"قراءة في تصريحات صحافية خلال سبعة ايام"..

"جو بايدن".. كيف يمكن فهم تصريحات رئيس الولايت المتحدة الأمريكية بشأن احداث فلسطين

تبرز الدراسات العلاقة بين خطاب الكراهية ووسائل الإعلام، غالبًا تكون وسائل الإعلام بمثابة المرسل المباشر للكلام الخطير والذي يؤدى إلى نتائج عنيفة. ويمكن نشره شفوياً أو مطبوعاً أو من خلال وسائط الإعلام التقليدية أو الإلكترونية مثل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ويستمد هذا الخطاب قوته وزخمه من العصر الرقمي الذي منح أي فرد يملك هاتفاً ذكياً القدرة على المشاركة في محادثة عامة تجرى بين ملايين البشر مع إمكانية إخفاء هويته.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن وفي الخلف اثار دمار لقصف اسرائيلي على قطاع غزة - مركبة

د. صبري عفيف
كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية، نائب رئيس التحرير ورئيس قسم البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات،
عدن

المقدمة:

خطاب التحريض والكراهية؛ يعد خطاب متسم بالقبح والشدة والغلظة، متضمن لاحتقار الآخر، وعدم التعايش والتطاوع معه، وتجريده من إنسانيته، واستعدائه والتحريض عليه.  كما أن الكراهية عنوان للأخلاق الذميمة المدمرة للفرد والمجتمع، إذ لا نجدها إلا نتيجة لخلق ذميم مبغوض، وفي نفس الوقت قد تكون سببا لخلق آخر ذميم ممقوت، وذلك أن جميع معانيها تدل على السلب والقدح والاضطراب.

يعتقد باحثون ان خطاب التحريض والكراهية الغربي ضد الشعب الفلسطيني أصبح يتوسع رأسيا وافقيا لاسيما حين يصدر من الدول العظمى مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.. وقد يتسبب من جراء ذلك الخطاب جرائم ضد الجهات المسلط عليها خطا التحريض وخطاب الكراهية يسئ للأفراد والجماعات وينتقص من آدميتهم بالاستناد إلى القولبة النمطية وشيطنة الآخر وتعريضه للخطر والمفاهيم الخاطئة المتعلقة في أغلب الأحيان بالأصل العرقي أو الدين أو الانتماء السياسي بما يتعارض مع قيم الديمقراطية والتعددية الثقافية.

وفي هذا الإطار، تسعى الورقة للإجابة على عدة تساؤلات:

-       ما المقصود بخطاب والتحريض والكراهية؟

-       هل "خطاب التحريض والكراهية في الخطاب السياسي الأمريكي ترك أثرَّا سلبيا على المعنى الحقيقي لمضمون الحماية التي توفرها القوانين الدولية لزمن النزاعات المسلحة؟

-       كيف ساهم خطاب بايدن ووسائل الإعلام الأمريكية في تأجيج المشاعر ضد الشعب الفلسطيني في غزة؟

-        كيف استطاع الاعلام الأمريكي تضليل الرأي العام الدولي حول الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني؟ من يتكلم لصالح الحقوق الفلسطينية وبالتالي وقوع "جريمة كراهية" عامة.

-        هل ستنتج من هذا الخطاب التحريضي موجة عنف ضد الفلسطينيين في أمريكا ودول الغرب؟ 

للإجابة عن تلك الأسئلة سوف تتبع الدراسة مجريات الاحداث العسكرية في فلسطين منذ انطلاق طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023- الى تاريخ 15 أكتوبر 2023م محاولة الوقوف على أبرز الخطابات السياسية للإدارة الأمريكية التي رافقت تلك الاحداث.   وسوف تشمل هذه القراءة على مطلبين هما:

المطلب الأول:

 تعريف خطاب الكراهية وأنواعه وتحديد آلياته

تُستخدم كلمة خطاب عمومًا للإشارة إلى كل أنواع الاتصالات، اللفظية أو غير اللفظية، المكتوبة أو المرئية، ولا يوجد تعريف محدد متفق عليه لخطاب الكراهية لذا هو من أكثر الموضوعات إثارة للجدل والخلاف. وقد ظهر المصطلح في الإعلام لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1989 ليشمل المشكلات التي تتعلق بالخطاب العنصري المؤذي الذي كان محصناً بالقانون الأميركي تحت بند حماية حرية التعبير.

 وثمة تعريفات منها: أنه خطاب يحفز على التحيز والعداء ويستهدف شخصًا أو مجموعة من الأشخاص بسبب بعض خصائصهم الفطرية الفعلية أو المتصورة. فهو يعبر عن مواقف تمييزية أو تخويفية أو مرفوضة أو معادية أو متحيزة تجاه تلك الخصائص والتي تشمل الجنس أو العرق أو الدين أو الإثنية أو اللون أو الأصل القومي أو الإعاقة.

ويهدف إلى إلحاق الأذى بالمجموعات المستهدفة أو إزالتها ومضايقتها وترهيبها وإخضاعها للحط من قدرها وتهديدها وإحباطها، وإثارة البغض والوحشية ضدها.

وهو كل كلام يثير مشاعر الكره والتنفير نحو مكون أو أكثر من مكونات المجتمع، وينادى ضمناً بإقصاء أفراده إما بالطرد أو الإفناء أو بتقليص الحقوق أو اغتيال الشخصية، ومعاملتهم كمواطنين من درجة أقل كما يحوي هذا الخطاب، ضمناً أو علناً نظرة استعلائية كأساس يمكن أصحابه من الشعور بالتميز والاستحواذ وامتلاك الحقيقة والحقوق، وقد يتجاوز هذا الخطاب الحدود الجغرافية للبلد الواحد ليمتد إلى بلدان أخرى.

 ويعرف في القانون الأمريكي بأنه الخطاب الذي يدعو إلى أعمال العنف ويخلق مناخاً من الكراهية والأحكام المسبقة التي قد تتحول إلى تشجيع لارتكاب جرائم الكراهية.

وتعرفه اليونسكو بأنه " عبارات تؤيد التحريض على الضرر خاصة التمييز أو العدوانية أو العنف حسب الهدف الذي يتم استهدافه ". ويضيف المجلس الأوربي أنه يمكن نقد الجماعات والطوائف المختلفة لكن دون استخدام ألفاظ أو عبارات تعبر عن السب والقذف أو عبارات تخرج عن حدود الآداب والذوق العام حتى لا يتحول إلى خطاب كراهية.

ومع تكرار جرائم الكراهية أصبح التعريف أكثر مرونة ولم يعد خطاب الكراهية يدور فقط حول الكلمات الصريحة للأفراد التي تهدف إلى التحريض على العنف، ولكن خلق جو عام من التوترات تشجع العنف ضد أفراد أو جماعات معينة.

