"ذروة الصراع الداخلي في إيران"..

هل ينجح بزشكيان في تحقيق التوافق؟ تحديات ضخمة تواجه الرئيس الجديد (ترجمة)

نشرت صحيفة "هم ميهن" تقريراً مفصلاً بعنوان "حملة وجهاً لوجه، حملة النصر" يتناول الحملة الانتخابية لبزشكيان. يظهر هذا التقرير أنه على الرغم من التحديات الأولية في تنظيم المقر الانتخابي، فإن ثقة بزشكيان في جبهة الإصلاحيين والإجماع غير المسبوق للأحزاب الإصلاحية لعبت دوراً مهماً في نجاحه.

الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان

ماريا هاشم
ناشطة إعلامية وسياسية جنوبية - تكتب باسم مستعار لأسباب خاصة بها -
طهران

تشهد الساحة السياسية الإيرانية حالة من الانقسام العميق بين أجنحة النظام وداخل كل جناح، والتي بلغت ذروتها بعد مقتل إبراهیم الرئيسي وتولي بزشكيان منصبه. يعكس هذا الصراع الداخلي تحديات كبيرة تتعلق بشرعية النظام، السياسة الخارجية، وقابليته للإصلاح، مما قد يؤدي إلى أزمات سياسية خطيرة في المستقبل القريب. 

تشير صحيفة "ابتكار" إلى "الأخطاء الفادحة للمحافظين التي أدت إلى هزيمتهم". هذا يدل على أن الجناح المحافظ ارتكب أخطاء استراتيجية في تقييم الوضع السياسي للبلاد. تتحدث صحيفة "همدلي" عن "الجرح المفتوح للمحافظين"، مما يشير إلى ضعف هذا الجناح بعد الهزيمة الانتخابية. قد يؤدي هذا الانقسام إلى تغييرات جوهرية في هيكل السلطة وصنع القرار في البلاد.

الزيادة في نسبة المشاركة من 39% في الجولة الأولى إلى 49.8% في الجولة الثانية (المصدر: صحيفة هم ميهن) تشير إلى زيادة اهتمام الناس بالمشاركة السياسية. ومع ذلك، تثير صحيفة "فرهيختكان" الشكوك حول صحة هذه الأرقام بطرح السؤال "من أين جاءت الزيادة 10% في المشاركة؟". يمكن أن يكون لهذا التحدي للشرعية تأثير عميق على الاستقرار السياسي للبلاد في المستقبل.

تصف صحيفة "شرق" بزشكيان بأنه "رئيس توافقي"، لكن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت المؤسسات المعينة مثل مجلس صيانة الدستور والحرس الثوري ستتعاون مع برامجه. تشير صحيفة "اعتماد" إلى هذا التحدي بطرح السؤال "50 يومًا تاريخيًا للوفاق الوطني؟!". يمكن أن يؤدي هذا الصراع إلى جمود سياسي خطير في المستقبل.

تتحدث صحيفة "هم ميهن" عن "رسالة فوز بزشكيان للغرب". يعتقد بزشكيان أن "إيران وقعت في قفص اقتصادي نتيجة سياستها الخارجية." هذا الرأي يتعارض مع موقف جليلي الذي يقول: "يمكن لإيران أن تتقدم من خلال إقامة علاقات اقتصادية أقوى دون الغرب." يمكن أن يؤدي هذا الاختلاف في الرأي إلى توترات خطيرة في السياسة الخارجية الإيرانية.

تتحدث صحيفة "جوان" عن "الولادة الجديدة للثورة وموت الإصلاحية والمحافظة". يظهر هذا الرأي أنه حتى داخل النظام، يعتقد البعض أن عصر التقسيمات التقليدية قد انتهى. تأمل صحيفة "هم ميهن" في إحياء حركة الإصلاح بمقالها "الإصلاح مرة أخرى". يمكن أن يؤدي هذا التناقض في وجهات النظر إلى أزمة هوية سياسية في إيران.

تشير صحيفة "اعتماد" إلى "المشاكل القادمة"، مما يدل على توقع صعوبات للحكومة الجديدة. تشير صحيفة "جهان صنعت" بعنوانها "بزشكيان يجب ألا يخاف" إلى الضغوط المحتملة على الرئيس الجديد. يمكن أن تحد هذه التحديات بشدة من قدرة بزشكيان على تنفيذ برامجه.

