الحرب اللبنانية – الإسرائيلية..

مقتل نصر الله: تهديدات إيرانية تلوح في الأفق وقلق إقليمي متزايد (ترجمة)

استهدفت اسرائيل الضاحية الجنوبية في بيروت وأسفرت عن مقتل نصر الله وجنرال إيراني رفيع. في ظل هذه الأجواء المتوترة، تواصل إيران اتصالاتها مع حزب الله وتبحث عن خطوات للرد، مما يثير تساؤلات حول التصعيد المحتمل في الصراع بين إسرائيل وإيران وحلفائها في المنطقة.

المرشد الأعلى الإيراني وزعيم حزب الله حسن نصر الله وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي قاسم سليماني

بيروت

تعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، يوم السبت، بالانتقام لمقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله على يد إسرائيل، وذلك في بيان صدر أثناء نقله إلى مكان آمن داخل البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة. وأعلن خامنئي الحداد لمدة خمسة أيام على مقتل نصر الله، مؤكدًا أن "دماء الشهيد لن تذهب دون ثأر".

وذكرت مصادر أن الإجراءات الأمنية لحماية خامنئي تأتي في سياق التوتر المتزايد نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتكررة على حزب الله، الذي يُعتبر الحليف الأقوى لإيران في المنطقة. وأوضحت المصادر أن إيران تتواصل باستمرار مع حزب الله ومجموعات وكيلة إقليمية أخرى لتحديد الخطوات التالية بعد مقتل نصر الله في غارة استهدفت جنوب بيروت يوم الجمعة.

في أعقاب الهجوم، وصف خامنئي الضربة بأنها "مذبحة" إسرائيلية، وأكد أن عدد القتلى في الغارة الضخمة، التي دمرت ستة مبانٍ فوق مقر حزب الله، لا يزال غير معروف. وقال إن "المجزرة التي ارتكبت بحق الشعب الأعزل في لبنان كشفت مرة أخرى شراسة الكلب المسعور الصهيوني"، معبرًا عن سياسة "قصيرة النظر" ينتهجها زعماء النظام الإسرائيلي.

وأعلنت إيران أيضًا مقتل جنرال بارز في الحرس الثوري الإيراني بجانب نصر الله في الهجوم. وفي دعوته، حث خامنئي المسلمين على "الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني وحزب الله"، مؤكدًا أن مصير المنطقة "ستحدده قوى المقاومة".

بينما لم يذكر خامنئي اسم نصر الله بشكل صريح، أشار إلى أن "المجرمين الصهاينة" أقل شأنًا من أن يتسببوا في أي ضرر كبير لبنية حزب الله. كما تطرق إلى الضغوط التي تتعرض لها قيادة حزب الله، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن مسار نصر الله سيستمر رغم مقتله، وأن "المسيرة المجيدة لقائد المقاومة ستتواصل لتحقيق الهدف المقدس في تحرير القدس". وفي الوقت نفسه، ألقى خامنئي باللوم على الولايات المتحدة في التصعيد في لبنان.

منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، تهاجم قوات حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية بشكل شبه يومي، مما أسفر عن مقتل 26 مدنيًا على الجانب الإسرائيلي، و22 جنديًا من جيش الدفاع الإسرائيلي. كما أكد حزب الله مقتل 513 عنصرًا من مقاتليه على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، بالإضافة إلى مقتل 88 عنصرًا من مجموعات إرهابية أخرى.

ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، فقد أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 630 شخصًا في لبنان، مع وجود عدد كبير من الضحايا من النساء والأطفال.