"الجنوب مقابل السلام مع الحوثي"..

المملكة العربية السعودية.. ما هي خيارات وحلول إيقاف الحرب وحل الأزمة اليمنية؟

"من هنا تدرك المملكة ان الحوثيين لن يقبلوا بهكذا حل ، الا بعرض او خيار آخر يتم تقديمه للحوثيين والقوى اليمنية الأخرى الموالية للمملكة والتي تلتقي مع الحوثي بمشروع الحفاظ على الوحدة"

سفير السعودية لدى اليمن محمد ال جابر خلال زيارته إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء قيادات الحوثيين الموالين لإيران - أرشيف

وضاح الهنبلي
ناشط وسياسي جنوبي .. باحث بالنشاط السياسي للجماعات الايديولوجية والأخوان المسلمين ..
سان فرانسيسكو

انتهت الحرب اليمنية منذ انتهاء الهدنة العام الماضي ، ليتم تمديدها بتفاهمات إقليمية ودولية ليس آخرها الاتفاق الصيني الايراني السعودي ، ليتحدث بعدها العالم عن إيقاف الحرب اليمنية وهدنة دائمة وحل شامل لليمن ، وقد ذكر ذلك المبعوث في إحاطته الأخيرة في العاشر من يوليو هذا ، وكذلك عنونت صحيفة عكاظ في ١٩ مايو الماضي بصفحتها الرئيسية تحت عنوان " اليمنيون بانتظار الأمل .. هدنة دائمة وحل شامل " .

ماذا بعد ؟ 

جميع الأطراف المحلية والإقليمية لها مصالح وأهداف تريد تحقيقها لأنهاء هذه الحرب ، وكذلك القوى الدولية لها مصالح كبيرة مرتبطة بالمملكة والإمارات ، تسعى لاستخدام الملف اليمني كأوراق تجني منه مكاسب سياسية و اقتصادية .

كمجتمعات محلية نعلم جميعاً ما هي أهداف القوى المحلية وماذا تريد كل منها .

الحوثيون يسعون للحكم المطلق والسيطرة على كل منابع النفوذ والقوة بالبلد ، مع مشاركة شكلية لباقي القوى السياسية الأخرى ، بينما المؤتمر يسعى لإعادة امجاده بحكم اليمن ، من خلال تقديم نفسه كقوى لبرالية وقيادات متمرسة على القيادة والحكم ، أما الإصلاح " أخوان اليمن " وبعد تسليم محافظاتهم للحوثي فقد تقلص طموحهم من الحكم الى البقاء بالسلطة كشريك فاعل ، وفي الجنوب يقدم نفسه الانتقالي كجبهة سياسية جنوبية موحدة للجغرافيا الجنوبية ، وممثل لقضية شعب الجنوب المعترف بها إقليمياً ودوليًا ، والتمسك بالإطار التفاوضي المستقل لقضية شعب الجنوب ، ويأمل بالوصول لتوافقات وتفاهمات باستعادة الدولة الجنوبية بحلول نهائية أو تدريجية توصله لذلك .

الحوثيون يملكون كل السلطات على اليمن الشمالي العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية ، أيضاً قوتهم العسكرية التي يهددون بها دول الجوار واليمن الجنوبي ، وهذه الأدوات تمنح الحوثي أوراق كبيرة في التسوية السياسية تجعله صاحب الكعب الأعلى في اي تسوية نهائية .

المؤتمر والإصلاح يملكون قوات محدودة في المخاء ومآرب وتحت سيطرة التحالف بشكل أو بآخر ، ومسيطرين على أغلب مستويات الشرعية اليمنية بالخارج رئاسة وحكومة ، أيضاً ما يملكونه من دعم التحالف العربي والمجتمع الدولي كسلطات شرعية لليمن ، وهذه الأوراق تمنحهم مكانة تفاوضية مميزة في التسوية النهاية لكنها تبقى أقل من أوراق الحوثي بكثير ولن تفلح بإي مقايضة مع الحوثي .

