"الرياض تدير ظهرها لواشنطن وتختار المصالحة"..

"قاعدة جزيرة العرب" ذراع إيرانية جديدة ودعوات أمريكية لتحالف سني ضد طهران

كان الهدف للسعودية من المصالحة مع إيران، الوصول إلى اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، لكن حركة حماس استبقت ذلك بهجوم واسع في اكتوبر الماضي، على إسرائيل، لتقوم تل أبيب بردة فعل كبيرة من خلال عدوان واسع على قطاع غزة.

دور محوري لإيران في دعم عمليات القاعدة الإرهابية في المنطقة - أرشيف

ماريا هاشم
ناشطة إعلامية وسياسية جنوبية - تكتب باسم مستعار لأسباب خاصة بها -
طهران

دعا سياسيون أمريكيون إلى تحالف الدول العربية السنية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ملقين باللوم على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سمح بإطالة الحرب في فلسطين، على حساب التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، التي اختارت المصالحة مع إيران، عوضاً عن الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ضد وكلاء نظام الملالي، الذي أصبح لديه ذرع جديدة في اليمن إلى جانب الحوثيين "وهو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وفي فبراير الماضي، وضعت المملكة العربية السعودية جملة من الشروط للتطبيع مع إسرائيل، وذلك في اعقاب تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض أشار فيها إلى مناقشات "إيجابية" بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل على الرّغم من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيانها إنّ " لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة".
وفي مارس/ اذار من العام الماضي، اختارت السعودية المصالحة مع إيران بوساطة صينية عقب سنوات من القطيعة، وتدخل الرياض على رأس تحالف عشر دول عربية في حرب ضد الأذرع الإيرانية في اليمن.
ودائما ما يتحدث مسؤولون وسياسيون سعوديون عن دور أمريكي في دعم الحوثيين في اليمن، لابتزاز المملكة العربية السعودية، لكن واشنطن تؤكد على مساندتها للرياض، لكن ترأس بايدن للولايات المتحدة، تسبب بتوتر العلاقة مع الرياض بعد ان رفع بايدن الحوثيين من قوائم الإرهاب الأمريكية، الأمر الذي غضب هذا الموقف السعودية.
وعاد بايدن في مساندته لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، بوضع الحوثيين على قوائم الإرهاب، لتعترض الرياض على ذلك وتفضل المضي في حوارات مفتوحة إيران وأذرعها بعيدا عن التحالف الدولي الرامي الى وقف هجمات الحوثيين على خطوط الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
كان الهدف للسعودية من المصالحة مع إيران، الوصول إلى اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، لكن حركة حماس استبقت ذلك بهجوم واسع في اكتوبر الماضي، على إسرائيل، لتقوم تل أبيب بردة فعل كبيرة من خلال عدوان واسع على قطاع غزة.


تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ذراع إيرانية جديدة


وأكد مصدر مسؤول في المعارضة الإيرانية في الخارج إنهم تحصلوا على معلومات جديدة بشأن تحالفات جديدة، خلقها النظام الإيراني مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب – وهو أشد فروع التنظيم تطرفاً"، بعد أن أصبح ذراعاً جديدة لطهران إلى جانب الحوثيين، الذين قالت تل ابيب انهم قتلوا مدني على الأقل واصابوا أربعة في هجوم بطائرة مسيرة أطلقت من اليمن، يوم الجمعة الـ19 من يوليو/ الجاري.
وأعلن الحوثيون الموالون لإيران، عن استهداف إسرائيل بطائرة مسيرة، كبيرة وبعيدة المدى ضربت العاصمة الإسرائيلية وأودت بحياة مدني وأربعة جرحى، وفق ما أعلن عن الإعلام العبري.

