"عودة الاعتقالات إلى المكلا لأول مرة منذ 2015م"..

"رشاد العليمي" يصل المكلا لأول مرة.. السعودية تدفع نحو انفراده بـ"مجلس القيادة الرئاسي"

اعتقدت مصادر سياسية يمنية وأخرى جنوبية أن الرياض تسعى إلى منح العليمي صلاحيات "مطلقة"، بعيدا عن أعضاء المجلس الرئاسي الذي تنص بنود تأسيسه على أهمية التوافق على اتخاذ القرارات

تسعى السعودية إلى منح رشاد العليمي صلاحيات رئيس مطلقة بعيدا عن اعضاء المجلس في مخالفة لبنود قرار نقل السلطة - أرشيف

المكلا

وصل إلى مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، "السبت"، رئيس مجلس القيادة المؤقت "رشاد العليمي"، قادما من المملكة العربية السعودية، على متن طائرة تابعة للقوات الجوية السعودية يرافقه مسؤولون يمنيون وسعوديون، فيما مزق ناشطون جنوبيون غاضبون في مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، صور رئيس مجلس القيادة الرئاسي المؤقت.

وأظهرت تسجيلات مرئية وثقها ناشطون اثناء تمزيق صور العليمي، فيما دشن ناشطون جنوبيون تظاهرة الكترونية رافضة لزيارة العليمي المدعوم من السعودية الى المكلا، في ظل مستجدات وتطورات جديدة، تصب جميعها في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، السلطة السياسية المعترف بها إقليمية "المجلس الانتقالي الجنوبي".

زيارة العليمي التي رتبت لها الرياض، جاءت في ظل غياب اللواء فرج البحسني، الرجل البارز الذي كان له دور في تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي، لكن لم يرافق العليمي أيا من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، لكن أخر رئيس وزراء لدولة الجنوب "حيدر العطاس"، كان حاضرا للمرة الأولى بعد غياب قسر لأكثر من ثلاثة عقود.

العطاس يقيم في السعودية، وقد ظهر خلال العامين الماضيين في مقابلة تلفزيونية للحديث عن تأريخ الصراع في الجنوب، الأمر الذي يفسر ان زيارة العطاس تأتي في سياق الجهود السعودية لبسط نفوذها على ساحل حضرموت الذي تحرر من تنظيم القاعدة الإرهابي في العام 2016م.

وعلى الرغم من ان الرياض تقود تحالفا لاستعادة صنعاء، وإعادة الشرعية اليمنية الى هناك، الا انها قد ابرمت اتفاقا مع ايران، دفعها الى إعادة تفعيل أدوات قديمة تمتلكها في محافظة حضرموت.

تنظيم إخوان اليمن الذي يرتبط بتحالفات مع الرياض، أعاد الى طرح موضوع انفصال حضرموت الذي كانت تطرحه ما عرف بالعصبة، وهي جماعة من الاخوان تبنت مشاريع أخرى مخالفة لمشاريع الحراك الجنوبي.

ظلت السعودية تحتفظ بعلاقة وطيدة مع نظام الرئيس علي عبدالله صالح، الا انه بعد الإطاحة به من الحكم بمبادرة خليجية صممتها الرياض، ذهبت نحو طرح مشاريع أخرى تمكنها من تحقيق رغبتها في مد أنبوب النفط إلى بحر العرب مرورا بأراض تتبع محافظتي حضرموت والمهرة.

وقد شرعت الرياض من نحو عقدين الى منح قبائل جنوبية الجنسية السعودية تمهيدا لقضم جزء من الأراضي الجنوبية حتى يسهل لها مد الانبوب الذي كان علي عبدالله صالح قد وافق مبدئيا على مد الانبوب الا ان الرياض اشترطت ان يتم منحها مساحة عشرة كليو متر (عرض)، على طول الانبوب الذي يمتد من الأراضي السعودية حتى بحر العرب.

واعتقدت مصادر سياسية يمنية وأخرى جنوبية أن الرياض تسعى إلى منح العليمي صلاحيات "مطلقة"، بعيدا عن أعضاء المجلس الرئاسي الذي تنص بنود تأسيسه على أهمية التوافق على اتخاذ القرارات.

وأكدت المصادر أن الرياض منحت العليمي صلاحية اصدار قرار "إنشاء قوات درع الوطن" بتمويل سعودي، دون علم بقية الأعضاء المجلس الذين تفاجئوا بالعليمي وهو يصدر قرار انشاء تلك القوات التي هدفت من خلالها السعودية إلى إيجاد أذرع عسكرية لها في مناطق الجنوب المحررة.

وقالت المصادر إن السعودية منحت العليمي ميزانية كبيرة لإنشاء تلك القوات ومنح منتسبيها "مرتبات شهرية تتراوح بين (380 – 500) دولار أمريكي للجندي، وقامت بخطوة أخرى، تمثلت في إيقاف مرتبات قوات الحزام الأمني المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمر الذي أتاح الفرصة امام انشقاق بعض الجنود، بحثا عن "مرتبات شهرية لا تنقطع".

وقبل أشهر أوقفت السعودية رواتب القوات الجنوبية التي تقاتل في ابين وشبوة ضد تنظيم القاعدة، وتواجه الحوثيين في الكثير من الجبهات القتالية.

على صعيد متعلق بزيارة العليمي إلى حضرموت، اقتحمت قوة أمنية، ليل السبت، منزل الشاب سعيد التميمي، في منطقة الشرج بمدينة المكلا، وانتزعته من وسط أسرته، في مشهد يذكر باقتحامات الأمن السياسي والمركزي لمنازل المناضلين أثناء الحراك السلمي.

وذكر شهود عيان وناشطون جنوبيون أن التميمي تتهمه القوة الأمنية المقتحمة لمنزله، بالمشاركة في الاحتجاج السلمي عصر السبت ضد زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.