المرأة وصنع القرار..
المرأة في مراكز صنع القرار.. الصراع بين القرار الأممي 1325 والأزمات السياسية
"لعبت المرأة في عدن دوراً محورياً في مجتمعها لعقود من الزمن، فكانت من أوائل النساء في المنطقة العربية اللواتي انخرطن في التعليم والعمل العام وحتى السياسة. وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، شهدت عدن مشاركة المرأة في حركات التحرر الوطني، حيث نظمت مظاهرات وحملات حاشدة للمطالبة بحقوقها، الأمر الذي أرسى أسساً متينة لحقوق المرأة ومكانتها في المدينة".
خلال العقد الماضي، مرت مدينة عدن بتقلبات سياسية وأمنية غير مسبوقة ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة. ومع ذلك، كانت المرأة حاضرة بقوة في مواجهة هذه التحديات، حيث أظهرت إصراراً ملحوظاً على لعب دور رئيسي في الساحة السياسية، مستمدةً قوتها من تاريخ عريق لنضال المرأة . وبدعم من القرار الأممي 1325، الذي يكرس دور المرأة في السلم والأمن، ازدادت النساء في عدن قوة واطلاعاً بالشأن السياسي، مما جعل حضورهن في مراكز صنع القرار ضرورة ملحة لتحقيق السلام والتنمية.
لعبت المرأة العدنية دوراً محورياً في مجتمعها منذ عقود، حيث كانت من أوائل النساء في المنطقة العربية التي انخرطت في التعليم والعمل العام، بل وحتى السياسة. في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، شهدت عدن مشاركة المرأة في الحركات الوطنية التحررية، إذ انخرطت النساء في مظاهرات حاشدة ونظمن حملات للمطالبة بحقوقهن، ما أسس قاعدة متينة لحقوق المرأة ومكانتها في المدينة. وتوالت الإنجازات حتى أصبحت مثالاً يحتذى به في مجالات التعليم، والعمل الاجتماعي، والنشاط السياسي.
ومع اندلاع الأزمات السياسية في اليمن على مدار السنوات العشر الماضية، وجدت النساء في عدن أنفسهن في قلب تحديات ضخمة تفرض عليهن مزيداً من الوعي والانخراط في الشأن العام ،حيث تسببت الحروب والنزاعات بتفكيك البنية المجتمعية وزيادة الفقر والبطالة، مما دفع النساء لمواجهة هذه الأزمات عبر تقديم المساعدة الإنسانية، والدفاع عن حقوق الأسر والأطفال، والعمل من أجل تحقيق السلام المحلي.وقد انعكس هذا الانخراط المتزايد على وعي المرأة العدنية بقضايا السياسة والشأن العام، حيث لم يعد دورها يقتصر على العمل الخيري أو الاجتماعي، بل أصبحت جزءاً من النقاشات السياسية ومنصات صنع القرار في المدينة. هذا الوعي السياسي المتزايد جاء نتيجة مباشرة لتفاعل النساء مع الأزمات المتتالية، مما مكنهن من تطوير استراتيجيات للعمل المدني والسياسي، ورفد المجتمع برؤية مختلفة تجمع بين القوة والمرونة.
وفي خضم هذه الأزمات، كان للقرار الأممي 1325 دور بارز في دعم جهود النساء في عدن. فالقرار، الذي يؤكد على أهمية مشاركة النساء في السلم والأمن، فتح المجال لنساء هذه المدينه الصابره ليتمتعن بمزيد من الشرعية في الساحة السياسية والمجتمعية. وقد استطاعت نساء المدينة الاستفادة من هذا القرار لتوسيع نطاق مشاركتهن في مختلف المستويات القيادية، سواء في المجالس المحلية أو المنظمات الدولية أو المبادرات المجتمعية لكن ورغم ذلك لايزال من الضروره تكثيف العمل على تمكين المرأه من المشاركة الجاده في صنع القرار وتوليها مناصب قيادية تمكنها ليس فقط من المشاركة في صنع القرار بل من الاهليه في تنفيذ القرارات والتوصيات. كما هو في المناصب العليا .
حيث ان الجهد الذي بذلته النساء بمساعدة المنظمات الدولية و المؤسسات المحليه ينبغي ان تُلمس اثاره بشكل اكبر حيث عملت النساء في عدن على التمسك بمبادئ القرار الأممي و الشعور بالاستحقاق والعمل على مباديء القرار ورفع الوعي بها وذلك رغبة في تحويلها واقع ملموس من خلال الانخراط في مبادرات لحل النزاعات المجتمعية، ودعم المصالحة بين الأطراف المحلية المتصارعة، والمساهمة في بناء خطط التعافي الاقتصادي والاجتماعي. وقد أثبتت التجربة أن النساء غالباً ما يقدمن مقترحات تستهدف تحسين حياة الأسر والمجتمعات المتضررة بشكل مباشر، مما يعكس إدراكهن العميق لاحتياجات المجتمع.
اليوم، تلعب النساء في عدن دوراً محورياً في استعادة الاستقرار المجتمعي، وذلك من خلال مبادرات تُعنى بتعزيز الأمن المجتمعي وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، مثل التعليم والصحة ودعم المشروعات الصغيرة. تسعى النساء في مراكز صنع القرار إلى تطوير سياسات تراعي مصالح الجميع، وتوفر الحماية للنساء والأطفال الذين عانوا من النزاعات، مستلهمات ذلك من مبادئ القرار الأممي 1325 والتجربة النضالية التي امتدت لعقود.
ان تزايد تبني البرامج التي تدعوا الى ضرورة مشاركة النساء في صنع القرار من شأنه تعزيز حضور النساء في المناصب القيادية وازدياد فرص التغيير في المجتمع، إذ يتزايد الوعي بأهمية إدماج المرأة في مختلف المجالات، من السياسة إلى الاقتصاد. وتبرز القيادات النسائية كنماذج للتحدي والتطوير، حيث يعملن على تمكين النساء الأخريات وتدريبهن على الانخراط في العمل السياسي والمدني، ليكنّ جزءاً من عملية صنع القرار.
و رغم النجاحات التي حققتها المرأة في مجتمعنا، فإن هناك تحديات كبيرة ما زالت تعترض طريقها، من بينها ضعف بعض المؤسسات المحليه في تنفيذ البرامج بالشكل الفعال و عدم تدقيق المنظمات الدوليه على مدى صحة التقارير والمؤشرات النهائية المرفقه والتي من خلالها يمكن قياس مدى نجاح البرنامج كذلك، التقاليد المجتمعية التي تقيد دور النساء، والضغوط السياسية التي تعيق تنفيذ سياسات مستدامة. كذلك، تشكل قلة الموارد المالية والتقنية تحدياً آخر يحول دون تحقيق نتائج أكبر، مما يتطلب دعماً محلياً ودولياً لمواصلة هذه الجهود وتطويرها.
في الختام رسالة شكر نوجهها للنساء الواتي أثبتن خلال عقد من الأزمات، أنهن قادرات على تقديم مساهمات جوهرية لصنع السلام والاستقرار، مستلهمات من تاريخهن النضالي ومرجعيات دولية مثل القرار الأممي 1325، واللواتي يمثل حضورهن في مراكز صنع القرار بُعداً جديداً يُعيد الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً لهذه المدينه الواعده، ويؤكد على أن إشراك النساء في إدارة الأزمات وصنع السياسات هو خطوة لا غنى عنها لتحقيق التنمية والسلام الدائم.