وتوقعت مصادر في المعارضة الإيرانية – تحدثت إلى صحيفة اليوم الثامن – "قيام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بشن هجمات إرهابية، خاصة بعد ان تأكد حصول التنظيم على "طائرات مسيرة إيرانية الصنع"؛ الأمر الذي يؤكد على ضرورة تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في جنوب اليمن، حيث تقاتل القوات منذ نحو عاميين التنظيم الذي تعرض لانتكاسات كبيرة قبل ان يلجأ إلى التحالف مع الحوثيين ويشن عدة هجمات بواسطة طائرة إيرانية الصنع أوقعت ضحايا في صفوف قوات مكافحة الإرهاب المنضوية تحت سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال مصدر مسؤول لـ(اليوم الثامن) "إن التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، تشير إلى دور محوري لإيران في دعم الجماعات الإرهابية مثل القاعدة، من خلال تعاون يجري خلف الكواليس، الأمر الذي يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والعالمي.
وقالت الجبهة الوطنية المتحدة لأفغانستان، إن النظام الإيراني تعهد بتغطية تكاليف إسكان وتدريب مقاتلي القاعدة في أفغانستان وكذلك تمويل عمليات هذه الجماعة في الشرق الأوسط في إطار اتفاق سري مع طالبان والقاعدة. تم التوصل إلى هذه الاتفاقات في اجتماعات سرية عقدت في طهران.
وأشارت إلى أن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وممثل رفيع المستوى من طالبان وسيف العدل، زعيم القاعدة الحالي، اجتمعوا سرًا في طهران في أكتوبر 2021 واتفقوا على أن تتعاون جميع فروع القاعدة والجماعات المرتبطة بالحرس الثوري في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع السري على أن توفر طالبان المساحة والأدوات اللازمة لتدريب مقاتلي القاعدة في أفغانستان، بينما يتكفل الحرس الثوري بتغطية نفقات هذه الجماعة في أفغانستان وتمويل عمليات القاعدة في المنطقة.
وفقًا للجبهة الوطنية المتحدة لأفغانستان، كان هذا أول اجتماع وجهاً لوجه مسجل بين هؤلاء الثلاثة الكبار من الحرس الثوري وطالبان والقاعدة. كانت هناك تقارير عديدة سابقة عن العلاقات الوثيقة بين النظام الإيراني والقاعدة.
في مارس 2024، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن النظام الإيراني سمح للقاعدة منذ عام 2009 بتسهيل أنشطتها الإرهابية عبر قناة اتصال رئيسية في إيران، ونقل الأموال والمقاتلين إلى جنوب آسيا وسوريا ومناطق أخرى. وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، يستمر النظام الإيراني في توفير ملاذ آمن لقادة القاعدة الكبار على الأراضي الإيرانية.
أعلنت الجبهة الوطنية المتحدة لأفغانستان في أبحاثها أنه بعد اجتماع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري مع ممثلي القاعدة وطالبان، تم التوصل إلى اتفاق سلام بين الحوثيين في اليمن والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي لا يزال مستقرًا. كما أن أحد نتائج هذا الاجتماع الذي تم تنفيذه الآن هو تعاون القاعدة مع الجماعات المتحالفة مع النظام الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، بما في ذلك حزب الله.
ذكرت صحيفة التلغراف في 4 مايو عن توسيع التعاون بين الحوثيين والقاعدة في اليمن. وفقًا لهذا التقرير، الحوثيون الذين كانوا يعتبرون أعداء للقاعدة، يقدمون لهم الآن أسلحة وطائرات بدون طيار، وقد تبادل الطرفان الأسرى.
أفادت الجبهة الوطنية المتحدة لأفغانستان أيضًا في أبحاثها أنه بعد تطورات طهران في أكتوبر 2021، زادت عمليات تجنيد القاعدة وعدد المراكز التدريبية في أفغانستان بشكل كبير. وفقًا لهذه الأبحاث، فإن تعزيز القدرات المالية للقاعدة مكن هذه الجماعة من بناء المزيد من المنازل والمعسكرات لأعضائها القادمين إلى أفغانستان من الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأعلنت الأمم المتحدة في تقرير صدر في فبراير 2023 أن سيف العدل، زعيم القاعدة، يعتقد أنه واصل أنشطته في إيران تحت حماية النظام الإيراني لسنوات. حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني السابق، نفى إقامة سيف العدل في إيران ووصف نشر هذه الأخبار بأنه "إيرانوفوبيا".
الخاتمة
وفقًا للجبهة الوطنية المتحدة، أعرب قاآني عن رضاه عن عودة طالبان في أفغانستان بعد اجتماعه مع ممثل طالبان في طهران في أكتوبر 2021، وقال: "لقد قمنا بعمل عظيم، والآن يجب علينا طرد الأمريكيين من الشرق الأوسط." هذه التصريحات تشير إلى عزم النظام الإيراني على تعزيز علاقاته مع الجماعات الإرهابية وزيادة نفوذه في المنطقة.
هذه التقارير تظهر أن دور إيران في دعم الجماعات الإرهابية مثل القاعدة لا يقتصر فقط على الدعم المالي واللوجستي، بل يشمل أيضًا إنشاء تحالفات أوسع وتعزيز التعاون الإقليمي. هذه التحولات تتطلب اهتمامًا جديًا من المجتمع الدولي واتخاذ إجراءات مناسبة لمواجهة هذه التهديدات.

