مباحثات مصرية أمريكية تشدد على تجنّب "عملية رفح" ..
تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لا تزال قائمة والسلام في اليمن بعيد المنال
"إذا صعدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من تورطهما في الصراع اليمني - وهو احتمال أصبح أكثر واقعا بسبب الضربة الحوثية القاتلة - فإن احتمالات تدهور الوضع تلوح في الأفق ، وهو ما يذكر بشكل متزايد بالعراق أو أفغانستان منذ عقود"
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن مباحثاتها بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة إسرائيل، لا تزال قائمة، فيما أكدت وسائل إعلام غربية أن السلام في اليمن لا يزال بعيد المنال، في ظل تصاعد هجمات الاذرع الإيرانية في اليمن في البحر الأحمر والداخل اليمني.
وقالت وسائل إعلام محلية في اليمن إن الحوثيين -ذراع طهران- ارتكبوا ما وصفت بالمجزرة البشعة، حين فجروا منازل في بلدة رداع الريفية، الأمر الذي تسبب بمقتل وجرح أكثر من 30 مدنيا بينهم نساء وأطفال.
وادانت منظمات حقوقية وسياسية في اليمن المجزرة البشعة بحق المدنيين، وفق العديد من البيانات التي صدرت في اعقاب العملية الحوثية الإرهابية.
وقال يمنيون إن الحوثيين يرتكبون انتهاكات بحق اليمنيين في الداخل في حين انهم يرفعون شعارات الدفاع عن قطاع غزة، في إشارة الى الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي لم تتأثر بالهجمات الحوثية المتواصلة.
وبينما تهدد إسرائيل بمواصلة تهجير الفلسطينيين، أعلنت قمة أمريكية مصرية في القاهرة رفضها لأي عملية إسرائيلية جديدة؛ في إشارة الى استعدادات إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية في رفع.
قمة أمريكية مصرية في القاهرة
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الخميس، إنه أمر غير طبيعي مع الأفراد العسكريين أنتوني بلينكن على ما يقومون به من أجل إنجاز خطوات ملموسة للمساعدة في لغزة، بينما يتوافق جانبان على أي تجنّب أي حركة عسكرية إسرائيلية في رفح.
وشدد شكري، من خلال مؤتمر صحافي مع بلينكن في القاهرة، على أن المجتمع الدولي شدد على ضرورة اختيار العملية العسكرية في مدينة رفح بجنوب غزة، كما شدد على مساعي مصر للسلام في المنطقة.
وقال: "يجب تجنّب أي اتجاه إسرائيلي في الرفح، لذلك فقط تابع نتيجة للعاملية القوية". كما جدد شكري لرفض مصر "بشكل تام" تهجير لحضور خارج أراضيهم. وتابع: "لا يوجد مجال لاستمرار الحرب في غزة، ونتطلع إلى حل يرتكز على حل الدولتين لنعم المنطقة بالأمن والأمان المشترك".
قال بلينكن، إنه لفت انتباهه بشكل متكرر للغاية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية شكري، كما لزم الأمر أنه ملغى مع عرب على مساعدة خبراء الخطوات دون الحاجة إلى إزالة المساعدات.
تناول وزير الخارجية الإسرائيلي الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد فيما يتعلق بإيصال المساعدات المعطلة، مشدداً على وجود إجماع بين الحلفاء العرب وأمريكا على الحاجة إلى الثبات الفوري ومستدام لتحقيق النار.
وبين أن بلاده مستمرة في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق في الدوحة و"لا يزال هناك عمل صعب لتحقيق ذلك، لكنني ما زلت أعتقد أن ذلك ممكن".
وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، قال :"شهدنا بعض الخطوات الأولية للإصلاح وهناك حاجة إلى بذل المزيد.. وإذا سعت السلطة إلى الإصلاح فإن المنطقة ستدعمها". واعتبر بلينكن أن قيام اسرائيل بأي عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة المدمر، سيكون "خطأ".
وقال بلينكن: "العملية البرية لاجتياح رفح التي تهدد بها اسرائيل ليست ضرورية"، مشيرا إلى أن "هناك طريقة أفضل للتعامل مع التهديد المستمر الذي تمثله حماس".
رسالة أمريكية صارمة لقطر
من ناحية أخرى قالت شبكة CNN، الخميس، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وجه رسالة صارمة إلى قطر، في وقت سابق من هذا الشهر: أبلغوا حركة "حماس" بأنه يجب عليها تنفيذ اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يوقف القتال في غزة أو المخاطرة بالطرد من العاصمة القطرية الدوحة حيث يتواجد قيادات كبيرة من "حماس".