تتفق تلك التعريفات على أنه مشاعر قوية وغير عقلانية من الازدراء والعداوة أو البغض ولغة انفعالية من السب والقذف والإهانة والهجاء والتحامل لا تعتمد على الحجج والبراهين الموضوعية بل تقوم على تأجيج المشاعر والعواطف تجاه المستهدفين بالخطاب، وإثارتها وتوجيهها بما ينشئ سلوك وثقافة مبنية على العنصرية والتمييز إزاء من وجه الخطاب ضدهم مما يؤدى إلى انقسامات مجتمعية وسياسية حادة وخطر وشيك لوقوع التمييز أو العدائية أو العنف ضد الأشخاص المنتمون لهذه المجموعات وهنا تكمن خطورة هذا الخطاب خاصة إذا توفرت له المنصات الإعلامية والبيئة المهيئة له.

ورغم أن رسائل الكراهية لا تسفر كلها عن ارتكاب جرائم فعلاً بدافع الكراهية إلا أن تلك الجرائم قليلاً ما تحدث دون حالة مسبقة من وصم الفئات المستهدفة ونزع الطابع الإنساني عنها والتحريض الذي يغديه التحيز الديني أو العنصري. وتكمن صعوبة التعريف الدقيق في أن بعض الخطابات تدخل في إطار النقاش العام الذي هو حق للمواطنين في انتقاد السلطة ولا يجوز تقييده مثل الخطابات التي تتناول فساد بعض المسئولين

يتسم خطاب الكراهية بأنه موجه ضد فرد محدد أو يسهل التعرف عليه، أو الأكثر شيوعًا ضد مجموعة من الأفراد بالاستناد تعسفياً إلى سمة غير ملائمة، ويوصم المجموعة المستهدفة ضمناً أو صراحة بالصفات التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها غير مرغوب فيها، ويصور المجموعة المستهدفة كوجود غير مرغوب فيه ويعد العداء نحوها شرعياً، وهو خطاب يوحد ويفرق في نفس الوقت فيخلق "نحن" في مواجهة " هم" يغذى ثنائية الخير والشر وأي تشكيك في ذلك يعد تشكيكاً في هوية المجموعة

ويمكن استخلاص عدد من المؤشرات للمفهوم كما يلى:

1-    الدعوة إلى العداء أو الكراهية.

2-    إطلاق اتهامات دون سند أو تبرير.

3-    السب والاستهجان والتحقير

4-     الوصم والإنقاص من قيمة الآخر.

5-    التحريض على الانتقام والنيل من الفرد أو الجماعة المستهدفة

6-     الحس على التمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو المعتقد أو الانتماء الفكري أو غيرها.

7-   الحض على العنف أو تبريره.

 أنواع خطاب الكراهية:

يمكن التفرقة بين ثلاثة أنواع على الأقل من خطاب التحريض والكراهية وفقًا لمستوى خطورتها:

أ-خطاب الكراهية الذي يجب حظره:

يمنح القانون الدولي أعضاء الأمم المتحدة الحق في حظره لمنع آثاره المدمرة مثل التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية، يحتوي هذا النوع على التحريض على القيام جزئيًا أو كليًا بأفعال مثل: قتل شخص أو مجموعة من الناس ضحية خطاب الكراهية، إحداث إصابات على الجسم أو العقلية، التسبب في أضرار مادية متعمدة، القيام ببعض المحاولات لمنع ولادة الأطفال في جماعة معينة، إخراج الأطفال من أسرهم بالقوة.

ب- خطاب الكراهية الذي يمكن حظره:

يسمح القانون الدولي بتقييد حق حرية التعبير في حالات معينة لاحترام حقوق الإنسان وحماية الأمن القومي والاستقرار العام والصحة والأخلاقيات. والمقصود هنا الخطاب الذي لا يشكل جريمة جنائية فالجهة الفاعلة لا تبذل أي محاولة للتحريض على فعل شيء محدد تجاه المستهدفين بالخطاب، ولكن يكون مسوغاً لدعوى مدنية أو إدارية مثل طلب تعويضات مادية.

ج- خطاب الكراهية غير المحظور

وهي التعبيرات التي يُعتقد أنها تمس مشاعر شخص أو جماعة فهو لا يشكل جريمة جنائية وليس مسوغاً لدعوى مدنية أو إدارية، ولكنه مثير للقلق بشأن التسامح والتأدب واحترام حقوق الآخرين وعلى الرغم من أن القانون لا يحظره فإنه يمكن أن يغرس التعصب. وأفضل رد على هذا النوع من خطاب الكراهية ليس جعله جريمة بل بناء جسور التفاهم بين الطرفين. 

كيف يتم تقييم التعبيرات بأنها خطاب كراهية؟

صممت منظمة المادة ( 19 ) اختبارا من ستة معايير أساسية لتسهيل الوقوف على مدى اعتبار التعبير مثار الجدل مشروعًا، أو يدخل في نطاق التحريض المحظور بموجب المواثيق الدولية السابقة. ويتكون هذا الاختبار من المعايير التالية:

• سياق التعبير

بما في ذلك مراعاة النزاعات القائمة داخل المجتمع، ووجود وتاريخ من التمييز المؤسسي، وتاريخ الصدامات والنزاعات على الموارد، والإطار القانوني ومدى احترامه فيما يتعلق بحظر التمييز العنصري وإتاحة حرية التعبير وتوافر نظام قضائي فعال، والمشهد المتعلق بوسائط الإعلام من حيث الحرية والتعددية والتنوع. ويتعين النظر في مسائل من قبيل الرقابة، ووجود حواجز أمام إنشاء مؤسسات وسائط الإعلام، وحدود استقلالية تلك الوسائط أو استقلالية الصحفيين، والقيود الواسعة النطاق وغير الواضحة على المحتوى المقرر نشره أو إذاعته والدليل على الإجحاف في تطبيق القيود، وغياب انتقاد الحكومة أو النقاش السياسي المتنوع في وسائط الإعلام، وإمكانية وصول الجمهور إلى طائفة بديلة يسيرة الاطلاع من الآراء والخطب.

• المتحدث

بما يشمل مراعاة منصبه الرسمي، ومستوى سلطته أو مكانته الاجتماعية أو تأثيره على الجمهور، أو تقتضي وظيفته التعامل مع قطاعات واسعة من الجمهور مثل المعلمين، والأكاديميين، ورجال الدين والإعلاميين، وما إذا كان التصريح قد أدلى به الشخص بصفته الرسمية؛ فالسياسيون والمسؤولون العموميون أو الأشخاص ذوو المركز المماثل يتعين منحهم اهتماماً خاصاً.

