"علي محسن الأحمر إلى الواجهة مجددا"..
"إخوان اليمن" يضعون "القيادة الرئاسي المؤقت" على المحك ومسؤول حكومي يحذر
"الجنوب يخوض مع ميليشيا الحوثي والقوى الإرهابية المتحالفة معه سرا معركة استعادة الجنوب وحمايته من الإرهاب" (مسؤول جنوبي)
صعد تنظيم الإخوان في اليمن المدعوم من بعض الأطراف الإقليمية من هجوم الإعلامي على المجلس الانتقالي الجنوبي، ومجلس القيادة الرئاسي المؤقت، الأمر الذي وضع مجلس رشاد العليمي على المحك، فيما حذر مسؤول حكومي رفيع من مغبة استمرار البعثات الأوروبية، بالحديث عن ما يسمى بالوحدة اليمنية، لأن ذلك يهدد بنسف الشراكة بين الجنوب وممثلي اليمن في المجلس.
وهدد دبلوماسيون يمنيون من بينهم الإخواني محمد جميح، بالتحالف مع الحوثيين للدفاع عن ما اسماه بالوحدة اليمنية؛ وهي اتفاقية مشروع هش وقع في مايو أيار من العام 1990م، ولم يدم هذا المشروع سوى بضعة أيام حتى تمت الإطاحة به بالانقلاب على اتفاقيته من قبل تحالف نظام علي عبدالله صالح والإخوان المسلمين، الذين تحالفوا مع تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن.
وعلى الرغم من ان المجلس الانتقالي الجنوبي (الشريك الجنوبي)، لم يعلق على التحريض الإخواني اليمني، على الجنوب، الا ان مسؤولا حكوميا (هو محمد الغيثي)، قد عبر عن رفضه لتصريحات بعض سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، والمتعلقة بدعم ما يسمى بالوحدة اليمنية.
وكان سفراء الاتحاد الأوروبي قد اصدروا تصريحات، تدعم ما يسمى بالوحدة اليمنية، في موقف بدأ للمتابع انه موقف دولي واقليمي ضد تطلعات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وحذر رئيس هيئة التشاور والمصالحة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي المؤقت محمد الغيثي، من محاولة القفز على الواقع؛ في إشارة الى رفض المجلس الانتقالي الجنوبي التصريحات الأوروبية.
وقال الغيثي في تصريحات صحفية "إن إشارة بعض سفراء الدول الراعية للعملية السياسية الى دعم (الوحدة اليمنية) لا يخدم تماسك ومتانة مجلس القيادة الرئاسي أبداً، فهذا المجلس بُني على أساس "شراكة"، وهذه الشراكة لم تحدد "مشروع سياسي" او "نظام سياسي" متفق عليه كحل نهائي".
ولفت إلى أن "تكرار هذا الموقف منافي تماما لالتزامات الفاعلين الدوليين تجاه مجلس القيادة والشرعية، ويعد تقويض حقيقي لهذه الشراكة، فلا يمكن ان تلغي هذه الشراكة "التطلعات والقضايا المشروعة" وفي طليعتها "قضية شعب الجنوب".
وأكد الغيثي أن "استمرار هذا التخبط، لن يضعف او يلغي تطلعات احد، بل سيضعف الشراكة نفسها او يلغيها فقط".
وقال :"لو كنا متفقين على (الوحدة) او اي مشروع اخر، ما كان لدينا "اتفاق الرياض" وحكومة المناصفة، و "اعلان نقل السلطة" ومجلس القيادة وهيئة التشاور واللجنة العسكرية، وغيرها … هذه مسائل تحسمها طاولة التفاوض وعملية السلام".
وقال "إن استمرار محاولات القفز على الواقع والحقائق ما هي الا مضيعة للوقت".
من ناحية أخرى، عاد الجنرال الإخواني العجوز علي محسن الأحمر، الى الواجهة مجدداً من خلال الدفع بأحد اتباعه للانشقاق وإعلان الانضمام للحوثيين، في خطوة فسرتها مصادر يمنية دبلوماسية "بأنها ورقة ضغط من الجنرال الأحمر الذي لا يزال لاعبا مؤثرا رغم عزله من السلطة، تجاه السعودية التي تستضيفه".
