فرار نحو 20 متطرفا من سجن في سوريا..
آخر نكبات الشرق الأوسط "الزلازل المدمرة".. كيف نتحقق من الأخبار الزائفة والشائعات؟
في ظل تأخر المساعدات وجه السوريون المحاصرون بالزلازل نداءات من أجل أن يلتفت إليهم العالم ويسارع في إيصال المساعدات، في الوقت الذي يعانون فيه من البرد والجوع.

بسبب اتّساع رقعة الدمار وارتفاع عدد الضحايا، تعمل فرق الدفاع المدني في مناطق جغرافية متباعدة، ما يحدّ من قدرتها على الاستجابة السريعة
أثارت الصور التي عرضتها وكالات الأنباء عن الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وسوريا المجاورة الاثنين حالة من الذعر والتضامن في العالم، وضاعفت النكبات في الشرق الأوسط.
وفتحت الطريق أمام العروض لمساعدة البلدين المتضررين. وقفزت هذه العروض عن الخلافات السياسية، حيث عبرت اليونان عن استعدادها لدعم تركيا، فيما قالت إسرائيل إنها على استعداد لإرسال المساعدات إلى سوريا.
وتوجه الدعم بشكل رئيسي إلى تركيا التي أطلقت في الصباح نداء للمساعدة الدولية قبل أن تحذو دمشق حذوها.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان "زلزال مرعش الذي وقع فجر (الاثنين)، يعد أكبر كارثة عشناها منذ زلزال أرزينجان عام 1939".
وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم، إذ تتموضع على خط صدع عميق.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، ضرب زلزال بقوة 6,1 شمال غرب تركيا موقعا حوالي 50 جريحا وتسبب بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
وفي أكتوبر عام 2020، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح في إزمير.
وفي فبراير 2020، ضرب زلزال بقوة 5.7 درجات منطقة حدودية بين تركيا وإيران، وأدى إلى مصرع 9 أتراك على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وجرح 51 إيرانيا، وفق ما أعلنت سلطات البلدين.
وفي يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6,7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا.
وفي أكتوبر 2011، تسبب زلزال بقوة 7.2 درجة في شرق تركيا في مقتل 138 شخصا على الأقل وإصابة حوالي 350 آخرين. وكان مركز الزلزال في مقاطعة فان، على مقربة من الحدود مع إيران، وشعر به بقوة في المناطق المجاورة وبعض أجزاء شمال العراق.
وفي مارس 2010، ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات شرق تركيا، مما أسفر عن مقتل 51 شخصا. ودمرت قرية واحدة إلى حد كبير وتضررت أربع قرى أخرى بشدة. وضرب زلزال ثان قوته 5.6 درجة المنطقة نفسها بين عشرات الهزات الارتدادية.
وتركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلازل في العالم. وقتل أكثر من 17 ألفا في 1999 عندما ضرب زلزال قوته 7.6 درجة ازميت جنوب شرقي إسطنبول. وفي 2011، قتل زلزال ضرب مدينة فان بشرق البلاد أكثر من 500 شخص، وفقا لرويترز.
وفي 1999 كانت تركيا قد شهدت في السابع عشر من شهر أغسطس زلزالا اعتبر من أكبر الزلازل في التاريخ التركي، واستمر 45 ثانية.
ووفقا لتقرير لجنة البحوث البرلمانية بتاريخ يوليو 2010، فقد 17 ألفا و480 شخصا حياتهم وأصيب 43 ألفا و953 شخصا في الزلزال، بينما تشير مصادر غير رسمية إلى أن عدد القتلى قرابة 50 ألفا.
ووفقا للبيان الذي أدلى به مركز الأزمات التابع لرئاسة الوزراء بعد أشهر قليلة من الزلزال، فإن أكبر خسائر في الأرواح كانت في "غولجوك" حيث بلغ عددهم نحو 4500 شخص، في حين أن الخسائر في الأرواح المسجلة في "كوجالي" كانت 4 آلاف، وفقد ما يقرب من 2500 شخص حياتهم في "يالوفا" و"سكاريا"، وفي حي "أفجيلار" في إسطنبول، الذي تضرر من الزلزال، فقد 976 شخصا حياتهم.
وبالعودة إلى الوراء كانت تركيا قد تعرضت لزلزال عنيف في ولاية "أرض روم" في عام 1983، وفي عام 1991 ضرب زلزال آخر ولاية أرزينجان.
في حين شهدت "كوجالي" و"دوزجي" شرق إسطنبول زلزالا مدمرا في 1999، شهدت "أفيون قره حصار" و"سلطان داغي" في عام 2002 زلازل أيضا، وتبعه آخر في بنغول في عام 2003 وولاية فان عام 2011.
وتحدث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هاتفيّا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين لتقديم “مساعدة فورية” إلى تركيا، معلنا إرسال إحدى طائرات القوات الجوية اليونانية مع عشرين عنصر إطفاء ومساعدة إنسانية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن على حسابه الرسمي في تويتر “طلبت من أجهزتي أن تواصل متابعة الوضع عن كثب بالتنسيق مع تركيا وتقديم كل المساعدة الضرورية أيّا كانت”.
