"ضربة أمريكية - بريطانية تستهدف قدرات الحوثيين العسكرية"..

تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة يمطر مدن يمنية بـ 100 صاروخ والسعودية تشعر بالقلق

قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: «تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية».

الحوثيون يقتحمون سفينة شحن في البحر الأحمر ويختطفونها في نوفمبر الماضي - أرشيف

واشنطن

شن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها المملكة المتحدة، غارات جوية مكثفة على مواقع يعتقد انها مراكز تخزين أسلحة نوعية وطائرات مسيرة، للأذرع الإيرانية في اليمن، فجر الجمعة، الأمر الذي دفع السعودية التي تقود مع سلطنة عمان الجارة جهود وساطة لتحقيق تسوية بين الحوثيين ومجلس القيادة الرئاسي المؤقت الذي يحكم الجنوب بسلطة مفوضة من الرياض.

وقالت وسائل إعلام إن  الولايات المتحدة وبريطانيا شنّت ضربات جوية ضد المتمردين الحوثيين استهدفت مواقع في مدن يمنية عدة ردا على هجمات الجماعة المدعومة من إيران على سفن في البحر الأحمر.

وقالت وسائل إعلام أميركية عدة إن الضربات التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ توماهوك.

في الحديدة تعرض معسكر القوات البحرية بمنطقة الكثيب ومحيط مطار الحديدة وموقع في ضواحي زبيد والزيدية بالمدينة.

- في صنعاء، طال القصف قاعدة الديلمي الجوية وفج عطان ومعسكر اللواء الثامن وهي منشئات تحتوي على ورش تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة على أيدي خبراء ايرانيين ومن حزب الله وحوثيين، وتعرضت قواعد عسكرية في محافظة تعز من بينها قاعدة الجند ومحيط مطار تعز واللواء 122، وكذا قاعدة كهلان في صعدة، بالاضافة الى قواعد عسكرية في محافظة حجة".

وأكد قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال ليكسوس غرينكويتش شن ضربات ضد 60 هدفا في 16 موقعا تابعا للحوثيين، واستخدام أكثر من 100 صاروخ موجه في تلك الضربات.

وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن الغارات استهدفت مراكز قيادة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق صواريخ ومسيرات.

 وقالت قوات القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، إنها نفذت بالتنسيق مع بريطانيا، وبدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، فجر  الجمعة، ضربات مشتركة على أهداف الحوثيين لإضعاف قدرتها على الاستمرار.

ووصفت سنتكوم، في بيان، هجمات الحوثيين على السفن الأميركية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر " بأنها "غير قانونية ومتهورة".

وقالت إن "هذا العمل المتعدد الجنسيات استهدف أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".

ووصفت سنتكوم، في بيان، هجمات الحوثيين على السفن الأميركية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر " بأنها "غير قانونية ومتهورة".

وقالت إن "هذا العمل المتعدد الجنسيات استهدف أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".

ولم تذكر سنتكوم، في بيانها، المناطق التي تم استهدافها داخل اليمن، غير أن تقارير أشارت إلى أنها في محيط العاصمة صنعاء وفي محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

وأضافت أنه منذ السابع عشر من أكتوبر 2023، حاول المسلحون الحوثيون، المدعومين من إيران "مهاجمة ومضايقة 27 سفينة في ممرات الشحن الدولية. وتشمل هذه الحوادث غير القانونية الهجمات التي استخدمت فيها الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والمسيرات وصواريخ كروز في البحر الأحمر وخليج عدن".

وتابعت "لا علاقة لهذه الضربات بعملية ’حارس الازدهار‘" مشيرة، في البيان، إلى أن "الضربات منفصلة عن العملية الدولية في البحر الأحمر"، وهي تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا: "إننا نحمل المسلحين الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين الذين يزعزعون الاستقرار مسؤولية الهجمات غير القانونية والعشوائية والمتهورة على الشحن الدولي والتي أثرت على 55 دولة حتى الآن، بما في ذلك تعريض حياة مئات البحارة، بمن فيهم الأميركيون، للخطر".

وأضاف "لن يتم التسامح مع أفعالهم غير القانونية والخطيرة، وستتم محاسبتهم".

وعلق الرئيس الأميركي جو بايدن على ضربة وجهتها واشنطن ودول أخرى لميليشيات الحوثي باليمن.

وقال بايدن إن قوات أميركية وبريطانية وبدعم من دول أخرى من بينها أستراليا والبحرين وكندا وهولندا نفذت بنجاح ضربات ضد عدد من الأهداف التي يستخدمها الحوثيون في اليمن.

وأضاف أن "هذه الضربات رد مباشر على هجمات الحوثيين على السفن الدولية في البحر الأحمر".

وأكد الرئيس الأميركي أنه لن يتردد في إعطاء توجيهات لاتخاذ المزيد من الإجراءات.

من جانبه، أعلن ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني أن سلاح الجو الملكي نفذ ضربات استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن.

وقال إن "المملكة المتحدة ستدافع دوما عن حرية الملاحة وتدفق التجارة"، مشيرا إلى أن البحرية الملكية ستواصل دورياتها في البحر الأحمر ضمن العملية متعددة الجنسيات "حارس الازدهار" لردع الحوثيين.

