أسوشيتد برس تتحدث عن محادثات "خلف أبواب مغلقة"..
السعودية تحيي محادثات سلام مع أذرع إيران وإسرائيل تتحدث عن انفراجة بشأن التطبيع
يبدو أن جميع الأطراف تبحث عن حل، بعد ثماني سنوات من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، ومزقت أوصال اليمن ودفعت أفقر دولة في العالم العربي إلى الانهيار، وباتت على شفا المجاعة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
تحدثت صحيفة أسوشيتد برس الأمريكية عن محادثات بين المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة اذرع إيران، مع الأخيرة، وصفتها بالمحادثات خلف أبواب مغلقة، فيما أعلنت إسرائيل عن انفراجة مع السعودية بشأن التطبيع، فيما اشترطت الرياض حل الدولتين.
وقالت الصحيفة الأمريكية :"إنه سط أطول فترة توقف للقتال في اليمن - أكثر من تسعة أشهر - أحيت السعودية وخصمها، المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، محادثات عبر قنوات خلفية، أملا في استمرار وقف إطلاق النار ووضع مسار تفاوضي لإنهاء الحرب الأهلية الطويلة، وفقا لمسؤولين يمنيين وسعوديين وأمميين.
وتأتي هذه المحادثات في ظل "الهدوء الهش"، نظرا لعدم وجود وقف رسمي لإطلاق النار منذ انتهاء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، وفقا لأسوشيتد برس.
وشهدت الهدنة عدة خروقات جراء هجمات الحوثيين على منشآت نفطية، في وقت صدرت فيه تصريحات عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والمتحالفة مع السعودية، تشكو من استبعادها حتى الآن من المحادثات. وقد يؤدي عدم إحراز تقدم إلى انهيار الهدوء الهش، وتجدد القتال الشامل.
لكن يبدو أن جميع الأطراف تبحث عن حل، بعد ثماني سنوات من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، ومزقت أوصال اليمن ودفعت أفقر دولة في العالم العربي إلى الانهيار، وباتت على شفا المجاعة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
واستأنفت السعودية المحادثات غير المباشرة مع الحوثيين في سبتمبر الماضي، عندما اتضح أن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لن يتم تجديدها. وتقوم عمان بدور الوساطة بين الجانبين.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة لأسوشيتد برس "إنها فرصة لإنهاء الحرب، إذا تفاوضوا بحسن نية وضمت المحادثات أطرافا يمنية أخرى". وكغيره من المسؤولين تحدث مسؤول الأمم المتحدة شريطة عدم الكشف عن هويته.
وذكر دبلوماسي سعودي للوكالة أن بلاده طلبت من الصين وروسيا الضغط على إيران والحوثيين لتجنب التصعيد.
وقال الدبلوماسي إن إيران، التي أطلعت الحوثيين والعمانيين بانتظام على المحادثات، أيدت حتى الآن الهدنة غير المعلنة.
وقال مسؤول حكومي يمني "التصعيد سيكون مكلفا على جميع الجبهات. الجميع مستعد للجولة التالية (من الحرب) إذا انهارت جهود الأمم المتحدة والمحادثات السعودية الحوثية".
من جانبه قال، عبد الباري طاهر، المعلق اليمني ونقيب الصحفيين السابق، إن إحدى العراقيل هي أن المحاولات السابقة لحل المشكلة أعاقتها المصالح المتضاربة للقوى المشاركة في الحرب - السعودية والإمارات وإيران.
وأضاف "لن تؤدي هذه المحادثات إلى نتائج ملموسة إن لم تشارك جميع الأطراف اليمنية في العملية".
وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين وكبير مفاوضيهم، إن زيارات المسؤولين العمانيين إلى صنعاء تظهر جدية الحوثيين.
وانتهت أحدث زيارة عمانية لليمن يوم الأحد الماضي.
وأضاف عبد السلام "هناك أخذ ورد مع أطراف أخرى"، في إشارة واضحة إلى السعودية.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن الرياض وضعت "خارطة طريق مرحلية" للتسوية أيدتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وأضاف المسؤول أن التحالف قدم في هذه الخارطة عددا من الوعود الرئيسية، من بينها إعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف الحصار المفروض على مدينة الحديدة.
ويطالب الحوثيون التحالف بسداد رواتب جميع موظفي الدولة - وبينهم جنود وضباط الجيش - من عائدات النفط والغاز، وكذلك فتح جميع المطارات والموانئ الخاضعة للحوثيين.
