"مسودة مكتوبة"..

الولايات المتحدة وقطر.. تقدم جديد في مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة

نقلت الشبكة الأميركية عن مسؤولين اثنين لم تكشف هويتيهما قولهما، إن حالة التفاؤل "الحذر" لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تأتي في أعقاب جولة من المحادثات في باريس حضرها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA بيل بيرنز، وممثلون عن إسرائيل وقطر ومصر، أسفرت عن اقتراح اتفاق إطاري يدعو إلى "وقف مؤقت للأعمال العدائية لستة أسابيع على الأقل، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس على مراحل".

غزة

قالت الولايات المتحدة وقطر، إنه تم إحراز تقدم في محادثات باريس الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ما قد يؤدي مستقبلاً إلى "وقف دائم" لإطلاق النار في القطاع، فيما واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشبثه بمواصلة الحرب في القطاع، قائلاً إن القوات الإسرائيلية لن تخرج من غزة، رغم وصفه المحادثات بـ"البناءة". 

وأشار منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إلى "إحراز تقدم" في المفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين"، مشيراً إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اجتمع الثلاثاء، مع مسؤولين قطريين خلال زيارتهم إلى الولايات المتحدة، في إطار جهود واشنطن للتوصل لاتفاق يسفر عن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. وقال كيربي: "نرى فرصة لوقف طويل للقتال في غزة يسمح بإخراج الرهائن".

 وعقد في باريس الأحد، اجتماعاً ضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز ومسؤولي الاستخبارات المصرية والإسرائيلية ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري. وذكر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنه تم "إحراز تقدم جيد لإرساء الأساس للمضي قدماً" في تبادل المحتجزين، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء القطرية (قنا).

 وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن في جلسة نقاشية للمجلس الأطلسي: "نأمل في اغتنام (حماس)، وإسرائيل الفرصة، لوقف الحرب في غزة، وإعادة الأسرى والمحتجزين إلى منازلهم". وأضاف: "لا يمكننا أن نقول إن هذا سيجعلنا في حالة أفضل قريباً جداً، ولكننا نأمل أن ننقل هذا الاقتراح إلى حماس، وأن نوصلهم إلى مكان حيث ينخرطون بشكل إيجابي وبناء في العملية.. أعتقد أن ذلك هو السبيل الوحيد لتهدئة الوضع، ونأمل أن يغتنم الطرفان هذه الفرصة لوقف الحرب، وإعادة الرهائن والأسرى إلى منازلهم". 

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "كان هناك مطلب واضح بوقف دائم لإطلاق النار قبل المفاوضات، وأعتقد أننا انتقلنا من ذلك المكان إلى مكان قد يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل.. وهذا هو ما نهدف إليه جميعاً، لأننا رأينا أيضاً معاناة الناس في غزة وشاهدنا حجم الدمار". وشدد على أن وضع حد لهذه الحرب الآن لم يعد مطلباً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة فحسب، بل هو مطلب إقليمي وأبعد من ذلك، قائلاً "لقد رأينا حجم الدمار الذي حدث.. لقد رأينا عدد الضحايا". 

وفيما يتعلق بموقف حركة "حماس" من أجل التوصل إلى اتفاق، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن "نحن طرف وسيط، ولسنا طرفاً في هذا الصراع، ولكننا نبذل قصارى جهدنا لتجسير الفجوة"، وأضاف "الإطار الذي تم الاتفاق عليه مع جميع الأطراف كان إطاراً يعتمد على ما اقترحته حركة حماس وإسرائيل.. لقد حاولنا التقريب بين مقترحات الطرفين للتوصل إلى أرضية معقولة تجمع الجميع معاً".