• نية المتكلم

بالتحريض على الكراهية وليس مجرد الاستهتار أو الإهمال، وهو من أكثر المعايير صعوبة لأنه يتطلب اعترافاً صريحاً من المتحدث أو يمكن استنباطها من خلال أسلوب المتحدث، أهدافه، دوافعه هل مجرد نقد أو نقاش موضوعي أو سرد تاريخي لأحداث معينة.

• محتوى التعبير، بما يشمل من عناصر:

- ماذا قيل؟ فالتعبير التحريضي يجب أن يتسم بدعوة مباشرة للجمهور ليقوم بفعل معين يتسم بالعنف أو التمييز العنصري أو العداء أو الكراهية ضد أفراد أو مجموعات.

- الجمهور المستهدف من حيث خلفيته الثقافية وهل يشعر بالخطر من الأفراد أو المجموعات المحرض ضدهم، مما يكون مبرراً لأعمال عنف استباقية بهدف الدفاع عن النفس.

- الضحايا المستهدفين المحتملين، يجب أن يكون المحرض ضده فى محتوى التعبير واضحاً، سواء تمت الإشارة إليه بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة، أو باستخدام التعبيرات المجازية.

• حجم التعبير وقوة انتشاره

بما يشمل وسيلة النشر (صحافة، وسائط سمعية بصرية، أعمال فنية، الانترنت)، الطبيعة العامة للتعبير أن يكون علنياً في المجال العام، تكرار النشر.

• احتمال حدوث الضرر

وما إذا كان وشيكاً من حيث قدرة المتحدث على إقناع الجمهور، وتوافر الإمكانيات اللازمة لتنفيذ الفعل المحرض على ارتكابه.

 

المطلب الثاني:

التحريض والكراهية في الخطاب السياسي والإعلامي الأمريكي تجاه الشعب الفلسطيني

الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان نصت المادة 13 أن " أية دعاية للحرب وأية دعوة إلى الكراهية القومية أو الدينية، واللذين يشكلان تحريضاً على العنف المخالف للقانون، أو أي عمل غير قانونيا آخر ومشابهة ضد أي شخص أو مجموعة أشخاص مهما كان سببه بما في ذلك سبب العرق أو اللون أو الدين أو اللغة أو الأصل القومي، تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون" 

القاء الرئيس الأمريكي جون بايدن خطابا مطولا عشية الهجمات على قوات الاحتلال الإسرائيلي وادلى بعدد من التصريحات الصحفية وفيما يلي ستقف على أبرزها.

أولا خطاب الرئيس جو بايدن[1]

الرئيس: طاب يومكم.

هناك لحظات في هذه الحياة – وأنا أعني هذا حرفيًا – يُطلق فيها العنان للشر الخالص المحض على هذا العالم. لقد عاش شعب إسرائيل إحدى هذه اللحظات في نهاية هذا الأسبوع على أيدي منظمة حماس الإرهابية الملطخة بالدماء – وهي جماعة هدفها المعلن هو قتل اليهود. كان هذا عملا من أعمال الشر المطلق. ذُبح أكثر من ألف مدني – ليس مجرد قتل، بل ذُبحوا – في إسرائيل. من بينهم ما لا يقل عن 14 مواطنا أميركيا قتلوا. ذُبح آباء وهم يستخدمون أجسادهم في محاولة لحماية أطفالهم. تقارير تبعث على الغثيان عن أطفال يُقتلون. عائلات بأكملها قُتلت. ذُبح شباب أثناء حضورهم مهرجانا موسيقيا للاحتفال بالسلام – للاحتفال بالسلام. اغتُصبت نساء واعتدي عليهن وتم الاستعراض بهن كجوائز تذكارية. أخفت عائلات خوفها لساعات وساعات، في محاولة يائسة لإبقاء أطفالها هادئين لتجنب لفت الانتباه. وآلاف من الجرحى، أحياء لكنهم يحملون معهم ثقوب الرصاص وجروح الشظايا وذكرى المعاناة. تعلمون جميعا أن هذه الصدمات لا تختفي أبدا.

لا يزال هناك الكثير من العائلات التي تنتظر بفارغ الصبر معرفة مصير أحبائها، ولا تعرف ما إذا كانوا أحياء أم أمواتا أم رهائن. أطفال رضع بين ذراعي أمهاتهم، وأجداد على كراسي متحركة، وناجون من المحرقة اختطفوا واحتجزوا كرهائن – رهائن هددت حماس الآن بإعدامهم في انتهاك لكل قواعد الأخلاق الإنسانية.

إنه أمر بغيض. إن وحشية حماس – وهذا التعطش للدماء – تعيد إلى الأذهان أسوأ هيجان لداعش. هذا هو الإرهاب. لكن للأسف، بالنسبة للشعب اليهودي، هذا ليس جديدا.

لقد أعاد هذا الهجوم إلى الأذهان ذكريات مؤلمة وندوبا خلفتها آلاف السنين من معاداة السامية والإبادة الجماعية للشعب اليهودي. لذلك، في هذه اللحظة، يجب أن نكون واضحين وضوح الشمس: نحن نقف مع إسرائيل. نحن نقف مع إسرائيل. وسوف نتأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على هذا الهجوم. لا يوجد مبرر للإرهاب. لا يوجد عذر. إن حماس لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير. هدفها المعلن هو إبادة دولة إسرائيل وقتل الشعب اليهودي. وهم يستخدمون المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.

حماس لا تقدم سوى الإرهاب وسفك الدماء دون اعتبار لمن يدفع الثمن. إن فقدان الأرواح البريئة أمر مفجع. ولإسرائيل، شأنها شأن كل دولة في العالم، الحق في الرد – بل عليها واجب الرد – على هذه الهجمات الشريرة. لقد أغلقتُ الهاتف للتو – كانت المكالمة الثالثة مع رئيس الوزراء نتنياهو. وقلتُ له إذا مرت الولايات المتحدة بالتجربة نفسها التي تعيشها إسرائيل، فإن ردنا سيكون سريعا وحاسما وساحقا.

كما ناقشنا كيف أن الديمقراطيات مثل إسرائيل والولايات المتحدة تكون أقوى وأكثر أمنا عندما نتصرف وفقا لسيادة القانون. الإرهابيون يستهدفون المدنيين عمدًا ويقتلونهم. أما نحن فإننا نتمسك بقوانين الحرب – قانون الحرب. هذا مهم. هناك فرق. اليوم، يصلي الأميركيون في جميع أنحاء البلاد من أجل جميع تلك العائلات التي تمزقت إربا. الكثير منا يعرف كيف يشعرون. أنه شعور يفطر القلب عندما تفقد عائلتك، وتشعر

وكأنه قد تم شفطك إلى الداخل. ويتملكك الغضب والألم والشعور باليأس. هذا ما يقصدونه بـ “مأساة إنسانية” – فظائع على نطاق مروع. لكننا سنواصل الوقوف متحدين، ودعم شعب إسرائيل الذي يعاني من خسائر لا توصف ومعارضة كراهية الإرهاب وعنفه.

