"مواقف يمنية عدائية جديدة"..

“الانتقالي الجنوبي” في أروقة صنع القرار الأوروبي وتحركات خارجية اليمن المشبوه ودفاع الوالي عنها

رئيس وزراء الحكومة اليمنية وأعضائها اليمنيون مازالوا يضمرون في قلوبهم وجميع حواسهم وجوارحهم الحقد الدفين ضد شعب الجنوب وتطلعاته النضالية وأنهم لم يبارحوا العيش من عقلية حرب 94 العدوانية ضد الجنوب وشعبه

رئيسا مجلس القيادة الرئاسي وحكومة الشراكة اليمنية الجنوبية ووزير الخارجية يتخذون قرارات عدائية تجاه الجنوب لكن الوزير الانتقالي يدافع عنهم - اليوم الثامن

د. صبري عفيف
كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية، نائب رئيس التحرير ورئيس قسم البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات،

إن المعركة الدبلوماسية التي يقودها المجلس الرئاسي في الخارج ضد المجلس قضية شعب الجنوب وممثلة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بلغت ذروتها وتجلت مؤشراتها في أكثر من موقف، بينما وزراء النص الاخر بين صامتين وخاملين واخرين يدافعون عن النص الاخر الذي يلعب بالنار هذا في مجال المعركة الدبلوماسية.
أما فيما يخص سياسة تفكيك الجنوب من الداخل فأن تلك السياسة أيضا بدأت مؤشراتها في العمق الاستراتيجي للمجلس الانتقالي الجنوبي ونرى أن معظم أعضاء الانتقالي في سبات عميق مما يجري من تفكيك صفوفه في الداخل وتغييب دوره الدبلوماسي في الخارج.

وفيما يلي نقتبس ما تصدره بيان الاتحاد الأوروبي" إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بسلامة الأراضي اليمنية وبالحاجة الى تسوية سياسية شاملة ويدعم جهود الرئيس العليمي ويدعو جميع الأطراف بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي الى الإقرار بالأهمية الجهورية لوحدة مجلس القيادة الرئاسي من اجل السلام المستدام في اليمن .

وفي سياق أوسع رحب الاتحاد الأوروبي بالتصويت الإيجابي من قبل اليمن في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة اعتداء روسيا على أكرانيا نتأكيد اليمن على الدعم المستمر لسلامة أراضي أوكرانيا حماية النظام الدولي المبني على القواعد في المحافل المتعددة الأطراف.
وهذه التحركات لم تكن عفوية بل ان هناك جهود كبيرة تبذلها الخارجية اليمنية في سبيل تفكيك اتفاقيات الرياض وكذلك تصوير المجلس بانه المعرقل للمجلس الرئاسي وهذا الامر بدأ يظهر على السطح وما يجعل العليمي في كلمته امام الرئيس الصيني يجاهر بالمطالبة بحل على أساس دولة موحدة وهذا الامر الذي لم يكن العليمي يتجرأ القول به فماذا تطرأ لماذا هذا الانفراد دون لن يكون الانتقالي على علم بما يجري.
أين هم وزراء الانتقالي المدافعون عن النص السيء من تلك الحكومة الحرب الدبلوماسية واضحة وملامح انتصاراتها ترجحها كف الاخوان بينما الوزراء الجنوبيين يداعون عنهم كما صرح بذلك عبد الناصر الوالي قبل أسبوعين حين ينزه تلك الحكومة وفي مقدمتها وزارة الخارجية.

وفي تصريح للناطق الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي صرح فيه قائلا" لقد تابعنا في المجلس الانتقالي الجنوبي البيان الصادر عن مجلس الاتحاد الاوروبي يوم الإثنين الموافق 12 ديسمبر 2022م، وعليه يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي على أن ما ورد من اشارة للمجلس الانتقالي في البيان بخصوص وحدة مجلس القيادة الرئاسي، كان في سياق سلبي غير صحيح ومخيب للآمال.
إذ يعرب المجلس الانتقالي الجنوبي عن رفضه لأي تصريحات أو تلميحات من شأنها الإضرار بتماسك مجلس القيادة الرئاسي والإخلال بالشراكة التي نتجت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي، ويؤكد على ضرورة احترام القضايا الوطنية والسياسية التي قامت عليها الشراكة وفي طليعة ذلك قضية شعب الجنوب وحقه في الاستقلال.