في المجمل، تظهر هذه الحقائق أن الانتخابات الأخيرة، بدلاً من حل المشاكل الداخلية للنظام، قد عمقت الانقسامات القائمة. يدور الصراع الداخلي للنظام حول محاور مختلفة بما في ذلك شرعية النظام والسياسة الخارجية وقدرة النظام على الإصلاح من الداخل. يمكن أن تؤدي هذه التوترات إلى أزمات سياسية خطيرة في المستقبل القريب وقد تواجه حتى الهيكل السياسي للبلاد بتحديات أساسية. يواجه بزشكيان كرئيس جديد المهمة الصعبة المتمثلة في تحقيق التوازن بين مطالب الشعب وقيود النظام، في حين أن الفصائل السياسية المختلفة تسعى كل منها لفرض وجهة نظرها.

 

"الصراع الخفي داخل النظام": التوترات الداخلية بعد الانتخابات الرئاسية

بعد فوز مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ظهرت التوترات الداخلية للنظام بشكل واضح. وقد تناولت الصحف المختلفة هذا الموضوع، كل من زاويته الخاصة.

كتبت صحيفة "هم ميهن" في مقال بعنوان "الخوف من المناظرة" عن موضوع المناظرات الانتخابية وتأثيرها على نتيجة الانتخابات. وجاء في الصحيفة: "المناظرات الانتخابية التي تحولت في الدورات السابقة إلى واحدة من أكثر البرامج التلفزيونية جاذبية، واجهت في هذه الدورة استقبالاً أقل. يمكن إرجاع سبب ذلك إلى طريقة إجراء المناظرات والقيود المفروضة على المرشحين. ومع ذلك، فإن هذه المناظرات المحدودة تمكنت من التأثير على نتيجة الانتخابات."

وفي مقال آخر بعنوان "استجواب زاكاني بعد نشر فيديو مثير للجدل؟"، تناولت الصحيفة نفسها موضوع نشر فيديو لعليرضا زاكاني، عمدة طهران. وجاء في المقال: "أثار نشر فيديو لزاكاني يتحدث فيه صراحة عن التزوير في الانتخابات موجة من ردود الفعل. وقد طالب بعض أعضاء البرلمان باستجوابه، ويمكن أن يتحول هذا الموضوع إلى أحد التحديات الجدية للحكومة الجديدة."

وكتبت صحيفة "آرمان ملي" في مقال بعنوان "الهروب إلى الأمام بحصان مسرج" عن ردود فعل الجناح المعارض على نتيجة الانتخابات. وجاء في الصحيفة: "بعض الشخصيات المحافظة، بإنكارها لحقيقة الهزيمة في الانتخابات، تحاول الهروب إلى الأمام. فهم يحاولون، من خلال طرح ادعاءات بالتزوير والتلاعب بالأصوات، تشويه شرعية الحكومة الجديدة."

وتناولت صحيفة "جهان صنعت" في مقال بعنوان "الغرفة المظلمة للحكومة الظل" موضوع الجهود الخفية للتأثير على الحكومة الجديدة. وكتبت الصحيفة: "تشير الأدلة إلى أن مجموعة من الشخصيات المقربة من الجناح المحافظ تحاول، من خلال إنشاء حكومة ظل، التأثير على قرارات الحكومة الجديدة. هذه الإجراءات يمكن أن تخلق تحديات جدية لحكومة بزشكيان."

وفي مقال آخر بعنوان "تحذير؛ عرقلة الحكومة الظل ضد بزشكيان"، تناولت صحيفة "آرمان ملي" هذا الموضوع وكتبت: "بعض الشخصيات المقربة من الحكومة السابقة تحاول، من خلال خلق العقبات والعراقيل، الحد من صلاحيات الحكومة الجديدة. هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي إلى توترات خطيرة في هيكل السلطة."

وانتقدت صحيفة "كيهان" في مقال بعنوان "لماذا يصورون 'الحصان المسرج' على أنه 'أرض محروقة'؟" نهج الإصلاحيين. وكتبت الصحيفة: "يحاول الإصلاحيون، من خلال طرح ادعاء تسليم أرض محروقة، تبرير أوجه القصور المحتملة للحكومة المقبلة. هذا في حين أن الحكومة الحالية بذلت كل جهدها لتحسين أوضاع البلاد."

