شيخ قبلي بارز يفجر مفاجئة مدوية بشأن "كيان شبوة"..

المملكة العربية السعودية من حلفائها الصادقين وخصومها الدائمين (تقدير موقف)

من سوء حض المملكة ان اليمن الشمالي بذات التنوع العدائي لها ، لديه تجربة من البراجماتية الخادعة لها ،  ما يمكنه إيقاعها في الفخ مرة بعد أخرى ، وغالبا ما ينجح في التسلل الى كنترول دماغها، لإعادة برمجة تخوفاتها بما يتناسب ويتطابق مع تخوفات واطماع قواه ومشاريعها العابرة للحدود الوطنية والقومية .

سفير السعودية لدى اليمن محمد ال جابر مسؤول عن انشاء كيانات سياسية مناطقية في الجنوب - أرشيف

عدن

قالت قناة الحدث السعودية إن شخصيات سياسية أعلنت في شبوة عن اشهار كيان سياسي وقبلي بتمويل من الرياض التي تقود حمل انشاء كيانات سياسية في مدن الجنوب المحررة، الأمر الذي يكشف نيتها في الاستحواذ على مدن الجنوب الغنية بالثروات النفطية والمواقع الاستراتيجية.

وبدأت اللجنة الخاصة السعودية التي يشرف عليها السفير لدى اليمن محمد بن سعيد ال جابر، انشاء كيانات سياسية مناطقية في حضرموت وشبوة والعاصمة عدن، في حين يقول مقربون من ال جابر انه هناك نية لانشاء كيانات سياسية هدفها ضرب المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب الشعبية الجارفة في الجنوب والساعي لاستعادة الدولة السابقة.

وقالت وكالة أنباء حضرموت المحلية إن زعيما قبليا بارزا فجر مفاجئة وصفتها انها من العيار الثقيل، بشأن رئيس الكيان السياسي الممول سعوديا في شبوة.

وبحسب الوكالة فقد فجر زعيم قبلي بارز في شبوة، مفاجئة من العيار الثقيل بشأن الكيان المعلن عنه في شبوة، والمذاع عبر شاشة قناة الإخبارية السعودية ليل الأربعاء.

وقال الزعيم القبلي الذي كان حاضرا في فعالية اشهار الكيان السعودي لوكالة انباء حضرموت عبر الهاتف إن رئيس الكيان السياسي المعلن في شبوة، هو أحد المطلوبين أمنيا للأجهزة الأمنية السعودية في قضايا تتصل بالشرف والأخلاق.

ودعا الزعيم القبلي أبناء شبوة وقبائلها الى التصدي لمثل هذه المشاريع التي يراد منها عودة تنظيم الاخوان الإرهابي الى المحافظة بعد احداث العنف والاغتيالات التي نفذها التنظيم خلال احتلاله المحافظة شبوة بين الأعوام 2019 و2021م.

وحمل الزعيم القبلي، رئيس وأعضاء الكيان السعودي في شبوة، مسؤولية ما قد تترتب عليه الأوضاع في المحافظة او في الجنوب بشكل عام. 

يبدو ان لدى المملكة العربية السعودية كتالوج خاص للتعامل مع الجنوب ، صاغته حمائم جماعة الاخوان في ردهات قصر اليمامة وفي الطبقة الوسطى من صناع القرار طيلة عقود تغلغل الجماعة، في اجهزة ومراكز صنع القرار السعودي.

على ضوء نتائج الحرب الاخيرة وإفرازاتها ، كانت كل الاحتمالات ، ترجح  ان المملكة ستصحوا من غفوة القرن ، وستجعل من انهر الدماء الجنوبية التي سالت بسخاء على ارض عاصفة الحزم correct او ممحاة لذات الكتالوج ، وبدء صفحة بيضاء كبياض لسان الجنوبيين في حديثهم عن المملكة . 

سجلت المملكة تفوقا في التأثير والحضور المحوري بالمنطقة على المحاور الاقليمية المنافسة لها ، كتركيا وإيران وإسرائيل، وحافظت على  تأثيرها ، في كل من لبنان وليبيا والسودان والاردن وفلسطين، ومؤخرا سوريا والعراق، رغم محاولت المحاور الثلاثة المنافسة مجتمعة على إخراجها وإعادتها الى الهامش الذي تشتغل عليه جماعة الاخوان من الداخل السعودي ، لكن ثقب اليمن "الشمال" هو عقدة ضعفها ، فدائما ما يذهب ريحها ويضعف مكانتها وسمعتها على المستوى الاقليمي والدولي. 

