تل أبيب تنفذ عملية نوعية باستهداف اجتماع لزعيم حزب الله"..
"طفح الكيل".. هل كانت إشارة "بنيامين نتنياهو" لقتل "زعيم حزب الله حسن نصر الله"؟
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجمات على المسلحين المدعومين من إيران في لبنان، وذلك في كلمة تركز عليها قدر كبير من الاهتمام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة مع تلاشي الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكنه أن يحول دون اندلاع حرب إقليمية شاملة
قالت وسائل إعلام إقليمية ودولية إن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، تعرض، تعرض، لقصف إسرائيلي عنيف ومركز في بيروت، استهدف مقره المركزي، مما أدى إلى انفجارات وسحب من الدخان في المنطقة، بعيد ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام جمعية الأمم المتحدة، أكد فيها على استمرار بلاده في الحرب ضد حزب الله، مبررا بان تلك الحرب جاءت بعد "طفح الكيل"؛ وهو ما يؤكد على ان هذا الخطاب كان بمثابة إشارة على بدء استهداف زعيم أكبر القواعد العسكرية الإيرانية في المنطقة.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن نصر الله كان من بين الأهداف، مُشيرًا إلى صعوبة نجاته من الهجوم، ووجوده في مكان القصف يُعني أن النجاة ستكون صعبة.
ووصف مسؤولون إسرائيليون التأكيد على مصير نصر الله بأنه "مبكر للغاية"، مشيرين إلى أن الأمر يعتمد على المعلومات الاستخباراتية وقد يستغرق بعض الوقت.
من جهتهم نفى مسؤولون من حزب الله التقارير عن إصابته، مؤكدين أنه في "مكان آمن" وسيصدرون بيانًا قريبًا، كما أشاروا إلى أنه قد غيّر مكانه منذ أيام.
وزعمت تقارير من وكالات مثل رويترز و"سي إن إن" أن نصر الله لا يزال على قيد الحياة، وأن المعلومات حول إصابته غير صحيحة.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي يوم الجمعة عن مصدر إسرائيلي أن الضربة كانت تستهدف الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله وأن الجيش الإسرائيلي يتحقق من مصيره.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لرويترز إن نصر الله على قيد الحياة، كما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أنه بخير.
وقال مسؤول أمني إيراني كبير لرويترز إن طهران تتحقق من وضعه.
وذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن سلسلة الغارات الجوية تسببت في تدمير أربعة مبان في الضاحية الجنوبية مع سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، وهو ما يشكل تصعيدا كبيرا للصراع بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ “ضربة دقيقة” على مقر القيادة المركزي لجماعة حزب الله الذي قال إنه “يقع تحت المباني السكنية في قلب الضاحية في بيروت”.
ويُعتبر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، شخصية محورية في المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، حيث ظل على راس قائمة شخصيات شكلت تهديدًا أمنيًا لإسرائيل، حيث يقود تنظيم حزب الله، الذي يُعد واحدًا من أقوى الحركات المسلحة في المنطقة، شهدت العلاقات بين حزب الله وإسرائيل توترات عميقة على مدار العقود الماضية، وظهرت محاولات عدة لاستهداف نصر الله ضمن إطار الصراع المستمر بين الجانبين.
منذ تأسيس حزب الله في أوائل الثمانينيات، شكّل التنظيم قوة مقاومة رئيسية ضد الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان، وتمكن من تعزيز مكانته عبر سلسلة من المواجهات المسلحة التي توجت بانسحاب إسرائيل من لبنان في عام 2000. منذ ذلك الحين، ازداد نفوذ الحزب، وخاصة بعد حرب يوليو/تموز 2006 التي شهدت مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله. ورغم انتهاء الحرب دون انتصار حاسم لأي من الطرفين، فقد عززت هذه الحرب مكانة نصر الله كقائد للمقاومة الموالية لإيران.
ومنذ العام 2006م تعتبر إسرائيل حسن نصر الله تهديدًا رئيسيًا لأمنها، ومنذ تصاعد نفوذ حزب الله، تم توثيق تقارير متعددة عن محاولات إسرائيل استهدافه. تهدف هذه المحاولات إلى إضعاف التنظيم عبر تصفية قياداته العليا. يتميز نصر الله باتباع أسلوب حياة سرّي للغاية منذ سنوات طويلة، حيث نادراً ما يظهر في الأماكن العامة ويتخذ إجراءات أمنية مشددة لتجنب الاغتيال.
