"الأمم المتحدة تساعد في إنقاذ البحر الأحمر"..

قطر حضور عقب أفول و"جاسم البديوي" في عدن لترميم مجلس القيادة الرئاسي

زيارة البديوي تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي تؤكد اهتمام مجلس التعاون الخليجي بعودة الأوضاع والاستقرار في عدن، ودعم توحيد جهود الحكومة الشرعية عقب تصاعد الخلاف بينها وبين المجلس الانتقالي، ومواجهة التحديات الاقتصادية وتقديم العون للشعب اليمني

رئيس وزراء قطر يجتمع بوزير الخارجية اليمني، مؤكدا دعم الدوحة لليمن في كافة المجالات خاصة الملف الإنساني

القاهرة

عادت دولة قطر لتسجيل حضور في اليمن عقب سنوات من أفولها عن الأزمة على خلفية المقاطعة العربية الخليجية، فيها قالت تقارير صحفية إن أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي وصل الى العاصمة عدن في محاولة منه لإنهاء الخصومات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وحلحلة الملف الإنساني، في زيارة قال موقع ميدل ايست اونلاين إنها خذلت القضية الجنوبية.

وقال الموقع إن زيارة البديوي تحمل رسالة إلى المجتمع الدوليزيارة البديوي تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي.

وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي قد وصل الأسبوع المنصرم إلى عدن، بالتوزاي مع حراك دبلوماسي وجهود أممية ودولية تسعى إلى تجديد الهدنة بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي وإنهاء النزاع المستمر.

وتحمل هذه الزيارة أيضا أهمية خاصة باعتبارها الأولى من نوعها لأمين عام مجلس التعاون منذ أكثر من ثمان سنوات.

 كما أنها تسعى إلى إنهاء الخصومات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، التي عطلت الكثير من الإجراءات منها تشكيل لجان لمحاربة الفساد ومراقبة العطاءات، في ظل سخط شعبي على سياسات الحكومة الفاشلة التي لم تستطع وقف انهيار العملة المحلية أو توفير الخدمات العامة وأساسيات للحياة للمواطنين.

وأفادت مصادر مطلعة، أن زيارة البديوي تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي تؤكد اهتمام مجلس التعاون الخليجي بعودة الأوضاع والاستقرار في عدن، ودعم توحيد جهود الحكومة الشرعية عقب تصاعد الخلاف بينها وبين المجلس الانتقالي، ومواجهة التحديات الاقتصادية وتقديم العون للشعب اليمني.

وطفت الخلافات على السطح في الآونة الأخيرة بين قوى معسكر الشرعية فبعد مرور أكثر من عام على تأسيس المجلس الرئاسي ما زالت التركيبة التي تشكل منها تثير الخلافات، وتتسبب بحالة من عدم الاستقرار السياسي، انعكست على الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطنين.

وقال متابعون أن خروج الخلافات العاصفة بين مكوناته إلى العلن عبر وسائل الإعلام، تنذر بوجود تصدع قد يودي بالمجلس الرئاسي غير المتوافق ولا المتناسق.

وخلال لقاءه البديوي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بحضور عضوي المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وعبدالله العليمي بقصر معاشيق، تم بحث التطورات اليمنية والمستجدات المتعلقة بجهود الوساطة التي تقودها السعودية لتجديد الهدنة، والبناء عليها لإطلاق عملية سياسية شاملة.

وتشهد العاصمة عدن ومحافظتي مأرب وحضرموت، تحركات دبلوماسية أممية وأميركية وخليجية، في إطار المفاوضات غير المعلنة، لإيقاف الحرب والبدء بعملية سياسية شاملة في اليمن.

وقالت تقارير صحفية إن البديوي جدد تأكيد الموقف الخليجي الثابت في دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام الشامل في اليمن، استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وتنفيذ ما تبقى من بنود "اتفاق الرياض".

وتركز المساعي الدبلوماسية الأخيرة على حلحلة الملف الإنساني عبر تجديد الهدنة المنتهية ودفع الرواتب المنقطعة منذ سبع سنوات جراء رفض الحوثيين تسليمها، وفتح الطرقات التي تغلقها على عدد من المدن اليمنية وفي مقدمها تعز، وفتح وجهات جوية جديدة أمام مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، وغيرها من الإجراءات التي تمهد لمناقشات ملف التسوية السياسية الشاملة.

وتطرق العليمي إلى تعنت جماعة الحوثي وما تمارسه من "خروق وانتهاكات وتخادمها الصريح مع المنظمات الإرهابية"، كما تناول "الضغوط الإقليمية والدولية المطلوبة لإنهاء المعاناة الإنسانية التي طال أمدها".

ويتصاعد الاستياء الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين جراء تفاقم الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعانيها ملايين السكان

لكن اللافت في زيارة البديوي إلى عدن هو عدم تناوله القضية الجنوبية، ما خلف استياء في أوساط الجنوبيين الذين اعتبروا أنها إشارة سلبية وتجاهل لتضحياتهم، رغم أن الجبهات الجنوبية مازالت مشتعلة وتتصدى القوات المسلحة الجنوبية للحشود الحوثية المتواصلة وبكثافة.

 وأكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، منصور صالح، أن "القوات الجنوبية تخوض بمفردها حربا مفتوحة مع جماعة أنصار الله اليمنية منذ ثماني سنوات".

وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "القوى اليمنية التي تدّعي "كذبا" أنها تخوض حربا ضد الحوثي عديدة، ولديها قوة قتالية هائلة بما فيها ما يسمى بـ"الجيش الوطني"، لكن كل هذه القوات لم تحقق أي نصر على جماعة الحوثي، الذي ظل ومازال يحقق تقدما متواصلا في مختلف الجبهات باستثناء الجبهات الجنوبية".

وأضاف القيادي الجنوبي أنه "يمكن القول حصريا إن كل الجبهات التي قاتلت الحوثي وانتصرت عليه هي الجبهات الجنوبية، سواء كان ذلك في جغرافيا الجنوب أو حتى خارجها في عمق الشمال، كالساحل الغربي والحديدة وأطراف محافظة إب المحادة لمحافظة الضالع الجنوبية".

وربط القيادي الجنوبي، بين تزامن الحشود الحوثية في جبهات كرش والحد في محافظة لحج وتحركات القاعدة في شبوة، والحملة الأمنية التي تنفذها القوات الجنوبية المشتركة ضد العناصر الإرهابية في محافظة أبين، مبينا أن "هدف هذه الحشود هو تخفيف الضغط على الجماعات الإرهابية التي تعرضت لضربات قوية، وهو ما يؤكد التخادم بين التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها وجماعة أنصار الله اليمنية".

لكن لم يتم التطرق إلى هذه التطورات خلال زيارة البديوي بحسب المؤتمر الصحافي والبيانات الرسمية التي تم نشرها بخصوص هذه الزيارة.

وكانت آخر زيارة يقوم بها أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن، عبد اللطيف الزياني الأمين السابق، ووزير الخارجية البحريني الحالي، إلى مدينة عدن جنوبي البلاد في فبراير 2015.

وجاءت زيارة الزياني في ذلك الوقت بعد أيام قليلة من تمكن الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي من الوصول إلى مدينة عدن قادماً من صنعاء كاسراً إقامة جبرية فرضتها عليه الحوثيين التي سيطرت على العاصمة بقوة السلاح في سبتمبر 2014.

 وركزت زيارة الزياني على تقديم تأكيدات خليجية، بمواصلة دعم الشعب اليمني، وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي في ذلك الوقت، ورفض الانقلاب الذي قادته جماعة الحوثي وسيطرتها على مؤسسات الدولة اليمنية.

من ناحية أخرى، اشارت تقارير صحفية إلى لقاء جمع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك بنظيره القطري الشيخ  محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء، أشار إلى اهتمام قطري لافت بالملف اليمني، حيث تحاول الدوحة تعزيز حضورها في الساحة اليمنية بعد سنوات من قرار التحالف العربي إنهاء مشاركتها في العملية العسكرية خلال الأزمة السابقة التي انتهت بمصالحة في القمة الخليجية بالعلا في العام 2021.

وقال متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن "الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني استعرض خلال لقائه بن مبارك علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وآخر تطورات الملف اليمني".

وأشار إلى تأكيد رئيس الوزراء القطري خلال اللقاء "موقف قطر الدائم في دعم الشعب اليمني واستمرار هذا الدعم في كافة المجالات خاصة الملف الإنساني"، دون مزيد من التفاصيل.

والأحد بدأ بن مبارك زيارة رسمية إلى قطر لبحث وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

ويعكس هذا اللقاء رغبة الدوحة في لعب دور وسيط إقليمي، إذ تتوسط في أزمة الشغور الرئاسي التي يعاني منها لبنان وأوفدت منذ يومين وفدا إلى بيروت تمهيدا للزيارة التي سيؤديها الشهر المقبل المبعوث الفرنسي إلى البلد جان إيف لودريان في سياق آخر فرصة لتسوية الأزمة اللبنانية. 

كما سعت قطر في العام 2022 إلى التوسط في حل أزمات إقليمية من بينها أزمة تعثر مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، في وقت ترتبط فيه الدوحة بعلاقات وثيقة مع كل من طهران وواشنطن وشركاء الآخرين في الملف

وفي العام 2020 عبرت الحكومة اليمنية عن انزعاجها الشديد مما أسمته "المواقف القطرية الداعمة للمتمردين الحوثيين"، فيما دعا معمر الارياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الدوحة إلى عدم اتخاذ الملف اليمني مادة للابتزاز السياسي، لكن الدوحة انتقدت الزج باسمها في الحرب الدائرة في البلد.

وفي العام 2017 قررت السعودية والإمارات ومصر العربية والبحرين مقاطعة قطر حتى تنفذ 14 مطلبا من أبرزها التوقف عن دعم التطرف وزعزعة استقرار الدول العربية.