وجاءت الضغوط الأمريكية في وقت تعثرت فيه المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل، قبل أن تعود حركة "حماس" إلى طاولة المفاوضات بمقترحات جديدة تمت مناقشتها هذا الأسبوع في الدوحة.
وكانت المحادثات غير المباشرة، التي عقدت بين إسرائيل و"حماس" بوساطة قطرية ومصرية، هي الأولى التي تعقد في الدوحة على هذا المستوى منذ أسابيع ومن المقرر أن تستأنف، الجمعة.
وقالت مصادر cnn إن بلينكن سلم الرسالة إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال اجتماع عقد في واشنطن يوم 5 مارس/آذار.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن قطر، التي كانت شريكا مهما للولايات المتحدة في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فهمت الرسالة واستقبلتها دون معارضة كبيرة.
ولم يعلق المسؤولون القطريون على الاجتماع المحدد لكنهم قالوا إنهم يمارسون ضغوطا هائلة على "حماس". ومن غير الواضح ما إذا كانت قطر قد سلمت هذا التحذير لقيادات "حماس".
وكانت حركة "حماس" أسست مكتبا سياسيا في الدوحة عام 2012، حيث يقيم كبار قيادات الحركة هناك بشكل دائم، ونتيجة لذلك، تلعب قطر دورا حاسما في المنطقة بين "حماس" والدول الأخرى. وفي حين أن رسالة بلينكن هذا الشهر كانت صارمة، فإن الإدارة الأمريكية تناقش بنشاط مع قطر علاقتها مع "حماس" منذ أن نفذت الحركة هجومها غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وبعد أسبوع من الهجوم، التقى بلينكن بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة وقال علنا: "لا يمكن أن يكون هناك المزيد من التعامل كالمعتاد مع حماس".
وخلال ذلك الاجتماع، اقترح أمير قطر أن بلاده ستكون على استعداد لطرد قادة "حماس" من الدوحة إذا طلبت منهم الولايات المتحدة القيام بذلك، وفقا لمصادر مطلعة على الاجتماع لكن الأمير أخبر بلينكن أيضا أن "حماس" مستعدة لتسليم بعض الرهائن، ووافق بلينكن على أنه سيكون من الجيد اغتنام الفرصة لإخراج الرهائن، الأمر الذي أدى إلى إطلاق عملية التفاوض بأكملها، حسبما قالت مصادر مطلعة على الاجتماع لشبكة CNN.
واستمرت المحادثات لعدة أشهر وأسفرت عن توقف مؤقت للقتال وإطلاق سراح محدود للرهائن في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرسالة التي أرسلها بلينكن، في وقت سابق من هذا الشهر، كانت مدفوعة بالإحباط الأمريكي بشأن بطء وتيرة التقدم في المفاوضات.
وقال المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط دنيس روس: " كنت أود أن أرى ذلك يحدث حتى في وقت سابق، لا أستطيع التأكد من أن الأمر لم يتم، لكن سلوكهم يوحي لي أنهم لم يشعروا بالضغط منا هناك".
وأضاف: "أعتقد منذ وقت مبكر، أنه كان هناك اختلاف في التقييم من قبل الإدارة، حيث اعتقدوا أنهم سيحصلون على استجابة أكبر من خلال عدم ممارسة الضغط على حماس، وأعتقد أنه مع مرور الوقت، أصبحوا أكثر إحباطا إلى حد ما".
وفي حين أشار بعض المسؤولين الأمريكيين إلى أنه من غير الواضح أيضا مدى النفوذ الذي يتمتع به الجناح السياسي لحركة "حماس" في الدوحة على الفصيل المسلح التابع للحركة في غزة، إلا أنهم أشاروا أيضًا إلى التحرك للأمام هذا الأسبوع مع اجتماع الأطراف أخيرا مرة أخرى في الدوحة.
وأبدى بلينكن لهجة متفائلة هذا الأسبوع، قائلا، الأربعاء، إن المفاوضات "تقترب" من التوصل إلى اتفاق، وأضاف: "أعتقد أن الفجوات تضيق، وأن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن للغاية".
تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إن هناك "تقدما جيدا" بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة: "أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يوفر فرصة تاريخية للدولتين، ولكن أيضا للمنطقة ككل". وتابع وزير الخارجية الأمريكي: "أعتقد أننا نقترب من النقطة التي سنتوصل فيها إلى اتفاقات" بشأن التطبيع السعودي الإسرائيلي، لكنه قال إنه "لا يمكنه وضع إطار زمني لذلك".