كان فريقي على اتصال شبه دائم مع شركائنا الإسرائيليين وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة والعالم منذ اللحظة التي بدأت فيها هذه الأزمة. نحن نعزز المساعدات العسكرية الإضافية، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لتحديث القبة الحديدية. وسوف نتأكد من أن إسرائيل لن تستنفد هذه الوسائل الحيوية للدفاع عن مدنها ومواطنيها. لقد تشاورت إدارتي بشكل وثيق مع الكونغرس طوال هذه الأزمة. وعندما يعود الكونغرس، سنطلب منهم اتخاذ إجراءات عاجلة لتمويل متطلبات الأمن القومي لشركائنا المهمين.

الأمر لا يتعلق بالحزب أو السياسة. وإنما يتعلق بأمن عالمنا، وأمن الولايات المتحدة الأميركية. نحن نعلم الآن أن هناك مواطنين أميركيين من بين أولئك الذين تحتجزهم حماس.

لقد وجّهتُ فريقي لتبادل المعلومات الاستخبارية ونشر خبراء إضافيين من جميع قطاعات حكومة الولايات المتحدة للتشاور مع النظراء الإسرائيليين وتقديم المشورة لهم بشأن جهود استعادة الرهائن، لأنني وبصفتي الرئيس ليس لديّ أولوية أعلى من سلامة الأميركيين المحتجزين كرهائن في أي مكان في العالم.

كما عززت الولايات المتحدة وضع قوتنا العسكرية في المنطقة لتعزيز قوة الردع لدينا. فقد قامت وزارة الدفاع بنقل المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وعززت وجود طائراتنا المقاتلة. ونحن على استعداد لنقل وسائل إضافية حسبما تقتضي الحاجة.

واسمحوا لي أن أقول مرة أخرى – لأي بلد، وأي منظمة، وأي واحد يفكر في استغلال هذا الوضع، لديّ كلمة واحدة: لا تفعل ذلك. لا تفعل. قد تكون قلوبنا مكسورة، ولكن عزمنا واضح. بالأمس، تحدثتُ أيضًا مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة لمناقشة آخر التطورات مع حلفائنا الأوروبيين وتنسيق استجابتنا الموحدة.

ويأتي هذا على رأس أيام من الانخراط والتواصل المستمر مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة. نحن أيضًا نتخذ خطوات داخل بلدنا. ففي مدن عبر الولايات المتحدة الأميركية، قامت أقسام الشرطة بتعزيز الإجراءات الأمنية حول مراكز الحياة اليهودية.

ووزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي يعملان بشكل وثيق مع شركاء إنفاذ القانون على مستوى الولاية والمجتمع المحلي وشركاء المجتمع اليهودي لتحديد وتعطيل أي تهديد محلي قد ينشأ وله ارتباط بهذه الهجمات المروعة. هذه لحظة يجب على الولايات المتحدة أن تتكاتف فيها، لتعبر عن حزنها مع أولئك الذين يشعرون بالحزن. لنكن واضحين: لا يوجد مكان للكراهية في أميركا – لا ضد اليهود، ولا ضد المسلمين، ولا ضد أي شخص. نحن نرفض – نرفض – ما نرفضه هو الإرهاب. إننا ندين الشر العشوائي، تمامًا كما فعلنا ونفعل دائمًا. وهذا ما تمثله أميركا. كما تعلمون، منذ ما يزيد قليلاً عن 50 عامًا- لقد كنتُ أفكر في الأمر هذا الصباح، وتحدثتُ مع وزير الخارجية، ونائبة الرئيس في مكتبي – منذ أكثر من 50 عامًا، كعضو شاب في مجلس الشيوخ، قمتُ بزيارة إسرائيل للمرة الأولى، كعضو منتخب حديثا بمجلس الشيوخ.

وكان لديّ اجتماع طويل جدًا مع غولدا مائير في مكتبها قبيل حرب يوم الغفران. وأعتقد أنها استطاعت رؤية الذعر على وجهي عندما وصفتْ ما كانوا يواجهونه. مشينا بالخارج في هذا النوع من الممرات خارج مكتبها لالتقاط بعض الصور. نظرتْ إليّ

وفجأة قالت: “هل ترغب في التقاط صورة؟” وهكذا، نهضتُ وتبعتها إلى الخارج.

كنا نقف هناك صامتين وننظر إلى الصحافة. أعتقد أنها كانت تستطيع أن تقول أنني كنتُ قلقا. انحنتْ نحوي وهمستْ في أذني، وقالت: “لا تقلق، يا سيناتور بايدن. لدينا سلاح سري هنا في إسرائيل” – قسمًا أن هذا ما قالته – “ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه”. “ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه”. على مدى 75 عامًا، وقفت إسرائيل باعتبارها الضامن النهائي لأمن الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم حتى لا تتكرر فظائع الماضي مرة أخرى أبدًا. ولا ينبغي أن يكون هناك أدنى شك: الولايات المتحدة تقف وراء إسرائيل سوف نتأكد من أن دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية قادرة على الدفاع عن نفسها اليوم وغدًا، كما فعلنا ونفعل دائمًا. الأمر بهذه البساطة. لقد كانت هذه الفظائع مقززة. نحن – نحن مع إسرائيل. كونوا متأكدين من ذلك.

شكرًا لكم.

 

قراءة تحليلية في خطاب بايدن

مما سبق تبين أن لغة الخطاب التحريضي والعنف والكراهية كان طاغا على مستوى الخطاب إذ ردد الفاظ تحريضية تبث الكراهية وتصور الواقع بصورة بشعة.

 

التحريض بلغة القتل والذبح

 أن المتتبع لخطاب بايدن يرى أنه كرر لفظتي (قتل – وذبح) تسعة عشر مرة وهذه الكثافة في لغطة الخطاب التحريضي ترسل رسائل عنف وتحريض، نحو قوله " كان هذا عملا من أعمال الشر المطلق. ذُبح أكثر من ألف مدني – ليس مجرد قتل، بل ذُبحوا – في إسرائيل. من بينهم ما لا يقل عن 14 مواطنا أميركيا قتلوا. ذُبح آباء وهم يستخدمون أجسادهم في محاولة لحماية أطفالهم. تقارير تبعث على الغثيان عن أطفال يُقتلون. عائلات بأكملها قُتلت. ذُبح شباب أثناء حضورهم مهرجانا موسيقيا للاحتفال بالسلام – للاحتفال بالسلام"

فلفظة ذبح كررها أربع مرات ولفظة قتل كررها ثلاثة مرات في المقطع أعلاه؛ ليصور بشاعة العملية الفدائية في مخيلة العقل الأمريكي والأوربي وهذه اللغة التحريضية بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي. 

