تحالف دولي لحماية الملاحة في باب المندب..

ميناء جدة في قلب الأزمة والرياض ترجو واشنطن ضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين

" السعودية طلبت من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، خشية فشل المحادثات المباشرة بين السعوديين والحوثيين، والتي تعتزم الرياض استضافت اتفاقا جديدا بين أذرع طهران وحلفاء الرياض اليمنيين".

سفينة "غالاكسي ليدر" اختطفها الحوثيون في نوفمبر تشرين الثاني الماضي – عن (رويترز)

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

وضعت الأذرع الإيرانية في اليمن -"جماعة الحوثيين المسلحة"-، ميناء جدة السعودي، في قلب الأزمة الملاحية، وذلك في اعقاب عرقلة الحوثيين، وصول سفينة شحن كانت قادمة من سلطنة عمان، الى الميناء السعودي، فيما بعثت الرياض برسالة الى واشطن، طالبت فيها بضبط النفس في الرد على الهجمات الحوثية، وذلك في استعداد الولايات المتحدة الأمريكية الى تشكيل تحالف بحري لحماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.

وتواصل الاذرع الإيرانية في اليمن، تصعيدها العسكري في البحر الأحمر وباب المندب، مانعة مرور سفن الشحن من المرور، ضمن صراع يخوضه وكلاء طهران ضد تل أبيب، فيما تصاعدت التحركات الدولية لتشكيل تحالف بحري موسع، لمنع التهديدات الحوثية على خطوط الملاحة، ورجت المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، ضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين، حتى لا يؤثر ذلك على اتفاق تسعى الرياض لدفع أذرعها في اليمن (مجلس القيادة الرئاسي) لتوقيع اتفاق تهدئة مع الحوثيين.

وقال الحوثيون إنهم يستهدفون السفن في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب،  دعما للفلسطينيين في غمرة الحرب الإسرائيلية والحمساوية في قطاع غــ.ـــزة.

والخميس، قالت شركة شحن دنمركية  إن سفينتها "ميرسك جبل طارق" استُهدفت بصاروخ بينما كانت في طريقها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة في السعودية".

وأكد الحوثيون إنهم أصابوا الناقلة بطائرة مسيرة، على الرغم من نفي شركة الشحن الدنمركية، لكن هجمات أذرع طهران تؤكد ان ميناء جدة السعودي، سيكون متضررا بشكل رئيسي من هذه الهجمات.

وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن الحوثيون الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنا مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب متحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع.

وفي الـ3 ديسمبر كانون الأول قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة، وفي الـ15 ديسمبر كانون الأول، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن مقذوفا أطلق من منطقة باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصاب سفينة الجسرة المملوكة لشركة ألمانية والتي ترفع علم ليبيريا، مما أدى إلى نشوب حريق دون وقوع إصابات.

وفي الـ15 ديسمبر كانون الأول، أعلنت الأذرع الإيرانية في اليمن مسؤوليتها عن عملية نفذت بطائرة مسيرة على سفينة تابعة لشركة ميرسك تبحر باتجاه إسرائيل، لكنها تقول إن الناقلة استُهدفت بصاروخ. وقالت مصادر ملاحية يوم الخميس إن سفن شركة ميرسك تانكرز لديها خيار تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح بسبب تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر.

وقبلها أعلنت الجماعة المسلحة انها استهدفت الناقلة التجارية النرويجية ستريندا، وجاء الهجوم بعد تحذيرات أطلقته الاذرع الإيرانية في التاسع من ديسمبر كانون الأول، من أنهم قد يستهدفوا جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.

وقالت وكالة رويترز إن المملكة العربية السعودية، وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية رجت فيها الأخيرة ضبط النفس في الرد على الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الأحمر.. مشيرة إلى "رسالة ضبط النفس التي وجهتها الرياض إلى واشنطن تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد، وأن الرياض راضية حتى الآن عن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الوضع.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إنه لا توجد حاجة لمزيد من التصعيد في المنطقة، وذلك ردا على سؤال عن الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر.

وقالت المصادر لوكالة رويترز إن السعودية تسعى إلى دفع عملية السلام في اليمن على الرغم من اشتعال الحرب في غزة خشية امتدادها إلى هناك، حيث تتجنب الرياض فشل محادثات السلام المباشرة مع الحوثيين الموالين لإيران، حيث تستعد الرياض لتوقيع اتفاقية مؤقتة بين مجلس القيادة الرئاسي والحوثيين الموالين لإيران.

وجاءت رسالة السعودية في اعقاب اعلان واشنطن تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال "إشارة مهمة" للحوثيين بأنه "لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات، كما نقلت رويترز عن المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينج.

وأضاف أن "الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة العمل البحرية الدولية الحالية لتصبح تحالفا دوليا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة".

وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن المعروفة باسم فرقة العمل المشتركة 153 هي تحالف يضم 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين.

وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي – السلطة السياسية في الجنوب- اعتزامه العمل إلى جانب المجتمع الدولي في حماية الملاحة من التهديدات الإرهابية، حيث أعلن عيدروس الزبيدي، وهو نائب في مجلس القيادة الرئاسي الذي تدعمه السعودية، استعداد قواته العسكرية للمشاركة في أي جهد دولي يحمي حركة السفن في باب المندب وخليج عدن.

وأكد الزبيدي خلال استقباله قائد القوات البحرية الفريق الركن عبدالله سالم النخعي في عدن "قواتنا البحرية لديها من الكفاءات والقدرات ما يجعلها قادرة على لعب دورا محوريا في حماية مياهنا الإقليمية والمساهمة في تعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة الدولية، جنبا إلى جنب مع قوات خفر السواحل والقوات البحرية الأخرى في التحالف الدولي، وسنواصل عملية إعادة بنائها وتطوير قدراتها حتى تستعيد مكانتها وتضطلع بدورها على أكمل وجه".

لكن حلفاء السعودية في اليمن  - رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي واتباعه- كان لهم موقفا مغايرا لموقف الزبيدي، حيث نفت القوات المحسوبة على العليمي، مزاعم إعلامية تحدثت عن الاستعداد للمشاركة في أي جهد دولي لحماية باب المندب وصد الهجمات الحوثية.

وقالت وكالة الاناضول التركية إن حكومة مجلس القيادة الرئاسي التي يرأسها معين عبدالملك، نفت مشاركتها في تحالف دولي جديد لحماية خطوط الملاحة البحرية، تعليقا على أنباء بهذا الخصوص.

وقالت الحكومة "إن الأنباء المتداولة التي تحدثت عن مشاركة الحكومة اليمنية في تحالف دولي جديد لحماية خطوط الملاحة البحرية التي تتعرض لاعتداءات إرهابية من قبل المليشيات الحوثية، ليست صحيحة ولم نعلم مشاركتنا".