وقال مسؤول حوثي مشارك في المحادثات للوكالة إن السعوديين وعدوا بسداد جميع الرواتب.
لكن الدبلوماسي السعودي قال إن سداد رواتب العسكريين مشروط بقبول الحوثيين لضمانات أمنية، من بينها إنشاء منطقة عازلة مع المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي على طول الحدود اليمنية السعودية.
وأضاف أنه يجب على الحوثيين أيضا رفع حصارهم عن تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية.
كما ذكر أن الرياض تريد أيضا من الحوثيين الالتزام بالانضمام إلى المحادثات الرسمية مع الأطراف اليمنية الأخرى.
وقال المسؤول الحوثي إن جماعته لم تقبل أجزاء من الاقتراح السعودي، خاصة ما يتعلق منها بالضمانات الأمنية، وترفض استئناف تصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة قبل سداد الرواتب.
وذكر أن الحوثيين اقترحوا توزيع عائدات النفط وفق "ميزانية ما قبل الحرب".
ويعني ذلك أن تتلقى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ما يصل إلى 80 في المئة من الإيرادات لأنها الأكثر اكتظاظا بالسكان، بحسب المسؤول.
وقال الدبلوماسي السعودي إن الجانبين يعملان مع المسؤولين العمانيين لتعديل الاقتراح ليكون "مرضيا لجميع الأطراف"، ومن بينها الأطراف اليمنية الأخرى.
وأكد مسؤول حكومي يمني لأسوشيتد برس أن ما يجري حاليا جعل الحكومة المعترف بها دوليا "بلا صوت".
وأضاف أن المجلس الرئاسي الحكومي يخشى أن تقدم السعودية "تنازلات غير مقبولة من أجل التوصل إلى اتفاق".
لكن التحالف اليمني المناهض للحوثيين لا يزال يشهد انقسامات داخلية، لذلك ليس لديه مجال للمناورة.
وقال المسؤول اليمني "ليس لدينا خيار سوى الانتظار حتى نرى ما ستسفر عنه هذه المفاوضات".
من ناحية أخرى، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه لاحظ انفراجة دبلوماسية مع السعودية، خلال مباحثات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان.
وكان نتنياهو أطلق تعهدا قبيل استعادة منصبه، بتدشين علاقات رسمية مع السعودية، بعد توقيع اتفاقيات تطبيع، مع عدة دولة عربية.
وجاء في بيان لمكتب نتنياهو، أن سوليفان ناقش مع نتنياهو الشأن الإيراني فضلا عن “الخطوات التالية لتعميق اتفاقيات إبراهيم وتوسيع دائرة السلام، مع التركيز على تحقيق انفراجة في العلاقات مع السعودية”.
وقال مكتب نتنياهو إن مناقشاتهما أعقبها اجتماع عبر الإنترنت بين سوليفان ونظرائه من إسرائيل والإمارات والبحرين. وجاء في بيان مشترك أنهم ناقشوا التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا الناشئة والأمن الإقليمي والتجارة.
من جانبه قال محمود عباس، الذي استضاف سوليفان في مدينة رام الله بالضفة الغربية، إن على الولايات المتحدة التدخل، لوقف انتهاكات وعنف الاحتلال بالضفة.
ونقل حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على تويتر عن عباس قوله “الأوضاع الخطيرة جراء التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.. تهدد الأمن والاستقرار وتدمر حل الدولتين”.
وحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الأربعاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة على الانخراط بجدية في حل الصراع.
وقال في تصريحات من منتدى دافوس: إن النهج تجاه إسرائيل لا يزال كما هو، وقلنا باستمرار إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو في مصلحة المنطقة ومصلحة إسرائيل والجميع، ولكن يجب أن يكون حقيقيا، التطبيع سيأتي من خلال إعطاء الأمل للفلسطينيين وهذا يتطلب إعطاء الفلسطينيين دولة”.
من جانبه قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن سوليفان سيؤكد التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال زيارته.
في وقت سابق كشف موقع أكسيوس أن السناتورة الأميركية الديمقراطية، جاكي روزن، أبلغت الحكومة الإسرائيلية أنها لا تريد أن يلتقي وفد من مجلس الشيوخ، ترأسه إلى إسرائيل هذا الأسبوع، مع أي عضو من أعضاء حزبي اليمين المتطرف الإسرائيليين المشاركين في الائتلاف الحكومي، وفقا لمسؤولين إسرائيليين ومصدر مقرب من السناتورة.
وبعدما انتصر مع حلفائه في الانتخابات التشريعية التي جرت في الأول من نوفمبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في ديسمبر تشكيل حكومة، هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مع شركائه من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة.