 بدوره، كشف مسؤول كبير بحركة "حماس" الفلسطينية، الثلاثاء، أن "مقترح باريس" لوقف إطلاق النار يشمل 3 مراحل سيتم خلالها وقف جميع العمليات العسكرية من الجانبين، حسب ما نقلت وكالة رويترز، ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله إن المراحل الـ3 تشمل الإفراج عن المدنيين مثل النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، ثم إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، وثالث مرحلة هي تسليم جثامين الضحايا الفلسطينيين. وأوضح المسؤول أن العمليات العسكرية من الجانبين ستتوقف طوال المراحل الثلاثة، فيما سيُحَدَّد عدد المطلوب من الجانب الفلسطيني الإفراج عنهم، خلال عملية التفاوض، مشيراً إلى أن العدد لم يتم تحديده بعد. كان مسؤولون أميركيون، أشاروا في تصريحات لـ"أسوشيتد برس"، السبت، إلى "تحقيق تقدم" بشأن المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، مشيرين إلى أن "الصفقة التي لم تُبرم بعد، ومن المنتظر تنفيذها على مرحلتين". 

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق أن الولايات المتحدة وضعت "مسودة اتفاق" مكتوبة، تدمج المقترحات التي قدمتها إسرائيل و"حماس" في الأيام العشرة الماضية، في إطار عمل أساسي سيكون موضوع محادثات باريس. وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى وجود "خلافات كبيرة" يتعيّن حلها، لافتةً إلى أن المفاوضين "متفائلون بحذر" بأن الاتفاق النهائي، بات وشيكاً، وفقاً لمسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم. ومن بين النقاط الشائكة التي تعيق جهود المفاوضين، إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب على غزة، فيما تشدد "حماس" على ضرورة وقف الحرب لتحقيق تقدم في التفاوض. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الحرب التي تشنها بلاده على غزة لن تنتهي إلا بعد أن تحقق جميع أهدافها، وضمان أن القطاع لن يشكل تهديداً على إسرائيل.

 وأضاف نتنياهو الذي كان يتحدث أمام مجموعة من الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية: "أسمع أقاويل عن صفقات مختلفة: فأود أن أوضح: لن ننهي هذه الحرب إلا بعد أن تحقق جميع أهدافها"، وتابع "هذا يعني القضاء على حماس وإعادة جميع المخطوفين وضمان أن غزة لن تشكل أبداً تهديداً على إسرائيل"، وفق قوله. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية لن تخرج من قطاع غزة، وقال "لن نطلق سراح آلاف الإرهابيين. كل هذا لن يحدث، ماذا سيحدث؟ تحقيق النصر المطلق"، على حد قوله.

 واعتبر أن "هذه ليست جولة قتال أخرى، وهذا ليس تبادلاً للضربات. يدور الحديث عن تحقيق النصر المطلق، ليس أقل من ذلك"، وفق تعبيره. وكان نتنياهو قد وصف محادثات باريس بـ"البناءة". وأشار مكتبه في بيان صدر الاثنين، إلى أنه "لا تزال هناك خلافات" بين الأطراف، مضيفاً أن المباحثات ستتواصل في الأيام المقبلة. وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة توسطت في هدنة قصيرة طبّقت في نهاية نوفمبر الماضي، وأفرج خلالها عن أكثر من 100 رهينة، وعن معتقلين فلسطينيين من النساء والقصّر من السجون الإسرائيلية. كما علّق القتال لأسبوع، وأدخلت بعض المساعدات إلى غزة. أعرب مسؤولون أميركيون، عن "تفاؤلٍ حذرٍ"، بأن شهوراً من الجمود ربما تفسح المجال قريباً أمام اتفاق من شأنه أن "يوقف القتال في غزة"، رغم تصريحات مترددة تدلي بها شخصيات بارزة مشاركة في مفاوضات لإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز إسرائيلي يُعتقد أنهم ما زالوا لدى حركة حماس في غزة، حسب شبكة "ABC News". 

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤولين اثنين لم تكشف هويتيهما قولهما، إن حالة التفاؤل "الحذر" لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تأتي في أعقاب جولة من المحادثات في باريس حضرها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA بيل بيرنز، وممثلون عن إسرائيل وقطر ومصر، أسفرت عن اقتراح اتفاق إطاري يدعو إلى "وقف مؤقت للأعمال العدائية لستة أسابيع على الأقل، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس على مراحل". 