وأضاف “تنتشر فرقنا بسرعة للشروع في دعم جهود البحث والإنقاذ في تركيا والاستجابة لاحتياجات الجرحى والنازحين جراء الزلزال”.
وقام الاتحاد الأوروبي بتفعيل “آلية الحماية المدنية” الخاصة به وتمت “تعبئة فرق من عشر دول أعضاء بشكل عاجل”.
وفي فرنسا من المقرر أن يتوجه 139 من عمال الإنقاذ التابعين للأمن المدني إلى تركيا، بحسب وزير الداخلية جيرالد دارمانان.
وقال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس في تغريدة إن بلاده “حشدت على الفور أفرادا ومسيّرات” متوجهة إلى ملطية (تركيا) حيث يقع مركز المساعدة الدولية. وأضافت مدريد أن 85 من رجال الإنقاذ سيغادرون إلى تركيا الاثنين.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن طائرتين من طراز “آي. أل – 76” تحملان 100 رجل إنقاذ جاهزتان للسفر إلى تركيا إذا لزم الأمر.
عربيًّا، قالت الإمارات إنها ستنشئ مستشفى ميدانيا في تركيا وترسل فرق البحث والإنقاذ إلى تركيا وسوريا. وأضافت أنها ستقدم إغاثة عاجلة إلى أكثر المناطق تضررا في سوريا.
وقالت إسرائيل إنها تلقت طلبا من سوريا للمساعدة في جهود الإغاثة عقب الزلزال، وإنها مستعدة للقيام بذلك.
وخلال مراسم في مستشفى بالقرب من تل أبيب قال بنيامين نتنياهو “بما أننا تلقينا طلبا أيضا لفعل ذلك من أجل العديد من ضحايا الزلزال في سوريا، فقد أصدرت تعليماتي للقيام بذلك أيضا”.
وتوقع روجر موسون، وهو باحث فخري في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، ارتفاع أعداد الضحايا إلى الآلاف. وبلغ العدد إلى حدود مساء الاثنين حوالي ثلاثة آلاف من القتلى وآلاف الجرحى أغلبهم في تركيا.
وقال موسون “لن تكون الأمور جيدة… سيكون (الضحايا) بالآلاف وربما يصل عددهم إلى عشرات الألوف”.
وأضاف أن طقس الشتاء البارد يعني أن المحاصرين تحت الأنقاض لديهم فرص أقل في البقاء على قيد الحياة.
وفي ظل تأخر المساعدات وجه السوريون المحاصرون بالزلازل نداءات من أجل أن يلتفت إليهم العالم ويسارع في إيصال المساعدات، في الوقت الذي يعانون فيه من البرد والجوع.
وفي بلدة جنديرس الحدودية مع تركيا، يعمل عمال إنقاذ وسكان بأيديهم أو عبر استخدام معاول لاستحداث فتحات، على أمل الوصول إلى أحياء، بينما يقف آخرون وهم يتفرّجون غير قادرين على القيام بأيّ شيء، في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي.
وأغلقت كافة متاجر المواد الغذائية أبوابها، في حين وقف العشرات من الأشخاص في طوابير طويلة أمام الفرن الوحيد قيد الخدمة.
وعمد البعض إلى إسعاف الجرحى في سياراتهم أو في الشارع لعدم إمكان نقلهم إلى مستشفيات المنطقة.
وحذّرت منظمة الخوذ البيضاء (منظمة دفاع مدنية تطوعية تعمل في المناطق التي تحت سيطرة المعارضة في سوريا) من نقص الإمكانات، متحدثة عن “صعوبات كبيرة”. وأوضحت أن معداتها وإمداداتها “ليست كافية حاليا لتلبية الاحتياجات العاجلة”.
وبسبب اتّساع رقعة الدمار وارتفاع عدد الضحايا، تعمل فرق الدفاع المدني في مناطق جغرافية متباعدة، ما يحدّ من قدرتها على الاستجابة السريعة.
ويقول أحد الناجين مناشداً أصحاب الضمائر التحرك لمساعدة أهالي المنطقة “أطفالنا، نساؤنا وشيبنا تحت الأنقاض. إنها كارثة، طوابق كاملة هوت على الأرض”.
واهتزت الأرض بسكانها من تركيا إلى سوريا والعراق وصولا إلى لبنان والأردن وعدد من الدول المجاورة، متسببة بحالة رعب وخوف انتهت مع توقفها، لتتفرغ الناس للدمار والخسائر الهائلة التي لحقت بهم، في حين أن الأخبار الزائفة والشائعات التي انتشرت بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الأخبار استمرت في إرعاب الناس وبث الهلع في صفوفهم طيلة النهار الكارثي، فكانت آثارها أقسى عليهم من الزلزال نفسه في بعض الأحيان.
