التزام بزيادة الإنتاج رغم انخفاض الأسعار..

السعودية تعزز إنتاج النفط في خطوة قد تؤثر على الاقتصاد الروسي (ترجمة)

أشارت مجلة "نيوزويك" إلى أن الرياض تعتزم التخلي عن هدف سعر النفط الخام الذي يقدر بـ 100 دولار للبرميل، مما يعكس قبولها بانخفاض الأسعار. تأتي هذه الخطوة رغم التخفيضات السابقة التي اتخذها أعضاء أوبك+ بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار، مما قد يؤدي إلى ضغوط إضافية على الاقتصاد الروسي الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.

المملكة تتخلى عن هدف سعر النفط البالغ 100 دولار في ظل زيادة الإنتاج

الرياض

ذكرت مجلة "نيوزويك" أن السعودية تستعد لزيادة إنتاج النفط، مما يُعتبر ضربة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولتمويل جهوده العسكرية في أوكرانيا. وأوضحت المجلة أن المملكة تخطط للتخلي عن هدف سعر النفط الخام الذي يقدر بـ 100 دولار للبرميل، مما يشير إلى استعدادها لقبول انخفاض الأسعار، وفقًا لما ذكرته صحيفة "فاينانشال تايمز".

ورغم تخفيضات الإنتاج السابقة التي اتخذها أعضاء أوبك+ للحفاظ على الأسعار المرتفعة، انخفضت أسعار خام برنت إلى أقل من 70 دولارًا في أوائل سبتمبر، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2021. ورغم هذا، تعتزم السعودية زيادة الإنتاج اعتبارًا من 1 ديسمبر، مما قد يؤدي إلى استمرار انخفاض الأسعار، وهو ما يمثل تحولًا عن استراتيجيتها السابقة التي كانت تركز على استقرار الأسعار.

تشير المجلة إلى أن زيادة المملكة في إنتاج النفط، خصوصًا إذا تزامنت مع انخفاض الأسعار، قد تُلحق الضرر بالاقتصاد الروسي، الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط لتمويل مجهوداته العسكرية في أوكرانيا. حيث يقول الخبراء إن هذه الخطوة قد تضغط على الميزانية الروسية وسط استمرار الغزو.

وفي تصريحاتها لمجلة "نيوزويك"، أكدت أوريسيا لوتسيفيتش، رئيسة منتدى أوكرانيا في "تشاتام هاوس"، أن النفط والغاز هما المصدران الرئيسيان لإيرادات الميزانية الروسية، مشيرة إلى أن انخفاض أسعار النفط قد يزيد من الضغوط على الميزانية.

مع زيادة السعودية للإمدادات، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار النفط العالمية، مما سيشكل ضغطًا إضافيًا على روسيا، خصوصًا في ظل العقوبات المستمرة والصراع في أوكرانيا. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقويض الاستقرار الاقتصادي في روسيا نتيجة انخفاض العائدات النفطية، التي تمول القطاعات الحكومية، بما في ذلك الجهود العسكرية.

تواجه السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، ضغوطًا متزايدة على استراتيجيتها في سوق النفط مع زيادة العرض من المنتجين خارج أوبك مثل الولايات المتحدة وضعف الطلب في الصين. كما انخفضت الأسعار بنسبة 6% حتى الآن هذا العام بسبب زيادة الإمدادات من منتجين آخرين، إلى جانب ضعف نمو الطلب في الصين، وفقًا لوكالة "رويترز".

في وقت سابق من الشهر، وافق تحالف أوبك+ على تأجيل زيادة إنتاج النفط المخطط لها في أكتوبر لشهرين، بعد انخفاض أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها منذ تسعة أشهر. ومع ذلك، يُظهر التحالف التزامه بزيادة الإنتاج في ديسمبر، حتى لو أدى ذلك إلى استمرار انخفاض الأسعار لفترة أطول.

أسعار خام برنت انخفضت حوالي 2.6% لتصل إلى 71.57 دولار بحلول الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش بعد نشر التقرير. حتى الآن، لم يرد مركز التواصل الحكومي في السعودية على طلب التعليق.

وبحسب "فاينانشال تايمز"، ترى السعودية أنها غير مستعدة للتنازل عن حصتها في السوق لصالح منتجي نفط آخرين، وتعتقد أن لديها خيارات تمويل متنوعة تشمل احتياطيات العملة الأجنبية والديون، مما يكفي لتحمل انخفاض أسعار الخام لفترة معينة. تجدر الإشارة إلى أن المملكة خفضت إنتاجها بنحو مليوني برميل يوميًا منذ أواخر عام 2022 كجزء من تخفيضات أوبك+، التي تصل حاليًا إلى 5.86 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل حوالي 5.7% من الطلب العالمي على النفط.