من زاوية اليمن وصراعاتها  ، ينطلق بعض الباحثين من حقائق ، تبدو من وجهة نظرهم  جديرة بالاهتمام في العلاقة التاريخية بين السعودية واليمن الشمالي، من هذه الحقائق ، أن المملكة كانت على الدوام وستظل حليف المهزوم ، وهو الامر الذي افرد له كتاب عرب و غربيون، تحليلات لا تخلو من التهكم بل وحتى التشفي ، حتى الحوثيين المنطلقين من معتقدات اقرب الى الخرافة روجوا لذات المعادلة ،وحولوها الى معتقد من معتقدات الفكر الحربي لمليشياتهم .

هناك إسقاطات تاريخية تؤكد جانبا من واقعية المقولة ، لكنها لا تدل بأن السعودية الحليف الجالب لنحس الهزيمة، كطائر القطرس بالنسبة للبحارة ، الذين يعتقدون ان وجوده على سارية من سفنهم، يعني احوال جوية سيئة، لكنها تدل ان المملكة تجد نفسها مضطرة نظرا لإعتبارات تتعلق بأمنها ، الى الإنحياز لطرف من اطراف الصراع اليمني ، في حين ان كل الاطراف في اليمن الشمالي ، الاخوان، الحوثي ، ذوي التوجهات القومية ، وبخلفيات مذهبية وفكرية، يعتبرون المملكة عدو الجميع ، وان قوتها قامت على إضعاف اليمن .

من سوء حض المملكة ان اليمن الشمالي بذات التنوع العدائي لها ، لديه تجربة من البراجماتية الخادعة لها ،  ما يمكنه إيقاعها في الفخ مرة بعد أخرى ، وغالبا ما ينجح في التسلل الى كنترول دماغها، لإعادة برمجة تخوفاتها بما يتناسب ويتطابق مع تخوفات واطماع قواه ومشاريعها العابرة للحدود الوطنية والقومية .

مؤخرا ، إنجر الاعلام السعودي ، الى مهاجمة المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية، بالطريقة نفسها وبذات المصوغات الكيدية التي يروج لها  إعلام حزب الاصلاح الاخواني والاعلام الحوثي، في حين ان المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية كان ومازال الحليف الصادق الوفي مع المملكة العربية السعودية ، سواء في إنجاز مهام تحرير الجنوب من المليشيات الحوثية، او في الإلتزام بسياسة التحالف العربي والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد ، رغم ان تلك السياسة تتقاطع في كثير من الاحيان مع توجهات المجلس  بوصفه الممثل الشرعي لشعب الجنوب وقائد لواء نضالاته الجنوبية التحررية  . 

عزز النهج الاعلامي السعودي المعادي للجنوب ومجلسه الانتقالي ، طرح ينطلق من خارج المجلس الانتقالي ، بل ومن مناقديه  ، يتهم المملكة بالتورط  في إعاقة الاستقرار الاقتصادي والامني في الجنوب ، وقمع محاولات النهوض بالجانب الخدمي ، الا سيما في العاصمة عدن ، وتشجيعها لكل الانشطة التي من شأنها إعادة الجنوب الى مربع الصفر ، حتى في الجوانب ذات الصلة في مكافحة الجريمة المنظمة ، منها الجريمة الارهابية .

 ويرى دعاة هذا الطرح في سياق الإستدلال ، انه ومنذ التحول الاعلامي السعودي المجاهر في الخصومة مع المجلس الانتقالي الجنوبي ، شهد مسرح العمليات العسكرية والامنية لعمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب، في كل من شبوة وابين ، تصعيدا لهجمات العناصر الارهابية، كما ضبطت القوات الجنوبية بيافع خلية من تنظيم داعش اغلب اعضائها الثمانية من الجنسية السعودية. 

من وجهة نظر المجلس الانتقالي ، بدئا بمركز قيادته ، وحتى ناشطيه الاعلاميين ، المملكة مازالت حليف إستراتيجي لا خصم ، لكن المملكة وقياسا على  اعلامها وسفيرها محمد آل جابر ، لا تبدو مكترثة لهذا الموقف، الذي قد تدفع ثمنه قبل المجلس الانتقالي ، لأن السفير بات يدير كل نوافد المملكة نحو الجنوب لإرضاء خصوم المملكة في اليمن، وعلى حساب حليفها الجنوب .