عطان، وتجدد القصف أيضا على قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء.
وفي فجر الجمعة 27 مارس (آذار) 2015م، شنت طائرات التحالف ضربات جوية على مواقع عسكرية في محيط جبل نقم ومعسكر اللواء 63 مشاة في جبل الصمع في محيط صنعاء وأرحب شمال العاصمة.
استهدفت الغارات في 28 مارس دفاعات جوية وبطاريات صواريخ سام في قاعدة الديلمي الجوية، وللمرة الثالثة تعرض مجمع الرئاسي في صنعاء للقصف، وردت وحدات الدفاع الجوي بأسلحة مضادة للطيران ضد مقاتلات التحالف. واستهدف القصف قيادة القوات الخاصة القريب من دار الرئاسة في صنعاء، وقصفت الطائرات أيضا قاعدة الديلمي التي شرع الحوثيون في إعادة تجهيزها.
وشملت الغارات مقر كلية الطيران والدفاع الجوي وألوية الصواريخ في بفج عطان جنوب غرب صنعاء، وأستهدفت مخازن السلاح للقوات الخاصة بمنطقة الصباحة غربي صنعاء، ومخازن أخرى في جبل "نُقم" شرقيها، ، وأيضاً "معسكر الخرافي" التابع لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) شمال صنعاء، وموقع "الصمع" العسكري بمنطقة أرحب.
وفي اليوم الخامس للحملة واصلت الضربات الجوية استهداف مقر قيادة الحرس الجمهوري جنوب صنعاء، واستهدفت مخازن تموينية للقوات المسلحة، بالقرب من جبل عطان، وشهدت صنعاء حركة نزوح محدودة لسكان يقطنون قرب المطار والمعسكرات وتمركزات الحوثيين، خشية تجدد القصف الجوي.
وفي المساء هزت صنعاء انفجارات ناتجه عن قصف طيران التحالف لمعسكرات اللواء الخامس صواريخ واللواء السادس صواريخ اسكود التابعان لألوية الصواريخ في جبل "عطّان" جنوب غرب صنعاء، واستمرت الانفجارات في مخازن الأسلحة والصواريخ لأكثر من ساعة، وتطايرت قذائف وصواريخ مشتعله من المعسكر باتجاه الأحياء المحيطة بالمعسكر.
كيف حصل الحوثيون على الطائرة المقاتلة؟
لا يبدو ان الحوثيين احتفظوا بطائرات عسكرية مقاتلة، لقد دمرت عملية عاصفة الحزم، كل القواعد العسكرية والطائرات الحربية والمقاتلة، ولم يتبق الا بضع الطائرات في قاعدة المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، وهنا يبدو السؤال "هل منحت هذه القاعدة العسكرية "الحوثيين مقاتلة".
معلومات صحفية أوردت أن الطائرة المروحية المقاتلة التي ظهرت في مأرب قدمت من اتجاه الشرق وكانت تحلق بعلو منخفض"[3]؛ أي انها كانت قادمة من وادي حضرموت، واتجهت لاحقا صوب مدينة ذمار أو رداع على الأرجح، بحسب ما نسبته بعض المنصات الإعلامية اليمنية المحلية – وقد تتبعت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، هذه المنصات الإعلامية التي اشارت الى ان عملية المقاتلة العسكرية لم تخلف أي خسائر مادية؛ وهذا ربما يكشف ان الطائرة المقاتلة لم تشن أي عملية عسكرية ضد قوات الإخوان بمأرب، وانما كانت في رحلة مرور دون أن يسفر هجومها عن أي خسائر مادية أو بشرية ودون أن تعاود هجومها.
تعترف تلك المنصات إن رجال الجيش والمقاومة امتنعوا عن استهداف الطائرة المقاتلة لاعتقادهم بأنها صديقة وتتبع القوات المسلحة اليمنية أو قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية المساند للجيش اليمني، مع أنه كان من السهل استهدافها كونها تحلق بعلو منخفض[4].
على الأرجح ان الطائرة المقاتلة انتقلت من سيئون إلى مأرب، وهو ما تؤكده رواية المقاتلين اليمنيين الإخوان في مأرب، والذين ذكروا ان الطائرة قدمت من الشرق، وهي مناطق خاضعة لسيطرة إخوان اليمن، وهو ما ينفي ان تكون الطائرة تابعة للحوثيين الذين يتمركزون في غربي مدينة مأرب، وليس في شرقها.
قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت تمتلك على الأرجح قرابة 40 ألف مجند بمختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك طائرات مقاتلة..
متحدث التحالف تركي المالكي الذي زار شبوة عقب تحريرها من الحوثيين في مطلع العام الجاري، كشف أن قوات المنطقة العسكرية الأولى لا تتبع هادي.
السفير السعودي محمد ال جابر سبق له قلل من اية معركة ضد محسن بحضرموت، حيث كانت تريد السعودية التي تدرس خيار إزاحة محسن من المشهد نهائيا أبعاد خطر قواته عن حدودها وبحل دبلوماسي اكبر منه عسكري نظرا لخطوة الوضع هناك خصوصا.
وإذا ما قررت هذه القوات الإخوانية التمرد وإعلان الولاء للحوثيين كما تتحدث منصات إعلامية يمنية أنه عدم تدخل جماعة الإخوان في مواجهة قد تكلفها كثيرا وفقا لحسابات خاطئة سابقة في الجوف.
وحاولت الآن انتهاج سياسة المهادنة، مع التلويح بخيار الذهاب نحو الحوثيين في صنعاء، لكن هذا يعزز من ان قوات الإخوان تعد المساهم الأبرز في تمويل الحوثيين سوى كاستراتيجية، او من خلال بعض تجار السلاح المحسوبين على الإخوان".
يقر فريق خبراء الأمم المتحدة، إن القوات الموالية للإخوان تقوم بعملية تهريب للأسلحة الى الحوثيين عبر مواني المهرة، منها الى وادي حضرموت ثم مأرب وصنعاء العاصمة الخاضعة لأذرع إيران.
تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين في صنعاء
جماعة الحوثيين حصلت على الكثير من اسلحة الجيش اليمني اثناء الحروب الستة التي خاضتها الجماعة منذ عام 2004 وحتى عام 2010. فالكثير من الألوية العسكرية التي سلمت لأذرع إيران [5] كانت تتعرض للحصار الخانق وتضطر الى الانسحاب بالأسلحة الشخصية فقط وتترك سلاحها الثقيل غنيمة للحوثيين، بما في ذلك الدبابات والمدرعات والمدفيعة والصواريخ والاسلحة الرشاشة الثقيلة بموجب اتفاق يتم بين الجماعة وقادة الجيش اليمني.
بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014 سيطروا على معظم اسلحة الجيش اليمني السابق بما في ذلك الوية الصواريخ والقواعد الجوية الحربية ومخازن السلاح المختلفة.
وبعد ان اغتالوا حليفهم السابق علي عبد الله صالح[6] في ديسمبر 2017 سيطروا على ما تبقى من ترسانة الجيش اليمني. وعلاوة على ذلك اشترى الحوثيين الكثير من الاسلحة من السوق المحلية لاسيما اثناء الحروب الستة، كما حصلوا على عدة شحنات اسلحة نقلت من إيران جوا قبل انطلاق عاصفة الحزم.
قوة الحوثيين الصاروخية قد تصاعدت وتطورت خلال سنوات الحرب في القدرة والفاعلية والدقة في اصابة الاهداف، فضلا عن التطور الكبير في مديات الصواريخ، التي تصل الان الى اكثر من 1200 كيلو مترا.
وفقا لمصادر رسمية تابعة للتحالف العربي، فان الجماعة الحوثية قد " أطلقت 430 صاروخًا باليستيًّا و851 طائرة مسيَّرة مسلحة نحو السعودية منذ بدء الحرب عام 2015، ما أسفرَ عن مقتل 59 مدنيًّا سعوديًّا ". وفقا لمصادر موثوقة، فان اليمن كان يملك 500 صاروخ بالستي قبل اندلاع الحرب، وبما ان الحوثيين اطلقوا 430 صاروخا نحو السعودية واكثر من 400 صاروخ على الداخل اليمني، فهذا يعني ان الحوثيين حصلوا صواريخ جديدة من خارج اليمن.
