"تشكيك فلسطيني ويمني وتل أبيب تقلل من خطر الحوثيين"..

"إخوان اليمن" تبارك ضربة مفترضة لأذرع إيران ضد إسرائيل وقناة أمركية تقول إنه "هجوم غير دقيق"

"قللت تل أبيب من خطر الهجمات الصاروخية الحوثية المفترضة، معتبرة ان تهديدات الأذرع الإيرانية في صنعاء لا تشكل أي تهديد، سواء على المصالح الإسرائيلية أو على حياة المواطنين الإسرائيليين"

جندي مصري يقف حارسا عند معبر طابا بين مصر وإسرائيل في 26 أكتوبر، 2011. (Mahmud Khaled/ AFP)

ماريا هشام
ناشطة إعلامية وسياسية جنوبية - تكتب باسم مستعار لأسباب خاصة بها -
القاهرة

قال الحوثيون – ذراع إيران في اليمن- إنهم وجهوا ضربة صاروخية صوب مدن إسرائيلية، لكن دون أي تأكيدات حقيقية، فيما شكك ساسة يمنيون من صحة هذه المزاعم التي استغلتها الحكومة الإسرائيلية لتبرير هجماتها الدموية ضد المدنيين في قطاع غزة.

وقالت جماعة الحوثيين يوم الثلاثاء إنها أطلقت "دفعة كبيرة" من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، فيما قلل موقع قناة الحرة الأمريكية من المزاعم الحوثية، وقالت انه الهجوم الباليستي للحوثيين غير دقيق قياسا بالمسافة بين صنعاء وتل ابيب والمناطق الفلسطينية المحتلة.

وقال المتحدث العسكري للجماعة المدعومة من إيران يحيى سريع في بيان بثه التلفزيون – وفقا لوكالة رويترز - إن هذه العملية هي الثالثة "نصرة لإخواننا في فلسطين... ومستمرون في تنفيذ المزيد من الضربات النوعية".

وباركت جماعة الإخوان في اليمن المدعومة من السعودية، العملية الحوثية المفترضة ضد إسرائيل، وأعلنت الجماعة التي تتخذ من مأرب مركزاً لها، وقوفها بشكل رسمي خلف الموالين لإيران في مواجهة إسرائيل.

وقال قائد جماعة الإخوان في مأرب "مبخوت بن عبود الشريف"، في تصريحات صحافية "إن الحوثيين هداهم الله ووجهوا حربهم صوب العدو الإسرائيلي".. مشددا على الأذرع الإيرانية ان يمضوا في حربهم ضد تل ابيب، وان الشعب اليمن قاطبة سيقف خلفهم".

وحيا بن الشريف، المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين يحيى بن سريع، الذي قال إنه سبق جماعات محور المقاومة في إيران ولبنان والعراق وسوريا".

وقال قائد جماعة الإخوان في مأرب في تدوينة على أكس، "احييك يأبن سريع سبقت الناطقين في محور المقاومة في لبنان وإيران والعراق وسوريا وهكذا هم اليمنيون على مر التاريخ، وأهم شيء الاستمرار".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري يوم الثلاثاء إن إسرائيل لا تزال تركز على قطاع غزة رغم محاولات حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران تحدي إسرائيل.

وأضاف هاجاري "هناك العديد من الأطراف في المنطقة التي تعمل كوكلاء لإيران مثل الحوثيين الذين يحاولون تحدينا وصرف انتباهنا عن الحرب في غزة. نحن نواصل التركيز".

تتلقى جماعة الحوثي التي تسيطر على مناطق واسعة في اليمن دعما إيرانيا منذ سنوات، ولطالما سلطت تقارير غربية الضوء على قدراتها العسكرية، من ناحية الصواريخ بعيدة المدى أو حتى الطائرات المسيّرة، التي كانوا يستهدفون بها المملكة العربية السعودية، وفي بعض الأحيان العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وبعدما تنصلت ونفت طهران مرارا مسؤوليتها عن دعم الحوثيين، ذكر الناطق باسم قواتها، أبو الفضل شكارجي، في سبتمبر 2020 إنهم "وضعوا تقنيات إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة تحت تصرف اليمن"،  في إشارة إلى جماعة الحوثي.

وقال شكارجي حينها: "نحن لا نرسل الصواريخ إلى اليمن، لكنهم باتوا يصنعونها بأنفسهم ليطلقوها على أعدائهم"، مضيفا أن اليمنيين يمتلكون خبراء تمكنوا من صناعة طائرات مسيرة "متطورة" في زمن قياسي.