وتولى اليمينيان المتطرفان بتسلئيل سموطريتش وإيتمار بن غفير على التوالي حقيبتي مستوطنات الضفة الغربية المحتلة والأمن الوطني.
ونقلت وكالة فرانس برس في 30 ديسمبر الماضي، عن ثلاثة دبلوماسيين غربيين كبار قولهم إنهم قلقون من وصول إيتمار بن غفير إلى قيادة الشرطة التي تضم حرس الحدود الوحدات شبه العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية بعد عام من التوتر.
ويتكون الوفد الذي ترأسه روزن مع السناتور الجمهوري جيمس لانكفورد، من مشرعين يمثلون جزءا من كتلة اتفاقيات أبراهام - وهي مجموعة تشكلت لدعم وتوسيع اتفاقيات التطبيع، بوساطة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بين إسرائيل وعدة دول عربية.
وستكون إسرائيل المحطة الأخيرة في زيارة الوفد الأميركي التي ستشمل كلا من المغرب والإمارات والبحرين.
وقال مسؤولون إسرائيليون لأكسيوس إن روزن وفريقها أوضحوا بما لا يقبل الشك بأنهم لا يريدون أعضاء من حزب بن غفير "القوة اليهودية"، أو الأحزاب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش أن يحضروا أيا من اجتماعاتهم، وخاصة تلك التي ستجري في الكنيست.
وقال السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة، إن الجامعة تبذل جهودًا كبيرة لا تخرج لوسائل الإعلام تتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن تطبيع بعض الدول العربية العلاقات مع إسرائيل قد يكون في مصلحة الفلسطينيين.
وأضاف عبد الفتاح خلال مقابلة على الجزيرة مباشر، الأربعاء، أن أبرز هذه الجهود هو “البيان الذي أصدر في اليوم التالي للاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى من اللجنة الوزارية العربية المشكلة للدفاع عن القدس الشريف برئاسة الأردن”، مشيرًا إلى بيان آخر صدر عن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وجهود أخرى تقوم بها السلطة الفلسطينية.
وأكد أن العملية الدبلوماسية في التعامل مع الملف الفلسطيني عملية تدريجية تقوم على بناء التحالفات الدولية الكفيلة بالوصول إلى القرارات المناسبة التي من شأنها أن تردع إسرائيل.
وتفقّد عشرات الدبلوماسيين الأوربيين والأجانب، الأربعاء، الأوضاع في المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ونقل مدير عام أوقاف القدس عزام الخطيب عن الوفد تأكيدهم ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأقصى واحترام الوصاية الأردنية على الأوقاف الإسلامية في القدس.
وقال عبد الفتاح إن “إسرائيل تشعر بالرعب من اللجوء لمحكمة العدل الدولية، لأنها تعرف أنها ستصف الاحتلال بأنه احتلال مخالف للقانون الدولي، وستفرض رأيًا تعرف إسرائيل أنه سيكون ضدها”، مشيرًا إلى أن حالة الرعب هذه انقلبت إلى عقوبات على الفلسطينيين وتهديدات.
وتحدث عن إرسال “حاخامات يهودية أمريكية رسالة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يقولون فيها إن المواقف المتشددة والمتطرفة التي تتخذها حكومتك ستضر بعلاقتنا في العالم العربي”.
وبيّن أن “صحيفة لوموند الفرنسية نشرت رسالة من دبلوماسيين إسرائيليين تقول إن المواقف التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية الجديدة تهدد الإطار الديمقراطي التي تتشدق به إسرائيل”.
يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت نهاية الشهر الماضي لصالح مشروع قرار فلسطيني يطلب من محكمة العدل الدولية إصدار رأي قانوني بشأن إذا كان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يشكل ضمًا بحكم الأمر الواقع.
ولا يرى السفير أن “التطبيع مع إسرائيل خطوة ضد القضية الفلسطينية، بل على العكس يمكن استخدامه للضغط على إسرائيل من خلال الاتصالات المباشرة لتحقيق إنجازات والتوصل إلى تفاهمات تخص القضية الفلسطينية”.
وأكد أن الدول العربية المطبعة مع إسرائيل تنضم إلى البيانات التي تدين دولة الاحتلال، وتصوت لصالح القرارات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد أن التطبيع لم يساعد على تشكيل حكومة إسرائيلية متطرفة، إنما مشاكل داخلية أدت إلى صعود اليمين المتطرف إلى سدة الحكم.