وأصدرت الكتلة الوزارية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة المناصفةبيانا جاء فيه "تابعت الكتلة الوزارية للمجلس الانتقالي الجنوبي باهتمام بالغ ماجاء في البيان الصادر عن مجلس الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين الموافق ١٤ ديسمبر ٢٠٢٢ م والبيان الحكومي المؤيد له بدون توافق او تروي ،واذ تعرب الكتلة الحكومية عن احترامها وتقديرها لمجلس الاتحاد الاوروبي الا انها تعبر عن اسفها لما جاء فيه من اشارات سلبية حول ما يشاع من تباينات داخل مجلس القيادة الرئاسي والتلميح السلبي الى دور ممثل شعب الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي. 

واذ نؤكد هنا مجدداً ان الكتلة الوزارية للمجلس الانتقالي الجنوبي ومؤيديها من الوزراء الجنوبيين قد حرصت كل الحرص منذ اليوم الاول لتشكيل الحكومة على الحفاظ على التجانس والانسجام داخل الحكومة والعمل بروح الفريق الواحد لضمان توفير الامن والاستقرار وانسيابية الخدمات رغم كل الصعوبات والعراقيل.

 ونحن نرى ان صدور البيان على هذا النحو بهذا الشان لم يكن كما كنا نامل وناسف ان هناك جهات استغلت علاقاتها والثقة التي منحت لها لكي تقدم معلومات مغلوطة ولا تخدم الشراكة التي تأسست على مداميكها حكومة المناصفة وفق اتفاق والرياض ولا التوافق الذي خلصت اليه مشاورات الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي والتي اكدت بوضوح على مشروعية وعدالة القضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة في حدودها المعروفة ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠ م.

وعلى المنوال نفسه صرح الغيثي مسؤول العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي.. 
وقال الممثل الخاص للرئيس الزُبيدي للشؤون الخارجية عمرو البيض في برنامج حديث العاصمة حول بيان الاتحاد الأوروبي على فضائية "عدن المستقلة": “بعثنا رسالة احتجاج وطلب استيضاح لسفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن.. مشيرا إلى أن بيان الاتحاد الأوروبي أظهر أن هناك ضعفًا في مجلس القيادة الرئاسي”.

وقال في التصريحات التي تابعها محرر صحيفة اليوم الثامن إنه "يجب على الاتحاد الأوروبي تدارك "خطأ" البيان وسرعة معالجته"..لافتا إلى أنه لم يذهب بیان الاتحاد الأوروبي بالإشارة إلى تصنيف الحوثيين كطرف إرهابي".

وأضاف “ يسعى الحوثيون إلى إجبار العالم بتنفيذ مطالبهم وهو ما لم يقبله المجلس الانتقالي الجنوبي”.. مؤكدا ان “إنجازات القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب على مسمع ومرأى للعالم”.

وشدد على أنه لابد من إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت وفقاً بما نص اتفاق الرياض".

وأكد عمرو البيض أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيتعامل بمسؤولية مع الوضع الراهن.

بينما أشار الناشط السياسي عادل العبيدي في قراءة له بعنوان ( ترحيب الحكومة اليمنية وتصريح الانتقالي بشأن بيان الاتحاد الأوروبي) قائلاً " هناك ثمة أشياء يجب أن تقال مابين ترحيب الحكومة اليمنية وتصريح المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن بيان الاتحاد الأوروبي الصادر في 12ديسمبر 2022 م ، أذ نرى أن الحكومة اليمنية وفي بيان لها قد سارعت إلى الترحيب والتقدير به بينما تصريح المجلس الانتقالي الجنوبي للمتحدث الرسمي للمجلس الاستاذ علي الكثيري قد أكد أن ماورد من أشارة للمجلس الانتقالي في بيان الاتحاد الأوروبي بخصوص وحدة مجلس القيادة الرئاسي كان في سياق سلبي وغير صحيح ومخيب للآمال .

