" أنا فنانة شاملة ولست مطربة مهرجانات"..

سمية الخشاب: التاروت أعادني للسينما بعد غياب لا أضع شروطا ولكني أسير على خطة مدروسة

"أعتقد أن عدد الحلقات القليل في الأعمال التي تُعرض على المنصات الإلكترونية هو ميزة كبيرة؛ فالعمل مكوّن من عشر حلقات فقط، وهذا أمر جيد بالنسبة الى المشاهدين"

النجمة سمية الخشاب

ولاء عمران
كاتبة وصحافية لدى صحيفة الجمهورية المصرية ومجلة حريتي وصحيفة اليوم الثامن
القاهرة

تعود النجمة سمية الخشاب لعالم السينما والشاشة الفضية بفيلم " التاروت " وذلك بعد غياب طويل وصل لسبع سنوات وأرجعت سمية سبب غيابها بأنها طول الفترة الماضية لم يكن يعرض عليها سيناريوهات جيدة تضيف لها ولذلك كانت ترفض الأعمال الغير جيدة ، كما استعادت أيضا نشاطها في عالم الدراما بمسلسل أرواح خفية الذي يعرض حاليا على إحدى المنصات الإلكترونية وبمعرفة تفاصيل أكثر عن نشاطها الفني في عالم التمثيل والغناء كان لنا معها هذا الحوار 

 

في البداية حدثينا عن فيلم " التاروت " الذي تعودين به للسينما بعد غياب طويل ؟ وماسبب هذا الغياب ؟ 

 

فيلم التاروت أقوم حاليا بتصويره ، وأعود به للسينما بعد فترة غياب طويلة ولذلك أنا متحمسة جدا لهذا الفيلم خاصة أنه يحمل فكرة جديدة لم تناقش من قبل ، وسبب ابتعادي عن السينما هو أنه طول الفترة الماضية لم يعرض 

على سيناريو  يجذبني لتقديمه في السينما، ولم أكن أريد العودة إلى جمهور الشاشة الكبيرة لمجرد إثبات وجودي، وأتريّث في البحث عن عمل يعيدني إلى السينما بقوة.

 

يقال بأن فكرة " التاروت " لها علاقة بعالم الأرواح والدجل فما تعليقك ؟ 

 

أبدا فكرة "التاروت"  عبارة عن أوراق تشبه أوراق لعبة "الكوتشينة"، وهي أوراق تُستخدم في علم يرتكز على لغة الرموز والاستعارات للكشف عما يعتري النفس البشرية من مشاعر ورغبات، والفيلم تدور أحداثه في إطار تشويقي حول ثلاث بنات حصلت لهن حادثة ومن خلال الفيلم نشاهد مدى تأثير هذه الحادثة على حياتهم والفيلم يشارك في بطولته رانيا يوسف ومى سليم، ومحمد عز، عبد العزيز مخيون، بجانب عدد من الفنانين ضيوف الشرف منهم أحمد التهامي، ومحمد خميس، ومحمد الشقنقيري.

 

و ماذا عن مسلسل " أرواح خفية " الذي تشاركين في بطولته و يعرض الآن؟

 

مسلسل أرواح خفية اجتماعي مليء بالإثارة والتشويق وأنا أحب هذه النوعية من الأعمال الفنية ، وقد جذبتني القصة والسيناريو جدا ،كما أن الدور الذي أقدمه جديد تماما على وكذلك السيناريو المكتوب بحِرفية عالية،، و يضم المسلسل عدداً كبيراً من النجوم،منهم محمود عبد المغني وهالة فاخر ومنذر رياحنة...، وهو من تأليف سوسن عامر وإخراج إبرام نشأت، الذي تحدث معي وأبدى رغبة كبيرة في العمل معي، مؤكداً أنه يراني في شخصية البطلة، وهو ما زاد من حماستي للعمل، وتحمّست أكثر عندما أرسل لي نص العمل وقرأته، والتقيت بالمؤلفة سوسن عامر، ووجدت أنني أمام عمل مكتوب بأسلوب جيد وجديد، ويحمل رسالة مهمة، وسأؤدي فيه شخصية لم أقدّمها من قبل، لذا وافقت على الفور.

