الفنان "عطروش" ينجو بأعجوبة"..

متطرفون في تعز يطلقون الأعيرة النارية تجاه احتفال فني ويوقعون ضحايا

نجأ الفنان محمد محسن عطروش بأعجوبة من القتل، لكنه فقد البدلة الرسمية ودرع التكريم الذي حصل عليه من عضو مجلس القيادة الرئاسي "طارق صالح"

الفنان الجنوبي محمد محسن عطروش في أول ظهور له عقب اقتحام مسلحي الإخوان للحلف الفني - أرشيف

تعز

أطلق متطرفون يعتقد انهم من جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، النار تجاه احتفال فني غنائي وسط مدينة تعز الخاضعة لسيطرة نفوذ الجماعة التي تمثل أحد أذرع المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.

وأظهرت تسجيلات مرئية اطلعت عليها مراسلة صحيفة اليوم الثامن في مدينة تعز، عشرات المسلحين وهم يطلقون الاعيرة النارية صوب جمهور كبير من النساء والأطفال تجمعوا في ملعب كرة قدم في المدينة ما أسفر عن وقوع ضحايا.

وقال ناشط يمني كان حاضرا في الاحتفال "إن متطرفين بلباس عسكري أفشلوا الحفل الفني الساهر الذي كان متوقعا ان يحييه الفنان الجنوبي محمد محسن عطروش، الذي نجأ بأعجوبة من إطلاق النار الكثيف.

وأكد الناشط أن خلفية الرفض لإقامة احتفالات فنية في مدينة تعز، لا يعود لسبب "تحريم" شيوخ دين إخوان للأغاني والاحتفالات التي تحضرها نساء، وذلك في اعقاب فرض الجماعة قيودا على المرأة اليمنية الدارسة في جامعة تعز.

وكتب السياسي الجنوبي أحمد الربيزي :" متطرفون يعتدون على مهرجان عيدنا تعز السادس بملعب الشهداء بتعز المكتظ بالجماهير، لحظة تكريم الفنان محمد محسن عطروش، ما أسفر عن سقوط ضحايا". 

وقال إعلام إقليمي ومحلي إن مسلحين متطرفين يتبعون حزب الإصلاح، ذراع إخوان اليمن السياسية، فضوا حفلا فنيا في محافظة تعز، جنوبي صنعاء، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى بعضهم إصابته خطيرة.

وكان مكتب الثقافة في محافظة تعز بدعم من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح نظم حفلا فنيا تحت عنوان "عيدنا تعز السادس" للاحتفاء بالفنان الكبير "محمد محسن عطروش" على مدى 3 أيام خلال عيد الأضحى وذلك في ملعب الشهداء الواقع وسط المدينة المحاصرة حوثيا.

وقالت مواقع إخبارية  إن الإخوان دفعوا بمسلحين من كتيبة المهام الخاصة لفض الاحتفال الفني بالرصاص الحي وتفريق الجماهير الذي حضرت للمشاركة في الحفل الذي انطلق أول أيام عيد الأضحى.

وبحسب المصادر فإن الجماهير رفعت صور نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وهو ما دفع مسلحين لحزب الإصلاح التدخل لمصادرتها لكن الجماهير استمرت بالهتاف "طارق .. طارق" ما دفع المسلحين لإطلاق وابل من الرصاص الحي.

وذكرت المصادر أن العديد من الجرحى سقطوا بينهم نساء وأطفال بالرصاص جرى إسعافهم إلى مستشفيات متفرقة في مدينة تعز وبينهم حالات بالغة الخطورة.

وأظهرت مشاهد مصورة بثها نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الجماهير وهي تهتف "طارق .. طارق" فيما كان المسلحون يطلقون النار بكثافة ما أجبر الجماهير إلى التدافع بعضهم فوق بعض.

