الولايات المتحدة لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط..

مشرعون جمهوريون ينتقدون الضربات الأميركية في سوريا والعراق: "متأخرة وغير كافية"

تعهّدت إدارة الرئيس جو بايدن بمواصلة استهداف المواقع التابعة لإيران في المنطقة. وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "بناء على توجيهاتي نفذت القوات الأميركية ضربات على منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني، والفصائل المتحالفة معه في مهاجمة القوات الأميركية".

واشنطن

انتقد مشرعون جمهوريون الضربات التي شنتها الولايات المتحدة، على 85 هدفاً لجماعات موالية لإيران في سوريا والعراق باعتبارها جاءت متأخرة و"غير كافية"، فيما رحب الديمقراطيون بالخطوة. وفيما اعتبر الجمهوريون الضربات التي شنتها واشنطن مساء الجمعة، بطيئة وغير ملائمة، تعهّدت إدارة الرئيس جو بايدن بمواصلة استهداف المواقع التابعة لإيران في المنطقة. وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، الجمعة، أنه "بناء على توجيهاتي نفذت القوات الأميركية ضربات على منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني، والفصائل المتحالفة معه في مهاجمة القوات الأميركية".

 وأضاف بايدن: "ردنا بدأ اليوم، وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم". وقال الجيش الأميركي في بيان، إنه في الجولة الأولى من عدة جولات، ضربت الطائرات القاذفة الأميركية أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والجماعات المسلحة التابعة له. كما ذكر قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، السبت، أن الولايات المتحدة ستواصل التحرك والقيام بكل ما يلزم لمحاسبة من يهددون سلامة مواطنيها.

 واعتبر كوريلا "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني والفصائل المرتبطة به، "تهديداً مباشراً لاستقرار العراق والمنطقة وسلامة الأميركيين". ونقل حساب القيادة المركزية على منصة موقع "X" عن كوريلا قوله: "سنواصل التحرك والقيام بكل ما يلزم لمحاسبة من يهددون سلامة مواطنينا". من جانبه، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي: "نعتقد أن الضربات كانت ناجحة، ولا نعلم عدد المسلحين الذين قد يكونوا سقطوا أو أصيبوا خلالها". 

وأضاف كيربي أن الضربات الجوية الأميركية استهدفت 3 منشآت في العراق، و4 في سوريا، مشيراً إلى أن الرد الأميركي بدأ ولن ينتهي الليلة، كما أكد أن الولايات المتحدة "لا تسعى للحرب مع إيران". وقال كيربي في التصريحات التي أوردتها "رويترز": "أبلغنا الحكومة العراقية بالفعل قبل شن الهجمات"، لافتاً إلى أن "الضربات استغرقت نحو 30 دقيقة، وطائراتنا لم يصبها ضرر". 

في المقابل، سارع مشرعون جمهوريون بارزون إلى انتقاد الضربات الأميركية، باعتبارها "غير كافية" بعد سقوط 3 جنود أميركيين في الأردن نهاية الأسبوع الماضي. وانتقد رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من ولاية لوس أنجلوس) إدارة بايدن لما وصفه برد فعل بطيء على سقوط 3 جنود أميركيين بالقرب من الحدود الأردنية السورية العراقية. واعتبر جونسون أن "السقوط المأساوي لـ3 جنود أميركيين في الأردن، على يد الميليشيات المدعومة من إيران"، يتطلب "رداً واضحاً وقوياً". 

وشن الجيش الأميركي ضربات انتقامية في سوريا والعراق، ضد أهداف تابعة للحرس الثوري وفصائل مرتبطة بإيران، فيما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن "الغارات ستستمر". بدوره قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، الجمهوري مايك مكول، إن الضربات الأميركية ضد أهداف في سوريا والعراق "جاءت متأخرة"، مضيفاً أنها "سمحت لأعداء أميركا بالاستعداد". 

كما دعا مكول إدارة بايدن إلى أن تكون حاسمة في توجيه ضربات انتقامية متواصلة، و"البدء في فرض عقوبات على النفط وغيرها من العقوبات لقطع مصدر تمويل الإرهاب". ورحب السيناتور روجر ويكر (جمهوري من أركنساس) بالضربات، لكنه قال إنها قليلة جداً ومتأخرة. وقال ويكر، الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في بيان: "لقد حان الوقت لتبني نهج جديد يستهدف الرعاة الفعليين للإرهاب في المنطقة".

 كما شدد السيناتور ديب فيشر (جمهوري من ولاية نبراسكا) على أن هذه الضربات، التي تم الإعلان عنها مسبقاً بوقت طويل، لم تحقق ما يكفي تقريباً لوقف محور إيران، و"مهما كانت الخطوات التالية التي سيتخذها الرئيس يجب أن تكون أقوى بكثير". ونشرت النائبة نانسي ميس (جمهورية عن ولاية كارولينا الجنوبية) أن بايدن، عندما أمر بشن الضربات، "تحايل على الكونجرس". وتابعت: "قواتنا بحاجة إلى العودة إلى الوطن، على رئيسنا أن يتبع الدستور". 