وبلغت الهزة الأرضية التي ضربت لبنان 4,8 درجات على مقياس ريختر، دون أن تتسبب في انهيار أي مبانٍ أو وقوع إصابات، أمضى مئات اللبنانيين ليلهم ونهارهم في الشوارع والساحات المفتوحة، وسط عاصفة ثلجية تضرب البلاد، خوفا من وابل التنبؤات الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي منذرا بوقوع زلازل وموجات "تسونامي" وهزات ارتدادية وانهيارات وصلت إلى حد تحديدها بالساعة ودرجات القوة.
وغادر عدد كبير من سكان المناطق الساحلية نحو الجبال والمناطق المرتفعة عن سطح البحر، بعد سريان شائعات تحذر من وقوع تسونامي في لبنان نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة، فيما جرى إخلاء المنازل والمباني في العديد من المناطق كالعاصمة بيروت ومدينة طرابلس وعدد من الأحياء السكنية الشعبية، استجابة لتحذيرات زائفة تتنبأ بوقوع زلازل أخرى أقوى، فيما انتشرت صور ومقاطع مصورة تزعم انهيار مبان في لبنان، تبين زيفها بعد أن تسببت بتوتر وتضارب معلومات كبير.
تركيا التي نالت النصيب الأكبر من الأضرار إلى جانب مناطق الشمال السوري، كان لها نصيبها البالغ أيضاً من الأخبار الزائفة، التي وصلت إلى إمكانية تعطيل وتشتيت أعمال الإنقاذ في بعض الأحيان، فضلاً عن الهلع الكبير في صفوف السكان.
وفي هذا السياق ناشد رئيس قسم الاتصالات في الإدارة الرئاسية التركية، فخر الدين ألتون، موقع "تويتر" أن يتعامل بمسؤولية مع البيانات المتعلقة بالزلزال الذي ضرب تركيا، وكتب تغريدة عبر "تويتر"، قال فيها: "في مثل هذه الحالة الطارئة، من الضروري أن تولي إدارة تويتر اهتمامًا خاصًا، بتدقيق المنشورات المتعلقة بالزلزال الذي ضرب تركيا فجر ، لمنع نشر المعلومات المضللة عبر المنصة، كونها يمكن أن تؤثر على سير عمليات الإنقاذ، وتكلف الناس أرواحهم".
وكذلك ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بالأنباء الزائفة التي واكبت آثار الزلزال، وكان أكثرها إثارة للخوف، تغريدة مزيفة منسوبة للخبير الهولندي فرانك هوغيربيتس تحذر من وقوع زلزال بقوة 9.6 درجات في سوريا وتركيا ولبنان، وهو ما نفاه الخبير نفسه على صفحته على موقع تويتر.
وانتشرت عشرات الحسابات المزيفة باسم الخبير الهولندي ونشرت العديد من الأخبار والتنبؤات الزائفة، وذلك بعد الضجة الكبيرة التي أثارها توقع هوغيربيتس لوقوع زلزال قوي في تركيا وسوريا ولبنان، "عاجلاً أم آجلا"، قبل 3 أيام على الكارثة، ما جعل من اسمه مصدراً مستخدماً في نشر الأخبار الزائفة.
ونفذ نزلاء سجن في شمال غرب سوريا الاثنين عصيانا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، حيث تمكن 20 منهم على الأقل من الفرار من المنشأة التي تضم سجناء غالبيتهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، وفق ما أفاد مصدر في السجن لفرانس برس.
ويحتجز السجن التابع للشرطة العسكرية في بلدة راجو قرب الحدود التركية نحو ألفي سجين، قرابة 1300 منهم يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش، بحسب المصدر.
وقال المسؤول في سجن راجو الذي تسيطر عليه فصائل موالية لتركيا "بعد أن ضرب الزلزال، تأثر سجن راجو، (...) بدأ عصيان من قبل السجناء الذين سيطروا على أقسام من السجن".
وأضاف "هرب من السجن قرابة 20 شخصا حسب تقديرات السجن الأولية، ويعتقد انهم من سجناء تنظيم الدولة".
وأشار المصدر إلى أن الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات أعقبته عشرات الهزات الارتدادية في المنطقة ما تسبب بتصدع جدران السجن وأبوابه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إنه لم يستطع التحقق ما إذا كان سجناء قد فروا، لكنه أكد حصول عصيان.
وأعلنت الحكومة السورية وهيئات إغاثة أن نحو 1,444 شخصا قتلوا الاثنين في سوريا جراء الزلزال المدمر الذي كان مركزه في جنوب غرب تركيا.
وأفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق عن مقتل 733 شخصا وإصابة أكثر من 2,100 آخرين.
وتأتي حادثة راجو في أعقاب هجوم لتنظيم داعش في ديسمبر استهدف مجمعا أمنيا في الرقة، "عاصمة الخلافة" السابقة في سوريا، بهدف تحرير رفاقهم الجهاديين من سجن هناك.
وأدى الهجوم الفاشل إلى مقتل ستة من أفراد القوات التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على المنطقة.
وخلال سنوات النزاع في سوريا، التحق آلاف من المقاتلين الأجانب بصفوف تنظيمات جهادية في سوريا، لا سيما تنظيم داعش.
وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ 2011 تسبّب بمقتل حوالي نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها.