انقلاب في ميزان القوى وصدى عالمي مدوٍ..
تحرير حلب يعمق أزمة الأسد ويهز مشروع إيران الإقليمي
دخل الصراع السوري مرحلة جديدة، تُظهر ضعف التحالفات القديمة وقدرة المعارضة على قلب المعادلات. في حين أن انتكاسة النظام السوري وحلفائه تعكس التحديات التي تواجه إيران في توسيع نفوذها الإقليمي.
شهد العالم لحظة تاريخية مع إعلان تحرير مدينة حلب من سيطرة النظام السوري وحلفائه، وهو الحدث الذي تجاوز كل الأخبار الأخرى ليشكل نقطة تحول في مسار الصراع السوري.
ونشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاهد توثق أحداث تحرير المدينة، حيث ظهر مقاتلون سوريون يدمرون تماثيل وصور الرئيس السوري بشار الأسد، بينما قام آخرون بتمزيق صور المرشد الإيراني علي خامنئي، في مشهد يعبّر عن رفض الهيمنة الإيرانية. في إحدى اللقطات، ظهر مقاتل وهو يقول بسخرية: "طريق القدس لا يمر عبر سوريا!"، في إشارة إلى تبريرات التدخل الإيراني المتكررة.
ولم تتوقف الرسائل عند هذا الحد؛ حيث أظهرت صور أخرى سيطرة قوات المعارضة على القنصلية الإيرانية في حلب، مع تدمير صور قاسم سليماني، الذي كان يُعدّ رمز التدخل العسكري الإيراني في المنطقة.
لم يكن تحرير حلب مجرد حدث عسكري، بل شكل فرحة لأهالي المدينة الذين عاشوا سنوات طويلة تحت القصف والاضطهاد. أظهرت مقاطع الفيديو لحظات مفعمة بالفرح، حيث احتشد الأهالي في الشوارع تعبيراً عن سعادتهم باستعادة مدينتهم. كما وثّقت لقطات تحرير السجناء من معتقلات النظام، في مشهد يعكس عودة الأمل إلى المدينة.
وحاولت وسائل الإعلام الإيرانية التغطية على الحدث، نافيةً تقدم قوات المعارضة. لكن مع توالي الأخبار وانتشار المشاهد، اضطرت للاعتراف بالهزيمة. في هذا السياق، أعلن النظام الإيراني عن مقتل العميد كيومرث بورهاشمي، المعروف بلقب "حاج هاشم"، وهو أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني.
وتناولت وسائل الإعلام الدولية تحرير حلب كحدث يعكس ضعف نظام الأسد وحلفائه الإقليميين:
حيث ذكرت وكالة "أسوشيتد برس": "مع انشغال إيران وحزب الله في جبهات أخرى، بدا نظام الأسد معزولاً أمام تقدم المعارضة."
وأشارت CNN إلى أن: "ضعف القوات الإيرانية الوكيلة شكّل فرصة للمتمردين السوريين للقيام بهجوم مباغت على حلب."
ورصدت وكالة "بولتن نيوز" (التابعة للمخابرات الإيرانية) التغييرات الحاصلة، قائلةً: "سقوط حلب يعكس تحولاً في ميزان القوى الإقليمي، حيث تواجه قوات النظام السوري هزائم متتالية في المناطق الاستراتيجية مثل خان طومان."
أما المحلل الإيراني جلال خوش چهره، فقد حذّر من تداعيات الأحداث قائلاً: "الصراعات المفاجئة في المنطقة قد تمتد إلى العراق وإيران، مما يعكس تعقيد المواجهة بين طهران والغرب."