واعتبر النشطاء الجريمة التي حدثت في ختام فرحة عيد الأضحى "عملا إرهابيا وجبانا"، مطالبين المجلس الرئاسي بالتدخل العاجل لمحاسبة ومعاقبة مرتكبي الجريمة التي خلفت جرحى وتسببت بنشر الخوف والذعر لدى النساء والأطفال.

ولم يكن اقتحام عناصر الإخوان لملعب الشهداء وفض الاحتفال الفني يأتي لولا حملة التحريض العلنية من قبل متشددين لتنظيم الإخوان يتهمون فيه مكتب الثقافة في تعز بنشر "الاختلاط" و"الانحلال".

وقال مدير عام مكتب الثقافة في تعز عبدالخالق سيف في بيان إن فض الاحتفال الذي تم اختتامه بنهر من الدماء كان بسبب "حملة التحريض والتعبئة الظلامية ومن الجنون أن يقوم بعض المتسللين من كتيبة المهام بافتعال هذا الجنون والتطرف ضدنا وضد جماهير المهرجان".

وأرجع المسؤول اليمني سبب الاقتحام إلى "هتافات من المدرجات باسم نائب رئيس المجلس الرئاسي أثناء تكريم فنان الشعب عطروش من قبل العميد طارق صالح وبسبب ذلك كانت إصابة بعض الجماهير من قبل" ما أسماهم "المنفلتين أخلاقيا".

وأضاف: "ننتظر من الأجهزة الأمنية اتخاذ إجراءاتها الصارمة ضد من قاموا بذلك وضبطهم وضبط من يقف خلفهم وإيقاف عجلة التحريض ضد بعض رموزنا الوطنية والسياسية وضد الفعاليات الثقافية وضد جماهير الحياة في تعز واستباحة دمائهم بسبب ذلك". مؤكدا أن "التحريض والتعبئة الخبيثة هما العدو".

في السياق، أجرى رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي اتصالًا هاتفيًا مع محافظ محافظة تعز نبيل شمسان؛ للاطمئنان على صحة الجرحى الذين أُصيبوا جراء اعتداء الإخوان على مهرجان عيدنا تعز السادس.

 ووجّه عضو مجلس القيادة الرئاسي بسرعة التحقيق في الحادثة، وملاحقة الجناة وإحالتهم إلى الجهات المختصة، كما وجّه بالاهتمام بالجرحى وعلاجهم حتى يتماثلوا للشفاء.

 وأشاد طارق صالح بتفاعل أبناء تعز مع المهرجان العيدي، الذي احتُفي فيه بواحد من أبرز الفنانين اليمنيين المخضرمين؛ الفنان محمد محسن عطروش.

ونجح صالح وهو نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في السنوات الأخيرة في فرض نفسه رقما صعبا في المعادلة السياسية في اليمن، لاسيما في محافظة تعز وهو ما يثير غضب الإخوان الذين دفعوا بعناصر منفلتة لاقتحام الاحتفال.

ولا يخفي قادة حزب الإصلاح قلقهم من تنامي نفوذ صالح في تعز والتي ظلت لعقود طويلة مركز ثقل الإخوان، حيث سبق ودفع الإخوان بمسلحين لإحراق صور طارق صالح بعد تعليقها على الشوارع في خطوة أثارت موجة استنكار واسعة.

وترزح تعز تحت وطأة كماشة الإرهاب الحوثي الذي يحاصرها بشكل جائر منذ 9 أعوام، وتحت سطوة عبث أمراء تنظيم الإخوان الإرهابي داخل المدينة انطلاقا من سيطرتهم على السلطات العسكرية والأمنية.

من ناحية أخرى، اغتال مسلحون يعتقد انهم من الإخوان شابا يمنيا كان عائدا من المملكة العربية السعودية عقب عودته إلى مدينة تعز.

وقالت مصادر لصحيفة اليوم الثامن إن مسلحين اعترضوا الشاب "أصيل العربي" عقب عودته من السعودية واطلقوا عليه النار ما اسفر عن مقتله ونهب كل ما بحوزته من أموال وهدايا.