وأنهت قمة العلا بالمملكة العربية السعودية في الخامس من يناير/كانون الثاني 2021 ثلاث سنوات من المقاطعة بين الدوحة وكل من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة.

ومنذ فترة، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن منها العاصمة صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014.

وتتكثف منذ شهور مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.

وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقعت السعودية وإيران بوساطة الصين اتفاقا أفضى إلى ستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين.

 من ناحية أخرى قال موقع جي بوست الاخباري في تقرير ترجمته صحيفة اليوم الثامن  الأمم المتحدة في إنقاذ البحر الأحمر من تسرب نفطي في عملية مستمرة منذ مايو، وفقا للمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي. في رسالة فيديو هذا الأسبوع، شكر فريق الإنقاذ على عملهم.

كانت سفينة التخزين والتفريغ العائمة صافر (FSO) مليئة بالنفط وتجلس قبالة سواحل اليمن خلال الحرب الأهلية في اليمن، غير قادرة على تفريغ النفط أو صيانته. السفينة صافر راسية ولم يكن من المفترض أن تتحرك، لكنها كانت مليئة بالنفط الذي يمكن أن يتسرب. كان من الممكن أن يتسبب التسرب في أضرار جسيمة للبحر الأحمر وساحل إيلات.

قادت الأمم المتحدة الجهود للمساعدة في تفريغ النفط وتبديل السفينة بأخرى أكثر أمانا. كان جريسلي شخصية رئيسية وراء ذلك وغالبا ما قدم تحديثات حول المهمة. وفي يوليو، قال إنه من المفترض أن يبدأ البديل الآمن لصافر في نقل النفط قريبا. كانت السفينة البديلة تسمى اليمن. "اليمن يرسو بأمان إلى جانب صافر"، قال غريسلي في يوليو.

في 11 أغسطس، تم الانتهاء من النقل. وقال جريسلي إنه تم ضخ 11 مليون برميل من النفط من صافر المتهالك ونقلها إلى اليمن.

وقال: "عمل رائع من قبل SMIT Salvage " ". وشكرا لجميع المساهمين والدعاة الذين أوصلونا إلى هذه النقطة!"

وقال يوم الاثنين إن "فريق الإنقاذ التابع لوزارة النقل والثروة الحيوانية غادر اليمن اليوم، مما يمثل نهاية فصل رئيسي في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتصدي للتهديد الذي تشكله #FSOSafer على البحر الأحمر. استقرت السفينة. يتم تخزين الزيت بأمان. وأتطلع إلى مزيد من الدعم الهائل من الشركاء لإنهاء العمل".

في تلك المرحلة، غادر جريسلي أيضا يوم الاثنين. وقف على سطح السفينة Ndeavor، التي ساعدت في هذا الجهد.

وهذا يمثل تحولا في العلاقات في المنطقة.

يعد ضخ النفط من صافر رمزا مهما. ويبين كيف يمكن للأمم المتحدة العمل مع الشركات والبلدان لتحقيق هدف ما. كما أنه جزء من التحول الشامل في المنطقة بعيدا عن الحرب ونحو جهود السلام الدبلوماسية.

وقد ساعدت المصالحة الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وإيران في تمهيد الطريق لهذه الجهود. منذ وقت ليس ببعيد، هدد الحوثيون المدعومون من إيران السفن قبالة سواحل اليمن، كما استخدمت سفن الحرس الثوري الإيراني غطاء السفن التجارية لتنفيذ المهام. اليوم، أصبح البحر الأحمر أكثر أمانا واستقرارا.

كانت ناقلة صافر عالقة بشكل أساسي قبالة ميناء الحديدة اليمني، حيث كان هناك قتال. تم التخلي عن الناقلة ولم يتم صيانتها منذ سيطرة الحوثيين على محافظة الحديدة الغربية في أوائل عام 2015.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "نجحت الأمم المتحدة ومجموعة واسعة من الشركاء الذين يدعمون مشروع صافر حتى الآن في منع أسوأ سيناريو لتسرب نفطي هائل في البحر الأحمر مع تداعيات بيئية وإنسانية واقتصادية كارثية محتملة واضحة".

وقال "نحن نعول على مزيد من الدعم السخي لإنهاء هذه المهمة الحاسمة".

ولا تزال الأمم المتحدة بحاجة إلى 22 مليون دولار إضافية لتنفيذ الجزء الثاني من العملية، حسبما ذكرت صحيفة عرب نيوز التي تتخذ من الرياض مقرا لها.

"الآن، لا تشكل ناقلة صافر أي تهديد، والناقلة الجديدة جيدة مثل أي سفينة في البحر ولا تتطلب مساعدة الأمم المتحدة"، قال الكابتن يسلم مبارك، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الشؤون البحرية والقائم بأعمال رئيس اللجنة الوطنية الأكثر أمانا، لصحيفة عرب نيوز يوم الثلاثاء.

وذهب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ إلى اليمن هذا الأسبوع أيضا.