"الرياض تدعم واشنطن لضرب الحوثيين"..

السعودية تبتز "الانتقالي" بـ"الإقليم الشرقي" وتخطب ود الولايات المتحدة لتمرير اتفاق جدة المرتقب

"تسعى السعودية من خلال أذرعها (إخوان اليمن)، إلى خلق مشكلة داخلية في الجنوب، لتحقيق هدفين الأول، الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي للتوقيع على اتفاقية هشة مع الحوثيين، والأخرى خلق فكرة قد تؤسس لمشروع سلخ حضرموت والمهرة عن الوطن الجنوبي"

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس مجلس القيادة الرئاسي المدعوم من السعودية "رشاد العليمي"- مركبة

الرياض

 أُعلنت جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من السعودية، في مدينة سيئون بحضرموت عن اللجنة التحضيرية لتأسيس المجلس الموحد لمحافظات "الجنوب" الشرقية،"، في خطوة، قالت قناة الجزيرة القطرية إنها تعد ضربة موجعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي زعمت القناة القطرية إنها فشل في السيطرة على تلك المحافظات خلال السنوات الماضية".

وأعلن السياسي الجنوبي ومحافظ المهرة السابق راجح سعيد باكريت، رفضه لمساعي تقسيم الجنوب، تحت مسمى الإقليم الشرقي، مؤكدا ان المهرة وارخبيل سقطرى سيكونان اقليما في إطار دولة الجنوب الفدرالية، من حوف شرقا حتى باب المندب غربا.

وقال الناشط الحقوقي أنيس الشريك إن المجلس الانتقالي الجنوبي يواجه ضغوطا سعودية كبيرة، حيث تمارس الرياض كل الضغط، من خلال مشاريع هدفها إرباك واستهداف واضعاف المجلس الانتقالي، والمستفيد الوحيد هم الحوثيون ومشروع الجماعة الموالية لإيران. 

وألمح الى ان السعودية لا تريد اسقاط المجلس الانتقالي الجنوبي فحسب، ولكن اسقاط الجنوب وقضيته الوطنية؛ في إشارة الى ان الرياض ترغب في إنهاء المقومات التي تستند عليها القضية الوطنية الجنوبية، والمتمثلة في الإعلان التأريخي لفك الارتباط يوم الـ21 من مايو 1994م.

وهاجم الكاتب الصحافي صلاح السقلدي، السعودية، واتهمها بالسعي لتقسيم الجنوب، معتبرا ما حصل – بيان الإقليم الشرقي- "وقاحة".

وقال الصحافي خالد سلمان في تدوينة على منصة إكس، الإثنين: «في حروب التمثيل وصناعة الكيانات يأتي بيان ما يطلق على نفسه بالإقليم الشرقي، الذي يضم حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، وهو تكوين ورقي لا حضور حقيقياً ملموساً له على الأرض».

وأضاف: «هذا البيان الذي تحدث عن الشرق اليمني، نكاية بلغة الانتقالي التي تتحدث عن حضرموت الجنوبية، يعيد إلى الواجهة معركة تفتيت الوحدة المكانية للجنوب، وبالتالي إسقاط مشروع استعادة الدولة، حيث لا دولة من دون حضرموت وشبوة ومناطق الكثافة السكانية والمساحة والثروات».

وقال – وفق ما نقلته صحيفة القدس العربي القطرية: «ثلاث محافظات وجزيرة هي الأكبر، تجري عملية سلخها ونزعها من الجسم الجنوبي، لتصبح قضية الجنوب بلا معنى ليس بمعيار مفهوم الدولة المستعادة، بل وحتى الكيان المنضوي في الدولة الاتحادية».

فيما كتب الناشط  عبد الله الجعيدي، رافضًا للبيان قائلاً في تدوينة: «معظم الذين سمّوا أنفسهم بالشخصيات الاعتبارية فيما سمّوه بالإقليم الشرقي ووقعوا اليوم على بيان موجه لمجلس القيادة والمملكة وعُمان والمبعوث الدولي، هم من دعاة «يمننة» محافظاتهم وأعضاء في أحزاب صنعاء ومسؤولين سابقين فقدوا مناصبهم ومصالحهم، وهم لا يمثلون الا أنفسهم».

وقال موقع عين المهرة إن خصوم المجلس الانتقالي الجنوبي عادوا للمراهنة على مشاريع تفتيت الجنوب بإحياء ورقة "الإقليم الشرقي" والمطالبة به كطرف ثالث ضمن التسوية السياسية القادمة. 

وأكد الموقع أن ورقة الإقليم الشرقي ظهرت للمرة الأولى على يد القيادي البارز في حزب الإصلاح (إخوان اليمن) صلاح باتيس، عقب هزيمة التشكيلات العسكرية والأمنية الموالية للحزب في شبوة أغسطس 2022م، إلا أنها لم تلق تجاوباً أو تأثيراً يذكر. لتتوارى فكرة الإقليم الشرقي الذي يضم محافظات شبوة، حضرموت، المهرة، وسقطرى، عن الأحداث مع انتقال المعركة إلى محافظة حضرموت، ويدفع خصوم الانتقالي وعلى رأسهم الإخوان بورقة "مجلس حضرموت الوطني" الذي تشكل بعد نحو عام تقريباً من ظهور "الإقليم الشرقي". إلا أن التعثر الذي أصاب ورقة حضرموت، بالتزامن التحركات والخطوات السياسية الهامة التي قام بها الانتقالي مؤخراً على المشهد الجنوبي، دفع ربما لإحياء ورقة الإقليم الشرقي، بنشر باتيس وإعلام الإخوان بياناً صادراً "شخصيات اعتبارية" من أبناء الإقليم.