وقال سوناك في بيان: "رغم التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربيّة بريطانيّة وأميركيّة"، مضيفا "هذا لا يمكن أن يستمرّ (...) لذا اتّخذنا إجراءات محدودة وضروريّة ومتناسبة دفاعا عن النفس".

وأشار سوناك إلى أنّ سلاح الجوّ الملكي نفّذ "ضربات ضدّ مواقع عسكريّة في اليمن يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون".

وأردف رئيس الوزراء البريطاني أنّ "المملكة المتحدة ستدافع دوما عن حرّية الملاحة والتدفّق الحرّ للتجارة"، واصفا تصرّفات الحوثيّين بأنّها "غير مسؤولة" و"مزعزعة للاستقرار" و"تتسبّب في تعطيل كبير لطريق تجاري حيوي" وبالتالي "زيادة أسعار المواد الخام".

 وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر، في بيان  الجمعة، إن الضربات باليمن تمت وفقا لحق الدفاع عن النفس الفردي والجماعي، وبالتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف البيان أن التحالف لن يتردد في حماية تدفق التجارة بأحد أهم الممرات المائية في العالم.

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة هجوما واسعا على مدن يمنية عدة استهدف مواقع تابعة للحوثيين.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الخميس إن الضربات ضد الحوثيين استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ، مشيرا إلى أن "هذه العملية تستهدف تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على تعريض البحّارة للخطر وتهديد التجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم".

بدوره، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات ضد الحوثيين في اليمن، كانت "محدودة وضرورية ومتناسبة".

من جهتها أعلنت المملكة السعودية أنها "تتابع بقلق بالغ" العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في اليمن.

وأضافت أن المملكة "إذ تؤكد أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد".

وكانت الولايات المتحدة أطلقت بوقت سابق "عملية حارس الازدهار" التي تجمع أكثر من 20 دولة من أجل المساعدة على حماية التجارة الدولية والبِحارة في البحر الأحمر".

وأعربت السعودية، (الجمعة)، عن «قلقها البالغ» إزاء العمليات العسكرية في البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها مواقع في اليمن.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: «تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية».

وعبرت المملكة العربية السعودية - التي تقود جهودا دبلوماسية لتوقيع اتفاق مؤقت بين الحوثيين ومجلس القيادة الرئاسي-، عن قلقها حيال الضربات الأمريكية البريطانية في اليمن.

وشددت وزارة الخارجية السعودية على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر «التي تعد حرية الملاحة فيها مطلبا دوليا لمساسها بمصالح العالم أجمع».

ودعت الوزارة في بيانها، إلى «ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث».

واشارت السعودية إلى أن أي تصعيد عسكري في المنطقة سيقود إلى تعقيد الأوضاع وتفاقم الأزمة، إذ أكدت على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والتكاتف لإيجاد السبل اللازمة لنزع فتيل التوتر.

وعلى ما يبدو ان الضربات التي وجهها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، سيكون محدوداً، إلا اذا استمر الحوثيون في استهداف السفن في مضيق باب المندب، وعلى الرغم من التهديدات التي أطلقها الحوثيون بالرد، وفي ما اذا ردت الجماعة المسلحة بقصف اسفن الملاحة، فأن التحالف الدولي قد يصعد من هجماته بشكل أوسع، وهو ما لا ترغبه السعودية التي تريد الخروج من ملف الحرب اليمنية من بوابة اتفاق تتوسط فيه سلطنة عمان، وكان يفترض ان يوقع في مدينة جدة خلال الأيام الأولى من يناير، لولا التطورات الأخيرة.

الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، شككت في جدية الولايات المتحدة، بقتال الحوثيين، واعتبرت الهجمات بانها تمنح الأذرع الإيرانية مشروعية أكبر حتى تصبح خنجرا في الخاصرة السعودية.

واعتبرت مصادر دبلوماسية يمنية الضربة الأمريكية – البريطانية، ستعمل على  ترسيخ مضاعف لفرض الحوثيين كقوة أمر واقع وتوسيع دائرة شرعيته من بوابة غزة".

وبات من المستبعد ان يوقع الحوثيون اتفاق سلام مع السعودية، ناهيك عن الالتزام بأي اتفاقية، في حال واجبرتهم الضربة الأمريكية البريطانية على التهدئة من بوابة السعودية.

وقد يتحاشى الحوثيون التصعيد من خلال الموافقة على اتفاقية سلام مرحلية، وخطوة لتحقيق أهداف الأذرع المسلحة مرحلياً على حساب السعودية والأطراف الأخرى.

وعلى الرغم من ان السعودية تسارع لتوقيع اتفاقية هدنة طويلة مع الحوثيين، إلا انها بهذه التحركات تتجاوز وضع الجنوب الذي يسير نحو استعادة الدولة السابقة، لكن الرياض تمارس ضغوطا على المجلس الانتقالي الجنوبي، بغية تمرير صفقة هدنة طويلة تمنح الحوثيين قدرة على تشغيل الموانئ البرية والبحرية والجوية، وأبرزها مطار صنعاء الدولي.