 

 

التحريض بشن الحرب والانتقام

صعد بايدن من لغة العنف والانتقام من الشعب الفلسطيني حيث كان لغة التحريض بارزة في خطابه نحو قوله:" لقد أعاد هذا الهجوم إلى الأذهان ذكريات مؤلمة وندوبا خلفتها آلاف السنين من معاداة السامية والإبادة الجماعية للشعب اليهودي. لذلك، في هذه اللحظة، يجب أن نكون واضحين وضوح الشمس: نحن نقف مع إسرائيل. نحن نقف مع إسرائيل. وسوف نتأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على هذا الهجوم. لا يوجد مبرر للإرهاب".  

 

وصف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالإرهاب

لقد تكررت لفظة الإرهاب في خطابه التحريضي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بصفة الإرهاب والمجرمين لغرض تحشيد دولي ضد هذه المنطقة التي وصف أهلها بأنه شر مطلق ومؤكدا دعمه العسكري لإسرائيل أمام ما وصفه بـ "الشر المطلق" لحماس. وقال بايدن في خطاب: "ثمة لحظات في هذه الحياة، وأعني ذلك حرفيا، عندما يطلق العنان لشرّ مطلق على هذا العالم... هذا العمل هو شر مطلق"

 وأشار بايدن إلى أن بلاده تقف مع إسرائيل وتحرص على أن تحصل على كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، وأكد له تضامن واشنطن مع إسرائيل. كما قال بايدن إن واشنطن وفرت الأسلحة الاعتراضية والذخائر اللازمة للقبة الحديدية في إسرائيل وأضاف الرئيس الأميركي: "عززنا الإجراءات الأمنية حول التجمعات اليهودية في الولايات المتحدة".[2]

وْرَدَت BBC عربي يومه (7أكتوبر 2023). تصريحاً للرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيه :” أن دعم بلاده لإسرائيل “صلب كالصخر” و”راسخ” بعد الهجوم الذي شنّته حركة حماس”. وقال بايدن: “اليوم يتعرّض شعب إسرائيل لِهجوم من منظمة إرهابية هي حماس. في هذه اللحظة المأسوية أود أن أقول له وللعالم وللإرهابيين في كل مكان إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل. لن نخفق أبداً في دعمهم”.

وقال: “إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، متحدثاً عن “مأساة إنسانية رهيبة” بعد هجوم حماس المفاجئ”. وأشار إلى :” أنه حشد فِرَقه لضمان حصول الإسرائيليين على “كل ما يحتاجون إليه”.

في مقابلة عبر برنامج 60 Minutes الذي يُذاع الأحد عبر قناة CBS قال بايدن "ما حدث في غزة، من وجهة نظري، هو أن حماس وعناصر حماس المتطرفة لا يمثلون كل الشعب الفلسطيني". وأشار بايدن إلى أنه يعتقد أن حماس يجب أن تُمحى بشكل كامل وأكد على ضرورة "وجود سلطة فلسطينية، والحاجة لوجود مسار لإقامة دولة فلسطينية". وتعتبر هذه التعليقات واحدة من المرات القليلة التي دعا فيها الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى ضبط النفس في الرد على هجمات حماس التي أسفرت عن مقتل 1400 إسرائيلي. ورداً على ذلك، أطلقت إسرائيل حملة قصف ضخمة ضد شمال قطاع غزة، حيث أطلقت حماس هجومها. وقال الرئيس الأمريكي: "أنظر، هناك فرق جوهري، فإسرائيل تلاحق مجموعة من الناس الذين تورطوا في عملية بربرية تُشبه في عواقبها الهولوكوست". وأضاف بايدن قائلًا: "لذا أعتقد أن على إسرائيل أن ترد، عليهم أن يلاحقوا حماس، فحماس هي مجموعة من الجبناء، إنهم يختبئون خلف المدنيين... سيقوم الإسرائيليون بكل شيء باستطاعتهم لتجنب قتل المدنيين الأبرياء[3]".

وعلق أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني على خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي ألقاه في البيت الأبيض، قائلا هذا الخطاب هو أخطر وأسوء خطاب لرئيس أميركي خلال العقود الأخيرة. جاء ذلك خلال تعليقه على تأكيد بايدن، في خطابه، على تحريك ما وصفها بـ"موارد إضافية" إلى المنطقة لدعم إسرائيل، وتعزيز قوة الردع الأميركية، وتحذيره أي بلد أو منظمة من محاولة الاستفادة من الوضع الحالي.

وأوضح بايدن في بيان: "بينما نواصل رؤية أهوال الهجوم الإرهابي المروع ضد إسرائيل في نهاية هذا الأسبوع ومئات المدنيين الأبرياء الذين قُتلوا، فإننا نشهد النطاق الهائل لهذه المأساة ومداها. ومن المؤسف أننا نعلم الآن أن ما لا يقل عن 11 مواطنًا أمريكيًا كانوا من بين القتلى، والعديد منهم اتخذوا منزلًا ثانيًا لهم في إسرائيل"

ويرى العناني، في حديثه لقناة الجزيرة، أن هذا الخطاب سيزيد من اشتعال الأوضاع، مشيرا إلى استخدام بايدن لغة عاطفية مشحونة وكأنه مسؤول إسرائيلي وليس أميركيا. وانتقد الخبير في الشؤون الأميركية حديث بايدن عن الهولوكوست، وتناوله الصراع الحاصل باعتباره صراعا دينيا وكأن ما يحدث حرب على اليهود وليس على الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا تجاهله للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق قطاع غزة دليلا على "الإفلاس الأخلاقي". ويرى أن هذا الخطاب بمثابة تدشين لحملته الانتخابية ولكن على حساب الفلسطينيين، وهو بذلك يحاول توفير أكبر نوع من الغطاء لإسرائيل، حتى تستمر في القيام بما تقوم به من جرائم في غزة.

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الثلاثاء) رفضها خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، معتبرة إياه "تحريضي". وأكد بايدن في خطاب الليلة بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل أمام "الشر المطلق" لحماس، متعهدا بتزويدها بالذخائر وتعزيز منظومة القبة الحديدية. وشدد على أن بلاده مستعدة لنقل أي أصول عسكرية أمريكية إلى إسرائيل كلما تطلب الأمر، مشبها حماس بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأنها لا تعنى بالفلسطينيين بل تستخدمهم دروعا بشرية.