وتسعى السعودية من خلال أذرعها (إخوان اليمن)، إلى خلق مشكلة داخلية في الجنوب، لتحقيق هدفين الأول، الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي للتوقيع على اتفاقية هشة مع الحوثيين، والأخرى خلق فكرة قد تؤسس لمشروع سلخ حضرموت والمهرة عن الوطن الجنوبي، ضمن مشروع استراتيجي تعمل الرياض على تنفيذه لتحقيق مشروع قديم يهدف الى مد أنبوب او قناة صناعية تربط السعودية بالبحر العربي.

من ناحية أخرى، قالت صحيفة بريطانية إن المملكة العربية السعودية مستعدة لدعم الضربات الجوية الأمريكية على الحوثيين، في أول اعلان قد يكون بمثابة خطب ود الولايات المتحدة الأمريكية، التي سبق للرياض، ودعت واشنطن الى وقف التصعيد ضد الحوثيين، لكي لا يسقط الاتفاق المرتقب التوقيع عليه في مدينة الساحلية خلال الايام القادمة.

وذكرت صحيفة التايمز الصادرة في لندن "ان الرياض هي من بين عدد من دول الشرق الأوسط التي تخبر الغرب أنها تدعم الضربات ضد الحوثيين في اليمن الذين أدت هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر إلى تقليل حركة المرور التجارية في الممر المائي الحيوي. أي إجراء ضد المتمردين في اليمن سيتزامن مع محاولات الولايات المتحدة لمنع انتشار الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس إلى بقية المنطقة. 

وأكد بلينكن، "على أهمية منع المزيد من انتشار الصراع"، وفقا لملخص أمريكي للاجتماع. ذكرت وسائل الإعلام الحكومية السعودية أنه التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العلا، شمال جدة، يوم الاثنين، مع الزعيم السعودي الذي يدفع مرة أخرى لإنهاء الحرب في غزة. 

في خضم مفاوضات توسطت فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة مع المملكة العربية السعودية لإنهاء حرب طويلة الأمد دمرت البلاد. تخشى المملكة العربية السعودية من أن العمل العسكري الذي تهدده الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين يمكن أن يزعج المحادثات ولكنها توصلت إلى رأي مفاده أن عدم اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يجعل المتمردين أكثر تعنتا في المفاوضات. 

وقبل الحرب في غزة، كانت المملكة العربية السعودية تجري محادثات مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل ضمانات أمنية أمريكية وتنازلات إسرائيلية للفلسطينيين.

 ومنذ ذلك الحين، قاد الجهود العربية للضغط من أجل إنهاء الحرب. كانت المملكة أيضا عازمة على تخليص نفسها من حرب اليمن التي استمرت ثماني سنوات مع تهدئة المنافسات الإقليمية حيث تركز على خطط تحويل نفسها إلى مركز للتمويل والسياحة. 

قال مصدر مطلع على المحادثات: "في اليوم التالي لإفلات الحوثيين من هذا، يدخلون في أي عملية تفاوض أكثر جرأة".

 وأشار إلى أن محاولات إقحام الحوثيين لوقف هجماتهم على الشحن، بما في ذلك الوعود بمزيد من المساعدات إلى اليمن، لم تسفر عن أي نتائج. "كيف يمكنك التحدث معهم للخروج منه؟" إنهم يفوزون بجد من هذا ويؤمنون به. وأضاف المصدر أنهم اكتسبوا شعبية في المنطقة". 

وسيطر المتمردون، الذين سلحتهم إيران، على سفينة واحدة واستهدفوا آخرين بطائرات بدون طيار وصواريخ. أجبرت الهجمات الشركات الدولية بما في ذلك عملاق شحن الحاويات ميرسك على تجنب الممر إلى قناة السويس تماما، مما أدى إلى إعاقة إيرادات مصر. 

وبحسب ذا  تايمز حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والعديد من البلدان الأخرى الحوثيين من وقف هجماتهم أو مواجهة عمل عسكري. يتم دعم العمل أيضا من قبل البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر.

 كانت المملكة العربية السعودية في موقف أكثر حساسية، بالنظر إلى محادثاتها مع الحوثيين. لا تريد استخدام مجالها الجوي لأي ضربات يمكن أن تستهدف القادة أو المنشآت والمعدات العسكرية، وفقا للمصادر. على الرغم من عقد هدنة في اليمن منذ عام 2021، إلا أن الحوثيين، الذين استهدفوا سابقا المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، استمروا في الانخراط في نيران عبر الحدود. وقال ريمان الحمداني، الباحث والمحلل اليمني: "يختبر الحوثيون حدودهم من خلال إطلاق النار، لذلك أعتقد أن السعوديين يرغبون في رؤيتهم يحصلون على أنف دموي". "لكنهم لن يحاولوا المشاركة في ذلك."