المجلس الانتقالي يملك قوات عسكرية كبيرة وسيطرة عسكرية على أغلب محافظات الجنوب وخاصة بعد إعادة هيكلته وإعلان الميثاق الوطني ، وانضمام عضوي مجلس القيادة الرئاسي للانتقالي مع قواتهما الكبيرة " العمالقة و النخبة " ، ويملك أيضًا قاعدة شعبية مسيطرة على كل الجغرافيا الجنوبية وقيادة هرمية ، ويملك مكانة مميزة في الشرعية اليمنية بالرئاسة والحكومة وباقي السلطات ، ويملك اعترافًا إقليماً ودولياً بتمثيله لقضية شعب الجنوب ، مع دعم إمارتي واسع وسعودي متذبذ سياسياً من الحين للآخر ، وهذه الأوراق تمنحه مكانة متفردة عن باقي الأطراف المحلية .

ما سوف يرجح الكفة في التسوية السياسية النهائية على مستوى القوى المحلية ، هو التحالفات بين المكونات المعروفة أو المستنسخة مؤخراً والتي قد تحدث حينها على مجمل الحل او في قضية معينة .

الأطراف الإقليمية تتصدرها السعودية ثم الأمارات وعمان ، بالنسبة للإمارات فتسعى للمحافظة على نفوذها الذي اكتسبته منذ بداية الحرب بالانتصارات التي تحققت بالجنوب ، رغم تقليص نفوذها ودورها في كثير من المحافظات الجنوبية أهمها عدن ، اما عُمان فقد برز دورها مؤخراً ودخولها كحليف جديد للمملكة في التسوية السياسية باليمن ، وخاصة بعد جولة صنعاء والاتفاقات الاقتصادية مع المملكة في ميناء الدقم وغيره ، ودخول عُمان خط المفاوضات بشكل مباشر وبضوء أخضر دولي ، وهنا عُمان تبحث عن دور مهم بالملف اليمني يمنحها نفوذاً بالمهرة والتي لا تخفيه إطلاقًا ، وبناء وتطوير علاقة جديدة مع المملكة والاستفادة من الاستثمارات السعودية الضخمة بعُمان ، مقابل دور عُماني باليمن يخدم مصالح وأهداف المملكة الإستراتيجية من خلال علاقة عُمان الكبيرة مع الحوثيين .

السعودية قائدة التحالف العربي والمسؤولة الأولى عن الملف اليمني ككل جنوبه وشماله ، وصاحبة النفوذ المتعاظم إقليماً ودولياً ، والتي تكبدت أكبر خسائر وتكاليف هذه الحرب لتسع سنوات .

يرى السياسيون والأعلام الغربي أن الخطر الايراني على المملكة قد تقلص كثيراً ، ولم يعد له ذلك التأثير بعد الإتفاق الصيني السعودي الايراني في مارس الماضي ، والإتفاق الاقتصادي الصيني السعودي في جيزان على الحدود اليمنية ، وأن الملف اليمني أصبح سعودياً بإمتياز بعد خروج إيران ، وما زيارة السفير السعودي ال جابر لصنعاء في رمضان إلا إشارة سعودية باستلام الملف اليمني كاملاً بما في ذلك ملف الحوثي ، مع بقاء دور إمارتي محدود بالجنوب والغرب ومساعي سعودية لتقليصه أكثر وأكثر أو إنهاءه جنوباً .

وفي ظل هذه المعادلة الجديدة التي أصبحت السعودية الراعي للحل النهائي للحرب اليمنية مع دعم دولي لها ، وحتى تتخلص المملكة من هذا الملف المرهق والمعرقل لرؤية ولي عهدها والذي استنزفها طوال هذه السنوات ، وهنا يبرز أمامنا سؤال مهم وهو ما هي الأدوات التي تملكها المملكة حتى تدفع الحوثيين للدخول بالمفاوضات وتقديم التنازلات وإنهاء الحرب وخروجها من اليمن ؟

