ميزان القوى الإقليمي..
اجتماع خليجي-روسي في الرياض: هل تنجح موسكو في توسيع نفوذها بالشرق الأوسط؟
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الخليجي-الروسي في الرياض، أن حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وحذر لافروف من أن استمرار التصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط ويفتح الباب أمام مزيد من التوترات.
عُقد في العاصمة السعودية الرياض، يوم الاثنين، اجتماع خليجي-روسي لبحث التطورات في قطاع غزة والتصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، في وقت تسعى فيه موسكو لتعزيز نفوذها الإقليمي، ما يثير قلق الولايات المتحدة.
يأتي الاجتماع على هامش الدورة الـ161 لمجلس التعاون الخليجي على المستوى الوزاري، والتي ستشهد أيضاً اجتماعات مشتركة مع وزيري خارجية الهند والبرازيل. ووفق ما نقلته قناة "الإخبارية السعودية" الرسمية، فإن الاجتماع الوزاري السابع للحوار الاستراتيجي بين دول الخليج وروسيا يهدف إلى تعزيز العلاقات وتبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الأمنية الإقليمية والعالمية.
وخلال الاجتماع، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن سعادته بزيارة المملكة، مؤكدًا أن حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وحذّر لافروف من أن استمرار التصعيد في غزة قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن التصعيدات المتزايدة تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة نتيجة التصعيد الإسرائيلي المستمر. وأكد أن الهدف الأساسي هو الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.
وعلى صعيد آخر، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظرائه من روسيا والهند والبرازيل في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية وبحث سبل تعزيز التعاون في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويثير الاجتماع الخليجي-الروسي مخاوف لدى الولايات المتحدة، التي تسعى إلى عزل روسيا على الساحة الدولية في ظل العقوبات المفروضة عليها بسبب الحرب على أوكرانيا. ومع ذلك، لم تتمكن واشنطن من تحقيق نجاح كامل في هذه الجهود، خاصة مع استمرار الدول الخليجية، بما فيها السعودية، في تعزيز علاقاتها مع موسكو، بما في ذلك رفض زيادة إنتاج النفط في 2022 وفق طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتزايد التعاون بين الدول الخليجية وروسيا، خاصة في المجالين العسكري والاقتصادي، إذ باتت روسيا تتدخل في العديد من الصراعات الإقليمية من سوريا إلى ليبيا، وصولًا إلى منطقة الساحل الأفريقي.
في غضون ذلك، يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة، مدعومًا بشكل كبير من الولايات المتحدة، حيث أسفر حتى الآن عن أكثر من 135 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط دمار هائل ومجاعة تهدد القطاع. ورغم القرارات الدولية، تواصل إسرائيل حربها متجاهلة دعوات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بوقف الأعمال العدائية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.