وقالت حماس في بيان، "نرفض ونستنكر بشدة التصريحات التحريضية التي أدلى بها الرئيس بايدن والتي تزامنت مع استمرار وتصاعد العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة". وتابعت أن خطاب الرئيس بايدن حمل مغالطات سياسية وقانونية بانحيازه الفاضح لأبشع احتلال عرفته منطقة الشرق الأوسط وبمنحه الغطاء الكامل لمواصلة عدوانه وبفرضه أبشع أشكال العقاب الجماعي على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.

ودعا البيان، الإدارة الأمريكية إلى مراجعة موقفها المنحاز والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، مشددا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه حتى تحقيق تطلعاته المشروعة في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وتدور مواجهات مسلحة بين إسرائيل وحركة حماس منذ يوم السبت الماضي في أعنف جولة قتال بينهما منذ سنوات، ما رفع حصيلة القتلى الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل قياسي.

ثانيا: وسائط بث خطاب الكراهية

تبرز الدراسات العلاقة بين خطاب الكراهية ووسائل الإعلام، غالبًا تكون وسائل الإعلام بمثابة المرسل المباشر للكلام الخطير والذي يؤدى إلى نتائج عنيفة. ويمكن نشره شفوياً أو مطبوعاً أو من خلال وسائط الإعلام التقليدية أو الإلكترونية مثل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ويستمد هذا الخطاب قوته وزخمه من العصر الرقمي الذي منح أي فرد يملك هاتفاً ذكياً القدرة على المشاركة في محادثة عامة تجرى بين ملايين البشر مع إمكانية إخفاء هويته.

في مساعيه لتبرير هجمات إسرائيل واعتداءاتها وشيطنة الفلسطينيين، سعى الإعلام الامريكي لترويج أخبار زائفة ومغالطات بشأن عملية "طوفان الأقصى". فيما لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغت تلك الأخبار الزائفة أعلى مراكز القرار، ورددها قادة، بينهم الرئيس بايدن.

الإعلام الأمريكي والغربي منذ يوم السابع من أكتوبر الجاري وهو يخدع العالم ويزيف الحقيقة على الأرض، وما يحدث من دمار ووحشية ضد الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في قطاع غزة وممارسة أبشع أنواع التطهير العرقي والعنصرية البغيضة، ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من قادة العالم الذي كان "متحضرا" ويبكي من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل.

صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية أيضا نشرت أخبارا غير موثقة عن عمليات اغتصاب للنساء قام بها المقاتلون الفلسطينيون.. منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، والاعلام الغربي لا يراعي أبسط القواعد المهنية في ممارسة العمل الإعلامي ودخل على خط المعركة ضد العرب والفلسطينيين، منحازا طوال الوقت للروايات والأكاذيب الإسرائيلية مخالفا لأبسط قواعد المهنة التي تشدقوا بها كثيرا وخدعونا بها وابتزوا الكثير من مؤسسات الإعلام العربية بالدورات التعليمية والمحاضرات عن المهنية والتوثيق والتدقيق والمواثيق...! 

فمن يصدق صحيفة عريقة كبرى مثل صحيفة "ديلي ميل" والتي تأسست عام 1896 ويزور موقعها الإلكتروني 100 مليون زائر شهريا ومتوسط عدد القراء يوميا أكثر من مليون قارئ، تنقل أخبارا كاذبة عن مراسلة احدى القنوات الإسرائيلية بأن مسئولين إسرائيليين قالوا "انهم عثروا على جثث لأربعين رضيعا برؤوس مقطوعة في مستوطنة كفار عزا." دون التدقيق من الصحيفة البريطانية، وهو أيضا ما قامت به صحيفة بريطانية معروفة آخري هي" التايمز"

كتبت على صفحتها الأولى، "حماس تذبح حناجر الرضع"..! في الوقت الذي كشف فيه إعلامي إسرائيلي اسمه "أورن زائيف" على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي كذب ما حدث، مشيرا إلى أنه شارك في الجولة الإعلامية، ونافيا وجود أي دليل عن قتل حماس للرضع، وقال" الضباط الإسرائيليون لم يذكروا أي حادث من هذا القبيل".

الأمر الخطير والذي ينبغي الانتباه له وعدم الانصياع له وترديده ما تروجه وسائل الاعلام الغربية من تشبيه ما حدث يوم السابع من أكتوبر بما حدث يوم 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وخلط المفاهيم بين الإرهاب وحركات الكفاح المسلح لتحرير الأراضي المحتلة وفقا للمواثيق الدولية.

أطفال مقطوعو الرؤوس ونساء مغتصبات

في خطاب ألقاه بايدن للتعبير عن مساندته لإسرائيل عقب عملية "طوفان الأقصى"، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "لقد اطلعت على تقارير اخبارية تصيب بالغثيان، حول رضّع جرى قتلهم، ونساء جرى اغتصابهن والاعتداء عليهن والاستعراض بهن كأنهن غنائم، وعائلات بأكملها جرى قتلها"

وأكد الرئيس الأمريكي هذه المزاعم، في تصريحات له قائلاً: "لم أكن أعتقد حقاً أنني سأرى هذا، فتأكدت من وجود صور لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال".

فيما تعود ملابسات هذه الزلة الفادحة التي انزلق فيها الرئيس الأمريكي، إلى تقارير إخبارية بثتها قناة "I24" الإسرائيلية، إذ أشارت مراسلتها نيكول زيديك إلى وجود عدد من الرضع الذين عثر عليهم مقطوعي الرأس في مستوطنة كفار عزا. هذا قبل أن تتراجع المراسلة نفسها عن ادعاءاتها، مبررة بأن "أحد أفراد الجيش هو من طلب منها قول ذلك".

هذا ولا يوجد مصادر مستقلة نشرت هذه الادعاءات، فيما شككت خدمة التحقق التابعة لصحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، في صحة هذا الخبر. وبدوره أيضاً، أكد المختص في التحقق الإخباري بوكالة سند، مولود صياد، أن "ادعاءات وقوع حالات اغتصاب لا سند مستقلاً ولا صور أو شهادات تدعمها بالمطلق".

ومن بين الادعاءات الكاذبة الأخرى التي جرى ترويجها على عدد من وسائل الإعلام الغربية، وقوع حالات اغتصاب في صفوف النساء. والتي أكدوها انطلاقاً من خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، قال فيه: "رأينا فتياناً وفتيات مقيدين، وقد أصيبوا برصاصة في الرأس. حرق الرجال والنساء أحياء. الشابات اللاتي اغتصبن وذبحن".

