من حسن الصبّاح إلى حسن البنّا..

"الحشاشين" يستفز "الإخوان".. الدراما التاريخية تعود لتكشف أخطر الحركات السرية والعسكرية

مسلسل الحشاشين هو خطوة عظيمة لفضح مخططات الإسلاميين بشكل غير مباشر وعرض نبذة عن جماعة لا أحد يختلف على خبثها ومحاربتها لكافة أمراء المنطقة لترويعهم وإخضاعهم لأجنداتها كما حدث مع صلاح الدين سابقاً وكما يفعل الإخوان حاليا مع السيسي.

صفحات تابعة للإخوان تشن هجوما ضاريا على المسلسل وصنّاعه لأنه يتضمن إشارات إلى الجماعة

القاهرة

تصدر مسلسل "الحشاشين" الترند على مواقع التواصل الاجتماعي عقب بث الحلقة الأولى على الفضائيات المصرية في أول أيام رمضان، وشنت صفحات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين هجوما ضاريا على المسلسل وصنّاعه لأنه يتضمن إشارات إلى الجماعة.

 مشهد مثير للجدل

وبدأ المسلسل بمشهد مثير للجدل بين زعيم الطائفة وأحد أتباعه يسأل فيه الزعيم "تفدي الدعوة بإيه؟" فيرد التابع "بروحي.. روحي فداء صاحب مفتاح الجنة".

وتكشف أحداث المسلسل، الذي يقوم ببطولته الفنان المصري كريم عبدالعزيز، نهج الجماعات الإرهابية والتكفيرية منذ أيام الحشاشين وتشابه الأفكار بين حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، ومبدأ السمع والطاعة الذي يسير على نهجه أنصار الجماعتين الأخطر في العالم، وكيف نجح مؤسس الحشاشين في إقناع أتباعه بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم، مثلما فعل حسن البنا- مؤسس الإخوان- مع أتباعه.

 آراء وتفاعلات

وتفاعل ناشطون مع المسلسل، وقال أحدهم: "مسلسل الحشاشين ليس مجرد مسلسل تاريخي بل هو في الواقع يعتبر أزمة كبيرة جداً لكل من ينتمي للإسلام السياسي لأنهم لكي يُبعدوا العار عن أنفسهم يدعون بأن الحشاشين غير مسلمين ويكفروهم لخدمة أجندتهم السياسية، بينما هم نفس الأشخاص الذين يمجدون الحوثيين وحزب الله وحماس وغيرهم التابعين لإيران بشكل علني وصريح ومنفذين لأجندات أمريكية خبيثة.

ولكن هذه هي طبيعة الإسلام السياسي يكفر ويمجد على حسب الأجندة وأوامر أميرهم ومجلدات سيد قطب المليئة بالازدواجية والنفاق والتحريض.

مسلسل الحشاشين هو خطوة عظيمة لفضح مخططات الإسلاميين بشكل غير مباشر وعرض نبذة عن جماعة لا أحد يختلف على خبثها ومحاربتها لكافة أمراء المنطقة لترويعهم وإخضاعهم لأجنداتها كما حدث مع صلاح الدين سابقاً وكما يفعل الإخوان حاليا مع السيسي.

ولا تنسوا ان جماعة الاخوان قد تم دسهم في مجتمعاتنا لاستكمال مسيرة الفوضى والفتنة من آبائهم وأجدادهم من الخوارج والمستبديـن والحشاشين والاحتلال العثماني والإسلاموية الفاشية".

وسخر آخرون من الضجة التي أثارها الإخوان حول المسلسل: "مسلسل الحشاشين تسبب في حرقان شديد عابر للقارات؛ من أول حلقة بدا الصياح على كل لون ومن جميع أصناف الخرفان".

وقال ناشط: "بدأ عرض حلقات مسلسل الحشاشين. العمل ذو انتاج ضخم جدًا، وتم تصويره في عدّة دول، وبرؤية اخراجية رائعة، يعيبه عدم استخدام اللغة العربية الفصحى.

يحكي المسلسل قصة حسن الصبّاح مُؤسس جماعة الحشاشين، وهي أخطر الحركات السرّية التي تنتمي لإحدى طوائف الشيعة خلال القرن 11 الميلادي كجزء من الطائفة النزارية، نسبة إلى نزار بن المستنصر المُنتمية للمذهب الإسماعيلي الشيعي، ونظرًا لتأييد حسن لنزار ابن المستنصر أمام أخيه أحمد المستعلي طُرد من مصر بعد ما وصل إليها لممارسته الدعوة للمذهب الإسماعيلي، ورحل الصبّاح إلى سوريا وإيران واستولى على قلاع ونفذ اغتيالات سياسية ضد السلطة السلجوقية، وأبرز ضحاياهم الوزير السلجوقي نظام المُلك.

سبب تسمية الطائفة بهذا الاسم يعود لكون حسن الصبّاح كان يخدع الشباب للانضمام للجماعة وتنفيذ أوامره من خلال تخديرهم بالحشيش.

الحشاشين استمروا في مواجهاتهم مع صلاح الدين الأيوبي من جهة، والتتار من جهة أخرى حتى استطاع التتار القضاء على الجماعة في اصفهان، وهرب من تبقى منها لبلاد الشام والهند.

الغريب هو استمرار الطائفة النزارية التي تنتمي إليها جماعة الحشاشين حتى يومنا الحالي".

