"الولايات المتأرجحة"..

الرئيس الأميركي جو بايدن.. ما بين تحقيقات الوثائق السرية وخوض الانتخابات الرئاسية

بايدن يطلب من الكونغرس مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، واستخدمت حكومته حق النقض مرات عدة ضد دعوات في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، ما ترك العديد من المسلمين وذوي الأصول الشرق أوسطية يشعرون بخيانة الحزب الديمقراطي لهم.

الرئيس الأميركي جو بايدن (ارشيف_ اليوم الثامن)

واشنطن

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن، المرشح عن الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية، الناخبين الأمريكيين في ولاية ميتشيغن الذين يضمون نسبة كبيرة من المواطنين ذوي الأصول العربية، مع ازدياد الغضب من سياسته المؤيدة لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

وبرنامج بايدن في ولاية ميتشيغن، التي تعد من الولايات المتأرجحة، تشمل لقاء أعضاء نقابة عمال السيارات في منطقة ديترويت كانوا قد أعلنوا تأييدهم للرئيس الأميركي. لكن مؤخرا، كان يفاجأ بايدن خلال ظهوره في أنشطة مرتبطة بحملته الانتخابية، بمقاطعة خطابه من قبل محتجين على سياسته تجاه الحرب الدائرة في غزة، كما يردد البعض هتافات مثل "جينوسايد جو" أي جو الإبادة. 

ورغم أن في انتخابات عام 2020 حظي بايدن بنسبة كبيرة من أصوات العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، إلا إن استطلاعات الرأي التي أجريت بعد اندلاع الحرب في غزة أظهرت أن دعم الأمريكيين من أصول عربية لبايدن انخفض إلى 17% من 59% في عام 2020. 

وحذر المحللون من أن الكثير من الأميركيين العرب قد يلازمون منازلهم خلال الانتخابات أو يصوتون لحزب ثالث في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، لعدم رضاهم عن سياسات المرشح الديموقراطي تجاه الشرق الأوسط. و

لم يكن وصول مدير حملة بايدن الانتخابية إلى مدينة ديربورن للإعداد لزيارة الرئيس الأميركي نذير خير، فقد رفض رئيس بلدية المدينة عبد الله حمود لقاء مدير الحملة، وقال على منصة إكس "لن أستمتع بالحديث عن الانتخابات بينما نشاهد بثا مباشرا للإبادة الجماعية المدعومة من حكومتنا". 

وطلب بايدن من الكونغرس مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، واستخدمت حكومته حق النقض مرات عدة ضد دعوات في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، ما ترك العديد من المسلمين وذوي الأصول الشرق أوسطية يشعرون بخيانة الحزب الديمقراطي لهم.

 ودعت مجموعة من المنظمات والمدن الأمريكية إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، تسع دعوات على الأقل في ولاية ميتشيغن. كما أظهر تحليل أجرته وكالة رويترز أن نحو 70 مدينة أمريكية، من ضمنها ويلمنجتون بولاية ديلاوير مسقط رأس بايدن، أصدرت قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، مما يفرض المزيد من الضغوط على بايدن للمساعدة في إنهاء القتال قبل الانتخابات.

 وقالت هيلاري رونين المشرفة على مجلس مدينة سان فرانسيسكو إن المئات من السكان اليهود والمسلمين حثوها على التصويت لصالح القرار الذي تم تمريره في المدينة، وأضافت "بالنسبة لمن هم مثلي، اليهود الذين لديهم أفراد عائلات في إسرائيل، من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتخذ موقفا ضد هذه الحرب". 

وقال موقع "أكسيوس" إن فريق الرئيس الأميركي جو بايدن يشعر بالقلق من أن يؤدي التحقيق في تعامل الرئيس مع الوثائق السرية التي عثر عليها في مكتبه ومنزله، إلى الإضرار بحملة إعادة انتخابه، مع اقتراب الإعلان عن نتائج التحقيق. وأضاف الموقع الأميركي، في تقرير الأحد، أنه على الرغم من أن مساعدي بايدن لا يتوقعون صدور اتهامات جنائية في هذه القضية، إلا أنهم يعتقدون أن تقرير المحقق الخاص روبرت هور، الذي يجري التحقيق؛ سيتضمن تفاصيل محرجة، ربما مع صور، بشأن كيفية احتفاظ بايدن بالوثائق. 

واكتشفت في يناير 2023، وثائق سرية تعود إلى فترة عمل بايدن كنائب للرئيس السابق الرئيس السابق باراك أوباما (2009 - 2017)، في مرآب بمنزله في ولاية ديلاوير، وفي مكتب خاص كان يستخدمه في أواخر عام 2022. ويعتقد مساعدو بايدن أن الرئيس السابق دونالد ترمب، وهو المنافس المحتمل له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيحاول استخدام تقرير هور المُنتظَر؛ لخلق قضية موازية للتهم الجنائية التي يواجهها الرئيس السابق، في ما يتعلق باحتفاظه بوثائق سرية بعد انتهاء فترة رئاسته.

 ويقول مساعدو الرئيس الأميركي إن هور انتهى من تحقيقه بالفعل، وإن تقريره النهائي قد يصدر في أي وقت قريب، ربما هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يكتب هور، وهو مدع عام أميركي سابق، تقريراً بشأن التحقيق الذي أجراه، ولكن "أكسيوس" نقل عن متحدث باسم وزارة العدل الأميركية، لم يكشف عن هويته، قوله إن الوزير ميريك جارلاند لم يعلن التزامه بنشر التقرير. 

وأشار الموقع إلى أنه حتى لو لم تكن هناك اتهامات جنائية، فإن مساعدي بايدن يتوقعون أن تؤدي التفاصيل التي ستُذْكَر في التقرير إلى الإضرار بالرئيس الأميركي على المستوى السياسي. 

وحسب "أكسيوس"، فإن نشر أي صور لكيفية احتفاظ بايدن بالوثائق السرية يمكن أن يتسبب في عاصفة سياسية، مشابهة لما حدث بعد نشر صور للوثائق التي احتفظ بها ترمب، في مارالاجو، بما في ذلك في الحمام الخاص به. 

ويواجه الرئيس الأميركي السابق، الذي قاوم جهود الحكومة الأميركية لاستعادة الوثائق، 40 تهمة جنائية في هذه القضية، بما في ذلك عرقلة العدالة والاحتفاظ المتعمد بمعلومات تتعلق بالدفاع الوطني. وأدى تعيين وزير العدل لهور محققاً خاصاً في القضية، إلى زيادة حدة التوترات بين فريق بايدن وجارلاند، والتي كانت قد تأججت بالفعل بعد تعيين الأخير للمحقق الخاص الذي يحقق مع هانتر بايدن، نجل الرئيس.

 ويشبه بعض المقربين من بايدن، جارلاند، بمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) السابق جيمس كومي، وطريقة تعامله مع التحقيق الذي أُجري بشأن خادم البريد الإلكتروني الخاص بمرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون، إذ برأ كومي الأخيرة في نهاية المطاف من ارتكاب أي مخالفات جنائية، لكنه أضر بحملتها الانتخابية أمام ترمب في يوليو 2016، من خلال الإدلاء ببيان علني مفاده أنها كانت "مهملة للغاية" في بروتوكولاتها الأمنية. ورفض البيت الأبيض والمتحدث باسم محامي بايدن بوب باور الرد على طلب الموقع الحصول على تعليق بشأن المعلومات الواردة في التقرير.