وأوضح المسؤولان أن الاقتراح الأخير ينص على إطلاق سراح كبار السن والنساء والأطفال المتبقين رهن الاحتجاز أولاً، وفي نهاية فترة الهدنة الأولية يبدأ الطرفان (إسرائيل وحماس) تنسيق إطلاق سراح الأسرى من الجيش الإسرائيلي، ما قد يؤدي إلى تهدئة الصراع لفترة أطول.

 وأضاف المسؤولان أن الاتفاق الإطاري يقترح أيضاً إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل، وتقديم مساعدات إنسانية إضافية للمدنيين في غزة. في السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إنه "لا يوجد سبب يدعونا إلى تغيير المسار هنا"، مضيفاً: "لا أريد أن أبدو مفرطاً في التفاؤل، ولكننا نعتقد أن العمل كان مثمراً، وسنواصل التركيز على ذلك". 

في الوقت نفسه، عملت الولايات المتحدة، وقطر، وآخرون بنجاح للتوسط من أجل فترات توقف للقتال، وتحرير مئات المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر، وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة مع تجاوز أعداد الضحايا 26 ألف فلسطيني، وفقاً لبيانات مسؤولي الصحة في قطاع غزة. والاثنين، قدم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكين تقريراً "وردياً"، على حد وصف "ABC News"، بشأن ما آلت إليه المفاوضات، معلناً أن هناك "بعض الأمل الحقيقي لإحراز تقدم". 

وأعرب بلينكن عن اعتقاده بأن "العمل الذي أُنجز، بما في ذلك خلال نهاية هذا الأسبوع فقط، مهم للغاية ويبعث على الأمل فيما يتعلق باستئناف هذه العملية"، في إشارة إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من غزة، خلال فترة توقف القتال التي استمرت لأسبوع في نوفمبر الماضي. وأضاف بلينكن: "أعتقد أن المقترح المطروح على الطاولة، الذي تجري مشاركته بين جميع الأطراف المعنية، بالطبع إسرائيل، إضافة إلى قطر ومصر، اللتين تضطلعان بدور حاسم في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، أعتقد أنه مقترح قوي ومقنع". 

وفي حين لم ينف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، توقيع إسرائيل على إطار العمل، إلا أنه أعرب عن شكوك أكثر من بلينكن بشأن الاتفاق، إذ أعلن هذا الأسبوع أنه "لا تزال هناك ثغرات"، كما عارض فكرة سحب إسرائيل قوات من غزة أو إطلاق سراح من وصفهم بـ"آلاف الإرهابيين" في إطار تبادل أسرى. على الجانب الآخر، بعد رفض مبدئي للبنود العامة للاتفاق الإطاري، قال مسؤول رفيع في حركة "حماس"، إن الحركة "تدرس المقترح". 

وحذّر أحد المسؤولَين الأميركيَين من الحكم على أي من التصريحات المتعلقة بالمفاوضات عبر ظاهرها، مشيراً إلى أن العديد من هذه التصريحات "فقط من قبيل التكلف وفرض المواقف، ولا تعكس المحادثات التي تجري خلف أبواب مغلقة". رغم ذلك أقر المسؤولان بأنه "لا يزال هناك عقبات"، ففي حين يعتقد الوسطاء الذين يتواصلون مع قادة حماس على نحو منتظم أن بمقدورهم إقناعهم وحملهم على الموافقة، لكنهم لم يتلقوا حتى الآن رداً مجدياً من الحركة، ويتوقعون أن تقدم عرضاً بديلاً. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: "نأمل قبول هذا الاقتراح، ونأمل تطبيقه، ونأمل أن نشهد توقف القتال وعودة الرهائن إلى أسرهم"، مضيفاً: "سنواصل العمل على ذلك".