الحوثيون يحكمون اليمن الشمالي " الجمهورية العربية اليمنية " بشكل طبيعي والوضع مستتب لهم ، وقد حققوا ذلك بتضحيات كبيرة ومعارك في كل الجبهات وانتصارات منحتهم الدولة ، فما هو الثمن الذي قد يُقدم للحوثيين للتنازل عن كل مكتسباته والوضع المستتب له ودولته على طاولة المفاوضات ؟

أطراف الشرعية اليمنية " الإصلاح و المؤتمر " الموالية للسعودية لا تملك شيء قد تقدمه للحوثيين حتى يتنازل ويقبل شراكتهم بالدولة ، فالمناطق البسيطة التي يملكونها كمآرب والمخاء ، يدرك الحوثي إنها سوف تعود له حرباً أو سلماً فلا مناص لها من صنعاء ، وحتى ما تملكه من أعتراف دولي بالشرعية ، يعلم الحوثي إنها مجرد مرحلة وتنتهي بانتهاء الحرب وتعود الشرعية له ولكل حرب نهاية ، لذلك هذه الورقة لا تعول عليها السعودية إطلاقًا في أي تسوية سياسية مع الحوثيين ، لأنها لن تفضي لأي حل او تنازل من قبل الحوثيين في أي تسوية .

إذاً ماذا تملك المملكة من أوراق قد تقدمها على طاولة المفاوضات حتى يقبل الحوثيين وتنتهي الحرب وتتخلص المملكة من أعباء هذه الحرب وتتفرغ لرؤيتها ؟

في حقيقة الأمر لا تملك السعودية الا أمرين الأول ملف الجنوب والثاني الدعم المالي وإعادة الإعمار .

بالنسبة للدعم المالي الكبير الذي يشترطه الحوثيين كتعويضات للحرب يشّكل معضلة للمملكة حجماً وموقفاً ، فالإقرار بذلك من قبل المملكة يعتبر إدانة رسمية للمملكة بهذه الحرب ، لذلك ترى المملكة اقامت مؤتمر مانحين دوليين ، ثم تدفع المملكة حصتها الكبيرة من خلال هذا المؤتمر ، وهنا تكون المملكة قد أسقطت أي فخ حوثي بالإدانة وخففت حجم الالتزامات التي قد يطالب بها الحوثي .

ومن هنا تدرك المملكة ان الحوثيين لن يقبلوا بهكذا حل ، الا بعرض او خيار آخر يتم تقديمه للحوثيين والقوى اليمنية الأخرى الموالية للمملكة والتي تلتقي مع الحوثي بمشروع الحفاظ على الوحدة ، وهذا العرض يجب ان يكون كبير ومغري بعد حرب تسع سنوات لقبول الدعم المالي من خلال مؤتمر مانحين إلى جانب هذا العرض .

وفي بحث مستفيض عن كل الأوراق التي قد تملكها المملكة لذهاب للتسوية النهاية ، فلم أجد غير قضية شعب الجنوب والمجلس الانتقالي وتثبيت الوحدة اليمنية من جديد وتحت وثائق أممية جديدة .

المشهد المشتعل بالجنوب سببه قرب التسوية السياسية النهائية للحرب في اليمن بعد قناعة سعودية كاملة باستحالة الحل العسكري قطعياً ، ومن خلال قراءة مشهد الصراع وطبيعته ومناطقه جنوبًا ، ودور الإدارة التنفيذية للمملكة بالملف اليمني ومن خلال مقاومة الانتقالي لذلك ، يتضح لنا أَبَعاد أهم ورقة تريد المملكة الدخول بها في مفاوضات التسوية النهائية وهي الجنوب ، وحتى يتسنى للمملكة ذلك تطلّب الأمر منها الدخول بصراع مباشر مع الانتقالي ، من خلال إنشاء مكونات سياسية ومناطقية وقبلية جنوبية موالية للقوى اليمنية مؤتمر وإصلاح ومع الوحدة اليمنية ، وتحت شعارات متعددة لإضعاف الانتقالي أو تحييده ، وفي حال نجحت المملكة بإقحام المكونات المستحدثة بالتسوية النهائية ، فإنها قد نجحت في التنصل من التزامات اتفاق الرياض ومشاورات الرياض ، بتمثيل الانتقالي والقوى الجنوبية الأخرى المطالبة باستعادة الدولة ، ومن البند الذي يضع إطار تفاوضي خاصة لقضية شعب الجنوب بالتسوية النهائية ، وذلك لوجود أطراف جنوبية مستحدثة تمثل مناطق جنوبية ومع الوحدة اليمنية .