يمتلك الحوثيون عدة انواع من الصواريخ قصيرة المدى، ومتوسطة وبعيدة المدى، منها الصرخة ويبلغ مداه 17 كيلو مترا. صواريخ النجم الثاقب، ويبلغ مدى النجم الثاقب1 حوالي 45 كيلو مترا، فيما يبلغ مدى النجم الثاقب2 حوالي 75 كيلو مترا. صواريخ زلزال، يبدو ان الحرس الثوري الايراني انتج هذه المنظومة اثناء الحرب العراقية الايرانية وهي زلزال 1 و 2 و 3، ويبغ مدى زلزال 3 حوالي 300 كيلو مترا. صاروخ صمود (عقاب) وهو نسخة مطابقة لصارخ عقاب الايراني الذي يصل مداه حوالي 34-40 كيلو مترا. صاروخ قاهر (صياد) ويبلغ مداه 250 كيلو مترا. صاورخ بركان1 (نيزك2) وصل مداه الى حوالي 800 كيلو مترا وهو نسخة مطابقة للصاروخ الايراني نيزك2. صاروخ بركان2، يصل مداه 1200 كيلو مترا، وهو يشبه صاروخ قيام الايرانية. صاروخ ذوالفقار، ويبلغ مداه 1300 كيلومتر. صاروخ قدس: وهو صاروخ مجنح (كروز) يبلغ مداه 2500 كيلومتر. صاروخ المندب1، وهو صاروخ بحري ذكي مضاد للسفن، لكن لم يتم استخدامه حتى الان.
عرض الحوثيون علنًا نماذج جديدة من الطائرات بدون طيار، مثل صماد4، والتي يمكن استخدامها لإسقاط الذخائر على الأهداف، مما يتيح إعادة استخدامها في هجمات متعددة. يمتد تهديد الطائرات بدون طيار الى دول الخليج العربية، حيث استخدمت إيران هذه التكنولوجيا بشكل كبير. فقد دربت طهران مقاتلين حوثيين على استخدام الطائرات بدون طيار داخل حدودها، بما في ذلك قاعدة كاشان بالقرب من مدينة أصفهان. وفي الوقت نفسه قدم الحوثيون أيضًا طائرة “وعيد” المسيّرة، ويبدو أنها بمدى يبلغ 2500 كيلومتر. تشير هذه التطورات الحديثة إلى إمكانية حدوث قفزة محتملة في ترسانة الأسلحة لدى جماعة الحوثيين، والتي سوف يكون بامكانها مهاجمة إسرائيل بالفعل.
الأمريكية وهي في طريق تهريبها إلى الحوثيين في بحر العرب وخليج عمان وعلى سواحل الصومال. بالإضافة إلى شحنة سلاح على سفينة تم ضبطها في أغسطس 2021. وجميعها كانت تحمل أسلحة مهربة من إيران إلى الحوثيين.
التقاريرالاستخبارية الفرنسية والبريطانية سلطتا الضوء على تهريب السلاح من ايران وامريكا اللاتينية عبر المحيط الهندي والبحر الاحمر. والقصة هنا تدور حول ثانى أكبر شركة سلاح فى أمريكا اللاتينية تعاملت مع فارس مناع، حيث وصول بشكل سرى إلى البرازيل لعقد صفقة أسلحة كبيرة فى بداية 2015م. الأسلحة التى يقاتل بها الحوثيون هى أسلحة جلّبها مناع من تلك الشركات؛[7] حيث اتفق الطرفان ان تتكفل تلك الشركات بايصال السلاح الى جبوتي، ومن ثم يتم نقلها عبر استخدام شركات مثل شركة الشرق لصيد الأسماك، لتصل بدورها إلى الموانئ والسواحل اليمنية عبر قوارب الصيد، التي تهرب السلاح للحوثيين.
وتستخدم ميليشيات الحوثيين طائرات مُسيرة تعمل بمحركات ألمانية الصنع في ضربات جوية داخل اليمن وخارجه، وتقوم شركة صغيرة تسمى "3W" وتتخذ من مدينة هاناو الألمانية مقراً لها، بتصنيع هذا المحرك الذي تبلغ قوته أقل من 12 حصاناً. وذكرت التقارير أنّ الشركة المصنعة للمحركات سلمت الشركة اليونانية المحركات المطلوبة في 22 يونيو 2015، ثم انتقلت هذه المحركات بعدها بـ 10 أيام على متن رحلة للخطوط الجوية التركية إلى شركة في طهران، ومنها نقلت إلى اليمن سراً، حيث جرى تجميع الطائرة المسيرة يدوياً استناداً لتكنولوجيا إيرانية.
