"بن سلمان في مسقط لبحث اتفاق مع الحوثيين"..
السعودية تستعد للانسحاب من اليمن ولكن بعد دفع تكاليف الاعمار وجبر الضرر
"توقعت المصادر اليمنية أن يوقع رشاد العليمي على الاتفاق الذي ينص على انسحاب السعودية من اليمن مقابل دفع مرتبات للحوثيين من موارد الجنوب النفطية، مقابل معالجة ملف إعادة اعمار اليمن الشمالي وجبر الضرر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".
قالت مصادر دبلوماسية يمنية وأخرى عمانية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحث مع سلطان سلطنة عمان هيثم بن طارق، الازمة اليمنية، وجهود مسقط في التوصل الى تسوية سياسية مع الحوثيين، ذراع طهران في صنعاء، وسط ضغوط غربية تمارس على الرياض للانسحاب من اليمن، ولكن بعد معالجة اثار الحرب، بما فيها دفع المرتبات وإعادة الاعمار وجبر الضرر.
ونقلت قناة العالم الإيرانية عن مصادر سعودية وعمانية تأكيدها إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسلطان عمان هيثم بن طارق، “المضي قدما في تعزيز أوجه التعاون الثنائي”.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن “السلطان هيثم بن طارق استقبل في قصر البركة بالعاصمة مسقط الأمير محمد بن سلمان خلال الزيارة الخاصة التي يقوم بها”.
ووفق وكالة الأنباء العمانية، استعرض الجانبان “العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة بين البلدين، وأكدا عزمهما المُضي قُدُمًا في تعزيز أوجه التعاون الثنائي القائم في شتى المجالات”.
ووصل ولي العهد السعودي، مساء الاثنين، إلى مسقط للقاء سلطان عمان في زيارة خاصة، عقب اختتام زيارة محمد بن سلمان، إلى الهند بعد حضوره قمة مجموعة العشرين وعقد مباحثات مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.
وفي يوليو/ تموز 2021، كانت السعودية أول دولة يجري لها سلطان عمان زيارة خارجية، منذ توليه الحكم في يناير/ كانون الثاني 2020، خلفا للراحل قابوس بن سعيد.
وقالت مصادر دبلوماسية يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن تفاصيل زيارة ولي العهد السعودي الى مسقط، لم يتم الإفصاح عن ما تم مناقشته خاصة فيما يتعلق بالملف اليمني، الذي يطرح في أروقة السلطنة منذ أعوام، حيث تلعب سلطنة عمان دور الوساطة بين السعوديين والحوثيين ذراع إيران المحلية.
بن سلمان الذي زار مسقط قادما من الهند، عقب مشاركة في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، لم تتطرق الى أي مشاريع اقتصادية، لكنها وفق المصادر الدبلوماسية اليمنية ركزت على ما تم التوصل اليه من تفاهمات بشأن الازمة اليمنية.
كان متوقع ان تتصدر القمة السعودية العمانية في مسقط، الحديث عن تعزيز الترابط التجاري بين البلدين، ومنها نقل صادرات النفط السعودية عقب خط انابيب سعودي يمر في أراضي سلطنة عمان، حيث تسعى الرياض إلى تأمين السوق النفطية من صادراتها بعيدا عن مخاوف مضيق هرمز، حيث أصبحت سلطنة عمان، في حين لا تزال الرياض تسعى الى السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة، كمنافذ مطلة على شريط البحر العربي.
وعلى الرغم من ان المعلومات تبدو شحيحة بالمفاوضات السرية بين مسقط وسلطنة عمان، غير ان مدونيين يمنيين على صلة بملف اليمن في المملكة العربية السعودية، كشفوا عن ما تم التوصل اليه في مسقط برعاية سلطنة عمان.
وقالت مصادر يمنية في الرياض لصحيفة اليوم الثامن إن السعودية تدفع برشاد العليمي إلى زيارة سلطنة عمان، للتوقيع على ما تم التوافق عليه بين السعوديين والحوثيين، حيث لا يعارض العليمي الذي دفعت به الرياض على رأس مجلس قيادة رئاسي، يقول يمنيون ان يمثل انقلابا على شرعية الرئيس هادي، الذي أطاحت به السعودية عقب رعايتها لمشاورات يمنية في الرياض في ابريل نيسان من العام 2022م.
وتوقعت المصادر اليمنية أن يوقع العليمي على الاتفاق الذي ينص على انسحاب السعودية من اليمن مقابل دفع مرتبات للحوثيين من موارد الجنوب النفطية، مقابل معالجة ملف إعادة اعمار اليمن الشمالي وجبر الضرر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال مقربون من سفير السعودية لدى اليمن إن ما تم التوافق عليه في مسقط، تضمن دفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، وفق كشوفات العام 2014م، عن طريق حساب مشترك في البنك المركزي اليمني في صنعاء وفروعه في كل محافظات اليمن الشمالي، بأشراف سعودي وعماني.
وذكر مدونون يمنيون يقيمون في الرياض إن السعودية ستدفع مرتبات الحوثيين عبر مكاتب البريد في كل المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الاذرع الإيرانية.
وأكدت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن السعوديين أبدوا رغبتهم في فتح مطار صنعاء بشكل كامل امام الرحلات الى أكثر من جهة من بينها مسقط وإيران بالإضافة الى مصر والهند، وقبول جوازات السفر الصادرة من صنعاء، والتي لم يتم الاعتراف بها من قبل.
ويبدو ان السعوديين قد غيبوا تماما الحديث عن قضية الجنوب التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث يبدي السعوديين رغبة في تجاوز مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال الدعوة إلى فصل محافظتي حضرموت والمهرة، على الرغم من ان مفاوضات مسقط تحتم على السعوديين الانسحاب من اليمن، وهو الاتفاق الذي جاء ترجمة لما تم الاتفاق عليه في بكين في العاشر من مارس اذار الماضي، حيث وقعت السعودية على اتفاق تطبيع مع ايران، تلتزم فيه كل دولة بوقف التدخلات في العديد من الملفات الإقليمية وابرزها اليمن.
الحوطة