 

وهل المسلسل يناقش عالم الجن والأرواح ؟ 

 

لا إطلاقا ،المسلسل يتناول عالم الروحانيات في إطار اجتماعي لا يخلو من التشويق والإثارة. وأنا شخصياً عشت حالة من الروحانيات من قبل، وأعتقد أنها كانت من ضمن أسباب قبولي للمسلسل. أحب هذه النوعية من الأعمال، فالمسلسل ترتكز قصته على التشويق والغموض، وهو يسير في خطوط عدة من بينها الدراما الاجتماعية، والدراما النفسية، إضافة إلى الرعب والتشويق، وفيه العديد من التفاصيل المهمة اجتماعياً ونفسياً، وأجسّد خلال أحداثه دور مُدرّسة لها علاقة بعالم الأرواح الخفي، وأكتفي بهذا القدر لأنني لا أريد أن أحرق قصة العمل وأترك الجمهور يحكم بنفسه 

 

المسلسل يعرض الآن على إحدى المنصات الإلكترونية فكيف ترين هذا الأمر ؟ 

 

العرض الإلكتروني أصبح له ميزة كبيرة خاصة اذا كان المسلسل قصيرا ، بمعني عدد حلقاته قليلة ، وهذا أمر جيد للغاية ويسمح بعدم وجود الكثير من المط والتطويل في الحلقات، والإيقاع سيصبح سريعًا والقصة والأحداث ستكون وفقًا لهذه الحلقات فقط، وأثبتت المنصات المُختلفة نجاحها بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، لذلك أنا متحمسة لعرض المسلسل على منصة إلكترونية ، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور.

 

ماسبب اختفاءك  عن الأعمال الدرامية لأكثر من عامين ؟ 

 

لا أحب التواجد لمجرد أن أكون موجودة وفقط ، ولا أحب المشاركة سوى في الأعمال التي أقتنع بها بشكل كامل؛ فعندما يعرض علي سيناريو جيد، لا أتردد وأوافق على الفور، لذلك أفضل دائمًا انتظار الأعمال التي تحمل أفكارًا مُختلفة فأنا لا أحب التكرار ، وفي الحقيقة أنا أري إذا لم يكن العمل الفني سيضيف لي ولمشاريع الفتي فلا داعي له 

 

كيف ترين تجربة الأعمال القصيرة والتي تُعرض على المنصّات الإلكترونية؟

 

أعتقد أن عدد الحلقات القليل في الأعمال التي تُعرض على المنصات الإلكترونية هو ميزة كبيرة؛ فالعمل مكوّن من عشر حلقات فقط، وهذا أمر جيد بالنسبة الى المشاهدين، بحيث تنحصر الأحداث ضمن حلقات معدودة وتتسارع وتيرتها، ولا يعود هناك مجال للمطّ والتطويل، وهذا يساهم في نجاح الأعمال التي تُعرض عبر المنصّات الالكترونية المختلفة، وقد ثبُت ذلك خلال السنوات القليلة الماضية، وبشكل عام، تجربة الأعمال القصيرة ليست جديدة على الدراما المصرية، فقد سبق وقدّمنا السهرات الثلاثية والسباعية، وغيرها من الأشكال الدرامية، وميزة هذه النوعية من الأعمال الفنية أن أحداثها تكون مكثّفة وتنتهي بسرعة، وتتناسب مع جمهور المنصّات الالكترونية، وأغلبه الآن من فئة الشباب، وهو فعلاً جمهور كبير، ذوّاقة للفن، ويختار ما يشاهده، وهذه ميزة أخرى لا تتوافر في الفضائيات، وقريبة من السينما، أي الدفع مقابل المشاهدة، فالاشتراك في المنصّات حتى وإن كان رمزياً له معنى كبير، فأنت تدفع لمشاهدة الأعمال المعروضة على المنصة، وهذا في حد ذاته نجاح كبير.

 

هل ممكن أن تكتفي بالأعمال القصيرة وعرضها على المنصات فقط ؟ 

لا أنا أسير في الاتجاهين وما يحكمني هو الورق والقصه والدور سواء كان في مسلسلات درامية طويلة أو مسلسلات ذات حلقات قليلة ، فأعمال المنصّات وإن كانت تتميز في جذب المشاهد، يبقى العمل من خلالها وارداً في أي وقت من العام، ويمكن أن يكون أكثر من عمل، وهذا بعيد تماماً عن موسم الأعمال الدرامية الطويلة، والتي تتميز أيضاً بغناها بالأحداث ويستطيع الفنان من خلالها أن يُظهر إمكانياته التمثيلية.