من الناحية الإستراتيجية فإن عودة قوى صنعاء اليمنية لحكم الجنوب يشكل قوة ونفوذ كبير لها ، لما تملكه الجنوب من أرض شاسعة تصل الى ثلثي مساحة اليمن الجغرافية ، وعدد سكان أقل لا يتعدى ربع عدد سكان اليمن ككل ، ويرفد الجنوب أكثر من ٧٥٪؜ من ميزانية الدولة ، إضافةً الى الموقع الاستراتيجي والممرات المائية والموانئ ، وأن قمنا بمراجعة تاريخية لعلاقة صنعاء بالرياض منذ تأسيس المملكة ، فلن نجد صنعاء إلا خصم وعدو للمملكة منذ حروب الأمام يحى حميد الدين في الثلاثينات مع الملك عبدالعزيز ، مروراً بالعسكر الجمهوريين القوميين الذين تحالفوا مع عبدالناصر ضد الملك فيصل ، ثم مع صدام في حرب الخليج ، أنتهاءً بالحوثيين ووقوفهم مع إيران وضرب المملكة بالمسيرات والصواريخ ، هذا غير العقيدة المتجذرة لدى الشعب والتي زرعتها النخب اليمنية شمالاً بأحتلال السعودية لكثير من أراضيهم " جيزان نجران عسير " ، هذا الأمر مزعج للمملكة وله عواقب قد تكون كارثية من الناحية الإستراتيجية ، ففي حال أستعادة صنعاء عافيتها مرة أخرى من خلال الجنوب الذي يعتبر الجائزة الكبرى لهذه الحرب ، فلا مانع من عودة صنعاء لممارسة هوايتها بالابتزاز والتحالف مع أعداء المملكة .

إذًا لماذا تقوم المملكة بهذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر الإستراتيجية على أمنها القومي والضغط على الجنوب للعودة إلى صنعاء المتقلبة مرة أخرى ؟

وما الذي سوف تجنيه المملكة من مصالح إن تمكنت من أجبار الجنوب والانتقالي العودة إلى صنعاء ؟

من قراءة مشهد الحرب اليمنية المعقد وصلت المملكة إلى أفق مسدود تماماً ، فالحوثي قد تمكن من اليمن الشمالي بشكل مطلق ولن يقدم أي تنازلات إطلاقًا ، والقوى اليمنية الأخرى المتحالفة معها خائنة ومشتتة وترفض الحرب وتلوح بين الحين والآخر بالذهاب للحوثي أن فرطت المملكة بالوحدة اليمنية ودفعت باستقلال الجنوب .

وهنا ستكون المملكة أمام حرب جديدة شمالية جنوبية ، لن تتوقف داخل حدود اليمن بل ستقوم صنعاء بنقلها إلى المملكة لإقحامها مرة أخرى والاستفادة منها .

ترى المملكة خطر صنعاء الحوثية الآن أكيد وحتمي ، بينما خطرها مستقبلاً محتمل وتستطيع التعامل معه ، من خلال ترويض رجالات ومكونات صنعاء حتى وأن تعافت صنعاء بفضل سيطرتها مرة اخرى على الجنوب ، فالمملكة الآن في نهضة ورؤية وتغير غير مسبوق ، وتعاظم دورها ونفوذها الإقليمي والدولي بين الشرق والغرب ، وتسعى لتخفّف من الملفات الجانبية والتي قد تُستغل دولياً لتعطيل مسيرتها ورؤيتها النهضوية أو تحول دون تعاظم دورها الدولي ، وأهم تلك الملفات الجانبية والتي تستغل ضدها هو ملف حرب اليمن ، وفي حال نجحت المملكة بالوصول إلى موقعها الدولي أقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، فسوف تتمكن من معالجة اي تقلبات أو تحالفات قد تقوم بها صنعاء مستقبلاً مهما بلغت خطورتها .