وقال السيناتور بيت ريكيتس (جمهوري من ولاية نبراسكا): "لاستعادة الردع الفعال، يجب على الرئيس بايدن ضرب إيران حيثما يكون ذلك مؤلماً. الردود الضعيفة والمرسلة بالبرقية لن تحسم الأمر. نحن بحاجة إلى القيادة، وليس الاسترضاء". 

ووصف السيناتور الديمقراطي جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، رد الفعل الأميركي بالقوي والمتناسب، مضيفاً أن الأهداف الـ 85 التي تم ضربها تمثل عدداً أكبر من الأهداف التي ضربتها الإدارة السابقة. وأضاف ريد أن القوات الموالية لإيران في سوريا والعراق تلقت ضربة قوية، و"يجب على الميليشيات المرتبطة بإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط أن تفهم أنها ستتحمل المسؤولية أيضاً". وسارع المحاربون العسكريون القدامى من كلا الحزبين إلى التعبير عن آرائهم بشأن هذه الضربات. 

وقال النائب مايك والتز (جمهوري من ولاية فلوريدا)، وهو عضو سابق في القوات الخاصة للجيش الأميركي: "إنه إنفاق ضخم للذخائر الدقيقة من المخزونات المستنفدة بشكل متزايد والمطلوبة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". 

وفي الوقت نفسه، أشاد النائب أوستن سكوت (جمهوري من ولاية جورجيا)، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، بشجاعة ومهارة القيادة المركزية الأميركية. وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي، شن غارات جوية على أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا، واستهداف "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وفصائل أخرى تابعة له. وقالت القيادة في بيان، إن الجيش الأميركي استهدف أكثر من 85 هدفاً، باستخدام العديد من الطائرات بما في ذلك قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه. 

وشملت المنشآت التي تم استهدافها "مقرات القيادة والعمليات، ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن المسيرات، والمرافق اللوجستية، ومخازن الذخيرة"، لهذه الفصائل المسلحة، والذين "سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف"، وفق البيان.

 ووصفت بريطانيا الولايات المتحدة السبت بأنها حليف “راسخ”، وقالت إنها تدعم حق واشنطن في الرد على الهجمات، وذلك بعدما شن الجيش الأميركي غارات جوية على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان “المملكة المتحدة والولايات المتحدة حليفتان راسختان. لن نعلق على عملياتهم، لكننا ندعم حقهم في الرد على الهجمات”. 

وأضاف “نندد منذ فترة طويلة بنشاط إيران المزعزع للاستقرار في أنحاء المنطقة، بما في ذلك دعمها السياسي والمالي والعسكري لعدد من الجماعات المسلحة”. وجاءت الضربات التي وقعت، الجمعة، وأصابت أكثر من 85 هدفا على صلة بالحرس الثوري الإيراني والجماعات التي يدعمها في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة، الأسبوع الماضي، في شمال شرق الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا، الشهر الماضي، ضربات منسقة في أنحاء اليمن ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يهاجمون سفنا في البحر الأحمر، في تحرك وصفوه بأنه تضامن مع الفلسطينيين ضد إسرائيل. 

وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، عن مقتل 16 شخصا على الأقل بالضربات الجوية الأميركية. وقال العوادي في بيان إن “هذه الضربة العدوانية ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية”، مضيفا “”عمد الجانب الأميركي (…) الى التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب”.

 وكانت مصادر أمنية أفادت وكالة فرانس برس، أن الضربات خلفت 18 قتيلا هم 15 مقاتلا في فصائل مسلحة وثلاثة مدنيين. من جهته، دعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، السبت، جميع الأطراف إلى تجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط بعد الضربات الأميركية. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن “على الجميع أن يحاولوا تجنب أن يصبح الوضع متفجرا”. 

ولم يذكر بوريل الضربات الأميركية بشكل مباشر، لكنه حذر مجددا من أن الشرق الأوسط “مرجل يمكن أن ينفجر”. وأشار إلى الحرب في غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية والقصف في العراق وسوريا والهجمات على سفن في البحر الأحمر. وقال “لهذا السبب ندعو الجميع لمحاولة تجنب التصعيد”. ويسعى الاتحاد الأوروبي لإطلاق مهمة في البحر الأحمر، في وقت لاحق هذا الشهر، للمساعدة في حماية السفن الدولية من هجمات الحوثيين في اليمن. وقال بوريل، إن المهمة ستكون “دفاعية”، ولن تنفذ أي هجمات برية ضد المتمردين اليمنيين.