في السنوات الأخيرة، ذكرت تقارير أن إسرائيل قامت بمحاولات متعددة لتعقب مكان وجود نصر الله بهدف استهدافه، سواء عبر استخدام تقنيات متقدمة أو عبر شبكات استخباراتية. ومع ذلك، بفضل الإجراءات الأمنية المكثفة التي يتبعها حزب الله، لم تنجح أي من هذه المحاولات حتى الآن.
وفي حال نجحت إسرائيل في استهداف حسن نصر الله، من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على الساحة اللبنانية والإقليمية، أبرزها اندلاع مواجهات عسكرية واسعة بين حزب الله وإسرائيل.،كما قد يُفضي الأمر إلى تصعيد الصراع في جنوب لبنان، حيث يتمتع الحزب بنفوذ عسكري كبير.
على الصعيد الإقليمي، قد يؤدي اغتيال نصر الله إلى زيادة التوترات بين حلفاء حزب الله، لا سيما إيران وسوريا، وإسرائيل، مما يعزز من احتمالية اندلاع نزاع واسع النطاق في المنطقة.
ورجح الكاتب والمحلل السياسي اليمني علي البخيتي أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد قُتل في الغارة الإسرائيلية الأخيرة، مما يُهيئ الطريق لتعيين هاشم صفي الدين كبديل عنه وأن إسرائيل قد استعدت جيدًا لهذه الحرب بعد هزيمتها في حرب 2006، مما يضاعف من حدة التوترات الإقليمية.
ويصف البخيتي حالة حزب الله بأنها مربكة ومخترقة بشكل خطير، مشيرًا إلى عجز الحزب عن الرد بشكل قوي لاستعادة توازن الرعب. ويؤكد أن استمرار هذه الحالة من الضعف قد يفتح المجال أمام إسرائيل لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، حيث أن الفرصة الحالية قد تكون تاريخية ولن تفوتها إسرائيل. وفي هذا السياق، يشير البخيتي إلى أن إيران ستواجه خيارين صعبين: إما الدخول في حرب شاملة غير متكافئة مع إسرائيل والولايات المتحدة، أو تحمل تداعيات تدمير برنامجها النووي مع الحفاظ على النظام.
ويستبعد البخيتي احتمال غزو إسرائيلي بري لجنوب لبنان، معتقدًا أن إسرائيل لا تحتاج لذلك، بل يكفيها تهجير مئات الآلاف من اللبنانيين وإبقاء الأوضاع ملتهبة.
ويرى أن هذا قد يمهد الطريق لاتفاق مستقبلي حول عودتهم مقابل عودة سكان شمال إسرائيل، تحت رعاية المجتمع الدولي، بما في ذلك تنفيذ القرار الدولي 1701 الذي يتضمن انسحاب حزب الله من مناطق معينة.
ويوضح البخيتي أن اختراق حزب الله يعود إلى حالة الفقر التي يعيشها لبنان، نتيجة لتغلغل الحزب في الدولة، مما سهل تجنيد العملاء. ويشير إلى أن الكثير من اللبنانيين لا يشعرون بالارتباط مع الأحداث في غزة، مما يزيد من الضغط على حزب الله بعد انتهاء النزاعات.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجمات على المسلحين المدعومين من إيران في لبنان، وذلك في كلمة تركز عليها قدر كبير من الاهتمام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة مع تلاشي الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكنه أن يحول دون اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وقال نتنياهو للجمعية العامة للأمم المتحدة “ما دام حزب الله اختار طريق الحرب، فلن يكون أمام إسرائيل خيار آخر، وإسرائيل لها كل الحق في التخلص من هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى منازلهم بأمان”، في إشارة إلى تصاعد العنف بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.
وأضاف “إسرائيل تحملت ذلك الوضع الذي لا يطاق لما يقرب من عام. ولقد أتيت إلى هنا اليوم لأقول طفح الكيل”.
وانسحبت عدة وفود بينما كان نتنياهو يقترب من المنصة لإلقاء كلمته فيما هتف مؤيدون.
وقال نتنياهو “بلادي في حالة حرب، وتقاتل من أجل البقاء”.