 

بصراحة شديدة هل تضعين شروطا لقبولك لأي عمل فني ؟ 

 

ليست شروط ولكن الأهم كما قلت لك سابقا الفيصل بالنسبة لي " الورق " أي القصة والسيناريو والدور ، ودائما أنا لا أبدي اي موافقة إلا بعد الانتهاء من قراءة السيناريو كاملا ،   وإذا وجدت السيناريو مختلف وجذب انتباهي والدور الذي أقدمه جديد عَلِي وسيضيف لي أوافق على العمل ، بالإضافة إلى طاقم العمل والمخرج وشركة الإنتاج ، أنا أحب العمل المتكامل وكل العناصر التي ذكرتها تهم كل فنان ولذلك لا أعتبر كلامي شروطا بقدر ماهو خطة عمل أسير عليها كي أحافظ على رصيدي من النجاح وأنا لايهمني مسألة الكم والتواجد بقدر مايهمني كيفية العمل ولذلك كما قلت لكي انتظر الأعمال التي تحمل أفكارًا مُختلفة وليست متكررة لأشارك بها.

 

كيف ترين وضع الدراما المصرية حاليًا وماالذي ينقصها  ؟

 

لا ينقصنا أي شيء ، والدراما المصرية أصبحت أفضل ولدينا مستوى عال جدا من الأعمال الدرامية علي مستوى فني عالي ، من حيث الكتابة والإخراج والآداء والصورة ،

ولدينا نجوم لهم ثقل ووزن ، والدراما المصرية لها مكانتها وقوتها ولا يمكن لعرش الدراما المصرية أن يهتز أبدا 

 

في رأيك كيف ترين دور الدراما في خدمة القضايا المجتمعية ؟ 

الفن والدراما هنا القوى الناعمة وتأثيرهم كبير جدا ورسالتهم أسرع وهناك قوانين تغيرت بسبب بعض الأعمال السينمائية ، والدراما في اعتقادي هي محاكاة للواقع الذي نعيشه ومناقشة قضاياه الاجتماعية والإنسانية ولذلك أنا أحب الأعمال الواقعية وأحب أن أشارك في أعمال لها رساله ، وجميل أن نقدم الواقع السلبي ونطوره ونحوله ليكون إيجابي ، ومؤهلا تغير شكل الدراما كثيرا وأصبح الفنانين أكثر نضجا ووعيا ويستطيعون بكل سهولة التفرقة بين المحتوى الذي يضيف للمجتمع والمحتوى الذي يهدمه

 

مؤخرا طرحتي أغنيات تميل لأغاني المهرجانات الشعبية وقبلها قدمتي أغاني عاطفية ، ففى أي إتجاه تصنفي نفسك في عالم الغناء ؟ 

 

فكرة التصنيف لا تشغلني ولا أحبها وأنا فنانة شاملة ، وأغلب تجاربي التي قدّمتها كمطربة حظيتْ بقدر كبير من التفاعل والنجاح بين الجمهور، لكن مشكلتي الوحيدة تكمن في الاستمرارية وعدم القدرة على التواجد بشكل متواصل بين جمهوري كمطربة، وذلك بسبب عدم استطاعتي الموازنة في العمل بين نشاطي كممثلة ومطربة، وقد أرتبط بعمل درامي أو فيلم جديد يشغلني لوقت طويل عن الغناء، وهذا ما يحدث في أغلب الأوقات، وأنا في العموم أغني مايعجبني ويدخل قلبي ومزاجي 

 

ماذا عن المنافسة بين جيلك والأجيال الجديدة في عالم الفن ؟

 

سنة الحياه وطبيعتها ، ووجود جيل جديد من النجمات لايمكن أن يأخذ من نجومية الأجيال السابقة ، بالعكس هذا يخلق منافسة قوية ويضيف للفن عموما ، وكل فنانه تتميز بشيء معين وبآداء معين وكل فنانة لها جمهورها الذي يحبها ، والفيصل في النهاية هي الموهبة الحقيقية والجمهور ، النجومية لها مقاييس كثيرة ، ولا تقاس بعمل مثير للجدل ولا تريند لمدة يومين  وينتهى الموضوع 

 

هل السوشيال ميديا مهمة في حياة سمية الخشاب ؟

 

بصراحة هي مهمة وانا علاقتي بالسوشيال ميديا قوية، ولدي الكثير من المتابعين والجمهور الذي أحبه ويحبني ، وأصبحت وسيلة أسرع لتوصيل أي عمل فني أو أي رساله أو أي توضيح ، وقربت المسافة بين الفنان وجمهوره والسوشيال ميديا جعلتني أكثر قرباً لجمهوري وأيقنت أهميتها في كسر الحدود وفتح آفاق جديدة للتواصل مع الجمهور، وتكفيني السعادة التي أشعر بها بسبب قربهم مني والتعبير عن مشاعرهم نحوي ومناقشتهم لي في تفاصيل عملي وأمور أخرى تخص حياتهم الشخصية كالدراسة والعمل.