وتناولت صحيفة "جوان" في مقال بعنوان "الاعتراضات على تغريدة رئيس جبهة الإصلاحات حول حكومة بزشكيان" ردود الفعل على تصريحات محمد رضا عارف. وكتبت الصحيفة: "واجهت تغريدة عارف حول ضرورة الدعم الشامل لحكومة بزشكيان ردود فعل متباينة. يرى البعض هذه التصريحات علامة على الخلافات الداخلية للإصلاحيين."

تظهر هذه التوترات والخلافات أن فوز بزشكيان في الانتخابات هو بداية لمرحلة جديدة من المنافسات السياسية في إيران. التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة، بما في ذلك مواجهة "الحكومة الظل" ومحاولة الحفاظ على التماسك الداخلي لجبهة الإصلاحيين، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستقبل البلاد السياسي.

الانتخابات الرئاسية الإيرانية: التحديات والآفاق

انتهت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة بفوز مسعود بزشكيان، ممثل التيار الإصلاحي. وقد أثارت هذه النتيجة ردود فعل متباينة بين الأجنحة السياسية ووسائل الإعلام في البلاد.

نشرت صحيفة "هم ميهن" تقريراً مفصلاً بعنوان "حملة وجهاً لوجه، حملة النصر" يتناول الحملة الانتخابية لبزشكيان. يظهر هذا التقرير أنه على الرغم من التحديات الأولية في تنظيم المقر الانتخابي، فإن ثقة بزشكيان في جبهة الإصلاحيين والإجماع غير المسبوق للأحزاب الإصلاحية لعبت دوراً مهماً في نجاحه.

تناولت صحيفة "شرق" مستقبل حكومة بزشكيان في مقالين منفصلين. في مقال بعنوان "تحذير؛ لا تحرقوا فرصة بزشكيان"، أكدت الصحيفة على أهمية دعم الحكومة الجديدة وتجنب العرقلة. وفي مقال آخر بعنوان "كن رئيساً لإيران وليس مسعود بزشكيان!"، دعت "شرق" بزشكيان للعمل بما يتجاوز الانقسامات السياسية.

نشرت صحيفة "اعتماد" مقالاً بعنوان "الحكومة الرابعة عشرة والحلم المضطرب لاختيار وزير النفط" يتناول التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة في اختيار مجلس الوزراء، خاصة وزير النفط. كما تناولت الصحيفة في مقال آخر خطاب "العدالة الديمقراطية" لبزشكيان.

أكدت صحيفة "جهان صنعت" في مقال بعنوان "بزشكيان يحتاج إلى أكثر من هذا للنجاح" على ضرورة الاهتمام بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

أشارت صحيفة "آرمان ملي" في مقال بعنوان "تحذير؛ عرقلة الحكومة الظل ضد بزشكيان" إلى الجهود المحتملة لبعض المجموعات لعرقلة مسار الحكومة الجديدة.

نشرت صحيفة "ابتكار" خمس توصيات من منتجب نيا لبزشكيان حول تشكيل مجلس الوزراء، مما يعكس توقعات التيار الإصلاحي من الحكومة الجديدة.

في المقابل، كان للصحف المحافظة مثل "كيهان" و"رسالت" نظرة أكثر انتقادية لفوز بزشكيان. انتقدت "كيهان" في مقال بعنوان "لماذا يصورون 'الحصان المسرج' على أنه 'أرض محروقة'؟" نهج الإصلاحيين.

تناولت صحيفة "جوان" في مقال الاحتجاجات على تغريدة رئيس جبهة الإصلاحات حول حكومة بزشكيان، مما يشير إلى الخلافات داخل التيار الإصلاحي.

بشكل عام، يظهر تحليل محتوى الصحف أن فوز بزشكيان في الانتخابات يمثل بداية مرحلة جديدة من المنافسة السياسية في إيران. يمكن أن يكون للتحديات التي تواجه الحكومة الجديدة، بما في ذلك مواجهة "الحكومة الظل" ومحاولة الحفاظ على التماسك الداخلي للجبهة الإصلاحية، تأثير كبير على مستقبل البلاد السياسي. كما أن التوقعات من الحكومة الجديدة لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد عالية جداً، وكيفية تعامل بزشكيان مع هذه التحديات يمكن أن تحدد مصير حكومته.