وواصلت إسرائيل قصف أهداف لجماعة حزب الله في جنوب لبنان، بينما أعرب دبلوماسيون في الأمم المتحدة عن مخاوفهم من أن تتحول الهجمات إلى حرب إقليمية شاملة.
وسعى نتنياهو في كلمته إلى إلقاء المسؤولية في الصراع على إيران العدو اللدود لإسرائيل، قائلا إن إسرائيل تدافع عن نفسها في مواجهة طهران على سبع جبهات تشمل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة وجماعة حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن.
وقال “لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع الذراع الطويلة لإسرائيل الوصول إليه. والأمر ينطبق على الشرق الأوسط بأكمله. الجنود الإسرائيليون ليسوا حملانا تُقاد إلى مذبحة وقد قاوموا بشجاعة مبهرة”.
وتابع حديثه قائلا “لدي رسالة أخرى لهذه الجمعية وللعالم خارج هذه القاعة، نحن ننتصر”.
وذكر نتنياهو في وقت سابق من يوم الجمعة أن إسرائيل ستواصل مناقشة مقترحات وقف إطلاق النار في لبنان في الأيام المقبلة، بينما حذرت واشنطن من أن المزيد من التصعيد لن يؤدي إلا لزيادة صعوبة عودة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود.
ويصر نتنياهو على مواصلة العملية العسكرية الإسرائيلية.
وقال للجمعية العامة للأمم المتحدة “سنواصل تدمير حزب الله حتى تتحقق جميع أهدافنا”.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه البرنامج النووي الإيراني، تشمل إعادة عقوبات كانت قد فرضتها الأمم المتحدة قبل رفعها في 2015 بموجب اتفاق نووي مع القوى العالمية.
وقال “أدعو مجلس الأمن إلى إعادة فرض عقوباته على إيران، لأننا جميعا يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية”.
وينتهي العمل بقرار مجلس الأمن الذي أقر الاتفاق النووي وتضمن القدرة على إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة في أكتوبر تشرين الأول 2025.
وأكد نتنياهو تعهداته السابقة بأن تمنع إسرائيل إيران من امتلاك سلاح نووي.
وقال “تسعى إيران حاليا إلى استخدام برنامجها النووي سلاحا في مواجهة السلام والأمن في جميع بلدانكم، وأؤكد لكم أن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها للتأكد من عدم حدوث ذلك”.
وفيما يتعلق بغزة ومع تعثر لمحادثات وقف إطلاق النار تقودها الولايات المتحدة، قال نتنياهو إن الحرب في القطاع يمكن أن تنتهي إذا استسلمت حركة حماس وألقت السلاح وأطلقت سراح الرهائن الذين احتجزتهم في هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضاف “سنقاتل حتى نحقق النصر، النصر الكامل، ولا بديل عنه”.
وأشار نتنياهو في كلمته إلى حضور عائلات لرهائن ممن احتجزتهم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
واندلعت الحرب عندما اقتحم مسلحون بقيادة حماس بلدات إسرائيلية في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة في غزة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وردت إسرائيل بعملية عسكرية أدت إلى انتشار الجوع والمرض وتدمير مساحات شاسعة من القطاع المحاصر ودفعت جميع سكانه تقريبا، والبالغ عددهم 2.3 مليون، إلى النزوح، فضلا عن مقتل أكثر من 41 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وأدان المسؤول الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري كلمة نتنياهو.
وقال أبو زهري لرويترز “خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب والتناقضات. وانسحاب كثير من الوفود من القاعة هي رسالة بأن أكاذيب نتنياهو لم يعد يصدقها أحد”.
وأضاف “دعوة نتنياهو حماس للاستسلام كلام فارغ فالاستسلام ليس في قاموس الحركة والمشكلة هي في وجود الاحتلال وليس فيمن يدافع عن نفسه”.
وانفعل المتحدثان قبل نتنياهو في اجتماع الجمعية العامة وضربا بقوة على المنصة أثناء حديثهما. وقال رئيس وزراء سلوفينيا روبرت جولوب “السيد نتنياهو، أوقف هذه الحرب الآن”، بينما قال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف “لا بد أن نتحرك الآن ونطالب بإنهاء فوري لسفك الدماء”.