عشرة قتلى في أول ضربة أمريكية في البحر الأحمر..

بريطانيا والولايات المتحدة.. ضربات صاروخية متوقعة ضد الحوثيين في صنعاء

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية على منصة إكس أن طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية أغرقت ثلاثة من أصل أربعة زوارق استخدمها الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن لمهاجمة سفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر

القائد الأعلى للقوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط استبعد إنهاء الحوثيين هجماتهم "المتهورة" على السفن التجارية في البحر الأحمر

واشنطن

أعلنت جماعة الحوثيين الموالية لإيران في اليمن، مقتل وفقدان عشرة من عناصرها، خلال قيامهم بعملية استهداف سفن شحن في مياه البحر الأحمر، فيما أكدت في وقت سابق الولايات المتحدة الأمريكية انها اغرقت ثلاثة زوارق بحرية في مياه البحر الأحمر، خلال محاولتها اعتراض سفينة شحن.

وأفادت وكالات رويترز وفرانس برس نقلا عن مصادر ملاحية في ميناء الحديدة، بمقتل عشرة حوثيين وإصابة اثنين آخرين جراء قصف أمريكي الأحد على زوارق هاجمت سفينة حاويات في البحر الأحمر.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية على منصة إكس أن طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية أغرقت ثلاثة من أصل أربعة زوارق استخدمها الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن لمهاجمة سفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر. 

وتابعت أن الطائرات انطلقت من حاملتي "أيزنهاور" و"جرافلي" استجابة لنداءات استغاثة من سفينة الشحن "ميرسك هانغتشو" الدانماركية، وردت بإطلاق النار على قوارب الحوثيين دفاعا عن النفس وأغرقت ثلاثة زوارق دون ناجين على متنها بينما فر القارب الرابع من المنطقة. 

وفق مصدر ملاحي في الميناء الخاضع لسيطرة الحوثييين، فقد قتل "عشرة حوثيين وأنقذ اثنان أصيبا في القصف الأمريكي على الزوارق الحوثية التي كانت تريد توقيف سفينة قبالة الحديدة". 

وعلى خلفية الحادثة، أعلنت شركة "ميرسك" الدانماركية للشحن تعليق مرور سفنها في البحر الأحمر لمدة 48 ساعة. 

وأبلغت سفينة الحاويات "ميرسك هانغتشو" عن تعرضها لهجوم صاروخي أثناء عبورها مضيق باب المندب، ثم تعرضها لهجوم آخر من جانب أربعة زوارق تابعة للحوثيين مع محاولة الصعود على متنها. 

على إثر ذلك، أعلنت "ميرسك" أنها "ستؤخّر كافة عمليات العبور في المنطقة في الساعات الـ48 المقبلة".

 كما دعت بريطانيا إيران إلى ضرورة المشاركة في مسؤولية منع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصادر، الأحد، تصريحات تفيد بأن بريطانيا تستعد لشن هجمات منسقة مع الشركاء ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن.

 وأكدت "التايمز" أن بريطانيا ستنضم للولايات المتحدة وربما دولة أوروبية لإطلاق صواريخ على أهداف لجماعة أنصار الله اليمنية، مشيرة إلى أن الضربات ضد الحوثيين ستنفذها بريطانيا للمرة الأولى من خلال سلاح الجو أو مدمرة بريطانية. وأوضحت الصحيفة أن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة تعملان على إقناع دول أوروبية بالعمل لوقف هجمات الحوثيين.

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (الأحد) إنه أوضح في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن إيران شريكة في المسؤولية عن منع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وقال في منشور على منصة إكس "لقد أوضحت أن إيران شريكة في المسؤولية عن منع هذه الهجمات، نظرا لدعمها الطويل الأمد للحوثيين"، مضيفا أن الهجمات "تهدد حياة الأبرياء والاقتصاد العالمي".

وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، إن هجمات الحوثيين على الشحن الدولي في البحر الأحمر وما حوله تضاعفت 5 مرات الشهرين الأخيرين، مشيرا إلى أن هذه الهجمات تضر بالتجارة العالمية ويجب أن تتوقف. فيما دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى تحرك جماعي ضد ما يقول إنها هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، في وقت أعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) إسقاط صاروخين استهدفا سفينة حاويات، وهو الهجوم الـ23 منذ نحو 10 أيام.

 وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن أوستن ناقش في اتصال مع نظيره البريطاني غرانت شابس هجمات الحوثيين "غير القانونية" والمستمرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر. 

وذكر البنتاغون في بيان أن الوزيرين شددا على أن هجمات الحوثيين تشكل مشكلة دولية كبيرة وخطرا على التجارة والنظام العالمي، ويتطلب مواجهتها عملا جماعيا. 

في السياق نقلت وكالة أسوشيتد برس عن قائد قوات البحرية الأميركية بالشرق الأوسط أن الحوثيين لا يبدون إشارة لوقف هجماتهم ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر، وإن هجماتهم مستمرة رغم اتساع التحالف الدولي لحماية السفن.