وذكر: "هذا الشيء.. (خطة التطبيع) كنا نعمل عليه منذ عدة أشهر، في الواقع، كنا نعمل على هذا الأمر بشكل مكثف قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول (هجوم حماس على إسرائيل) وفي الواقع، كان من المقرر أن آتي إلى المنطقة، إلى السعودية وإسرائيل في 10 أكتوبر، ولهذا السبب على وجه التحديد، وهو التركيز فعليا على العنصر الفلسطيني في خطة التطبيع".
وأضاف: "فيما يتعلق بما نحن فيه الآن، ما يمكنني قوله هو أننا حققنا تقدما جيدًا للغاية خاصة خلال الشهر الماضي أو نحو ذلك، لا يزال أمامنا بعض العمل للقيام به، لكنني أعتقد أن التقدم جيد وحقيقي".
وقال مسؤول أمريكي، الخميس، إنه لم يتبق سوى عدد قليل من القضايا التي تحتاج إلى حل بين الولايات المتحدة والسعودية للتوصل إلى اتفاق، ولم يقدم المسؤول تفاصيل حول القضايا المتبقية.
وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية في يناير/كانون الثاني إن حل الدولتين أصبح غير قابل للتفاوض بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأوضحت الولايات المتحدة للإسرائيليين أنه ليس هناك عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر، حيث اعتقد الإسرائيليون أنهم يستطيعون التوصل إلى اتفاق مع السعوديين دون إحراز تقدم كبير بشأن الدولة الفلسطينية.
يذكر أن ولي العهد السعودي التقى، الأربعاء، في مدينة جدة وزير الخارجية الأمريكي. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، جرى خلال اللقاء "استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أكد، في رحلاته الأخيرة إلى المنطقة، على أنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ قرارات "صعبة"، والتحرك نحو حل الدولتين إذا كانت تريد تحقيق هذا التطبيع مع السعودية وإذا كانت تريد دعم جيرانها العرب للأمن وإعادة الإعمار في غزة.
السلام في اليمن لا يزال بعيدا
قالت الباحثة هيلين لاكنر إن استراتيجية الرئيس الأمريكي جوبايدن بشأن وقف الهجمات الإيرانية قد أخفقت، تماما وان البلد الذي يشهد حربا مدمرة منذ سنوات، أصبح السلام فيه بعيد المنال.
وذكرت الكاتبة في مقالة نشرتها وسائل إعلام غربية إنه "في يناير 2021 ، اتخذ جو بايدن ثلاث خطوات رئيسية على أمل إنهاء الحرب في اليمن، من خلال قيامه بإزالة الحوثيين من تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية الذي تم الإعلان عنه في الأيام الأخيرة من ولاية دونالد ترامب، وتعين تيم ليندركينغ مبعوثا خاصا إلى اليمن، وإعلانه أن واشنطن ستتوقف عن دعم العمليات الهجومية السعودية في اليمن، وأعلن أن الحرب في اليمن يجب أن تنتهي.
ولفتت الكاتبة إلى ان الإعلان الأمريكي الصادر عن بايدن، جعل النظام السعودي، بقيادة ولي عهد محمد بن سلمان، يعمل على إخراج نفسه من المستنقع اليمني، لذلك لم يتم استقبال الموقف الأمريكي الجديد بالعداء من الرياض الذي كان يتوقعه.
وقالت الكاتبة إن غالبية اليمنيين يدعمون أعمال الحوثيين لدعم فلسطين، حتى لو كانوا غير راضين عن حكم الحوثيين. يأتي الدعم الصريح الوحيد للضربات الأمريكية والبريطانية داخل اليمن من الحرس الثوري الإيراني، الذي طلب عدد من قادته استكمال الضربات بالعتاد والتدريب والدعم العسكري الآخر لمحاربة الحوثيين وهزيمتهم بطريقة أو بأخرى.
ومع ذلك، تقول هيلين لاكنر "إن شعبية الحوثيين، الذين ينظر إليهم على نطاق واسع على أنهم يدافعون عن الفلسطينيين، قد ارتفعت بشكل حاد في الداخل والخارج، وخاصة في البلدان العربية وذات الأغلبية المسلمة.
وأضافت "إذا صعدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من تورطهما في الصراع اليمني - وهو احتمال أصبح أكثر احتمالا بسبب الضربة الحوثية القاتلة - فإن احتمالات تدهور الوضع تلوح في الأفق ، والتي تذكرنا بشكل متزايد بالعراق أو أفغانستان منذ عقود.
وقالت "لسوء الحظ، في غياب أي احتمال فوري لإنهاء التدمير الكارثي الذي تشنه إسرائيل لغزة، تبدو آفاق السلام في اليمن بعيدة على نحو متزايد".