 

 

داعي الإسلام: فقهاء الشيعة لا يقبلون ولاية الفقيه

 

صرح حسین داعی الاسلام، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، اليوم تعليقاً على تصريحات الملا عبد الرحيم سليماني أردستاني حول ولاية الفقيه:

"إن تصريحات سليماني أردستاني تكشف بوضوح عن الأزمة العميقة والشاملة التي يعاني منها نظام ولاية الفقيه في إيران. فاعتراف أحد ملالي قم البارزين بأن 99% من فقهاء الشيعة لا يقبلون بنظرية ولاية الفقيه يؤكد ما نقوله منذ أربعة عقود بأن هذا النظام لا يمثل الإسلام الحقيقي ولا الشعب الإيراني، بل هو نظام مصطنع فرض نفسه بالقوة والخداع على الشعب الإيراني."

وأضاف داعی الاسلام: "إن كشف سليماني أردستاني عن التناقضات الصارخة في أقوال الخميني وأفعاله، وإقراره بوجود القتل والتعذيب في عهده، يثبت أن نظام ولاية الفقيه قام منذ البداية على الكذب والخداع والقمع. هذه الشهادة من داخل النظام تؤكد صحة ما كنا نقوله دائماً عن الطبيعة الإجرامية لهذا النظام وعدم شرعيته الدينية والسياسية."

وتابع: "من المهم جداً أن نلاحظ اعتراف سليماني أردستاني بأن الدستور الإيراني منح ولي الفقيه سلطات تفوق ما كان للأنبياء والأئمة. هذا يؤكد أن النظام الإيراني هو في الحقيقة دكتاتورية دينية مطلقة تتعارض مع أبسط مبادئ الديمقراطية والحرية وحتى مع المبادئ الإسلامية الأساسية. إن هذا النظام قد حول الدين إلى أداة للقمع والاستبداد، وهو ما يتناقض تماماً مع جوهر الإسلام الداعي للعدل والحرية."

وأكد داعی الاسلام: "إن هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه النظام الإيراني أزمات متلاحقة وانتفاضات شعبية متكررة. وهي تؤكد أن الوقت قد حان لإسقاط هذا النظام الفاسد وإقامة نظام ديمقراطي يفصل الدين عن الدولة ويحترم حقوق الإنسان. إن اعتراف سليماني أردستاني بأن القلة القليلة من الفقهاء الذين قبلوا بولاية الفقيه توصلوا إليها بالصدفة يكشف عن هشاشة الأساس الفكري لهذا النظام."

وأضاف: "إن ما كشفه سليماني أردستاني عن الفجوة الهائلة بين وعود الخميني وما تم تطبيقه فعلياً يؤكد ما كنا نقوله دائماً عن خداع الثورة الإيرانية. فقد وعد الخميني بعدم تدخل رجال الدين في الشؤون التنفيذية، لكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث تم تأسيس نظام ثيوقراطي يسيطر فيه رجال الدين على كل مفاصل الدولة."

واستطرد داعی الاسلام قائلاً: "إن اعتراف سليماني أردستاني بأنه لم يكن يتوقع حدوث قتل وتعذيب في عهد الخميني، ثم رؤيته لذلك لاحقاً، يكشف عن حجم الخداع الذي مارسه النظام حتى على أتباعه المقربين. هذا يؤكد أن نظام ولاية الفقيه قام على أساس من الكذب والتضليل، وأنه سرعان ما كشف عن وجهه الحقيقي القمعي بمجرد وصوله إلى السلطة."

وشدد على أن "هذه التصريحات تمثل اعترافاً صريحاً من داخل النظام بفشل تجربة ولاية الفقيه وعدم شرعيتها الدينية والسياسية. وهي تؤكد صحة موقف المقاومة الإيرانية التي طالما نادت بضرورة إسقاط هذا النظام وإقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويفصل الدين عن الدولة."

واختتم داعی الاسلام حديثه قائلاً: "ندعو المجتمع الدولي إلى الاستماع لصوت الشعب الإيراني ودعم نضاله من أجل الحرية والديمقراطية. إن خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر تقدم البديل الديمقراطي الذي يتطلع إليه الإيرانيون. حان الوقت لدعم المقاومة الإيرانية في نضالها لإسقاط نظام ولاية الفقيه وبناء إيران حرة وديمقراطية. إن هذه التصريحات من داخل النظام تؤكد أن التغيير في إيران بات حتمياً، وأن على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله العادل ضد هذا النظام الديكتاتوري."