وقالت مصادر يمنية في صنعاء إن القيادات في جماعة الحوثي، تلقت تحذيرات قبل أيام من ان ضربة أمريكية بريطانية قد توجه ضد اهداف للجماعة في العاصمة اليمنية ومحافظة صعدة، مشيرة إلى ان مهدي المشاط – رئيس المكتب السياسي- يتنقل سرا بين عدة مدن يمنية خشية من تعرضه للاستهداف.

وظهر المشاط رفقة قيادي أخر في صورة على ساحل البحر الأحمر في مدينة الحديدة، لكن لم يتم التأكد من تأريخ الصورة، لكن مصادر يمنية رجحت بأن الجماعة الموالية لإيران، تبعث بصور لأنصارها بانهم يتحركون بحرية ولا يخشون الضربات الأمريكية.

وبشأن توقع ضربات أمريكية بريطانية ضد الحوثيين، قال مصدر يمني مقيم في صنعاء لصحيفة اليوم الثامن :"هناك توقعات بتعرض مواقع او قواعد عسكرية للحوثيين لضربات أمريكية، قد تكون هذه الضربات مركزة، بحيث لا يتضرر منها السكان".

وأكد انه أصبح شائعا في صنعاء من أن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد توجيه ضربة صاروخية ضد قواعد عسكرية أو مواقع قيادية في صنعاء او صعدة، وهو ما يرجح ان يتم استهداف زعيم الحركة المتمردة عبدالملك الحوثي، الذي يرجح انه يختبئ في منزل تحت الأرض بجبال مران صعدة.

وألتزم مجلس القيادة الرئاسي المدعوم من السعودية، الصمت امام الضربة الأمريكية ضد الأذرع الإيرانية في البحر الأحمر، لكن ذات المجلس سبق له ونفت مشاركته في أي جهد دولي للحد من هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة الدولية.

وفي وقت سابق من السبت، قال القائد الأعلى للقوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، إن الحوثيين في اليمن لا يظهرون أي مؤشرات على إنهاء هجماتهم "المتهورة" على السفن التجارية في البحر الأحمر، رغم انضمام المزيد من الدول إلى المهمة البحرية الدولية لحماية السفن في الممر المائي الحيوي وبدء تحسن حركة التجارة.

 وقال نائب الأدميرال، براد كوبر، في مقابلة مع أسوشيتد برس إنه منذ الإعلان عن عملية "حارس الازدهار" قبل ما يزيد قليلا على 10 أيام، أبحرت 1200 سفينة تجارية عبر منطقة البحر الأحمر، ولم تتعرض أي منها لضربات بطائرات مسيرة أو لهجمات صاروخية.

 وأضاف أنه من المتوقع أن تشارك دول أخرى. وكانت الدنمارك من آخر الدول، إذ أعلنت، الجمعة، عن خطط لإرسال فرقاطة إلى المهمة التي أعلنها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال زيارة إلى البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، قائلا إن "هذا تحد دولي يتطلب عملا جماعيا". ويربط مضيق باب المندب خليج عدن بالبحر الأحمر ومن ثم قناة السويس. ويربط الطريق التجاري المهم الأسواق في آسيا وأوروبا. ودفعت خطورة الهجمات، التي ألحق العديد منها أضرارا بالسفن، العديد من شركات الشحن إلى إصدار أوامر لسفنها بالبقاء في مكانها وعدم دخول المضيق حتى يتحسن الوضع الأمني. 

وارسل بعض شركات الشحن الكبرى سفنه حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح، ما زاد وقت وتكلفة الرحلات. وقال كوبر، الذي يقود الأسطول الخامس، إن هناك حاليا خمس سفن حربية من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تقوم بدوريات في مياه جنوب البحر الأحمر وغرب خليج عدن. 

وأضاف أنه منذ بدء العملية، أسقطت السفن ما مجموعه 17 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن. وتحدث أوستن مع نظيريه البريطاني، غرانت شابس، والهولندي، كاجسا أولونغرن، لمناقشة هجمات الحوثيين "غير القانونية المستمرة على الشحن الدولي في البحر الأحمر.

 وأشار كلاهما إلى أن هذه الهجمات تنتهك حرية الملاحة التي يحميها القانون الدولي، وتهدد مواطني دول متعددة"، وفق بيان للبنتاغون. وشدد الوزراء الثلاثة على أن الهجمات "غير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الدولي القائم على القواعد. إن التأثير المستمر لهذه الهجمات على التجارة العالمية يعرض للخطر حركة الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية الحيوية في جميع أنحاء العالم.

 وأشار الوزير أوستن إلى أن هذه الهجمات تشكل مشكلة دولية كبيرة تتطلب عملاً جماعيا". وقبل يومين فقط، أسقطت المدمرة البحرية يو إس إس مايسون، طائرة مسيرة وصاروخا باليستيا مضادا للسفن أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران، وفق القيادة المركزية الأميركية. وقالت الولايات المتحدة إنها كانت المحاولة الثانية للهجوم على الشحن الدولي الذي شنه الحوثيون منذ 19 أكتوبر لم يتسبب في أي أضرار لأي من السفن الثماني عشرة الموجودة في المنطقة أو أي إصابات تم الإبلاغ عنها.