كشفت باحثة ايرانية أربع شبكات اساسية لتهريب السلاح الى الحوثيين الاولى شبكة باسم القائد المشفر يقودها عبد الله شهلائي [8]القيادي البارز في الحرس الثوري الايراني ومساعده قائد فيلق القدس لشؤون اليمن، ويطلق شهلائي على نفسه اسم الحاج يوسف ويوسف ابو الكرخ.
والشبكة الثانية تحمل اسم بهنام شهرياري، وهو اسم أحد قيادات الحرس الثوري الايراني المسؤولين عن تهريب الاسلحة الى اليمن.
الشبكة الثالثة تعرف باسم نقل لعلوم الهندسية وتضم عددا من خبراء الحرس الثوري الايراني في مجال تصنيع الصواريخ البالستية، هذه الشبكة ساعدت الحوثيين على استلام شحنات الصواريخ كما قامت بتدريبهم على تقنيات الصواريخ. يشار الى ان عددا من اعضاء هذه الشبكة أدرجوا في قائمة العقوبات الامريكية عام 2018م على خلفية تورطهم في نقل تقنيات تصنيع الصواريخ الى الميليشيات الايرانية في المنطقة.
الشبكة الرابعة تعرف بشبكة سعيد الجمل، نسبة الى سعيد احمد محمد الجمل، وهو مستثمر يمني حوثي مقيم في إيران ومتورط في عمليات تهريب الاسلحة للحوثيين.
وكشفت تقارير صحفية عدة عن أن تهريب السلاح الإيرانى إلى الحوثيين فى اليمن يتم مباشرة عبر شواطئ المهرة شرق عدنان إذ يتم تفريغ الزوارق الإيرانية هناك، ثم تنتقل عبر طريقين تمتد من حضرموت وشبوه ثم البيضاء وصولاً إلى صنعاء، أو من صحراء حضرموت والجوف وصولاً إلى صعدة فى الشمال معقل الحوثيين، وتمكنت قوات الشرعية من إيقاف العديد من هذه الشاحنات فى مأرب والجوف.
ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2018م قتل الملازم ضيف الله عمر علي السوادي في سجن سري بمارب"، عقب تعرضه لتعذيب مميت أدى إلى وفاته، وكانت تهم اعتقاله ايقافه شحنة اسلحة كانت في طريقها من مأرب الى صنعاء، ورفض مرورها على الرغم من انها تمتلك اوراق رسمية بالمرور، فدفع حياته ثمنا لمنع تهريب الأسلحة وقطع الطائرات المسيرة إلى الحوثيين في صنعاء.
وذكرت صحيفة اليوم الثامن حينها في تقرير إن قائد الشرطة العسكرية كلف 4 جنود بالتناوب على تعذيب الضحية مع أفراد آخرين من زملائه، قبل أن يفارق الحياة تحت التعذيب.
وكذلك، من البحر عبر الملاحة الدولية من الموانئ الإيرانية مرورًا ببحر العرب وخليج عدن إلى البحر الأحمر، وإدخالها إلى الميليشيات الحوثية عبر مينائى الحديدة والصليف، وتشمل هذه الأسلحة أنواعًا من الصواريخ الباليستية والألغام البحرية، والزوارق المسيرة عن بعد، والمفترض أن هذه الممرات خاضعة للمراقبة الدولية وفق القرار 2216.
ميناء الحديدة هو المنفذ الأهم والأكثر سهولة حاليًا فى توصيل الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، وهو كما يصفه الخبراء الاستراتيجيون محطة مهمة وشريانًا حيويًّا للأسلحة الإيرانية التى تصل إلى اليمن، حيث تبدأ شحنات الأسلحة طريقها من إيران عند مضيق هرمز، لتحملها السفن من خليج عمان، وتسير بها فى بحر العرب، وصولًا إلى الصومال، ومن هناك إلى ميناء الحديدة مباشرةً.