وقال الحوثيون الموالون لإيران انهم يسعون من وراء مزاعم قصف إسرائيل "صنع تأثير"، على الرغم من المسافة الطويلة التي تفصل اليمن عن فلسطين، حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية عن نصر الدين عامر القيادي في الجماعة الموالية لإيران.

وشكك باحث فلسطيني من أهمية الرد الحوثي على الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة.

وقال الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، ماجد عزام، لقناة الحرة الأمريكية إن "الرد من صنعاء في الوقت الحالي متأخر وأقل مما ينبغي، لأننا نتحدث بعد الأسبوع الرابع من الحرب عن أكثر من 10 آلاف شهيد و20 ألف جريح، وتم تدمير نصف أحياء غزة".

وقال عزام "نتمنى الرد من الحوثيين أن يكون حقيقيا، وجزءا من تفعيل ما وصفوه دائما بوحدة الساحات أو الجبهات"، لكنه يعتقد أن إعلان الحوثيين "طريق التفافي"، متسائلا: "أيهما أقرب؟ أي ساحة يجب تفعيلها؟"، قاصدا سوريا ولبنان والعراق.

ولا يشكل الرد من صنعاء "خطرا حقيقيا" في الوقت الحالي، بينما يؤكد عزام أن "ما حصل لحفظ ماء الوجه وطريق التفافي على الرد الحقيقي"، تابع مستدركا: "سأكون سعيدا لو أنه حقيقي".

وأوضح أن "الرد من اليمن يفتقد للمفاجأة. الحشد الحوثي قال إنه وجه 3 ضربات. يتم تنقيط الصواريخ بعدد محدود لألفي كيلو متر، والبعض منها سقط في طابا المصرية".

وشكك السياسي اليمني صالح البيضاني من صحة المزاعم الحوثية باستهداف إسرائيل، وقال على منصة X "إن محور إيران في المنطقة يعمل وفقا لقاعدة "فين اذنك يا جحا؟" فبدلا من تحريك الأذرع العسكرية الملاصقة لإسرائيل في لبنان وسوريا والعراق، وجهوا الحوثي لتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ إعلامية لن يصل منها شيء في الحقيقة لإسرائيل".

ويعتقد الباحث في الشؤون الإيرانية، محمود البازي، أن "اشتداد المعارك في غزة والتوغل البري هو السبب بالظهور الرسمي للحوثيين".

وفي حين يشير إلى المسافة البعيدة جدا بين اليمن وإسرائيل، التي تصل إلى أكثر من 2000 كيلو تقريبا، يقول البازي لـ "الحرة" إن المشهد أمام حالتين، الأولى "استخدام الحوثي لتكنولوجيا الصواريخ البالستية والمسيرات الإيرانية، لأنها الوحيدة القادرة على قطع كل هذه المسافات الحالة".

وفي جميع الأحوال يرى البازي أن "القبة الحديدية الإسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي الأميركية المنتشرة في المنطقة كلها قادرة على تفادي وتحييد هذه الهجمات".

أن "استخدام الحوثيين لصواريخ بالستية يعني رفع مستوى النزاع إلى مستوى أعلى".

و"قد يكون الهجوم الباليستي للحوثيين غير دقيق". ومع ذلك يوضح الباحث أن "استخدام الصواريخ الباليستية متوسطة المدى يعد مسألة مهمة في النظام الدولي، ومن حيث المستوى الأمني، لا يمكن مقارنتها بهجمات الطائرات من دون طيار وحتى صواريخ كروز".

ويواجه التدخل الحوثي في الوقت الحالي "مشكلة في الوصول إلى إسرائيل، إما أن يخرق الأجواء السعودية أو المصرية للوصول إلى المدن الإسرائيلية".

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن، إن "إطلاق الصواريخ من جانب الحوثيين يأتي بناء على طلب وتوجيهات ومصالح إيران، مثل ما يحدث في الجنوب اللبناني".

ويضيف شتيرن لـ "الحرة الأمريكية "الحوثيون في اليمن ليسوا تحت الاحتلال. ليس لهم حدود مشتركة مع إسرائيل، وليس لديهم تاريخ أسود معها. ما حصل بناء على مطالب طهران".

ويعتقد المحلل الإسرائيلي أن "ما حصل من اليمن إثبات إضافي ودليل على ترتيب الأوراق في المنطقة"، وأنه "يخدم إسرائيل لأن الضربات لا تشكل تهديدا حقيقيا لها".

"في مثل هذه المسافات إسرائيل تعرف كيف تواجه هذه التهديدات، ودول الجوار تعرف ذلك مما يعزز التعاون مع إسرائيل"، ويؤكد شتيرن أن "جبهة اليمن لا تشكل أي تهديد، سواء على المصالح الإسرائيلية أو على حياة المواطنين الإسرائيليين".