دعوة أمريكية لتحالف سني ضد إيران والسعودية تختار المصالحة


دعا سياسيون أمريكيون إلى ما اسموه تحالف الدول العربية السنة ضد إيران، وذلك في اعقاب هجوم شنته الأذرع الإيرانية في اليمن بواسطة طائرة مسيرة، وصل تل ابيب وأوقع ضحايا قال الإعلام الإسرائيلي "انهم مدنيون".
واتهم السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس، الذي تم اختياره يوم الاثنين كمرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري، الرئيس الأمريكي جو بايدن بجعل هزيمة إسرائيل لحماس “أكثر صعوبة”، مدعيا أن سياساته تطيل الحرب دون داع وتمنع التقارب الإسرائيلي السعودي؛ في تأكيد على وجود مخاوف أمريكية من طريق المصالحة الذي اختطته الرياض تجاه طهران.
وقال فانس، المؤلف الأكثر مبيعا والعضو الجديد في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، إن إسرائيل يجب أن تنتصر وتنهي الحرب في غزة “بأسرع وقت ممكن”، لتمكين “الإسرائيليين والدول العربية السُنية” من تشكيل جبهة موحدة ضد إيران.
وفي حديثه إلى قناة “فوكس نيوز” يوم الاثنين، اتفق فانس مع تصريح المذيع شون هانيتي بأن بايدن “استسلم للحرب على الإرهاب” بفشله في دعم إسرائيل بشكل كافٍ في حربها على حماس، والتي اندلعت بعد هجوم الحركة المفاجئ في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل ما يقارب من 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وقال فانس عن سياسة الرئيس الأمريكي في حرب غزة “ما فعله بايدن هو الأسوأ على الإطلاق. لقد أطال أمد الحرب، حرب إسرائيل للقضاء فعليا على حماس، ولكن في هذه العملية، جعل من الصعب علينا التحرك حقًا نحو سلام مستدام”.
وأضاف: “تريد حدوث أمرين. الأمر الأول هو أنك تريد إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، لأن كلما طالت مدة الحرب أصبح وضع إسرائيل أكثر صعوبة”.
“لكن ثانيا، بعد الحرب، تريد إعادة تنشيط عملية السلام بين إسرائيل والمملكة السعودية والأردنيين وما إلى ذلك”.
“أهم قضية دبلوماسية لإدارة ترامب قد تكون اتفاقيات إبراهيم”، أضاف فانسفي وقت لاحق، في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الإدارة في عام 2020 بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وأضاف: “لم أكن أتوقع أن أرى ذلك في حياتي”.
وقال فانس إن “اتفاقيات إبراهيم أظهرت وعدًا حقيقيًا بتوحيد الإسرائيليين مع بعض الدول العربية السُنية”، مؤكدًا أنه “يتعين تمكين الإسرائيليين والدول العربية السُنية من العمل معًا وتوفير توازن فعلي لإيران”.
وأضاف، في إشارة على ما يبدو إلى الضربات الأمريكية على وكلاء إيران في الشرق الأوسط، “يدرك الكثير من الناس أننا بحاجة إلى القيام بشيء ما مع إيران، ولكن ليس هذه الغارات الصغيرة الضعيفة”.
وقال فانس، وهو جندي مشاة بحرية أمريكي سابق “أهم جزء في عقيدة ترامب في السياسة الخارجية هو أنك لا ترسل قوات أمريكية إلا إذا كنت مضطر لفعل ذلك، ولكن عندما تفعل ذلك، فإنك تضرب بقوة”.
وقال: “إذا كنت ستضرب الإيرانيين، فاضربهم بقوة”، مؤكدا أن ترامب فعل ذلك بالضبط عندما أمر باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في أوائل عام 2020.
وأضاف أنه على النقيض من الانتقادات التي قالت إن الاغتيال سوف يؤدي إلى “حرب أوسع نطاقا”، فإنه “في الواقع جلب السلام، وكبح جماح الإيرانيين وأبطأهم قليلا”.
وقد ادعى فانس أن “جو بايدن لم يفعل شيئًا. لديك البنية التحتية هناك، لإضعاف إيران، وتعزيز حليفتنا إسرائيل. لم يفعل جو بايدن شيئًا بها، وسيعمل دونالد ترامب على تنشيطها”.
وأضاف أن إسرائيل “ليس لديها صديق أفضل من دونالد ترامب”.
واتهم المرشح لمنصب نائب الرئيس بايدن أيضًا بالفشل في السعي لتحقيق الاستقلال الأمريكي في مجال الطاقة.
وقال فانس: “نحن نجلس على السعودية من الغاز الطبيعي في أوهايو وبنسلفانيا. ويفضل جو بايدن شراء هذه المواد من إيران بدلا من شرائها من عمال بنسلفانيا”.
ولم يتضح ما كان قصد فانس، حيث إن الولايات المتحدة لا تشتري النفط من إيران ولديها عقوبات مفروضة على الدول التي تجري تجارة بترولية كبيرة مع البلاد.
وقال فانس: “يمكننا أن نصبح المصدر الرئيسي للطاقة في العالم. وهذا من شأنه أن يضعف روسيا وإيران وبعض الأنظمة الأخرى”.
وأكد السيناتور الأمريكي على معارضته لمتابعة الدعم الأمريكي لكييف في حربها الدفاعية ضد روسيا التي غزت أوكرانيا في عام 2022. وأصبح الدعم المستمر قضية ساخنة بين الجمهوريين، حيث يعارضه بشدة أنصار سياسة ترامب الانعزالية “أمريكا أولا”.