حذرت من التواجد الأمريكي والإسرائيلي في سوريا..

خامنئي يتهم إسرائيل وأمريكا بإسقاط نظام الأسد ويتوعد بتعزيز محور المقاومة (ترجمة)

توعد خامنئي أن محور المقاومة سيخرج من هذه الأزمة أقوى من ذي قبل، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدور المتزايد للجماعات المدعومة من إيران في المنطقة.

إيران تقول سقوط الأسد نتيجة لمؤامرة أمريكية إسرائيلية

ماريا هاشم
ناشطة إعلامية وسياسية جنوبية - تكتب باسم مستعار لأسباب خاصة بها -
طهران

اتهم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يوم الأربعاء، إسرائيل والولايات المتحدة بالتخطيط لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتعهد بأن محور المقاومة، الذي يُعد نظام الأسد جزءًا منه، سيخرج أقوى مما كان عليه.

وقال خامنئي، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية: "لا شك أن ما حدث في سوريا تم التخطيط له في غرف عمليات الولايات المتحدة وإسرائيل. لدينا أدلة تثبت ذلك".

جاءت تصريحاته أمام حشد من أنصاره، كأول تعليق علني له منذ سقوط نظام الأسد يوم الأحد الماضي على يد تحالف متمردين تقوده جماعات جهادية، بعد هجوم خاطف استمر أسبوعين وكسر الجمود العسكري الذي استمر لسنوات خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من عقد.

وأضاف خامنئي: "لعبت إحدى الدول المجاورة لسوريا دورًا في هذه المؤامرة"، في إشارة واضحة إلى تركيا، "لكن المخططين الرئيسيين هم الولايات المتحدة والنظام الصهيوني".

ورغم رفض المسؤولين الأتراك بشدة أي مزاعم بشأن تورطهم، يرى محللون أن الهجوم المتمرد لم يكن ليحدث دون موافقة ضمنية من تركيا.

في وقت سابق، كان نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، محمد جواد ظريف، أكثر وضوحًا حين قال: "دور تركيا في هذه الأحداث واضح للغاية"، وفق ما نقلته قناة "إيران إنترناشيونال".

وأشار خامنئي إلى أن الجهات المتورطة في سوريا تسعى لتحقيق أهداف مختلفة، حيث قال: "بعضهم يريد السيطرة على أراضٍ شمال سوريا أو جنوبها. أما الولايات المتحدة، فهي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة".

وفي الوقت الذي توجد فيه قوات تركية في شمال سوريا، فإن إسرائيل دفعت بقوات إلى منطقة عازلة شرق الجولان. وأكد خامنئي أن الولايات المتحدة، التي تدعم قوات كردية في سوريا، ستُطرد في نهاية المطاف على يد محور المقاومة.

وفي تسجيل مصور لكلمته، ظهر الحشد يرفع قبضاته ويهتف: "الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!".

النظام السوري، الذي فرّ رئيسه بشار الأسد إلى موسكو، كان حليفًا محوريًا لإيران، إذ مثلت سوريا ممرًا استراتيجيًا لنقل الأسلحة الإيرانية إلى الجماعات الموالية لها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان.

وأشار خامنئي إلى أن حزب الله "وجه صفعة قاسية لإسرائيل" وأجبرها على وقف إطلاق النار، رغم خسائره الكبيرة في الأرواح والمعدات.

وتزامن ضعف حزب الله في مواجهاته مع إسرائيل مع تقدم المعارضة السورية المتمثلة في تحالف جماعات بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة سنية متطرفة نشأت كفرع لتنظيم القاعدة.

على الرغم من الخلافات بين إيران والجماعات المتمردة في سوريا، شدد خامنئي على أن العلاقة مع سوريا ستظل "ودية"، مشيرًا إلى أن "إيران وسوريا تتمتعان بتاريخ طويل من التعاون، ونتوقع استمرار هذه العلاقة".

وفي سياق متصل، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النظام الجديد في سوريا قائلاً: "إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة تأسيس وجودها في سوريا، أو بنقل أسلحة إلى حزب الله، أو بمهاجمتنا، فسنرد بقوة وسنفرض ثمنًا باهظًا".

واختتم خامنئي بتأكيد أن إيران ستبقى قوية، قائلاً: "الاعتقاد بأن ضعف المقاومة يعني ضعف إيران الإسلامية هو جهل. إيران قوية وستزداد قوة بمشيئة الله".