وعلى غرار قوارب الصيد هناك التجار فى الدول الإفريقية، لاسيما من يمتلكون تصاريح عمل فى البحر الأحمر بمجالات مختلفة، وبسبب العلاقات الوطيدة بين الحوثيين وتجار دول القرن الإفريقى[9]، ما يسمح بالتواصل بينهم فى مسألة توصيل الأسلحة، إذ تصل الأسلحة الإيرانية مفككة إلى هؤلاء التجار وتدخل وسط معدات زراعية أو غيرها، وعبر طرقهم المعروفة والمجربة يتم إدخال الأسلحة والمعدات إلى الحوثيين.
تعد إريتريا واحدة من أهم منافذ توصيل السلاح الإيرانى إلى الحوثيين، فمن طهران التى تملك منفذًا بحريًا على مضيق باب المندب يعج بالسفن الكبيرة، تصل الشحنات العسكرية إلى إريتريا، لتقريب المسافة التى تسلكها إلى اليمن وبشكل غير شرعى، إذ تدخل هذه الأسلحة خبيئة فى حاويات القمح العملاقة كجزء من طرق التهريب، ما يصعب من عمليات التفتيش الدولية لهذه السفن، علاوة على أن معظم هذه الحاويات يصل إلى مناطق ونقاط لا تفتيش فيها.
أن السفن التجارية العابرة عن طريق جيبوتى، والمحملة بأطنان من المواد الغذائية والقمح كثيرة ما يمنع اللجنة المشكلة من جهات دولية عدة من تفتيشها بدقة عالية لصعوبة تفريغ ونقل الحاويات الكبيرة كافة من السفن والتأكد من محتواها.
مصادر صحافية أكدت تهريب 14 شحنة اسلحة عبر جبهة المسراخ في محافظة تعز وبالتنسبق مع قيادات كبيرة من جماعة إخوان اليمن[10]، وتستخدم عصابات التهريب طريق المسراخ كمنفذ استراتيجي لتهريب السلاح الى الحوثيين،
تقرير لجنة خبراء الامم المتحدة حدد ثلاث طرق لتهريب السلاح للحوثيين، الطريق الاول سواحل عمان واليمن يُستخدم لتهريب شحنات عسكرية عالية القيمة مثل مكونات القذائف وحاويات القذائف المضادة للدبابات ومكونات الطائرات المسيّرة من دون طيار وأجهزة المتفجرات يدوية الصنع. الطريق الثاني سواحل الصومال ويُستخدم في الغالب للتزوّد بالأسلحة الصغيرة والخفيفة من خلال نقل البضائع من سفينة إلى أخرى قبالة سواحل الصومال.
أما الطريق الثالث باب المندب حيث إن خفر السواحل اليمني صادر في مايو (آيار) 2020 قارباً على متنه أربعة أفراد اعترفوا لاحقاً بأنهم ينتمون لشبكة تهريب وأنهم كانوا ينقلون أسلحة إلى الحوثيين.
إخوان اليمن وصفقة تمكين الحوثيين
يعود التنسيق بين الإخوان والحوثي، إلى عام 2013، منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد، والتي تدعمها إيران بشكل أساسي لتنفيذ أجندتها في الداخل، باستخدام أذرعها المسلحة.
والاتفاق المبرم بين الطرفين منذ ذلك التوقيت، قامت على إدارته ورعايته أطراف إقليمية، وشخصيات إخوانية من داخل اليمن، على رأسها الإخوانية توكل كرمان، لافتة إلى لقاء إعلامي إخواني بارز بقيادات ممثلين عن الحوثي في صعدة، وممثلين عن الإخوان في صنعاءعام 2014، ونجح في إبرام اتفاق للتعاون والتنسيق بين الطرفين".
