دبلوماسي بارز يتحدث لإعلام محلي عن المشهد السياسي الراهن..

"بين مواقف النكاية بـ"الانتقالي" واستقلال الجنوب".. ما مفهوم الانتحار السياسي؟

شكل الدولة ونوع نظامها يحدد في حينه ويقرره الشعب بنفسه عبر استفتاء ولا يقرره مكون أو حزب أو مجموعة صغيرة من الناس سواء أخذت اسما أو صفة قيادية ويكفينا ما تسببت به اللجنة التنفيذية للجبهة القومية ولاحقا المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني من كوارث وماسٍ نعيشها حتى اليوم

الدبلوماسي الجنوبي أحمد عبدالله الحسني

لندن

لم تكن دعوات العودة إلى ما كان يسمى بالوحدة اليمنية، نابعة عن قناعة لبضعة شخوص اختلفوا مع المجلس الانتقالي الجنوبي، بل نكاية، هي اشبه بعملية انتحار لأصحابها الذين دائما ما يتهمون المجلس الانتقالي الجنوبي بانه يعمل ضد اهداف قضية الجنوب وانه يسعى لإعادة تحقيق مشروع الوحدة اليمنية، ولأن هذا الحديث المتناقض قد خفت في الآونة الأخيرة، الا ان الصحافة المحلية في اليمن، سارعت الى إعادة الحديث عن "مشروع النكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي".

صحف محلية نشرت مقابلة صحافية مع الدبلوماسي الجنوبي أحمد عبدالله الحسني، لكن ربما الإجابات كانت خارج سياق التوقعات، فالحسني قال في تلك المقابلة ردا على سؤال هل لا يزال متمسكا بمشروع استقلال الجنوب العربي :"نحن نؤمن أن جوهر الصراع هو الهوية، وأن جوهر الأزمة اليمنية هو احتلال الجمهورية العربية اليمنية للجنوب العربي الذي سمي بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حينها، وبالتالي فإن الهدف المباشر لنا هو استعادة هويتنا العربية وتحقيق استقلالنا الوطني وبناء الدولة الحرة المستقلة للجنوب".

 

التخلي عن مشروع استقلال الجنوب العربي 

 

 

ولم يكتف الحسني بتلك الإجابة بل ذهب إلى التأكيد بنبرة هجومية على من وصفهم بالمناضلين الذين أعلنوا تخليهم عن مطلب الاستقلال، حيث قال "إن المناضلين الذين عبروا عن تخليهم عن مطلب الاستقلال وفضلوا العودة إلى ما يسمى بالوحدة والقبول بالاحتلال اليمني ورأوا فيه نموذجاً أفضل من ما قدمه (المجلس الانتقالي الجنوبي)، كسلطة أمر واقع، وهذا لا نتفق معه ولا يقدم حلا أفضل بقدر ما يذهب بكل شيء إلى العدم". 

وقال الحسني "علينا أن نفرق بين الوطن وبين المكون السياسي، بين سياسات خاطئة وبين ارتكاب الانتحار الجماعي.

 

وضع الأسس الصحيحة لعمل وطني ينقذ الجنوب العربي 

 

 

وشدد الحسني على أن "الوقت لم يفت بعد وعلينا تقع مسؤولية البدء في وضع الأسس الصحيحة لعمل وطني ينقذ بلادنا ويضمن الوصول بشعبنا إلى تحقيق تطلعاته في استعادة الهوية وتحقيق استقلالنا الوطني وبناء دولة الجنوب العربي الحرة المستقلة ولا شك أن عمل بهذه الشمولية وهذا العمق وبهذه الأبعاد والأهداف يتطلب أن نوفر له الأسس الصلبة والصحيحة وتقع على قوى التحرير والاستقلال ورموز العمل الوطني الملتزم بتلك الأهداف مهمة إنجاز صياغة مجموعة الأسس والثوابت والقيم التي يتفق عليها جميع من ذكرنا ثم يبدأ العمل الجاد والمسؤول للتحضير لمؤتمر وطني جنوبي لقوى التحرير والاستقلال، وفي هذا السياق تتم جملة واسعة من النشاطات والمهام منها لجان مختلفة لإنجاز الأدبيات...إلخ ينجم عن عقد المؤتمر الوطني الجنوبي انتخاب قيادة وطنية مسؤولة عن وضع خطط وبرامج تنفيذية لتحقيق الأهداف التي ذكرناها".

 

جنوبيون ليسوا مع استقلال الجنوب العربي

 

 

وقال "يجب أن نعرف أن هناك من أبناء الجنوب من قد لا يوافق على هدف الاستقلال، وهذا لا يعني إطلاقاً أن نحولهم إلى أعداء فنحن نؤمن أن الجنوب ملك لكل أبنائه".

وبشـأن الاستقلال، قال الحسني "علينا أن نستوعب أهمية وصعوبة تحقيق الاستقلال، هذه مسألة شديدة التعقيد ولا يجب أن نتناولها بخفة وبسطحية بالغة وإنجازها دون أهوال وجبال ومهمة، تحقيق الاستقلال يتطلب إيمانا مطلقا بشرعية حقنا في استعادة الهوية واستعادة الوطن وحريته ومهمة مثل هذه ممكنة وليست مستحيلة متى امتلكنا العزم والإرادة والقرار الحر المستقل".

 

شكل الدولة الجنوبية

 

وقال الدبلوماسي الجنوبي "إن شكل الدولة ونوع نظامها يحدد في حينه ويقرره الشعب بنفسه عبر استفتاء ولا يقرره مكون أو حزب أو مجموعة صغيرة من الناس سواء أخذت اسما أو صفة قيادية ويكفينا ما تسببت به اللجنة التنفيذية للجبهة القومية ولاحقا المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني من كوارث وماسٍ نعيشها حتى اليوم. 

وأضاف "أن النظام الفيدرالي هو الأنسب لما يوفره من هامش أوسع لمشاركة أبناء الولاية أو المحافظة أو ما سيتفق عليه من تسمية تطلق على هذه الجهة أو تلك في تسيير أمور منطقتهم ووضع البرامج والخطط الفضلى لاستثمار الإمكانيات لتطوير مقاطعتهم أو ولايتهم على أن تترك مسألة علاقة الدولة بالولايات واختصاصات كل منهم لأصحاب الشأن من المراجع العلمية وأساتذة الاختصاص".

وبشأن قدرة القيادات الجنوبية السابقة على مواصلة العطاء السياسي، قال الحسني :"النشاط السياسي والقدرة على العطاء لا يتحدد بسن معينة، وأمامنا نماذج كثيرة نأخذ مثال المفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل، الرئيس ميشال عون في لبنان، الرئيس علي ناصر محمد وآخرين غيرهم، أما عالميا الرئيس العبقري الملهم الدكتور محمد مهاتير، نيلسون منديلا، هؤلاء استمروا يخدمون بلدانهم والعالم بأفكار نيرة ورؤى متقدمة.

نحن بحاجة إلى كل جهد طيب مثمر يساعد على إيجاد حلول ومخارج من حالة البؤس والشقاء التي يعيشها شعبنا اليوم، والقيادات الجنوبية تمتلك خبرات كبيرة ولها تجارب غنية يمكن أن نستفيد منها، من المعيب أن يضع أحد ما حظرا على شخصية معينة لمجرد أنه كبير في السن أو قيادي جنوبي سابق، من حق الكل أن يشارك بتقديم رؤيته ويعبر عن وجهة نظره في معالجة قضية الوطن".