صراع المرجعيات الدينية..

انتحار إمام في برج بوعريريج يشعل جدلًا حول الضغوط والمضايقات في المساجد الجزائرية

الحادثة أثارت جدلاً واسعًا حول الضغوطات والمضايقات التي يتعرض لها بعض الأئمة في الجزائر، وسط مطالبات نقابية بالتحقيق وحماية الأئمة من التدخلات المتزايدة في شؤونهم.

صمت القبور ينهي صراخ إمام

الجزائر

اهتزت مدينة برج بوعريريج، شرق العاصمة الجزائر، على وقع حادثة مأساوية، حيث تم العثور على إمام مسجد مشنوقًا في حادث يُرجح أنه انتحار، وهي واقعة غير مسبوقة في أوساط الكوادر الدينية. كشفت رسالة كتبها الإمام الراحل عن تعرضه لضغوطات ومضايقات من أفراد محيطه في المسجد، في ظاهرة باتت تتكرر في بعض المساجد الجزائرية، نتيجة صراعات صامتة حول التوجهات الدينية والمذهبية.

انتحار الإمام في بلدة زمورة بمحافظة برج بوعريريج أضاف إلى سلسلة من الحوادث العنيفة التي شهدتها المؤسسات الدينية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة. تعود جذور هذه الحوادث إلى خلافات بين الأئمة ولجان المساجد حول التوجهات الدينية، والضغوط المفروضة لفرض نمط ديني معين داخل المساجد.

وفي أول رد فعل على الحادثة، نظمت نقابة الأئمة وقفة تضامنية مع الضحية، وطالبت السلطات العليا في البلاد بالتدخل لحماية الأئمة من الضغوط والمضايقات التي يتعرضون لها. كما ناشدت بإجراء تحقيق شامل لكشف ملابسات انتحار الإمام، وتجميد نشاط الجمعيات الدينية حتى إعادة النظر في صلاحياتها وتداخلها مع مهام الأئمة.

كان الإمام الراحل قد وجه سابقًا شكوى إلى مديرية الشؤون الدينية في محافظة برج بوعريريج، طالبًا الحماية من المضايقات التي تعرض لها من طرف الجمعية الدينية للمسجد، مشيرًا إلى أن الجمعية كانت تتدخل في شؤون المسجد وتعرقل مهامه، مما دفعه إلى العمل بمفرده في كل ما يتعلق بالصلوات والخطب والتعليم الديني.

نقابة الأئمة بدورها أكدت على أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، مشيرة إلى عشرات الحالات المماثلة في ولايات أخرى مثل أدرار، الأغواط، والمسيلة. وأوضحت النقابة أن هناك حاجة ماسة لتطبيق القوانين التي توفر حماية أكبر للأئمة من الاعتداءات المتزايدة.

في الوقت ذاته، شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، على أن هناك تشريعات قائمة لحماية الأئمة، وتم تجريم الاعتداء عليهم، حيث تم تسجيل 69 اعتداء على الأئمة في العامين الماضيين، تم حل 33 منها قضائيًا.

ورغم الجهود المبذولة لحماية الأئمة وتحديد معايير صارمة لتعيينهم، تبقى التحديات قائمة وسط الصراعات المتزايدة داخل المؤسسات الدينية.