في يناير (كانون الثاني) 2020م،[11] سيطر الحوثيون على جبال فرضة نهم، واسقطوا سبعة ألوية عسكرية تابعة لإخوان اليمن، الذين برروا الهزيمة بالانسحاب التكتيكي ، غير ان الحوثيين اعتبروا السيطرة على فرضة نهم، ردا على انقلاب الاخوان على صفقة تهدئة غير معلنة بين الطرفين، حيث أقر الإخوان بسقوط (اللواء 312) الاستراتيجي الواقع في "فرضة نهم" (50 كم) شرق العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في السلاسل الجبلية المحيطة بالمعسكر في نهم وجبال يام الاستراتيجية، وقد حصل الحوثيون من خلال السيطرة على هذه المناطق تبعها ايضا اسقاط قواعد عسكرية في الجوف والبيضاء، على كميات كبيرة من الاسلحة والمعدات التي قدمتها السعودية لجيش إخوان اليمن في مأرب.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021م، كشفت قناة سكاي نيوز [12]أن قيادات الحوثي لا تخفي التنسيق الحثيث مع الإخوان، وتأكيد على ذلك ما أدلى به رئيس وفدهم في مباحثات الكويت، التي جرت عام 2016، محمد عبد السلام، على أن جماعته تتحالف مع كل من سماها بـ"القوى الوطنية"، ذاكرا من بينهم جماعة الإخوان، وذلك في تصريحات لجريدة "الشاهد" الكويتية.
وفي مايو (ايار) 2021م، أكد المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن، جمال بن عمر، تسهيل حزب الإصلاح دخول الحوثيين إلى صنعاء، حيث أكد بن عمر في مقابلة مع قناة “الشرق” السعودية أن ما سماها الأحزاب السياسية التي لديها “أجنحة عسكرية”؛ مثل حزب الإصلاح الإخواني، لم تمنع زحفَ الحوثيين إلى صنعاء، على الرغم من محدودية قدرة وعدد الحوثيين. وأكد أيضاً أن احتلال العاصمة اليمنية، صنعاء، لم يكن ممكناً لولا تساهل وتواطؤ الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، وبالطبع الأطراف الواقعة تحت نفوذه؛ مثل الجيش، آنذاك، كما أن حزب الإصلاح قد اتخذ قراراً رسمياً بعدم مقاومة الحوثيين.
يؤكد الكاتب في صحيفة العرب الدولية جار الله جار الله أنّ الحوثيين حصلوا في اتفاق ستوكهولم الذي أشرف عليه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وقتذاك، مارتن غريفيث، على الهدنة وعلى الحديدة ومينائها في الوقت ذاته. استطاع غريفيث وقف الهجوم الذي كانت تشنّه قوات يمنية بقيادة طارق محمد عبدالله صالح من أجل استعادة المدينة والميناء.
منذ توقيع اتفاق ستوكهولم، تكرّس أمر واقع في الحديدة، مثلما عرف الحوثيون استخدام اتفاق السلم والشراكة، كغطاء شرعي لوضع اليد على صنعاء بعد21 أيلول – سبتمبر 2014 كي يخلقوا أمرا واقعا في العاصمة اليمنيّة، حققوا نجاحا آخر في الحديدة.. في انتظار نجاح جديد في مدينة مأرب.
في أساس كلّ ما يجري في اليمن اليوم الانقلاب الذي نفّذه الإخوان المسلمون في شباط – فبراير 2011 على علي عبدالله صالح، كان مخططهم يستهدف أخذ مكان الرئيس اليمني وقتذاك. انتهى بهم الأمر أن أصبحوا أداة لدى الحوثيين الذين هم بدورهم أداة إيرانيّة.
من بين الأمور التي لا يمكن تجاهلها في الوقت الحاضر أنّ “الشرعيّة” لم تستطع الدفاع عن مدينة مأرب على الرغم من أهمّيتها الاستراتيجيّة. لولا التحالف العربي الذي استخدم سلاح الجوّ بفعالية، لكانت المدينة سقطت منذ فترة طويلة.
أنهك الحوثيون، بفضل الموجات البشريّة، المدافعين عن مأرب والذين بينهم رجال قبائل في المنطقة من عبيدة ومراد. أخطر ما في الأمر، أنّ الإخوان المسلمين كانوا يرفضون دائما عروض إرسال قوات مرابطة قريبا من الحديدة لدعمهم، لم يحرّك الإخوان قوات بإمرتهم موجودة في حضرموت حتّى عندما انتفضت محافظة البيضاء في وجه الحوثيين، الأمر الذي يخفي صفقات تجري من تحت الطاولة بين “أنصارالله” والإخوان.
وعلى الرغم من ان سجل الإخوان "خالٍ" من أي عمليات او مكاسب عسكرية ضد الحوثيين، الا ان تهديد قيادات إخوانية من بينها القيادية توكل كرمان، بالتحالف مع الحوثيين، يؤكد ان الدوحة التي ترعى التنظيم اليمني، تسعى إلى فرض مشروع التقاسم مع طهران، وابعاد أي دور او نفوذ مستقبلي للرياض في الجنوب، ولكن السعودية قد ربما تعتمد على "الجنوب" ومشروعه السياسي "قيام الدولة الجنوبية السابقة"، كخيار لمواجهة المشاريع التي تريد تضرب استراتيجية الأمنية المستقبلية.
الخلاصة
- منذ نهاية الحرب السادسة في صعدة العام 2010م، كان الإخوان أقرب التحالفات السياسية للحوثيين، فالأذرع القطرية كانت تسير وراء اجندة الدوحة الرامية الى دعم الحوثيين للإطاحة بنظام علي عبدالله صالح، المتحالف مع السعودية، وقد قدمت قطر دعما كبيرا للحوثيين، تحت يافطة إعادة اعمار صعدة الذي لم يتحقق الى اليوم.
- الانتفاضة الإخوانية ضد نظام علي عبدالله صالح، استعان التنظيم بالحوثيين لإزاحة نظام صالح وعائلته، لكن الإخوان لم يستطيعوا الحفاظ على التحالف مع الحوثيين الذين اسقطوا عمران وصنعاء وبقية المدن اليمنية دون أي مقاومة تذكر.
- لم يبن الإخوان تحالفهم مع الحوثيين، نتيجة استراتيجية حزبية، بل لرغبة قطرية، وهو ما دفع دول التحالف العربي الى مقاطعة النظام القطري على خلفية دعم الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.
- خسرت السعودية الكثير من الأموال لدعم جهود الحرب ضد الحوثيين الا ان تنظيم الاخوان استثمرها في دعم مشاريع سياسية وإعلامية وعسكرية مناهضة لما جاء من أجل التحالف العربي بقيادة السعودية.
- عملت السعودية في ابريل نيسان الماضي، على إزاحة الاخوان من التحكم بإدارة الرئيس عبدربه منصور هادي، ودفعت نحو عقد مشاورات يمنية – يمنية في الرياض، خرجت تلك المشاورات بتشكيل مجلس قيادة رئاسي، كخطوة أولى لإزاحة الإخوان الذين يقفون حجر عثرة امام أي جهد لمحاربة الانقلاب الحوثي.
الهوامش
[1]أنظر: قوات صنعاء (الحوثيون) تستخدم للمرة الأولى طائرة هليكوبتر قتالية في مأرب - يمن دايز
[2]أنظر: الحوثيون يزعمون تنفيذ أول عملية للقوات الجوية والدفاع الجوي في الحديدة – يوتيوب
[3]انظر: طائرة مقاتلة في مأرب تستهدف قوات الجيش اليمني – المشهد اليمني
[4]أنظر: امتلاك الحوثيين طائرة مروحية استخدموها في مارب – منصات إعلامية إخوانية
[5]جماعة الحوثيين حصلت على الكثير من اسلحة الجيش اليمني اثناء الحروب الستة – المشهد اليمني
[6]أنظر: شبكات تهريب السلاح الى الحوثيين - المشهد اليمني (د. عبده البحش)
[7] الأسلحة التى يقاتل بها الحوثيون هى أسلحة جلّبها مناع من تلك الشركات - وسائل إعلام
[8]الضابط قائدا لفصيل في القوات العسكرية التي تخوض حربا ضد الحوثيين – صحيفة عكاظ.
[9]شبكات تهريب السلاح الى الحوثيين - المشهد اليمني (د. عبده البحش)
[10]شبكات تهريب السلاح الى الحوثيين - المشهد اليمني (د. عبده البحش)
[11]الحوثيون يسيطرون على معسكر إستراتيجي للقوات الحكومية اليمنية في نهم شرق صنعاء - وكالة شنخوا الصينية
[12]صفقة جديدة بين الإخوان والحوثي في اليمن.. ما تفاصيلها - سكاي نيوز عربية