من خلال الإختلاف والخلاف الجوهري في الرد على بيان الاتحاد الأوروبي مابين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يتبين أن مسارعة الحكومة اليمنية إلى الترحيب به لم يكن لأن في البيان الأوروبي مصلحة حقيقية لوحدة مجلس القيادة الرئاسي في تنفيذ بنود اتفاق الرياض وإصلاح خدمات المواطنين وصرف الرواتب للموظفين وأيضا من أجل محاربة الحوثيين والعناصر الإرهابية من القاعدة وداعش ، وأنما جاء ترحيب الحكومة اليمنية فقط لأن البيان الأوروبي  تضمن التزام الاتحاد بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه حسب ماجاء في بيان ترحيب الحكومة اليمنية ، وهذا يظهر أن جماعة الحكومة اليمنية أنهم مازالوا يعيشون أوهام الوحدة أو الموت ومخرجات الحوار اليمني والمرجعيات الثلاث في تحد صارخ لإرادة الشعب الجنوبي  وما قدمه من التضحيات الجسام في مرحلتي نضاله السلمية والعسكرية ضد الاحتلال والتواجد العسكري اليمني في الجنوب من أجل تحقيق هدف استعادة دولته الجنوبية المستقلة .

وهذا يؤكد ويزيد من تأكيداتنا السابقة أن رئيس وزراء الحكومة اليمنية وأعضائها اليمنيين مازالوا يضمرون في قلوبهم وجميع حواسهم وجوارحهم الحقد الدفين ضد شعب الجنوب وتطلعاته النضالية وأنهم لم يبارحوا العيش من عقلية حرب 94 العدوانية ضد الجنوب وشعبه وانتصار 7/7 ، وأنهم مازالوا يتربصون الشر بالجنوب وشعبه ، وأنهم رغم كثرة ممارستم ذلك الشر ضد الجنوب وشعبه من أعلى سلطات ماتسمى الشرعية اليمنية وهي سلطة الرئاسة وسلطة الحكومة  التي فيها فشلوا عسكريا وسياسيا من السيطرة على الجنوب إلا أنهم ومن خلال ترحيبهم ببيان الاتحاد الأوروبي يتبين أنهم مازالوا ينتظرون الفرصة السانحة .

لا عجب  فيما يضمرونه من الشرور والأحقاد حتى بعد أن أصبح الجنوب هو ملاذهم الآمن الذي احتضنهم ، وهو البقعة التي فيها يتم تجميعهم , وهو المعنوية الكبيرة الذي يرشدهم إلى محاربة الحوثيين وإعادتهم إلى بلادهم بعد أن أصبحوا شتات في مختلف عواصم الدول العربية ، كونهم قوم بورا ينكرون المعروف ويجازون الإحسان شرا .

بينما كان تصريح المجلس الانتقالي الجنوبي صريح و متناسب مع ما آلت إليه الأوضاع السياسية والعسكرية التي انتجتها حرب 2015م ، أذ أن المجلس قد أعرب عن رفضه لأي تصريحات أو تلميحات من شأنها الإضرار بتماسك مجلس القيادة الرئاسي والإخلال بالشراكة التي نتجت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي والذي أيضا أكد على ضرورة احترام القضايا الوطنية والسياسية التي قامت عليها الشراكة وفي طليعة ذلك قضية شعب الجنوب وحقه في الاستقلال ، كون التوافق على نتائج مشاورات الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي لم تكن من أجل ترسيخ ما أسموها بالوحدة اليمنية والسيادة الوطنية اليمنية وأنما كانت من أجل توحيد الجهود العربية بما فيها جهد أبناء الجنوب للحرب ضد الحوثيين ودحض خطرهم على المنطقة العربية،  ومن أجل تنفيذ ماتبقى من بنود اتفاق الرياض على رأسها بند إخراج ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت ، وإعادة المشردين اليمنيين إلى دولتهم الجمهورية العربية اليمنية ، وأن أبوا ذلك كما أبوا من قبل فلينتظروا الخبر الذي سيغميهم ولايفيقون منه بإذن الله وهو خبر إعلان استعادة دولة الجنوب الحرة المستقلة ، التي ورغم عن أنف ماتسمى الحكومة اليمنية ستتحول بيانات الإتحاد الأوروبي إلى جانب دولة الجنوب المستقلة ولصالحها كونها ستكون هي الدولة التي ستحافظ على مصالح دول الاتحاد الأوروبي في أرض الجنوب .