"رشاد العليمي" يقول إن تصريحاته فسرته بطريقة خاطئة..

المجلس الانتقالي الجنوبي يجدد تمسكه بتشكيل فريق تفاوضي يُمثل قضية شعب الجنوب

أتهم "رشاد العليمي" الإعلام بأنه فسر تصريحاته بطريقة خاطئة، لكنه أقر بأن نتائج مشاورات الرياض أكدت على محورية القضية الجنوبية وضرورة تمثيلها في مفاوضات وقف الحرب، وعملية السلام الشاملة."

اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأمين العام أحمد حامد لملس - أرشيف

ماريا هشام
ناشطة إعلامية وسياسية جنوبية - تكتب باسم مستعار لأسباب خاصة بها -
عدن

جدد المجلس الانتقالي الجنوبي، تمسكه بتشكيل فريق تفاوضي يمثل قضية شعب الجنوب، خلال اجتماع عقدته هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس أحمد حامد لملس، فيما تراجع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، عن تصريحات اثارت غضبا في الشارع الجنوبي، وزعم ان تلك التصريحات فسرت بطريقة خاطئة.

وأعربت هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعها عن رفضها لأي محاولات بائسة لترحيل قضية شعب الجنوب والقفز عليها، مؤكدة أن محاولة تأجيل حلها يعدُّ تنصلا عن مخرجات مشاورات الرياض وضرب مبدأ التوافق، وهو أمر مرفوض، وسيؤدي إلى تأزيم الوضع في مرحلة تستدعي الاصطفاف لمواجهة التحديات الراهنة.

وأوصت هيئة الرئاسة في اجتماعها، الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بتشكيل فريق مفاوضات يمثّل قضية شعب الجنوب في ظل استمرار المماطلة والتهرّب من استحقاق تشكيل فريق تفاوضي مشترك وفقا لما نصّت عليه مخرجات اتفاق، ومشاورات الرياض. 

وأكدت الهيئة حرص المجلس الانتقالي على تعزيز دور المؤسسات والهيئات في مجلس القيادة والحكومة والارتقاء بأدائها من خلال تعزيز التوافق بعيدا عن أي إجراءات أحادية، داعية في الوقت نفسه كل ممثلي المجلس في هيئات الدولة لبذل المزيد من الجهود لتعزيز أداء مؤسسات الدولة كلا في نطاق عمله واختصاصه.

من جانب أخر، صرح مصدر مسؤول بمكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إن الدكتور رشاد محمد العليمي، تابع باهتمام بالغ، ما وصفه بالجدل الدائر حول مقابلته الصحفية الاخيرة التي قال إن بعض مضامينها فسرت في سياق لا يعبر عن حقيقة موقف رئيس المجلس من القضية الجنوبية، ولا يتفق مع ما أكدته مرجعيات المرحلة الانتقالية بما فيها اعلان نقل السلطة، واتفاق ومشاورات الرياض من ضمانات بحل عادل لهذه القضية الوطنية العادلة.

وبحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية فقد أكد مكتب العليمي على ما اسماه "رسوخ التوافق في مجلس القيادة الرئاسي كحامل وطني جامع لاستكمال ادارة المرحلة الانتقالية، وتحقيق اهدافه المعلنة بموجب اعلان نقل السلطة، ونتائج مشاورات الرياض، التي تؤكد محورية القضية الجنوبية وضرورة تمثيلها في مفاوضات وقف الحرب، وعملية السلام الشاملة."
وقال "ان الايمان الصادق بعدالة القضية الجنوبية، تجسد في المضي باتخاذ الاجراءات الفعلية لجعل هذه القضية اساسا للحل، بدءا بتمكين ابناء الجنوب في هيئات ودوائر صنع القرار، كما اقر مجلس القيادة الرئاسي منذ وقت مبكر، تشكيل فريق تفاوضي بمشاركة المكونات السياسية، والمرأة، وفي المقدمة المجلس الانتقالي".
ولفت إلى أن السلام المشرف الذي ننشده، والتسريع بانهاء كافة القضايا الوطنية العالقة، وعلى وجه الخصوص القضية الجنوبية، مرهون بتماسك تحالفنا الوطني العريض سواء على مسار المواجهة العسكرية، او على طاولة المفاوضات، وبما يضمن استعادة مؤسسات الدولة، وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية الارهابية، وخطر المشروع الإيراني المحدق بأبنا الشعب في اليمن والجنوب.
وقال "لقد حققت القضية الجنوبية، مكانة متقدمة في قلب القضية الوطنية الاوسع نطاقا، ومن الأولى حماية هذه المكاسب التي جاءت كمحصلة للتضحيات والعمل المستمر من جانب المكونات الجنوبية، وكافة القوى الوطنية، وتمسكها بمنع مصادرة الاحلام والتطلعات المشروعة لشعبنا في الجنوب، وحقه في تقرير مكانته السياسية، وتحقيق نمائه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي."
وأكد المصدر حق التعبير، والاحتجاج المسؤول بشأن القضايا الوطنية، على الا تدفعنا التناولات العاطفية، الى الإساءة لبعضنا، او لحلفائنا وشركائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة الذين جادوا بدمائهم، واموالهم، دفاعا عن ارضنا، وشعبنا، وهويته الوطنية والعربية، لإن السيرعلى ذلك النهج من الاساءات يصب في مصلحة المشروع الإيراني، وعملائه، كعدو مشترك للجميع، ويتنكر للتضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا في سبيل الحرية، والكرامة، والمواطنة المتساوية".
وشدد المصدر على رئيس مجلس القيادة الرئاسي يؤكد في كل مناسبة على وحدة الصف، واعلاء صوت المقاومة، وتعظيم، واسناد دور القوات المسلحة والامن في دحر مشروع الاحتلال الفارسي، والتصدي لمحاولات المليشيات الحوثية الارهابية العميلة له، في النيل من اصطفافنا الوطني، ودفعنا بعيدا عن مصالح وهموم شعبنا، واوجاعه المستمرة للعام التاسع، بسبب الحرب التي اشعلتها المليشيات الإرهابية.
وقال " إن املنا كبير في ان ترتقي وسائل الاعلام الى مستوى المسؤولية، وان تكون في طليعة الأصوات الوطنية المناهضة لانقلاب المليشيات الإرهابية، وانتهاكاتها الفظيعة لحقوق الانسان، وكرامته، وحريته، والتزام قيم واخلاقيات المهنة خصوصا عند التعاطي مع القضايا الحساسة التي من شأنها مضاعفة معاناة المواطنين، وتهديد المصلحة العامة، والتركيز عوضا عن ذلك على الوظائف الجليلة للصحافة في نقل الحقيقة، والرقابة، والتوعية، والتثقيف كسلطة رابعة يعول عليها كثيرا في جهود بناء الثقة، وصناعة السلام، ومكافحة الفساد، وحماية النسيج والسلم الاجتماعي، وسيادة القانون، والهوية الوطنية، وضمان المشاركة الواسعة في اعادة البناء والاعمار، والتنمية".

ولفت إلى ان هذا التوضيح يأتي تجسيدا لتشارك الحقائق والأفكار، ومؤشرات الإنجاز، والاخفاق، والتحديات والامال مع أبناء شعبنا على اساس من الشفافية والوضوح، كأفضل سبيل لتحصين جبهتنا الداخلية، وتعزيز الامن والاستقرار في المناطق المحررة، والتفرغ لاعادة بناء مؤسسات الدولة، والتخفيف من المعاناة الانسانية بتيسير سبل العيش، وفرص العمل، وتحسين الخدمات الاساسية.