لكن سرعان ما تراجع البيت الأبيض عن هذه التصريحات، مؤكداً أن الرئيس لم يطّلع على أي تقارير تؤكد وقوع تلك الجرائم الشنيعة بحق الأطفال. وفي رد على أسئلة صحيفة واشنطن بوست، قال متحدث باسم البيت الأبيض، إن تعليقات الرئيس استندت إلى تقارير إخبارية وادعاءات من قبل الحكومة الإسرائيلية، مضيفاً أن "المسؤولين الأمريكيين والرئيس لم يروا الصور أو يؤكدوا مثل هذه التقارير بشكل مستقل".

ومن جهتها، كذبت المقاومة الفلسطينية هذه الاتهامات، وقالت حركة حماس في بيان، إنها "لا تستهدف الأطفال"، ودعت وسائل الإعلام الغربية إلى "تحرّي الدقة وعدم الانحياز لرواية الاحتلال الغاصب".

وكذلك على الأرض، أتت شهادات مستوطنين منافية للصورة الشيطانية التي رسمها الإعلام الامريكي للمقاومة الفلسطينية. إذ قالت إحدى المستوطنات التي دخل المقاتلون بيتها، بأنهم "أخبروني نحن مسلمون لن نؤذيكم!". كما بثت كتائب عز الدين القسام، صور مقاتليها وهم يخلون سبيل مستوطنة وطفليها.

موجة تحريض عنيفة

وأورد صياد، في حديثه لـTRT عربي، أن "الحرب الجارية في الأراضي المحتلة شهدت واحدة من أعنف الهجمات التضليلية التي تستهدف المقاومة والشعب الفلسطيني، وهو ما يترجم في أخبار زائفة كثيرة تناقلتها وسائل الإعلام الغربية، ومن أبرزها الزعم بوجود رضع جرى قطع رؤوسهم".

"مثلت هذه المزاعم قمة التضليل الذي مارسته تلك الوسائل الإعلامية"، يقول المتخصص في كشف الأخبار الزائفة، ويضيف: "رأينا كيف استطاعت هذه الكذبة أن تروَّج دولياً، لدرجة وصلت بها إلى قادة وزعماء، ودخلت البيت الأبيض وصرح بها الرئيس الأمريكي (...) وبالرغم من تراجع واشنطن عن هذه التصريحات، تركت لدينا هذه الأحداث انطباعاً سيئاً وجعلتنا نقول إن هناك موجة تضليل واسعة تجري".

بالمقابل، يرى حسام الهندي، خبير التحقق الإخباري ومدير منصة "FactCheck بالعربي"، بأن "انتشار المواد المضللة والكاذبة يحصل طوال الوقت، لأسباب معينة من بينها اعتبار انتشار هذه الأخبار نوعاً من الدعم المعنوي للطرف الذي يؤيده مصدرها"، لكن "الجديد مع بداية الأحداث في غزة، هو أن بعض وسائل الإعلام الغربية ومسؤولين كباراً غربيين، منهم رئيس دولة، رددوا هذه المزاعم دون تحقق من صحتها أو استقصاء تأكيدها من طرف مستقل".

ويضيف الهندي، في حديثه لـTRT عربي، أن إقبال وسائل الإعلام الغربية على نشر تلك الادعاءات الزائفة "أقرب للرؤية الأمريكية الساذجة لكل شيء حولها، يعني قيل لهم: حماس قتلت 40 طفلاً، فنقلوا الكلام حرفياً دون تشكيك (...) بالنظر إلى أن رقم 40 مثير للريبة، يعني لماذا 40؟ لماذا لم يقولوا 41 أو 39؟ (...) وهذا ينطبق أيضاً على الادعاء بوجود اغتصابات".

ويخلص مدير "FactCheck بالعربي"، قائلاً: "نحن أمام طرف منحاز سياسياً، يحمل وجهة نظر وتفكيراً ساذجين، استطاع الإسرائيليون أن يتلاعبوا به! ولولا وجود إعلام محترم في تلك الدول لكانت هذه التصريحات والمزاعم حقائق لا ينفيها أحد، إذ إن كلام المسؤولين هنا مختلف عن انتشار الشائعات الطبيعي والعادي، لأنه موثق بصفة المتحدث".

في مساعيه لتبرير هجمات إسرائيل واعتداءاتها وشيطنة الفلسطينيين، سعى الإعلام الغربي لترويج أخبار زائفة ومغالطات بشأن عملية "طوفان الأقصى". فيما لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغت تلك الأخبار الزائفة أعلى مراكز القرار، ورددها قادة، بينهم الرئيس بايدنفي مساعيه لتبرير هجمات إسرائيل واعتداءاتها وشيطنة الفلسطينيين، سعى الإعلام الغربي لترويج أخبار زائفة ومغالطات بشأن عملية "طوفان الأقصى". فيما لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغت تلك الأخبار الزائفة أعلى مراكز القرار، ورددها قادة، بينهم الرئيس بايدنفي مساعيه لتبرير هجمات إسرائيل واعتداءاتها وشيطنة الفلسطينيين، سعى الإعلام الغربي لترويج أخبار زائفة ومغالطات بشأن عملية "طوفان الأقصى". فيما لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغت تلك الأخبار الزائفة أعلى مراكز القرار، ورددها قادة، بينهم الرئيس بايدن.في مساعيه لتبرير هجمات إسرائيل واعتداءاتها وشيطنة الفلسطينيين، سعى الإعلام الغربي لترويج أخبار زائفة ومغالطات بشأن عملية "طوفان الأقصى". فيما لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغت تلك الأخبار الزائفة أعلى مراكز القرار، ورددها قادة، بينهم الرئيس بايدن.ونشرت وسائل الاجتماعي الامريكية ما مجموعه 474250 منشوراً عنصرياً وتحريضياً ضد الفلسطينيين تركز في الفيسبوك وعلى صفحات المواقع الإخبارية والجماعات اليمينية، ضد شعب غزة وهناك خطاب كراهية أو دعوه لارتكاب أعمال القتل والاغتصاب.[4]

في ظل التحريض في الإعلام الأمريكي.. مقتل طفل فلسطيني تعرض لـ 26 طعنة في ولاية إلينوي واصابة والدته في جريمة كراهية شهدت الولايات المتحدة في الأيام الماضية حملة تحريض وكذب وخطاب كراهية واسعة ضد الفلسطينيين وضد قطاع غزة، شارك بها مسؤولين كبار من بينهم الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض ووسائل إعلام وصحفيين اتهموا المقاومة بقتل الأطفال وحرقهم، قبل ان يتبين زيف ما قالوا ويقدمون اعتذارهم عن خطأهم، بعد أيام من التحريض وبث خطاب الكراهية، الذي كانت نتيجته جريمة مقتل الطفل.

واتهمت الشرطة الرجل (71 عاما) بارتكاب جريمة كراهية ضد الطفل (6 سنوات) وأمه (32 عاما)، قائلة إن الضحيتين استهدفتا بسبب عقيدتهما الإسلامية وكونهما فلسطينيين.

وقال قائد شرطة مقاطعة "ويل" في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "تمكن المحققون من تحديد أن كلتا الضحيتين في هذا الهجوم الوحشي كانتا مستهدفتين من قبل المشتبه به بسبب كونهما مسلمين والصراع الدائر في الشرق الأوسط".

وعثر الضباط على الضحيتين في وقت متأخر من اليوم في منزل ببلدة بلينفيلد، على بعد حوالي 65 كيلومترا جنوب غرب مدينة شيكاغو. وقال مكتب قائد الشرطة إن الصبي الذي أعلن وفاته في المستشفى، تعرض للطعن 26 مرة بسكين عسكري كبير، بحسب ما جاء في تشريح الجثة. وأصيبت المرأة بأكثر من 12 طعنة في جسدها، وبقيت في المستشفى، لكن حالتها مستقرة. ووجهت الشرطة للرجل تهمة القتل من الدرجة الأولى، ومحاولة القتل من الدرجة الأولى، وتهمتين بارتكاب جرائم كراهية، والضرب المشدد بسلاح فتاك.[5]

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات جريمة العنصرية والكراهية البشعة التي ارتكبها عنصري حاقد، وأدت إلى وفاة طفل فلسطيني 6 سنوات وإصابة والدته بجروح خطيرة جراء عشرات الطعنات التي وجهها لهم رجل أمريكي سبعيني في ولاية إلينوي الأمريكية.

واستنكرت الخارجية في بيان نقلته وسائل إعلام فلسطينية حملات التحريض والاعتداءات والمواقف والتصريحات العنصرية والاستفزازية التي وقعت ضد فلسطينيين وعدد من سفراء دولة فلسطين وسفاراتها في بعض الدول.

وأشارت الخارجية إلى أنها تنظر بخطورة بالغة لنتائج وتداعيات هذه الحملات وأهدافها الرامية لتشويه صورة الفلسطيني وقضيته العادلة وتطالب جميع الدول بمواجهتها ومعاقبة مروجيها ومن يقف خلفهم. وحسب وكالة فرانس برس وجهت السلطات الأمريكية تهمة القتل وارتكاب جريمة كراهية إلى رجل سبعيني أمس في أعقاب طعنه طفلاً حتى الموت وامرأة تستأجر منزلاً يملكه على خلفية الأوضاع الحالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.[6]

نتائج الدراسة

 مما سبق تبين:

1-  أن لغة التحريض والكراهية تجسدت في الخطاب السياسي الأمريكي وعلى لسان الرئيس جون بايدن ولكون الرجل الأول في قيادة العالم ومنصبه الرسمي، ومستوى سلطته أو مكانته السياسية كان تأثيره على الجمهور أكبر وهذا ما يؤكد ان لغة التحريض والكراهية كانت مؤثرة جدا.

2-   مستوى الخطاب التحريضي جاءت التعبير بدعوة مباشرة للجمهور ليقوم بفعل معين يتسم بالعنف والقتل والحرب والدمار والعداء والكراهية ضد أفراد أو وشعب بأكمله يبلغ عدده مليوني ونصف مليون نسمه

3-   الجمهور المستهدف من حيث خلفيته الثقافية وهل يشعر بالخطر من الأفراد أو المجموعات المحرض ضدهم، مما يكون مبرراً لأعمال عنف استباقية بهدف الدفاع عن النفس.

4-   - الضحايا المستهدفين وهم شعب فلسطين في غزة كان التحريض ضدهم في محتوى التعبير واضحاً، سواء تمت الإشارة إليه بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة، أو باستخدام التعبيرات المجازية

5-   وسائل الاعلام الامريكية المتعددة أسهمت بشكل مباشر في عملية التحريض والكراهية وخلقت تبرير لهجمات إسرائيل واعتداءاتها وشيطنة الفلسطينيين.

6-   سعى الإعلام الامريكي لترويج أخبار زائفة ومغالطات بشأن عملية "طوفان الأقصى". فيما لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغت تلك الأخبار الزائفة أعلى مراكز القرار، ورددها قادة، بينهم الرئيس بايدن.

7-   رئيس أكبر دولة يصدق الأكاذيب الإعلامية ويتخذ مواقف عسكرية وسياسية بناء على هذه الأكاذيب. رغم أن المتحدث باسم البيت الأبيض اضطر لتكذيب الرئيس ونفى الكذبة التي رددها بايدن دون أن يحدد مصدرها، واتضح بعدها على الفور أن جنديا إسرائيليا اخترعها ومررها على وسائل الإعلام المتعطشة لإدانة الضحايا الفلسطينيين.

8-   سقوط القناع عن أكاذيب وزيف وتضليل الإعلام الغربي، الأوروبي والأميركي، الذي كان الكثير منا في الماضي القريب يقدسه ويعتبره الأكثر صدقا وموضوعية ولا يأتيه الباطل عن شماله أو يمينه.. وسيطرت إذاعته ووسائل إعلامه المرئية بعد ذلك على المشهد الإعلامي العالمي، وتبنت مواقف مشبوهة ومشوهة من القضايا والأحداث العربية

التوصيات

1-   إقامة دعوات قضائية ضد الخطاب السياسي الإعلامي الأمريكي الرسمي لما ارتكبه من جريمة جنائية فالجهة الفاعلة لا تبذل أي محاولة للتحريض على فعل شيء محدد تجاه المستهدفين بالخطاب، ولكن يكون مسوغاً لدعوى مدنية أو إدارية مثل طلب تعويضات مادية.

2-   كشق السياسيات الامريكية التحريضية ضد شعبنا في فلسطين المحتلة واتخاذ مواقف سياسية صارمة امام تلك الحملات التحريضية.

3-   نشر الوعي الجماهيري لدى المواطن العربي عن قضاياه الوطنية المصيرية وألا يترك لإعلام المناهض العبث بمصيرها.

 

 مصادر

[1]  كلمة الرئيس بايدن حول الهجمات الإرهابية في إسرائيل - سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في مصر

[2]  بايدن: هجوم حماس شر مطلق.. ولن نترك أي أميركي رهينة - سكاي نيوز عربية

[3] بايدن يوجه رسالة لإسرائيل بشأن "احتلال غزة" وهذا ما قاله عن "عدم تمثيل" حماس للفلسطينيين موقع سبكة سي ان ان الأمريكية الدولية 

[4] مركز دراسات في حقوق الإنسان 

[5]  وكالة وطن للأنباء 

[6]  الخارجية الفلسطينية تدين جريمة قتل طفل فلسطيني في ولاية الينوي وحملات التحريض العنصرية - الوكالة العربية السورية للأنباء