وسط خلافات سنية..

الإطار التنسيقي يحسم رئاسة البرلمان لصالح مرشحه.. المشهداني في المنصب

انتُخب محمود المشهداني رئيسًا للبرلمان العراقي بعد أشهر من الخلافات والتأجيل بين الكتل السياسية السنية، بدعم قوي من قوى "الإطار التنسيقي" التي مارست ضغوطًا كبيرة لضمان فوزه. ويأتي هذا الانتخاب وسط توترات إقليمية وضغوط إيرانية تهدف إلى استقرار الأوضاع الداخلية في العراق بما يخدم مصالحها.

الإطار التنسيقي يحسم رئاسة البرلمان لصالح محمود المشهداني

بغداد

نجح الإطار التنسيقي، الذي يضم القوى الشيعية الرئيسية في العراق، في الدفع بانتخاب محمود المشهداني رئيسًا للبرلمان، بعد تأخير طويل بسبب خلافات بين الكتل السنية حول الشخصية المناسبة لهذا المنصب. وذكرت مصادر مطلعة أن إيران مارست ضغوطًا لحسم هذا الملف، نظرًا لتأثير التوترات الإقليمية على الوضع الداخلي في العراق.

وجاء هذا الانتخاب عقب إقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي بتهمة التزوير، حيث أظهر الإطار التنسيقي موقفًا داعمًا لترشيح المشهداني، الذي يُعد شخصية توافقية بالنسبة لهذه الكتلة، خاصةً بعد توجيه ضغوط للكتل السنية للتنازل عن مرشحها سالم العيساوي والتوافق على المشهداني.

ويُعد المشهداني، البالغ من العمر 76 عامًا والذي سبق له أن ترأس البرلمان بين عامي 2006 و2009، شخصية مسالمة وخالية من الطموحات السياسية الكبيرة، ما يسهّل للإطار التنسيقي تحقيق أجنداته دون اعتراضات. وقد شوهد المشهداني وهو يقبّل رأس هادي العامري، زعيم ميليشيا بدر وأحد قادة الإطار، عقب إعلان فوزه تقديرًا لدعمه.

وكان عضو تحالف الفتح، علي الفتلاوي، قد أكد قبل أسبوع أن الإطار التنسيقي حسم قراره بترشيح المشهداني لرئاسة البرلمان، مشيرًا إلى أن هذا القرار نهائي ولا رجعة فيه، ما يسهم في سهولة قيادة الإطار التنسيقي للعراق وفق أجندته.

ويهدف هذا التحرك إلى تمكين الإطار التنسيقي من قيادة العراق دون خلافات، كما أن وجود مؤسسة تشريعية متوافقة مع الرئيس ورئيس الحكومة يدعم تنفيذ العمليات التي تقودها الميليشيات المرتبطة بإيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد أشار إلى ذلك القيادي في ائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، مؤكدًا أن التكامل بين الرئاسات يسهم في دعم استقرار العراق.

وبحسب مصادر عراقية، فإن إيران كانت تسعى إلى تجنب العراق أزمات سياسية أو طائفية محتملة قد تستغلها أطراف خارجية لضرب نفوذها، خاصة في ظل مسار التوترات الإقليمية، وسعي الولايات المتحدة وإسرائيل لاحتواء نفوذ طهران في المنطقة.

وفي منشور له على منصة إكس، وصف السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، انتخاب المشهداني بأنه "رسالة إيجابية" لاستقرار العراق وتعزيز وحدته السياسية.

وجرى انتخاب المشهداني رئيسًا للبرلمان خلفًا للحلبوسي بعد حصوله على 182 صوتًا من أصل 269، متقدمًا على سالم العيساوي الذي نال 42 صوتًا. وقد سبقت ذلك عدة جولات من المفاوضات بين القوى السنية، تمخضت عن توافقٍ سياسي شامل أسهم في تجاوز العقبات السابقة.

المشهداني من مواليد بغداد عام 1948، ودرس الطب في جامعة بغداد. انضم عام 2004 إلى تأسيس مجلس الحوار الوطني، وترأس البرلمان لأول مرة عام 2006، ليصبح بذلك أول رئيس للبرلمان بعد الإطاحة بنظام صدام حسين.