"حزب الإصلاح ودوره في دعم التطرف"..

بين السياسة والدين: كيف ساهم الإخوان في تفاقم الحرب الأهلية اليمنية؟

رفع الإخوان كرت "لا لتوريث الحكم" انقلابا على الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في آخر حدث انتخابي، ثم فجروا الفوضى عام 2011, وفتحوا أبواب الساحات من صنعاء إلى تعز أمام الحوثيين للقدوم من صعدة، ما وفر لهم فرصة استكمال تغلغلهم في مفاصل البلد.

التحولات السياسية لحزب الإصلاح في ضوء علاقته بالحوثيين

اليمن

من منفاه الاختياري في الخارج، أطل زعيم إخوان اليمن عشية تأسيس ذراعها السياسي، حزب الإصلاح، الذي أُسس في ظل ظروف ملتبسة ليكون غطاءً سياسياً لجماعات تُتهم بالإرهاب. كان هذا التنظيم، الذي نشأ في اليمن في الأربعينيات بفضل جهود رجل الدين الجزائري "الفضيل الورتلاني"، قد استمر في التفشي حتى 13 سبتمبر/أيلول 1990، عندما جرى تأسيس حزب الإصلاح ليكون بمثابة ذراع سياسية للتنظيم.

تاريخ من الصراع والعنف

لم يكن تأسيس "الإصلاح" مجرد استجابة لـ"إعلان التعددية السياسية" كما ادعى زعيم التنظيم محمد اليدومي، بل كان جزءاً من مخطط للوصول إلى الحكم وإفشال اتفاق الوحدة الطوعية بين شطري اليمن. تزامن مع هذا التأسيس حملة تكفير واسعة ضد الحزب الاشتراكي الذي قاد الوحدة، مما أدى إلى اغتيالات طالت نخب الجنوب وقادته، وأشعل فتيل حرب 1994 بين شطري اليمن.

كان حزب الإصلاح يدعم في خفاء التنظيمات المتطرفة، وكان له دور بارز في دعم القاعدة وجماعات "الأفغان العرب". خلال فترة حكمه، لعب الحزب دوراً محورياً في تأسيس "جامعة الإيمان" لتخريج أجيال جديدة من المتطرفين، وأعطى حماية سياسية لإرهابيين بارزين.

تأجيج الصراع السياسي

على مدى السنوات، استخدم حزب الإصلاح كل وسيلة ممكنة لضمان مصالحه، سواء من خلال التلاعب بالسياسات الداخلية أو عبر التأثير على الأحداث الإقليمية. بينما كانت الحوثيون يتمددون، كانت الجماعة الإخوانية تفتح جبهات داخلية لزعزعة استقرار اليمن، وكانت لها اليد الطولى في تسريب المعلومات للقاعدة وضمان عدم استقرار النظام.

مع اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، فتح الإخوان أبواب الساحات أمام الحوثيين، مما ساهم في سقوط صنعاء بيدهم. حتى بعد التدخل السعودي في مارس/آذار 2015، ظل حزب الإصلاح يعرقل جهود الحكومة المعترف بها دولياً وأغرق البلاد في أزمات سياسية معقدة.

مصالحة غير متوقعة

منذ عام 2023، بدأت تظهر تغييرات في علاقة الإخوان بالحوثيين. فقد سعى الإخوان لتصحيح وضعهم السياسي وتبديل قياداتهم في محاولة لإعادة بناء نفوذهم. تزامنت هذه الجهود مع سلسلة من اللقاءات السرية بين حزب الإصلاح وضباط في الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى اللقاءات العلنية مع الحوثيين في صنعاء.

في يوليو/تموز 2024، أقدم الحوثيون على إعادة ممتلكات ومنازل لأعضاء حزب الإصلاح، وهي خطوة فسرها البعض بأنها محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين. وقد تم تبرير هذه الخطوة بوجود اتفاق ضمني بين الحوثيين والإخوان لاستعادة الأصول المفقودة بعد سنوات من المصادرة.

دعوة للتغيير

مع حلول ذكرى تأسيس حزب الإصلاح، دعا القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني أحمد المعبقي حزب الإصلاح إلى الاعتراف بخطاياه وترك "ثقافة الأقبية والغرف المظلمة" التي ساهمت في تدهور الحياة السياسية في اليمن.