وقالت المصادر لصحيفة اليوم الثامن إن "انشقاق أحد المقربين من الجنرال الأحمر وانضمامه للحوثيين، يمثل رسالة من نائب الرئيس المعزول، تجاه الرياض، في محاولة منه لوقف تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي على الأرض".
وأكدت المصادر "ان الأحمر لا يجرؤ على القيام بهذه الخطوة لولا ضوء أخضر من بعض الأطراف الإقليمية الفاعلة في الملف اليمني، والتي هي الأخرى تمارس ضغوطا على المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال التلويح بتقسيم الجنوب لمواجهة مساعي الاستقلال.
وعلى صعيد التصعيد العسكري الحوثي، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي، استشهاد 3 وإصابة 3 آخرين من قواته، جراء مواجهات مع جماعة "الحوثيين" اليمنية في محافظة لحج شمال العاصمة عدن.
وقال موقع "درع الجنوب"، خلال اليومين الأخيرين من شهر مايو الماضي، استشهد 3 جنود وإصابة 3 آخرين من اللواء الرابع دعم وإسناد خلال المعارك".
وقال البيان: "الحوثيون حاولوا التسلل من منطقة الحبج في محافظة البيضاء باتجاه منطقة قشعة عبيد الحدودية، والتي تتمركز فيها وحدات من القوات الجنوبية، بالتزامن مع شن الحوثيين قصف عنيف على عدد من مواقع قواتنا الجنوبية في جبهة يافع".
وأضافت أن "القوات تمكنت من التصدي للعناصر المتسللة من الحوثيين وتكبيدها خسائر فادحة".
وأكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، الخميس، أن "المواجهات التي يخوضها الجنوب مع جماعة الحوثي لم تتوقف منذ 8 سنوات، وإن كانت تتفاوت في قوتها بين حين وآخر".
وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، إن "الجبهات في الحدود الدولية السابقة بين الجنوب واليمن الشمالي مشتعلة منذ احتلال الجنوب، في مارس 2015 ولم تتوقف، وهناك محاولات مستميتة من العناصر الحوثية للعودة إلى الجنوب، بعد أن طُردت منه في نهاية عام 2015، لكن كل هذه المحاولات تقابل بصد عنيف من القوات المسلحة الجنوبية"
وأوضح صالح أن "هناك مواجهات شبه يومية بين القوات الجنوبية والعناصر الحوثية في جبهات الضالع والحد بيافع وكرش في محافظة لحج، والمحلحل في محافظة أبين، وفي كل هذه الجبهات تدفع الميليشيا الحوثية بالآلاف من أتباعها، كما تستخدم الطيران المسير، ومع ذلك تعود منكسرة دائما".
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن "القوات الجنوبية لا تقود المعركة نيابة عن الشرعية لسببين، أولها أنه لا توجد جبهات فاعلة تواجه الحوثي سوى الجبهات الجنوبية، وبعض القبائل في محافظة مأرب اليمنية، بعد أن استسلمت باقي المحافظات والقوى اليمنية للحوثي، بل وحوّلت معركتها للجنوب، كما هو في مناطق الوادي والصحراء في حضرموت ومحافظة المهرة".
وتابع: "ثانيا لأن القوات الجنوبية اليوم هي صاحبة الشرعية، وقياداتها هم القيادة الشرعية للدولة، باعتبارهم نوابا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليا".
ونوّه منصور صالح: الجنوب يخوض مع ميليشيا الحوثي والقوى الإرهابية المتحالفة معه سرا معركة استعادة الجنوب وحمايته من الإرهاب، وفي سبيل ذلك يقابل تصعيدا مستمرا وخطيرا من هذه الميليشيا، لكنه قادر على صدها وردعها وسيخوض معها حربا مفتوحة لن تتوقف، إلا باستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطني في حدود ما قبل قيام مشروع الوحدة مع اليمن في مايو 1990.