 دراما توعوية

ويعتبر المسلسل عودة إلى الدراما التاريخية التوعوية التي تكشف أخطر الحركات السرية والعسكرية التي اشتهرت بالاغتيالات والإرهاب حتى ظهور جماعة الإخوان. وقال محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، إنه قبل البدء في سرد فكرة جماعة الحشاشين يجب القول إن الجماعة بدأ تأسيسها على يد حسن الصباح في القرن الحادي عشر الميلادي، كجزء من الطائفة النزارية نسبة إلى نزار بن المستنصر المنتمية إلى المذهب الإسماعيلي.

وأضاف في تصريحات لموقع "العربية" إن الحشاشين جماعة مسلحة من البداية، وهناك تشابه بينها وبين الإخوان في فكرة تجنيد الأنصار في سن صغيرة واستخدام الدين لتبرير الاغتيالات بحجة الدفاع عن الدين والجماعة، موضحا أن مؤسس الجماعة حسن الصباح كان يتبع طريقة غريبة في تجنيد الشباب وتنفيذ أوامره من خلال تخديرهم بالحشيش. وعملت الجماعة على تنفيذ اغتيالات سياسية، وأطلق على منفذي العمليات الإرهابية اسم "الفدائيون".

واستمر الحشاشون لسنوات طويلة ودرّب الصباح أتباعه في قلعة ألموت، التي تم اختيارها بعيدًا عن أنظار الخلافة العباسية، ليصبحوا "فدائيين" ويتولوا تنفيذ عمليات اغتيال، لكنهم انتهوا لأن أي جماعة سرية في التاريخ سيكون مصيرها مثل مصير الحشاشين.

ويقول الباحثون إن الجماعة بدأت في العام 1094، أي قبل ألف عام، وكان اسمها مثار رعب ومصدر خوف، ليس للمسلمين فقط في بلاد العرب أو فارس وإنما أيضا لملوك أوروبا أنفسهم. وفي نهايات حكم الدولة الفاطمية حدث صراع بين الفاطميين على ولاية المستعلي وأخيه نزار، وانشقت المجموعة الداعمة لنزار ومقرها بلاد فارس وأصبح اسمها الإسماعيلية النزارية، وكان زعيم المجموعة المنشقة حسن الصباح زعيم الحشاشين.

وحسن الصباح من مواليد مدينة قم في بلاد فارس، ومع ضعف حكم الدولة الإسلامية وتوالي الحملات الصليبية ومعها الحروب مع المغول استغل حسن الصباح المشهد، وبدأ ينشر بين الناس أنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي، وأنهم لا بد أن يرجعوا إلى جماعة المسلمين، وأسس لجماعته مقرها الأشهر في قلعة ألموت الجبلية شمال إيران، وامتدت دولتهم إلى سوريا.

وجماعة الحشاشين لم تؤسس دولتها بالمواجهة بين جيوش دولتين، وإنما استخدمت فكرة الاغتيالات والعمل السري، وكان لدى الصباح الآلاف من التابعين الذين دربهم على مبدأ السمع والطاعة، وقام بتجنيدهم منذ طفولتهم وعلمهم أغلب اللغات المعروفة في تلك الفترة ما سهل له اختراق الدول المجاورة واستغلال وجود أتباعه كخلايا نائمة في قصور الأمراء والخلفاء لتنفيذ عمليات الاغتيال وإضعاف الدولة بشكل ممنهج، مثلما فعل الإخوان بعد ذلك.

وكشف الباحث أن الحشاشين مازال بعضهم موجودين إلى اليوم لكن من دون أي نفوذ سياسي، وينتشرون في أكثر من 25 دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، مشيرا إلى أن سقوط نظام دولة الحشاشين لم يكن معناه زوال خطر الجماعات الإرهابية المنحرفة عن نظام الدولة، مختتما بالقول إن "كل ما في الأمر أن حسن الصباح زعيم الطائفة مات، وبعد 1000 سنة ولد حسن آخر اسمه حسن البنا".

هجوم وإشادة

موقع "سكاي نيوز عربية" عرض تقريرا قصيرا عن مسلسل "الحشاشين"، مشيرا إلى أنه أثار جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال التقرير: "بمجرد انتهاء عرض الحلقة الأولى منه تصدر هذا المسلسل "تريند" بمواقع التواصل الاجتماعي. أحداث المسلسل تحكي عن النهج الذي تتبعه الجماعات الإرهابية والتكفيرية من أيام طائفة الحشاشين التي ترجع للعام 1094م".

وأضاف: "يكشف (المسلسل) أيضا تشابه الأفكار بين حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وأيضا مبدأ السمع والطاعة الذي يسير على نهجه أنصار الجماعتين".

وتابع التقرير: "على ما يبدو، استفز هذا المسلسل جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان والذين شنوا هجوما كبيرا على المسلسل وصناعه، لكن في المقابل هذا المسلسل لقي إشادة من البعض الآخر، رأى بأن فيه جانبا توعويا للناس من هذه الأفكار التكفيرية".

يُذكر أن مسلسل "الحشاشين" يشارك فيه عدد كبير من النجوم، أبرزهم كريم عبدالعزيز ونيقولا معوض وفتحي عبدالوهاب، وقام بتأليف المسلسل الكاتب عبدالرحيم كمال، وهو من إخراج بيتر ميمي، واستغرق تصويره عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان العام الماضي، لكن تم تأجيله إلى هذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل في مالطا وكازاخستان.