"هاجمت الجنوبيين واتهمتم بالعمالة"..

"توكل كرمان" لا تريد اغضاب الغرب لكنها تقدم خطابا متناقضا بشأن اليمن والخليج

"الناشطة اليمنية توكل كرمان هاجمت الجنوبيين ووصفتهم بـ"الطغاة"، وحملتهم مسؤولية التدخل العسكري لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، لردع الأذرع الإيرانية في اليمن".

الناشطة الإخوانية اليمنية توكل كرمان ترفع شعارات التغيير لكن بلدها لا يزال في قبضة إيران - أرشيف

واشنطن

لا تريد توكل كرمان الناشطة الإخوانية اليمنية الحاصلة على الجنسية التركية، اغضاب الولايات المتحدة الأمريكية، من الحديث عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أطفال فلسطين، جراء القصف الذي يصف بالوحشي على قطاع غزة، ناهيك عن التدمير الذي طال البنية التحتية بشكل واسع.

وعلى النقيض تواصل الناشطة الإخوانية المدعومة من الأنظمة الغربية، اتهاماتها للسعودية التي تقود تحالفا عسكريا لمواجهة الانقلابيين المدعومين من إيران، لكن احداث فلسطين، وضع الناشطة الحقوقية في اختبار بين "ادانة الاحداث المأساوية واغضاب الغرب"؛ ففضلت ان تتجاهل تلك الأحداث المأساوية المتصاعدة في قطاع غزة، لكي لا تغضب الأنظمة الغربية.

لم تتحدث توكل كرمان التي تتجول بين دول أوروبا وأفريقيا، عن الاحداث في القطاع الفلسطيني، وذهبت الى توجيه الاتهامات للسعودية والإمارات والجنوب، بل ذهبت للمرة الأولى الى وصف قادة المجلس الانتقالي الجنوبي "بأنهم طغاة جلبوا محتلا جديدا لاحتلال الجنوب الذي قالت انه جزء لا يتجزأ من اليمن الكبير.

وعلى الرغم من ان قناة الناشطة اليمنية توكل كرمان "بلقيس تي في"، تتبنى مشروع تقسيم الجنوب من خلال دعم تيار الإخوان السعودية، الا انها تقدم خطابا متناقضا بشأن الجنوب، ترى ان من حق السعوديين ان يبسطوا سيطرتهم على حضرموت والمهرة، من خلال قناة بلقيس ومن ذات القناة تطل توكل كرمان لتقول إن اليمن الكبير قطعة جغرافية واحدة من المهرة إلى باب المندب.

 في الـ3 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت الناشطة الإخوانية اليمنية عن رحلة مكوكية أخرى من تركيا صوب العاصمة الأمريكية واشنطن لحضور فعالية الذكرى الخامسة لاغتيال جمال خاشقجي؛ وهو صحافي سعودي قتل في سفارة بلاده بمدينة إسطنبول التركية قبل خمس سنوات.

في واشنطن اعتلت كرمان منصة الخطابة وألقت كلمة مطول عمن وصفته بالصديق "جمال خاشقجي"؛ الذي قتل في قنصلية بلاده، خلال محاولة النظام السعودي إعادته إلى الرياض.

واتهمت توكل كرمان، حكومات العالم بالعمالة للنظام السعودي، وانها "أي حكومات العالم" حريصة جداً على دفن الملف وهي تتماشى مع المملكة العربية السعودية وقاتل جمال، "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

وقالت كرمان "ان مسؤولي حكومات العالم أجمع "يتساقطون فوق أنفسهم لبيع السلاح لولي العهد، وبناء له محطة طاقة نووية، وحتى إعطائه هو والسعودية الضمانات الأمنية التي لا يتمتع بها إلا أقرب حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية".

جمال كان صديقي. خلال لقائي الأخير معه في اسطنبول، مع شخصيات عربية أخرى من المعارضة ومؤيدي الربيع العربي، كان هدفنا المشترك هو التعاون لإنهاء الحرب في اليمن معارضة التدخل الإيراني ودعم المليشيات الحوثية والمليشيات الإقليمية الأخرى. لسوء الحظ، قبل أن نتمكن من تنسيق جهودنا بشكل فعال، انتشرت أخبار اغتيال جمال داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، والطريقة المروعة التي قتل بها. الجريمة ضد خاشقجي تعكس جرائم الحرب التي ارتكبتها السعودية في بلدي اليمن التي واجهت القصف والجوع. كما قامت السعودية بتمزيق جسد جمال تلعب نفس الدور في اليمن وتمزيقه

وقالت كرمان إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاول في مقابلته الأخيرة على قناة فوكس نيوز التقليل من أهمية اغتيال جمال، وتصويره على أنه حادث وليس انعكاس للسياسة السعودية. الحقيقة هي أن موته المأساوي لم يكن ليحدث بدون توجيهات صريحة من بن محمد سلمان، تعكس تاريخ الحكومة السعودية المزعج في إسكات أي معارضة بوحشية".

من ناحية أخرى، شنت الإخوانية توكل كرمان هجوما حادا على الجنوبيين، بل وذهبت الى اعلان العداء الصوري للسعودية التي وصفتها بالاحتلال "لا مصالحة مع محتل ولا خضوع لإرادته، فاليمن بلد مستقل وسيادته ليست أمرا يحتمل المساومة".

وقالت إن "المهمة الأولى التي تقع على عاتق الجميع هي رفع الاحتلال والوصاية السعودية - الإماراتية، والمضي في الحفاظ على المكتسبات الوطنية، وفي مقدمتها الجمهوريةُ والوحدة والمواطنة والحريات".

وهاجمت كرمان الجنوبيين، وزعمت بالقول إن المجلس الانتقالي الجنوبي جلب الطغاة والغزاة".

وزعمت الإخوانية اليمنية توكل كرمان "بات واضحا لديها ن أن دولا مثل الإمارات والسعودية تمارسان أبشع ممارسات الاحتلال".

وانتقدت كرمان الاحتفالات الجنوبية بذكرى ثورة بلادهم، وقالت " من العار أن يحتفل البعض بذكرى ثورة أكتوبر ضد المحتل وهو ما يزال مدافعا أو عاشقا للاحتلال السعودي الإماراتي الجديد".