خيار الإدارة التنفيدية للمملكة بالملف اليمني تحييد الانتقالي من خلال إنشاء مكونات كرتونيه وتعثر الخدمات بالجنوب وانهيار العملة ، حتى تتمكن من تقديم الجنوب كورقة تفاوض مغرية للحوثيين والقوى اليمنية الموالية لها بالتسوية النهائية ، يكتنف هذا الخيار خطر كبير باندلاع حرب جنوبية شمالية قد لا تنتهي ويصعب إخمادها .

 ما يملكه الانتقالي وشعب الجنوب من أدوات تحول دون إمكانية تمرير مشروع " الجنوب مقابل السلام مع الحوثي " ، أو تقديم الجنوب لصنعاء " أثوار تذبح " بطريقة الصلح القبلي في اليمن الشمالي لينهي هذا الهجر بهذه الأثوار المذبوحة حرب تسع سنوات وتنأى المملكة بنفسها من هذا المستنقع ، لكن صعوبة أو استحالة إتمام هذه المهمة لدى الإدارة التنفيذية السعودية بالملف اليمني ، تعود لثقل وقوة الانتقالي بكل محافظات الجنوب ، فالمجلس الانتقالي يتكي على قواعد صلبة من الصعب زعزعتها ، وأهمها القوات المسلحة الجنوبية الكبيرة والتي يملكها الانتقالي والخارجة عن نفوذ وسيطرة المملكة بشكل كبير ، والقاعدة الشعبية لدى الانتقالي في كل مناطق الجنوب ، وقد أرسل الانتقالي رسالة واضحة لتلك الإدارة الأسبوع الماضي بمظاهرات شعبية كبيرة في ست مديريات حضرمية وبتوقيت واحد وتحت شعار " يوم الأرض " ، أيضًا الثقل السياسي الذي يملكه الانتقالي محلياً بعد هيكلته وضم كل مكونات الحراك الجنوبي في إطاره وفتح باب المشاورات مع أيقونة جنوبية أخرى ، وانضمام قيادات بمجلس القيادة الرئاسي ووزراء ومحافظي المحافظات الجنوبية ، وله ايضاً ثقل سياسي إقليمي ودولي من خلال سيطرته على نصف الشرعية المعترف بها دولياً ، وتوقيعه لإتفاق ومشاورات الرياض كممثل للجنوب ، وبناء علاقات مستقلة مع دول عظمى كروسيا وبريطانيا وغيرها .

ففي كل الاحوال لن تستطيع اي قوى محلية أو أقليمية او دولية من تحييد الانتقالي ، أو إجبار شعب الجنوب على الوحدة ، أو أستخدام القضية الجنوبية " كـهجر " وأثوار تذبح للحوثي حتى يقدم تنازلات بالتسوية النهائية ، فما يملكه شعب الجنوب والانتقالي من عقيدة وطنية حققت له النصر ، ومن قوات عسكرية وشعب ومكانة سياسية ، تجعل ما تقوم به الإدارة التنفيذية السعودية باليمن مجرد ضغط هنا وهناك حتى يقدم الانتقالي بعض التنازلات المرحلية بالشرعية اليمنية ، ولن يتعدى هذا الضغط بعض التسويات السياسية داخل الشرعية اليمنية ، ولن يصل أثر هذا الضغط إلى الحوثيين والتسوية النهائية ، فشعب الجنوب وقيادته بالمجلس الانتقالي اثبتوا خلال تسع سنوات موقعهم ومكانتهم وقوتهم التي لن تستطيع اي قوى تحييدها أو أستثمارها لصالح صنعاء .